مشادة البيت الأبيض كشفت حدود نفوذ الحلفاء على ترامب
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
في 90 ثانية فقط من مشهد مذهل، انتهت أسابيع من التعذيب الدبلوماسي، وجاءت الضربة القاسية التي تلقاها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضوي الجمعة، لتكشف عن حدود الضغط المكثف الذي مارسه حلفاء أمريكا لإثناء ترامب عن عزمه على إنهاء الهجوم الروسي، حتى لو لم تكن الشروط في صالح أوكرانيا.
ترامب تجاهل أيضاً وعود بوتين الديبلوماسية السابقة
وكتب زكي ميلر في وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، أن ما جرى في البيت الأبيض، أظهر أيضاً الجرأة التي يشعر بها ترامب لإعادة توجيه أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، نحو أجندة "أمريكا أولاً" بطرق تمتد إلى ما هو أبعد بكثير، من تلك التي اتبعها في ولايته الأولى.
وهذا الانفجار المفاجئ، كان الأكثر حدة لتبادل للكلمات بين زعماء العالم في المكتب البيضاوي، حيث انحدر العمل الدبلوماسي إلى توجيه أصابع الاتهام والصراخ.
وترك اللقاء مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وقدرة كييف على الدفاع عن نفسها في الصراع مع روسيا، في خطر شديد.
وخاطب ترامب زيلينسكي محذراً من أنه "إما أن تبرم اتفاقاً أو ننسحب"، مما يؤكد خططه لإنهاء الحرب سريعاً بأي ثمن.
Trump's Oval Office thrashing of Zelenskyy shows limits of Western allies' ability to sway US leader - pic.twitter.com/vcAs2QRiPi
— Today’s News (@Today_newsx1) March 2, 2025 شكر الشعب الأمريكيوبعد أقل من يوم واحد، قدم زيلينسكي الشكر للشعب الأمريكي وترامب والكونغرس على "كل الدعم" عبر منشورات على إكس.
وأتت هذه الحادثة المذهلة في واشنطن، بمثابة تتويج لأسبوع من الجهود، التي تبين أنها غير مجدية إلى حد كبير، من قبل حلفاء الولايات المتحدة لتجاوز الخلافات بين واشنطن وكييف، ومحاولة إبعاد ترامب عن مغازلاته مع موسكو.
والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الماضي مع ترامب لوضع الأساس لقوة حفظ السلام بقيادة أوروبا في نهاية المطاف في أوكرانيا، بهدف ردع روسيا في المستقبل، وتشجيع الرئيس الأمريكي على أن يكون أكثر تشككاً في فلاديمير بوتين.
ولكن رغم الاستقبال الحار لماكرون في البيت الأبيض، كانت الولايات المتحدة تنقسم مع حلفائها الأوروبيين في الأمم المتحدة، من خلال رفض إلقاء اللوم على روسيا في غزوها لأوكرانيا عبر سلسلة من القرارات في الذكرى السنوية الثالثة للحرب.
Trump's Oval Office thrashing of Zelenskyy shows limits of Western allies' ability to sway US leader https://t.co/HiWrti5W8U pic.twitter.com/J7d9GwclKP
— WHLT 22 Hattiesburg (@WHLT22) March 2, 2025والخميس، زار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر واشنطن، وناشد ترامب توفير "دعم" أمريكي للدول الأوروبية التي ستوفر الأمن على الخطوط الأمامية لأوكرانيا. لقد كان يبحث في جوهره عن ضمان أنه في حالة التوصل إلى اتفاق سلام، فإن روسيا لن تستأنف القتال في المستقبل. أحضر ستارمر الإطراء ودعوة لزيارة دولة من الملك تشارلز الثالث لإضفاء طابع لطيف على الطلب.
نهج ناجحوبدا هذا النهج ناجحاً، حيث استخدم ترامب لهجة أكثر تصالحية بإزاء أوكرانيا، واصفاً الدعم الأمريكي للبلاد ضد الغزو الروسي، بأنه "أمر يستحق القيام به للغاية"، وقال إنه لا يتذكر أنه وصف الزعيم الأوكراني بـ"الديكتاتور".
لكن ترامب تجاهل أيضاً وعود بوتين الديبلوماسية السابقة، مدعياً أنها حدثت في عهد رؤساء مختلفين، وقال إن الزعيم الروسي لم ينتهك أبداً التزاماً قطعه له. جاء ذلك بينما كان مساعدوه يخططون لسلسلة من جلسات التفاوض مع المسؤولين الروس، لوضع الأساس لاجتماع محتمل بين ترامب وبوتين في الأسابيع المقبلة.
وطوال الوقت، كان ترامب يركز على تأمين حصة مالية من المعادن الحيوية في أوكرانيا لاسترداد عشرات المليارات التي منحتها الولايات المتحدة لكييف للدفاع عن نفسها. وفي الوقت نفسه، أراد زيلينسكي أكثر من مجرد وعود واشنطن الغامضة، وضغط من أجل ضمانات أمنية أكثر واقعية.
