عقدت مديرية الزراعة بالبحيرة، برئاسة المهندس موفق محمود سارى وكيل وزارة الزراعة، ندوة توعوية لمناقشة الأثار الصحية والبيئية والإقتصادية من جراء حرق المخلفات الزراعية في إطار إستعدادات المحافظة  لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة أو ما يعرف إعلامياً " بظاهرة السحابة السوداء " ومن خلال تكثيف برامج التوعية بمخاطر حرق المخلفات الزراعية على البيئة والصحة العامة والقيمة الإقتصادية من إعادة تدويرها فى ظل ظروف مناخية مستجدة تستوجب تكاتف وتعاون جميع الجهات المعنية للتصدى لحرق المخلفات الزراعية.

 

وشارك في الندوة، المهندس محمود عبد المجيد هليل مدير عام الزراعة بالبحيرة، والمهندس محمد تركى مدير عام التعاون الزراعى وعلى دومةـ رئيس فرع البيئة بالمحافظة، أحمد بدر نائب رئيس مدينة دمنهور، ممثلى الإدارات الزراعية ورؤساء الجمعيات الزراعية، الشيخ يحيى عبد العاطى ممثل الأوقاف، والدكتور بشاره عبد الملاك ممثل الكنيسة بالبحيرة، الدكتورة سماح القاضى ممثل مديرية الصحة، الدكتورة هناء مصطفى شهاب ممثل التعليم،  مديحة أبو شعرة ممثل المجلس القومى للمرأة ، الدكتورة امانى نوار مدير إدارة البيئة بالمحافظة.

وخلال الندوة أكد المهندس محمود عبد المجيد هليل مدير عام الزراعة بالبحيرة ،على ضرورة تفعيل المرور اليومي لمهندسى الإرشاد لحث المزارعين على عدم حرق حواف الأراضي الزراعية والأضرار الناتجة عن الحرق المكشوف للمتبقيات الزراعية، وضرورة إلتزام المزارعين بعدم حرق المخلفات الزراعية والإستفادة منها.

وأشار مدير عام الشئون الزراعية بمديرية الزراعة ان مساحة زراعة محصول الأرز لهذا العام تخطت 318 الف فدان مؤكداً ان حرق قش الأرز يعد إفسادا لتركيب التربة ويؤثر سلباً على المحاصيل والمواسم التالية، خاصة ان كمية القش الناتج من المساحة المنزرعة بمحصول الارز 636362 طن ، وخطة الاستفادة عبارة عن فرم 35% و الكبس 35% والكومات السمادية 14 % وكومات الاعلاف يوريا ـ امونيا 1 % واستخدامات اخرى مثل تغطية البصل والبطاطس 15 % .
وأكد المهندس محمود هليل مدير عام الزراعة على انه لتحقيق الاستفادة يجب ان يتم تنفيذ برنامج موسع على مستوى الإدارات الزراعية بحضور مسئولبى البيئة بمجالس المدن والقرى لتوضيح توصيات الاستخدام الامثل لقش الارز وخطورة الحرق ، وعمل برنالمج على مستوى القطاعات والجمعيات الزراعية لنفس الغرض ، ويستخدم مادة EM1  فى عمل الكومات السمادية واستخدام رول من البلاستيك لعمل كومات العلف ، عمل نوباتجية مسائية وصباحية للمرور المكثف على المراكز لمنع حرق قش الارز وتدريب المرشدين والمزارعين على عمل الكومات السمادية / العلف ، التعاون مع شئون البيئة بالمحافظة لتجميع القش وكبسه داخل المحافظة والاتصال اليومى للتنسيق فى حالة وجود حرائق .

وأكد على دومة رئيس الفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة بالبحيرة، على الأهمية الاقتصادية لقش الأرز والأضرار الصحية والبيئية الناجمة عن حرق المخلفات الزراعية مشيراً الى إنه تم تغليظ العقوبة وفقاً لقانون 202 لسنة 2020 مشيرا أيضا إلى تشغيل مصنع الألواح الخشبية بإدكو والذى سيستقبل هذا العام قش الأرز لإنتاج الألواح الخشبية.

