مشروعات نوعية في الملتقى الهندسي الخامس عشر بجامعة السلطان قابوس
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
مسقط- الرؤية
انطلقت أمس الأحد في جامعة السلطان قابوس فعاليات الملتقى الهندسي الخامس عشر "نافذة على الابتكار الهندسي العربي"، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد- أستاذ مساعد بقسم الاقتصاد والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في الجامعة، وذلك بقاعة مدرج الفهم بمركز الجامعة الثقافي.
ويشارك في هذا الملتقى طلبة الهندسة من داخل سلطنة عمان وخارجها من دولة الإمارات العربية المتحدة، والعراق، والأردن، وسوريا، والمملكة العربية السعودية، ويمثلون عدة جامعات منها جامعة صحار، جامعة التقنية (مسقط وشناص)، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة الأنبار العراقية، الكلية الدولية للهندسة والإدارة، والجامعة الوطنية.
ويشمل الملتقى تخصصات هندسية متعددة، من بينها الهندسة المعمارية، الهندسة المدنية، الهندسة الكيميائية، هندسة البترول، الهندسة الميكانيكية، الهندسة الصناعية، والهندسة الميكاترونيكية، مما يتيح مساحة واسعة لعرض الأفكار المبتكرة والحلول التقنية المتطورة؛ إذ يستعرض الطلبة ابتكاراتهم ومشروعاتهم، مع التنافس على مجموعة من الجوائز، بما في ذلك جائزة القسم الهندسي لكل تخصص، والجائزة الكبرى التي تُمنح لأفضل المشاريع. كما يضم الملتقى معرضًا هندسيًا بالقاعة الكبرى لمركز الجامعة الثقافي، ويضم المعرض 32 مشروعًا جاء اختيارها بعناية بعد مراحل تصفية دقيقة، بالإضافة إلى فعاليات وأركان تفاعلية تُثري المعرفة وتعزز تبادل الخبرات بين المشاركين.
وتستمر فعاليات الملتقى حتى الخامس من مارس الجاري من الساعة 11 صباحًا حتى 5:30 مساءً، ومن 7:30 مساءً حتى 10:30 مساءً.
ومن أبرز المشروعات الهندسية التي ستُعرض خلال الملتقى: تصميم مطار مسندم الدولي المقدم من جامعة السلطان قابوس، ويركز هذا المشروع على تصميم مطار حديث في منطقة مسندم، يعزز السياحة ويخدم الاقتصاد المحلي. يعتمد التصميم على حلول معمارية مستدامة تأخذ بعين الاعتبار الطبوغرافيا الجبلية للمنطقة، مع مراعاة معايير الأمان والكفاءة التشغيلية. كما يتضمن المشروع دراسة لحركة الطيران، وإدارة المساحات الداخلية والخارجية بطريقة توفر تجربة مريحة للمسافرين.
ومشروع إعادة تدوير مسحوق الرخام في صناعة الخرسانة المقدم من جامعة السلطان قابوس، ويهدف هذا المشروع إلى الاستفادة من مخلفات صناعة الرخام عن طريق دمج مسحوق الرخام في إنتاج كتل خرسانية مسبقة الصب. يركز البحث على تحسين خصائص الخرسانة مثل القوة والمتانة، مع تقليل الأثر البيئي الناجم عن تراكم نفايات الرخام. كما يدرس المشروع إمكانية تقليل استهلاك المواد الطبيعية، مما يعزز الاستدامة في قطاع البناء.
ومشروع تحسين استخراج النفط باستخدام الحقن الكيميائي المقدم من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، ويتناول هذا المشروع استخدام تقنيات الحقن الكيميائي لتحسين استخلاص النفط الخام من الحقول النفطية. يهدف إلى زيادة كفاءة الإنتاج عبر تقليل نسبة المياه المصاحبة للنفط، مما يحد من استهلاك الموارد ويقلل من الأثر البيئي. كما يختبر المشروع أنواعًا مختلفة من المواد الكيميائية لضمان تحقيق أقصى إنتاجية بأقل تكلفة.
ومشروع نظام تحكم بالذراع الصناعية باستخدام إشارات الدماغ المقدم من جامعة الأنبار بالعراق، ويعتمد هذا المشروع على تقنية تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التحكم في الأطراف الصناعية باستخدام إشارات الدماغ. يتم تطوير واجهة إلكترونية متقدمة قادرة على ترجمة الإشارات العصبية إلى أوامر حركية، مما يمنح المستخدمين تحكمًا دقيقًا وسلسًا في الأطراف الصناعية، ويسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.
