فلندع السياسة وغثاءها جانباً، ولنرحل قليلاً في روحانية الشهر الكريم وما يحمله من فوائد جمة للإنسان المسلم، وعلى مختلف المستويات الصحية والذهنية والاجتماعية والنفسية، وقبل هذا وذاك الجانب الروحي الذي يحتاج من الغذاء الخاص به، ما لا يقل عن احتياجات الجسد من الأكل والشرب وإشباع الغرائز.
-يقول الأطباء والمختصون أن عبادة الصيام -ومن وجهة نظر علمية بحتة- تعد من أهم الوسائل الفعالة جدا لإعادة شحن الدماغ، وتعزيز نمو وتطور خلايا دماغية جديدة، وشحذ القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط.
-في الجوانب الصحية، يوضح الأطباء أن الصوم يساهم بشكل كبير في تعزيز الوقاية ضد عدد من الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، فهو يؤدي إلى إراحة الجهاز الهضمي، والتحكّم في الوزن، ويقلّل من ضغط الدم والكوليسترول، ويحسّن من وظائف القلب، ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم كما يحسن من مستوى حساسية الجسم للأنسولين، ويعمل على تحسين صحة الجهاز الهضمي والتخلص من السموم ويحسّن وظائف الدماغ، ويعزّز الذاكرة والتركيز.. ويساعد على مكافحة علامات الشيخوخة، كما يقلّل من التوتر والقلق.
-الحديث عن الفوائد والمنافع الصحية، التي تعود على الإنسان المسلم نتيجة أدائه فريضة الصيام كثير ومتشعب، ولا يمكن لمقال صحفي عابر أن يحيط بها علماً، وهي تحتاج كما يؤكد أصحاب الشأن إلى أبحاث ودراسات ومجلدات كما أن الكثير منها ما زال غامضا وربما يكشفه العلم وتطوراته التي تؤكد يوما بعد آخر كيف أن الخالق العظيم رؤوف بعباده رحيم بهم، حتى التكاليف التي يستثقلها البعض ويغفل عنها البعض الآخر تنطوي على منافع جمة للعباد أمّا هو سبحانه وتعالى غنيٌ عن العالمين.
– على المستوى النفسي والذهني يقول المختصون أن الصوم يساعد على الشعور بالراحة النفسية ويعلّم الصبر والتحكم في النفس ويلعب الدور الكبير في تحقيق السلام الداخلي والعمق الروحي، ويترك صفاء ورقة في القلب، ويقظة في البصيرة، ويزيد من مستويات التأثر بالذكر والعبادات وهي التي تُعد الغذاء الرئيس للروح.
– في الأخير كل هذه المنافع التي يأتي بها شهر الخير والحب والسلام قد تصبح في حكم العدم إذا لم يتجسد المسلم في أدائه الصيام الغايات والمقاصد والالتزام بالآداب والأهداف لهذه العبادة وأبدى الحرص الكافي على التزوّد من هذه القيم والمبادئ الروحية السامية لا أن يجعل منه كما يفعل البعض للأسف موسما للتخمة والنوم وفي تضييع وقته في التفاهات والسفاسف، والتفنن في إقامة الموائد واقتناء والتهام ما لا يحصى من أنواع الأطعمة والمأكولات، فعندئذ يكون الصائم من هذا النوع مصداقا لقول الرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم” رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العادات الصحية في رمضان.. كيف تحافظ على نشاطك وحيويتك خلال الصيام؟
يعد شهر رمضان فرصة رائعة لتحسين العادات الصحية وتعزيز نمط حياة متوازن، إلا أن بعض الممارسات الخاطئة قد تؤثر سلبًا على صحة الصائمين.
لذا من المهم اتباع عادات غذائية ورياضية سليمة للحفاظ على الطاقة والنشاط طوال اليوم.
ابدأ الإفطار بالتمر والماء – التمر مصدر طبيعي للطاقة ويساعد في رفع مستويات السكر في الدم بسرعة بعد ساعات الصيام الطويلة.
تناول وجبة متوازنة – احرص على أن تحتوي وجبة الإفطار على البروتينات، الكربوهيدرات الصحية، والدهون الجيدة لضمان الشعور بالشبع لفترة أطول.
لا تفرط في تناول الطعام – الإفراط في تناول الوجبات الدسمة والمقلية يؤدي إلى الخمول وزيادة الوزن. من الأفضل تناول الطعام بشكل معتدل وتدريجي.
شرب كميات كافية من الماء – احرص على شرب 8-10 أكواب من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف والصداع أثناء الصيام.
التقليل من المشروبات المنبهة – الشاي والقهوة قد تؤدي إلى الجفاف بسبب تأثيرها المدر للبول، لذلك يُفضل تقليل الكميات المستهلكة.
اختيار سحور صحي – تناول وجبة سحور غنية بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان، البيض، الخبز الأسمر والفواكه، لضمان الطاقة طوال اليوم.
مارس الرياضة بعد الإفطار – المشي أو التمارين الخفيفة بعد الإفطار تساعد على تحسين الهضم وتنشيط الدورة الدموية.
تجنب التمارين العنيفة خلال الصيام – من الأفضل ممارسة التمارين المكثفة بعد الإفطار بساعتين أو أكثر، للحفاظ على مستوى الطاقة.
الحفاظ على الحركة – تجنب الجلوس لساعات طويلة، وكن نشيطًا حتى أثناء الصيام عن طريق المشي أو أداء أنشطة خفيفة.
احصل على قسط كافٍ من النوم – النوم المتقطع والسهر الطويل قد يؤديان إلى الإرهاق والخمول خلال النهار. حاول النوم مبكرًا والاستيقاظ على السحور.
خذ قيلولة قصيرة – قيلولة لمدة 20-30 دقيقة خلال النهار قد تساعد في استعادة النشاط وتحسين الأداء الذهني.
تناول كميات كبيرة من الحلويات – السكريات الزائدة تؤدي إلى تقلبات في مستوى الطاقة وزيادة الوزن.
الإفراط في تناول المقليات – تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي وقد تؤدي إلى الشعور بالخمول.
الإكثار من الملح والتوابل – قد يسبب العطش الشديد أثناء النهار، لذا يُفضل تقليل كمياتها.