ثورة الذكاء الاصطناعي في الصين.. DeepSeek يثير جدلا في القطاع الطبي
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
انتشرت حمى الذكاء الاصطناعي في الصين لتصل إلى القطاع الطبي، حيث أصبح المزيد من المواطنين يعتمدون على نموذج DeepSeek للحصول على التشخيصات الطبية، وهو ما أثار مشاعر متباينة بين القبول والتخوف من تدخل الذكاء الاصطناعي في القرارات الطبية.
طبيب في مأزق بسبب DeepSeekفي مقطع فيديو قصير انتشر على منصة Douyin، النسخة الصينية من تيك توك، ظهر طبيب يعبر عن صدمته بعدما قام مريض بالتشكيك في علاجه بناءً على استشارة الذكاء الاصطناعي.
وبعد مراجعة الدليل الطبي، اكتشف الطبيب أن إرشادات العلاج قد تم تحديثها بالفعل، مما جعله يدرك خطأه.
هذه الحادثة ليست فريدة من نوعها، ففي ظل مساعي الصين للهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي، أصبح الأفراد يتعاملون بشكل متزايد مع موظفين حكوميين افتراضيين، معلمين رقميين، مذيعين آليين، وحتى مساعدين طبيين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي.
بحسب تقارير إعلامية، أعلن قرابة 100 مستشفى في الصين بحلول فبراير 2025 عن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك DeepSeek، في مهام مثل اتخاذ القرارات الطبية، تحليل الصور الشعاعية، ومراقبة جودة السجلات الطبية.
في مستشفى بمدينة شينزين، تم إصدار مذكرة داخلية الأسبوع الماضي تفيد بأن المستشفى سيبدأ قريبًا باستخدام DeepSeek "لأغراض بحثية فقط"، وهو ما أثار مخاوف لدى بعض الأطباء، حيث قالت جراحة بالمستشفى: "في المستقبل، قد نفقد وظائفنا، على الأقل ما زلت قادرة على إجراء العمليات الجراحية."
تقنيات مساعدة أم تهديد لمهنة الطب؟في المقابل، يرى بعض الأطباء أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تخفيف الأعباء الطبية. طبيب أعصاب في نانجينج صرح بأن DeepSeek يساعد في تسريع تسجيل الحالات المرضية، حيث قال: “عند العمل في العيادة الخارجية، يكون لديك وقت محدود مع كل مريض، لذا، إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي إنشاء السجل الطبي بكلمات مفتاحية، فإنه يوفر الكثير من الوقت”.
لكن الطبيب شدد على أن اتخاذ القرارات الطبية يجب أن يظل بيد الأطباء أنفسهم.
بين الابتكار والمخاطر.. الصين تفرض قيودًا على استخدام الذكاء الاصطناعيرغم الحماس المتزايد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، إلا أن بعض الجهات الحكومية تتخذ نهجًا أكثر حذرًا، ففي مقاطعة هونان، تم حظر استخدام الذكاء الاصطناعي في إصدار الوصفات الطبية الشهر الماضي، بسبب المخاوف المتعلقة بالدقة والمسؤولية القانونية.
البروفيسور ماركو سكوريتش، المتخصص في الإعلام والاتصال بجامعة مدينة هونج كونج، أشار إلى أن معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي تعمل بطريقة "الصندوق الأسود"، مما يعني أنه يمكن تتبع المدخلات والمخرجات، ولكن لا يمكن فهم كيفية اتخاذ القرارات داخليًا.
كما تساءل عن مسؤولية الأخطاء الطبية، قائلًا: "عندما تسوء الأمور، من سيُحاسب؟، الأطباء، أم المستشفيات، أم الشركات التقنية؟"
أما البروفيسور جوناثان زو، رئيس قسم العلوم الاجتماعية الحاسوبية في نفس الجامعة، فقد شدد على ضرورة وجود ضوابط تنظيمية صارمة، مقترحًا أن يتم تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي بناءً على أدلة علمية موثوقة، مع تعزيز الرقابة من قبل الحكومة والمجتمع الطبي.