ومشروع تصميم وتصنيع نظام لتخزين الطاقة الحرارية مناسب لسلطنة عُمان المقدم من جامعة السلطان قابوس، ويهدف المشروع إلى تطوير نظام لتخزين الطاقة الحرارية يعتمد على الطاقة الشمسية، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في عمان. يشمل التصميم حلولًا مبتكرة لتخزين الحرارة باستخدام مواد تغيير الطور (PCM) وأنظمة نقل حراري متقدمة، ما يتيح إمكانية توفير الطاقة لاستخدامها لاحقًا في التدفئة أو توليد الكهرباء. يساعد المشروع في دعم التوجهات العالمية نحو الطاقة المتجددة وتحقيق الاستدامة البيئية
ومشروع روبوت مصغر لاستكشاف سطح القمر المقدم من جامعة السلطان قابوس، ويسعى هذا المشروع إلى تطوير روبوت صغير قادر على استكشاف سطح القمر بفعالية وكفاءة عالية. يتميز الروبوت بوزنه الخفيف وتصميمه القادر على التحرك بسلاسة على التضاريس الوعرة، مع تقنيات ذكية لجمع البيانات وتحليلها. يسهم هذا الابتكار في تطوير تقنيات الفضاء وتعزيز دور الاستكشاف غير المأهول.
ومشروع إنتاج الهيدروجين الأزرق من غاز الشعلة المقدم من جامعة السلطان قابوس، ويسعى المشروع للاستفادة من غاز الشعلة المهدر في سلطنة عمان لإنتاج الهيدروجين الأزرق، مما يدعم الأهداف البيئية لرؤية عمان 2040. يعتمد المشروع على تقنية إعادة تشكيل الميثان بالبخار (SMR) مع نظام احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) لتقليل الانبعاثات وتعزيز الاستدامة. يُظهر التحليل الفني للمشروع إمكانية تحويل 1.5 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا من غاز الشعلة إلى 36 طنًا من الهيدروجين الأزرق يوميًا، مما يعزز دور عمان كمُنتِج رئيسي للهيدروجين منخفض الكربون.
ومشروع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جدولة المواعيد الطبية، المقدم من جامعة السلطان قابوس، ويهدف هذا المشروع إلى تطوير نظام ذكاء اصطناعي قادر على تحسين عمليات جدولة المواعيد في القطاع الصحي، من خلال استخدام خوارزميات تعلم الآلة للتنبؤ بغياب المرضى وتقليل أوقات الانتظار وتحسين استغلال الموارد الطبية. يعتمد المشروع على تحليل البيانات السريرية وسلوك المرضى لتوفير حلول مرنة ودقيقة لتحسين كفاءة الخدمات الصحية.
يُشار إلى أن الملتقى الهندسي الخامس عشر، يمثل منصة ديناميكية تفتح الأفق أمام العقول الشابة لإعادة تعريف الابتكار الهندسي. من خلال المشاريع المشاركة، لنرى إبداعًا يمتزج بالطموح، إذ تُصاغ الحلول لمواجهة تحديات المستقبل. وهذا الحدث ليس فقط احتفالًا بالإنجازات؛ بل دعوة لمواصلة البحث والتطوير، وترسيخ دور المهندسين الشباب في بناء مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة. وهنا تتجسد رؤية الهندسة كأداة للتغيير وصناعة الغد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: هذا المشروع المشروع على المشروع إلى
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة دمياط يشارك في الملتقى المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك الدكتور حمدان ربيع المتولي رئيس جامعة دمياط، رافقه الأستاذ الدكتور محمد عبد الحميد شهاب نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والأستاذة الدكتورة أماني الديسطي مدير وحدة التصنيف الدولي بالجامعة ، في فعاليات الملتقى المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي انطلقت صباح اليوم الإثنين ، ويُعقد على مدار يومي 7 و8 أبريل الجاري، بحضور رفيع المستوى من الجانبين المصري والفرنسي، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد فيليب باتيسيت وزير التعليم العالي الفرنسي، ومشاركة نخبة واسعة من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية، وقيادات التعليم العالي والبحث العلمي من كلا البلدين، تصل لحوالى 400 مشارك من أكثر من 100 مؤسسة مصرية وفرنسية.