كما أشار إلى ألاقمار الصناعية الحراريه لرصد الحرائق وكذا غرفة العمليات الرئيسيه بديوان عام المحافظة و جهاز شئون البيئة والتواصل المستمر مع غرف العمليات الفرعية بمجالس المدن لرصد الحرائق بالإضافة إلى اللجان الدورية الصباحية والمسائية خلال فترة الحصاد لمنع حرائق قش الأرز.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البحيرة التعاون الزراعي إعادة تدوير الجمعيات الزراعية السحابة السوداء حرق المخلفات الزراعية محصول الارز مدیر عام قش الأرز

إقرأ أيضاً:

من الريف إلى الينابيع الساخنة: قصة نجاح السياحة الزراعية في اليابان

على أحد التلال اليابانية الخضراء، تترامى الحقول كأمواج بحر هادئ، بين ضفتي مزرعة قديمة تحوّلت إلى وجهة سياحية فريدة. هنا، لا يأتي الزوار بحثًا عن فنادق فاخرة أو مراكز تسوق، بل يسعون وراء تجربة أصيلة تملأ أرواحهم بالدفء والهدوء. يحصدون الخضروات بأيديهم، يطهون الطعام بمكونات طازجة، ويجلسون حول موقد تقليدي يتبادلون الحكايات مع أصحاب المزرعة. إنها رحلة إلى عالم مختلف في تفاصيله، حيث لا يزال الإيقاع البطيء للحياة يحمل في طياته سحرًا لا يُقاوَم.

السياحة الزراعية هي نوع من السياحة يُتيح للزوار التعايش مع الحياة الريفية والمشاركة في الأنشطة الزراعية الحقيقية، مثل زراعة المحاصيل، وتربية الحيوانات، وإعداد المأكولات التقليدية من منتجات المزارع الطازجة. إنها تجربة تفاعلية، تعليمية، وثقافية تعزز الوعي بأساليب الزراعة المستدامة، وتُعمّق التواصل مع التراث المحلي والطبيعة.

يُعد استقبال الضيوف في منازل العائلات الريفية من أبرز أساليب السياحة الزراعية في اليابان. تتيح هذه التجربة للزائر التعرف على أسلوب الحياة التقليدي في الريف الياباني، حيث يُستقبل الضيوف بأذرع مفتوحة في بيوتٍ مبنية من الخشب والحجارة الطبيعية، وتكون تفاصيلها معبّرة عن التراث العريق.

من بين التجارب الفريدة التي تشتهر بها اليابان، يُذكر "منزل السين"، وهو بيت قديم تم تجديده بعناية ليجمع بين اللمسات التقليدية والعصرية. يقع هذا المنزل في منطقة هادئة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، ويضم حمامين ساخنين خارجيين يُعرفان بالينابيع الساخنة، وهي مصادر طبيعية للعلاج والاسترخاء. تمنح هذه الينابيع الساخنة الزائر إحساسًا بالراحة والانتعاش، إذ تُستخدم مياهها الطبيعية الدافئة لتدليك الجسم وتخفيف آلام اليوم الطويل.

هناك نموذج آخر رائع هو تجربة "بيت الضيافة الريفية"، الذي تحوَّل من منزل زراعي قديم إلى فندق صغير يقدم إقامة مميزة تجمع بين الراحة والتقاليد.يقدّم هذا البيت للضيوف وجبات متعددة الدورات تُعد باستخدام مكونات محلية طازجة، وتتميز بتركيزها على الأطباق التي تُبرز النكهات الأصيلة للمناطق الريفية. كما يتم تنظيم ورش عمل تعليمية لتعلُّم فنون الطبخ وصناعة الحرف اليدوية التقليدية، مثل صناعة الفخار والخزف، مما يتيح للزائر فرصة التعمق في الثقافة المحلية.

أما تجربة "المنزل الهادئ"، فهي مثال آخر على التجارب المميزة، حيث تحوَّل البيت الزراعي القديم إلى نُزُل فاخر يقدم تجربة سياحية متكاملة. يتيح هذا النُزُل للزائر المشاركة في الأنشطة الزراعية، مثل حصاد المحاصيل والعناية بالحيوانات، كما يُقدم جلسات تعريفية حول الزراعة العضوية وطرق الزراعة المستدامة. وتُضاف إلى ذلك جولات سيرًا على الأقدام لاستكشاف الطبيعة الخلابة المحيطة، وزيارات إلى أسواق القرى، حيث يُمكن التعرف على المنتجات التقليدية والحرف اليدوية المحلية.

