أزمة الرقاقات تهدد إطلاق GPT-4.5.. هل تواجه OpenAI مأزقًا تقنيًا؟
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
تواجه شركة OpenAI أزمة في توريد وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، ما اضطرها إلى تأجيل الطرح الكامل لنموذجها الجديد GPT-4.5، والذي كان من المفترض أن يمثل قفزة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي.
وتعتمد هذه الرقاقات بشكل أساسي على الحوسبة المتوازية، مما يجعلها ضرورية لتشغيل النماذج الضخمة ومعالجة البيانات بكفاءة، على عكس وحدات المعالجة المركزية (CPUs) التي تعمل بتسلسل زمني أبطأ.
في تغريدة حديثة، طمأن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، المستخدمين بأن "مئات الآلاف" من وحدات NVIDIA في الطريق، مما قد يسهم في توسيع نطاق توفر النموذج.
وحاليًا، تقتصر إمكانية الوصول إلى GPT-4.5 على المشتركين في فئة Pro بسعر 200 دولار شهريًا، في حين ينتظر مستخدمو ChatGPT Plus (بتكلفة 20 دولارًا شهريًا) وصول الشحنات الجديدة لتجربة النموذج.
وتكشف هذه الأزمة عن اعتماد OpenAI المتزايد على NVIDIA، المزود الرئيسي لوحدات معالجة الذكاء الاصطناعي.
ومع تصاعد الطلب عالميًا، تتجه OpenAI إلى تطوير رقاقاتها الخاصة لتقليل اعتمادها على تقلبات السوق وضمان استدامة عملياتها.
ورغم العقبات، أبدى ألتمان حماسًا كبيرًا للنموذج الجديد، مشيرًا إلى أنه ليس مجرد نسخة محسّنة من سابقه، بل يمثل "ذكاءً من نوع مختلف"، مضيفًا: "هناك سحر لم أشعر به من قبل في أي نموذج آخر."
لكن تشغيل GPT-4.5 يأتي بتكلفة تشغيلية هائلة، حيث تبلغ 75 دولارًا لكل مليون رمز إدخال، و150 دولارًا لكل مليون رمز إخراج، مقارنة بـ GPT-4o الذي تبلغ تكلفته 2.50 دولار فقط لكل مليون رمز إدخال و10 دولارات لكل مليون رمز إخراج.
NVIDIA.. الفائز الأكبر في سباق الذكاء الاصطناعيمع تزايد الطلب على رقاقات الذكاء الاصطناعي، شهدت أسهم NVIDIA ارتفاعًا قياسيًا بنسبة 1,748.96% خلال السنوات الخمس الأخيرة، مما يجعلها أحد أكثر الشركات تأثيرًا في وول ستريت، وسط سباق محموم بين الشركات لضمان تفوقها التكنولوجي.
مستقبل الذكاء الاصطناعي.. بين الابتكار والتحديات التقنيةتكشف أزمة OpenAI عن معضلة رئيسية في تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث لم يعد الابتكار مقتصرًا على النماذج والبرمجيات، بل بات يعتمد على تأمين البنية التحتية اللازمة لتشغيلها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
في زمن تتسارع فيه علاقتنا بالتكنولوجيا، يبدو أن كلمات بسيطة مثل "من فضلك" و"شكرًا" قد تحمل ثمنًا غير متوقع. فقد أثار أحد مستخدمي منصة X سؤالًا طريفًا لكنه عميق الدلالة، قال فيه:
كم أنفقت OpenAI على الكهرباء لأن الناس يقولون "من فضلك" و"شكرًا" لنماذج الذكاء الاصطناعي؟
وجاء الرد سريعًا من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، مازحًا وبكل ثقة: "تلك الملايين كانت مُنفقة في مكانها الصحيح.. من يدري ما ستجلبه اللباقة!".
لكن خلف هذا التعليق، انطلقت تساؤلات جدّية: هل نُهدر الطاقة والموارد حين نخاطب الذكاء الاصطناعي بأدب؟ أم أن للّباقة مع الآلات قيمة تتجاوز الكلفة؟.
المجاملة ليست مجرد تكلفة… بل أسلوب تعامل
تشير تقديرات الخبراء إلى أن كل تفاعل مع روبوت دردشة يكلف الشركة مالًا وطاقة، وكل كلمة إضافية تُرسل كجزء من الطلب تستهلك المزيد من الموارد.
قال البروفيسور نيل جونسون من جامعة جورج واشنطن:"كل طلب موجه إلى روبوت مثل ChatGPT يتطلب حركة إلكترونات، وهذه الحركة تحتاج طاقة. والسؤال هو: من يدفع هذه الفاتورة؟".
ويشبّه جونسون الكلمات الإضافية بورق التغليف المستخدم لتغليف عطر، إذ تحتاج النماذج اللغوية إلى "اختراق" هذا التغليف للوصول إلى مضمون الطلب، مما يشكل عبئًا إضافيًا.
اقرأ أيضاً.. أول طالب ذكاء اصطناعي في مقاعد الدراسة الجامعية
لكن رغم هذا، يرى كثيرون أن اللطافة مع الذكاء الاصطناعي ليست فقط عادة بشرية أو مظهرًا من مظاهر "إضفاء الطابع الإنساني" على الآلة، بل إن لها تأثيرًا مباشرًا على جودة التفاعل.
وأوضح كيرتيس بيفرز، مدير في فريق تصميم Microsoft Copilot، أن استخدام اللغة المهذبة يضبط نبرة الرد من قبل النموذج، فعندما يلتقط الذكاء الاصطناعي إشارات اللباقة، يكون أكثر ميلًا للرد بنفس الأسلوب.
هل المجاملة ضرورة ثقافية؟
حتى وإن لم تكن الآلة "تشعر"، فإن طريقة تعامل البشر معها قد تُشكّل انعكاسًا لطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض لاحقًا.
وأشارت شيري توركل، أستاذة في معهد MIT، أن الذكاء الاصطناعي ليس "واعيًا" فعلًا، لكنه لا يزال "حيًا" ليبرّر إظهار المجاملة له.
وتشير إلى تجربة "تماغوتشي" في التسعينيات، حيث أصيب الأطفال بالحزن الحقيقي عند "وفاة" حيواناتهم الرقمية، مما يُظهر كيف يمكن للعلاقات بين البشر والكائنات غير الحية أن تؤثر نفسيًا.
اقرأ أيضاً.. حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر
اللباقة بدافع الخوف
أجريت دراسة في ديسمبر 2024 من قبل شركة Future أظهرت أن نسبة كبيرة من المستخدمين يتعاملون بلباقة مع الذكاء الاصطناعي:
67% من المستخدمين في الولايات المتحدة يستخدمون عبارات مجاملة،و71% من المستخدمين في المملكة المتحدة يفعلون الشيء ذاته.
لكن المفارقة أن 12% من المستخدمين يتحلون باللباقة بدافع الخوف من "العواقب المستقبلية" لسوء التعامل مع التكنولوجيا.
المجاملة... تكلفة مستحقة؟
بين التكاليف الكهربائية والبيئية، وبين الأبعاد الثقافية والإنسانية، يبدو أن المجاملة في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تصرف عابر. بل إنها تحمل وزنًا أخلاقيًا وسلوكيًا، وقد تشكّل مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة.
إسلام العبادي(أبوظبي)