وأكد الأستاذ الدكتور حمدان ربيع المتولي، رئيس الجامعة، أهمية هذا الملتقى في تعزيز الروابط الأكاديمية بين البلدين ، معرباً عن سعادته بالمشاركة.
وأضاف رئيس الجامعة أن المشاركة في هذا الحدث تمثل فرصة لتبادل الخبرات والممارسات الفضلى في مجال التعليم العالي، وتساهم في تطوير البرامج الأكاديمية التي تلبي احتياجات السوق وتواكب التوجهات العالمية في البحث العلمي.
كما أشار إلى أن جامعة دمياط ملتزمة بتعزيز دورها في دعم الابتكار وتطوير التعليم بما يتماشى مع رؤية مصر 2030."
وخلال فعاليات الجلسة الافتتاحية التي استهلها الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والبحث العلمي نيابة عن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالترحيب بالحضور الكبير والذي يضم نخبة من الأكاديميين والباحثين من مصر وفرنسا، مشيدًا بالعلاقات التعليمية والثقافية التي تربط البلدين، وتعكس الاهتمام المشترك بالتدويل، مؤكدًا أن التدويل يمثل محورًا أساسيًا في الإستراتيجية المصرية ورؤية مصر 2030.
وأكد الدكتور حسام عثمان، أن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، تهدف إلى تطوير منظومة التعليم العالي في مصر بما يواكب التحديات المحلية والعالمية، ويعزز من جودة العملية التعليمية والبحث العلمي، ويربط بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
واستعرض نائب الوزير لشؤون الابتكار والبحث العلمي، المبادئ السبعة الأساسية للإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وهي: (التكامل، والتخصصات المتداخلة، والتواصل، والمشاركة الفعالة، والاستدامة، والمرجعية الدولية، والابتكار وريادة الأعمال)، مؤكدًا أهمية هذا الملتقى في تعزيز مبدأ المرجعية الدولية وتشجيع التبادل الطلابي والأكاديمي مع مؤسسات التعليم العالي العالمية، والانضمام إلى شبكات بحثية دولية وبرامج تعاون مشتركة.
وفي إطار مبدأ الاستدامة، أشار إلى ضرورة تنويع مصادر تمويل التعليم العالي من خلال الدعم الحكومي والقطاع الخاص والتبرعات والشراكات، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الإنفاق داخل المؤسسات التعليمية، كما سلط الضوء على أهمية المشاركة الفعالة، ودورهما في تعزيز استقلالية الجامعات مع ضمان الشفافية، وتحديث الأنظمة الإدارية والمالية في مؤسسات التعليم العالي.
كما تطرق إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال عبر تعزيز دور حاضنات الأعمال ومراكز الابتكار داخل الجامعات، وتشجيع الطلاب على تحويل أفكارهم إلى مشروعات تنموية، مشددًا على أهمية دمج أهداف التنمية المستدامة في الخطط التعليمية والبحثية.
وأشار إلى أهمية دمج التقنيات الحديثة، مثل (الذكاء الاصطناعي والتعلم الإلكتروني)، ضمن المنظومة التعليمية، إلى جانب تطوير البنية التحتية الرقمية للجامعات، مؤكدًا عمق الشراكة بين مصر وفرنسا، وما يجمع البلدين من تاريخ حافل بالنجاحات المشتركة.
وفي كلمته رحب الدكتور مصطفى رفعت، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، بالحضور، مؤكدًا أن هذا الملتقى العلمي يمثل محطة بارزة في مسار العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، ويعكس عمق الروابط الأكاديمية والبحثية بين البلدين، والتزامهما المشترك بتوسيع آفاق التعاون الإستراتيجي في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات أن الملتقى يأتي تأكيدًا على أهمية تدويل التعليم العالي كخيار إستراتيجي، ضمن مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ومواءمة لرؤية الوزارة الوطنية التي تهدف لجعل المعرفة والابتكار محركين رئيسيين للتنمية في البلاد، من خلال الانفتاح على التعاون الدولي وتبادل الخبرات مع كبرى المؤسسات العالمية.
وأشار الدكتور مصطفى رفعت إلى أن الشراكة المصرية الفرنسية تمثل نموذجًا ملهمًا يجمع بين تاريخ طويل من التعاون، وحاضر نابض بالإنجازات، ومستقبل واعد بالمبادرات النوعية، معلنًا عن توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم ضمن فعاليات الملتقى، لافتًا كذلك إلى الشراكة في مشروع الجامعة الفرنسية في مصر كنموذج ناجح للتعاون الأكاديمي العابر للحدود، ومشروعها الطموح لبناء حرم جامعي جديد صديق للبيئة يمنح شهادات مزدوجة معتمدة دوليًا.