وفي تجارب ناجحة أخرى، أظهرت دول أوروبية عدة نماذج تُبرز روح الاستدامة والابتكار في السياحة الزراعية. فقد نجحت النرويج في تحويل المزارع إلى وجهات سياحية تجمع بين الراحة والأنشطة الزراعية التقليدية. وقدمت العديد من المزارع النرويجية إقامة ريفية فاخرة، مع ورش عمل تعليمية حول الزراعة العضوية وإعداد الأطباق المحلية، مما يُعزز دخلا للمزارعين ويسهم في الحفاظ على البيئة.

وفي السويد، ظهر نهج مستدام في تطوير السياحة الزراعية، حيث أتيحت للمسافرين فرصة الإقامة في منازل المزارعين والمشاركة في الأنشطة الزراعية والتراثية. كما تُعقد ورش عمل وحلقات تعليمية تركز على الزراعة المستدامة والحرف اليدوية، مما يسهم في نقل المعرفة والتجارب بين الأجيال.

أما هولندا، فهي من الدول الرائدة في تقديم تجارب السياحة الزراعية، حيث تجمع بين جولات الدراجات بين المزارع، وزيارات للمزارع الحيوانية، وورش عمل لصناعة الجبن والمنتجات الحليبية. يعتمد النموذج الهولندي على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التواصل بين المزارعين والزوار، مما يضفي بُعدًا عصريًا على التجربة الريفية التقليدية.

وتؤكد التجارب الدولية الناجحة والرائدة في السياحة الزراعية أن هذا النوع من السياحة يُعد فرصة استثمارية واعدة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في المناطق الريفية، إذ يُساعد على توفير دخل إضافي للمزارعين، ودعم الصناعات المحلية. فمن خلال إقامة الزوار والمشاركة في الأنشطة الزراعية، يتم خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النشاط الاقتصادي في القرى والمناطق النائية. كما تُسهم هذه التجارب في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية من خلال نقل القصص والعادات والتقاليد عبر الأجيال. إضافة إلى ذلك، تُعد السياحة الزراعية وسيلة لتعزيز الوعي البيئي، حيث يتعلم الزائرون أهمية الحفاظ على الطبيعة، وتبنّي أساليب الزراعة المستدامة التي تحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن تبنّي هذه النماذج يُشكل استثمارًا واعدًا في مستقبل السياحة المستدامة، مع فتح آفاق جديدة للتنمية الشاملة التي تُثري المجتمعات وتدعم الاقتصاد المحلي.

لقد أثبتت التجارب الدولية أن السياحة الزراعية ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي استثمار حقيقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالدول التي نجحت في تحويل مزارعها إلى وجهات سياحية مزدهرة استطاعت تحقيق فوائد اقتصادية مستدامة، ودعم المجتمعات الريفية. فلماذا لا نستفيد من هذه التجارب، ونوظّف مواردنا الطبيعية ومناخ بلادنا المتنوع لجذب السياح الباحثين عن تجارب أصيلة؟

إن السياحة الزراعية ليست فقط وسيلة لتعزيز الاقتصاد الريفي، بل هي أيضًا فرصة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية، إلى جانب نشر الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة. فمع التخطيط السليم والاستثمار الذكي، يمكن أن يتحول الريف إلى وجهة سياحية نابضة بالحياة، تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والازدهار.

مقالات مشابهة

  • الثلاثاء.."البيئة" تعقد المؤتمر الصحفي الختامي لبرنامج تتراباك للصحة والسلامة المهنية
  • وزيرة التضامن تترأس اجتماع مجلس إدارة صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية
  • ندوة توعوية عن « فضائل شهر رمضان المبارك » بتعليم الغربية
  • جامعة قناة السويس تنظم ندوة توعوية حول تأثير التدخين ومشروبات الطاقة على الصحة العامة
  • ندوة توعوية حول مخاطر الزواج المبكر بإدارة الساحل التعليمية
  • من الريف إلى الينابيع الساخنة: قصة نجاح السياحة الزراعية في اليابان
  • محافظ الإسكندرية يوجه بمتابعة التزام المنشآت بالاشتراطات الصحية والبيئية والقانونية
  • “صم بصحة”.. جهود توعوية متكاملة من المنظومة الصحية لتعزيز جودة الحياة في رمضان
  • «الأفلاج».. شريان الاستدامة الزراعية
  • «مشكلة العنف والثأر وتأثيرهما على الأمن العام».. ندوة توعوية بجزيرة دندرة في قنا