لكن ترامب لم يتراجع، وقال المسؤولون الأمريكيون مراراً وتكراراً، إن زيلينسكي لن يكون موضع ترحيب للقاء الرئيس لمناقشة سعي ترامب لإجراء مفاوضات مع روسيا، إلى أن يتم التوقيع على اتفاق المعادن. وبعد أسابيع من الترهيب، وافقت حكومة زيلينسكي الأربعاء رسمياً على الاتفاق، مما مهد الطريق أمام اجتماع الجمعة.
وقال السناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية ليندسي غراهام، حليف ترامب، إنه حذر زيلينسكي قبل الاجتماع مع الرئيس.
وشكلت هذه الحادثة أحدث مثال على تحركات ترامب الجريئة لتغيير مواقف السياسة الأمريكية، مما ينذر بمزيد من عدم اليقين في المستقبل بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها منذ فترة طويلة، والذين شعروا فعلاً بالضغط لتبرير مكانتهم في عيون ترامب. يأتي ذلك بعد أسابيع فقط من طرح ترامب نقلاً دائماً للفلسطينيين من غزة والسيطرة الأمريكية على المنطقة، ومع مضاعفة خططه لفرض رسوم جمركية صارمة على البضائع الآتية من المكسيك وكندا بدءاً من هذا الأسبوع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ترامب يقيل إيلون ماسك.. أسباب رحيل أغنى رجل في العالم عن البيت الأبيض
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس بأن إيلون ماسك سيغادر إدارته على الأرجح خلال "بضعة أشهر"، في أوضح إشارة على أن مستشاره الأقوى والأكثر إثارة للجدل سيُنهي عمله داخل الحكومة.
صرح ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية بأن "إيلون رائع"، لكن لديه "عددًا من الشركات التي يجب إدارتها"، وفقا لما أوردته وكالة أسوشتيد برس الأمريكية.
وأضاف : "أريد أن يبقى إيلون لأطول فترة ممكنة" أولاً، أنا معجب به، ثانياً، إنه يقوم بعمل رائع. ثالثاً، إنه وطني، ولهذا السبب يفعل هذا، ولكن ستكون هناك نقطة سيُضطر فيها إلى المغادرة".
جاءت تصريحات الرئيس ترامب بعد سيل من التلميحات خلال الأسبوع الماضي بأن وقت ماسك محدود.
وقال ترامب الأسبوع الماضي: "نعتقد أنه خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة، سنكون راضين تمامًا عن الأشخاص الذين يعملون بجد ويرغبون في أن يكونوا أعضاءً في الإدارة".
اشتهر الرئيس الجمهوري بانقطاعاته المفاجئة مع كبار مستشاريه خلال ولايته الأولى، لكن أي شخص يأمل في مثل هذا الانفصال عن ماسك قد أصيب بخيبة أمل.
قاد ماسك وزارة كفاءة الحكومة في إدارة ترامب، التي تلعب دورًا رائدًا في تقليص حجم الحكومة الفيدرالية وإصلاحها وقال ترامب إن العمل سيستمر داخل مختلف الوكالات.
انتكاسة إيلون ماسكوواجه ماسك أيضًا انتكاسة يوم الثلاثاء في ولاية ويسكونسن، حيث رفض الناخبون اختياره لمرشح للمحكمة العليا للولاية، على الرغم من تبرعاته الشخصية التي تجاوزت 21 مليون دولار، وظهوره في الحملة الانتخابية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
تتراجع أرقام ماسك في استطلاعات الرأي عن أرقام ترامب، وهو ما يعتقد الديمقراطيون أنهم استطاعوا استغلاله لصالحهم في ويسكونسن.
وفي سياق آخر، يواجه أغنى رجل في العالم المزيد من المشاكل في شركة تيسلا، صانعة السيارات الكهربائية التي يملكها، والتي شهدت انخفاضًا في المبيعات بنسبة 13% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
يُفترض أن ماسك لديه وقت فراغ في فترة ولايته فقد عُيّن كموظف حكومي خاص، مما يعني أنه لا يمكنه العمل إلا لمدة 130 يومًا خلال فترة 365 يومًا.
قال ماسك لبريت باير من قناة فوكس نيوز في 27 مارس: "أعتقد أننا سنكون قد أنجزنا معظم العمل المطلوب لخفض العجز بمقدار تريليون دولار خلال هذا الإطار الزمني".
لم يلتزم ماسك بمغادرة الإدارة في أي تاريخ محدد، وليس من الواضح كيف تتابع الإدارة وقت ماسك وفي 30 مايو، سيكون قد مضى 130 يومًا على تنصيب ترامب في 20 يناير.
صرح ترامب للصحفيين الاثنين الماضي في المكتب البيضاوي: "سأحتفظ به لأطول فترة ممكنة" و"إنه رجل موهوب للغاية".