كما نوّه إلى استمرار المجلس الأعلى للجامعات الذي يحتفل بيوبيله الماسي هذا العام في أداء دوره الريادي لتطوير التعليم العالي في مصر، من خلال تبني سياسات تدعم الإبداع وتلبي احتياجات سوق العمل، مؤكدًا تبني رؤية موحدة لدمج جهود الجامعات المصرية وتطويرها لتكون من جامعات الجيل الرابع، وتقدم تعليمًا متطورًا يسهم في تنمية المجتمع.
وفي ختام كلمته، شدد الدكتور مصطفى رفعت على أن ملتقى الجامعات ليس فقط منصة لتوقيع الاتفاقيات، بل لتجسيد إرادة مشتركة لبناء جسور متينة من الثقة والتميز، معربًا عن شكره لكل من ساهم في تنظيم الحدث، ومتمنيًا أن يكون هذا الحدث منطلقًا لشراكات جديدة تسهم في مستقبل مشرق للشباب والمجتمع الأكاديمي والعلمي في البلدين.
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، والقائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، أن التعاون المصري الفرنسي في مجال التعليم العالي لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة لتاريخ طويل من التفاهم الثقافي والعلمي، والذي أسهم في إثراء المشهد العلمي والبحثي في مصر والمنطقة.
وأوضح الدكتور أيمن فريد أن الوزارة تولي أهمية كبرى لهذا الملتقى، باعتباره ركيزة لتعزيز العلاقات الإستراتيجية مع فرنسا، في ظل ما تشهده العلاقات بين البلدين من زخم في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والمكتب الثقافي المصري في فرنسا، وسفارة فرنسا بالقاهرة يعملون لأجل تغيير وتوسيع نطاق التعاون الثنائي بما يتناسب مع طموح البلدين، وإنتاج جيل جديد من الشراكات العلمية والأكاديمية، لافتًا لسفر العديد من الباحثين المصريين للدراسة في فرنسا خلال الفترة الماضية.
وأشار الدكتور أيمن فريد إلى أهمية دور مبدأ الاتصال ضمن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، حيث يعتمد على الاتصال الداخلي وتم تتويجه بمبادرة تحالف وتنمية، ويمثل الاهتمام بالتعاون الدولي جزء من مبدأ الاتصال الخارجي، لافتًا إلى قوة النموذج المصري للتعليم العالي والتوسع في الاستثمار بالتعليم العالي، حيث يمثل اقتصاد المعرفة أهمية كبيرة لمصر.
وأشاد مساعد الوزير بالجامعة الفرنسية كجزء من منظومة التعليم العالي المصرية ودورها في جذب الطلاب الوافدين وتقديم البرامج البينية، وأوضح أن هذا التعاون يعكس ثقة البلدين في كفاءة النظام التعليمي للبلدين، حتى نؤسس مفهوم تعليمي جديد تقوده مصر وفرنسا يدعم اقتصاد المعرفة والبحث والابتكار.
وتحدث الدكتور ممدوح معوض رئيس المركز القومي للبحوث عن التعاون البحثي المشترك مع الجانب الفرنسي في مجالات الزراعة والطاقة، والمياه، والعلوم الصحية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية المستدامة، مشيرًا لتطلعاته أن يقدم هذا الحدث فرصة لمزيد من الباحثين للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه العلوم ومزيد من التعاون في الأبحاث العلمية المشتركة في المجالات ذات الأولوية.
ومن جانبه، أعرب الدكتور لوران جاتينو رئيس سي واي سيرجي بجامعة باريس وممثل "فرانس يونيفرستيه"، عن اعتزاز فرنسا العميق بالشراكة الممتدة مع مصر باعتبارها مركزًا تاريخيًا للتميز الثقافي والعلمي، مؤكدًا أن هذا التعاون هو خير نموذج لدمج الثقافات والاحترام المشترك، مشيرًا لتاريخ التعاون الطويل بين البلدين بدءًا من ابتعاث العلماء المصريين في فرنسا، وتطور هذه العلاقات التاريخية عبر العصور والاستفادة من التراث الثقافي العريق للبلدين.
وأكد اعتزاز فرنسا بتجديد هذا التعاون من خلال مشروعات ناجحة من بينها مشروع الجامعة الفرنسية في مصر، واليوم نستعد خلال هذا اللقاء لتوقيع المزيد من البروتوكولات وإطلاق مشروعات جديدة تعكس الثقة بين البلدين، بما يسهم في تحقيق التقدم العلمي والتكنولوجي للأجيال القادمة، لافتًا إلى دور التعاون الأكاديمي والبحثي كجزء من الدبلوماسية الثقافية في تعزيز العلاقات السلمية التي تضمن تحقيق مستقبل مزدهر.
ومن جانبها، أوضحت الأستاذة كوراليه رئيس المجلس الأعلى لتقييم الأبحاث والتعليم العالي، أهمية العمل على وضع معايير للاعتماد، والعمل على الاعتراف المتبادل في المجال الأكاديمي، والحرص على مستوى التميز الذي يعكس تطلعات الطرفين لتقديم تعليم ذو جودة عالية يلبي احتياجات التنمية.
وأشارت إلى العديد من المشروعات الناجحة عبر التاريخ بين البلدين ومنها كلية الحقوق وغيرها، وأكدت اعتزاز فرنسا بمواصلة دعمها للتعليم والبحث العلمي في مصر، من خلال تعزيز برامج التبادل الطلابي والأكاديمي، والتعاون في تطوير المناهج والبرامج التعليمية المبتكرة، خصوصًا في المجالات ذات الأولوية لخطة مصر للتنمية المستدامة، وتقدير فرنسا لأهميتها كمركز إقليمي قوي للتعليم العالي والبحث العلمي، لصالح المنطقة، وخصوصًا للدول الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية.
وتحدث الدكتور أنطون بوتى مدير المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أن العلاقة مع مصر علاقة محورية تمتد لستين عامًا، مشيرًا لتوطيد العلاقات مع عدد كبير من الجهات والهيئات المصرية والمشاركة في مشروعات تخص التراث في الإسكندرية ومعبد الكرنك والعمل مع جامعة القاهرة والجهاز المركزي للإحصاء، ولفت إلى أن هذا اللقاء يعزز العلاقات مع مصر التي تعتبر أكبر شركاؤنا خارج أوروبا، وثمن كل الجهود التي يقوم بها الملتقى المُقام اليوم والذي سيشهد توقيع عدد من البروتوكولات والاتفاقيات التي تخدم التعاون المشترك.
وتتضمن أجندة الملتقى مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتوقيع بروتوكولات تعاون بين الجانبين المصري والفرنسي بدعم من المجلس الأعلى للجامعات، تشمل توقيع اتفاقيات مع مدارس الهندسة الفرنسية، واتفاقية بين السفارة الفرنسية وصندوق دعم العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتمويل برامج ما بعد الدكتوراه.
كما تشمل فعاليات الملتقى عددًا من الجلسات النقاشية المتخصصة حول "تدويل أنظمة التعليم العالي والبحث العلمي"، و"التعاون الأكاديمي الفرنسي المصري – الوضع الحالي والآفاق"، و"الدروس المستفادة والآفاق المستقبلية" لتقييم التجارب الثنائية واستكشاف مجالات التعاون المستقبلية، و"تعزيز الروابط بين الأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال"، فضلًا عن جلسات لمناقشة التعاون في تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات، ويشارك في الجلسات نخبة من رؤساء الجامعات المصرية والفرنسية، وممثلين عن وزارتي التعليم العالي والمراكز البحثية من البلدين، فضلًا عن عدد كبير من الأكاديميين وممثلي القطاع الخاص، ومشاركة واسعة من ممثلي قطاع الأعمال والصناعة في البلدين، ما يُعزز فرص الربط بين المنظومة الأكاديمية وسوق العمل، ويُسهم في تطوير برامج دراسية تواكب الاحتياجات الفعلية للاقتصاد الوطني.
تجدر الإشارة إلى أن التعاون بين البلدين شهد تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، من خلال أكثر من 70 مشروعًا مشتركًا قيد التنفيذ في مجالات الصحة والهندسة والتحول الرقمي والعلوم الاجتماعية، إلى جانب العمل على نقل أكثر من 30 شهادة فرنسية إلى الجامعات المصرية، واهتمام 3 مؤسسات فرنسية بفتح فروع لها في مصر.