الذكاء الاصطناعي يتجاوز الطب إلى التربية والتنشئةلم يتوقف استخدام الذكاء الاصطناعي عند المجال الطبي، بل امتد إلى مجال التربية والتنشئة. فوفقًا لمنشور شهير على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، استخدمت إحدى الأمهات روبوت الدردشة Doubao، المطور من قبل شركة ByteDance (مالكة تيك توك)، لتهدئة طفلها عندما كان يبكي بسبب لعبة.
وعلق أحد المستخدمين مازحًا: “الذكاء الاصطناعي أكثر صحة نفسية من 90٪ من البشر، وربما يكون أفضل في التربية من كثير من الآباء”.
دعم حكومي قوي لتعزيز الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعيتحظى DeepSeek بدعم كبير من الحكومة الصينية، التي اعتبرتها رمزًا للابتكار المحلي في ظل العقوبات الغربية التي تحدّ من وصول الصين إلى الرقائق المتطورة، حتى أن مؤسس الشركة، ليانج وينفنج، كان من بين رواد الأعمال القلائل الذين دُعوا لحضور ندوة خاصة مع الرئيس شي جين بينج الشهر الماضي، حيث شجعهم على مواصلة الابتكار لتعزيز قوة الصين الاقتصادية.
فيما تبنت مدن كبرى مثل شينزين، هوهوت، جانزو، و ووشي تقنيات الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية، مما يعكس توجه الصين نحو دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب الحياة اليومية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي المزيد استخدام الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
معارض وشركات الذكاء الاصطناعي في ملتقى الشارقة الرياضي
الشارقة (الاتحاد)
عقدت لجنة الذكاء الاصطناعي بمجلس الشارقة الرياضي اجتماعها الأول عقب تكوينها برئاسة عيسى هلال الحزامي، رئيس مجلس الشارقة الرياضي، أقيم الاجتماع بمقر المجلس الرياضي بحضور الأعضاء، ورحب هلال بالأعضاء، حيث تم شرح أهداف ورؤية اللجنة المتمثلة في تسخير وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي للإدارات في المجلس والأندية بالإمارة، وتعزيز كفاءة العمل وتطوير الحلول المبتكرة، وترسيخ مكانة الشارقة كإمارة رائدة في الابتكار الرياضي، والعمل على تحقيق الرؤية، وهي نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في القطاع الرياضي، وتوجيه موظفين المجلس ومنتسبي الأندية.
بجانب ذلك، تم طرح العديد من الأفكار من قبل الأعضاء، وتمثلت في العمل على مستقبلاً على تطبيق الذكاء الاصطناعي في الأندية باستخدام أدواته للمساهمة في استقطاب المدربين الفنيين، وتحديد نطاق العمل وتدريب وتوعية الناشئين على أدواته للمساهمة في نشر هذه الثقافة، والتعاون مع جامعة الشارقة لاستقطاب وتبني المواهب الطلابية، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في تبني ورعاية الموهوبين، واقتراح الاستفادة من منصة إبداع مع هيئة الشارقة للإعلام «شمس» لتقديم محتوى إعلامي رياضي، وآلية استخدام الخوادم السحابية الخاصة بدائرة الشارقة الرقمية لاستضافة الأنظمة التي سيتم تطويرها، وطرح فكرة تحليل الذكاء الاصطناعي القائم على الفيديو لتحيل مشاركات الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي، بجانب اقتراح استخدام التحليل بمراقبة الذكاء الاصطناعي للمنشآت الرياضية على الفيديو وأجهزة الاستشعار، والاستعانة بأدواته للتحليل الديموغرافي لاحتياجات أندية الإمارة، كما تمت التوصية بطرح مواضيع وأفكار تخص الذكاء الاصطناعي لتكون محاور الملتقى الرياضي الثالث بالإمارة بتنظيم مجلس الشارقة الرياضي والذي سيكون تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي»، وسيتضمن معرضاً مصاحباً لأبرز الشركات في هذا المجال.
يذكر أن اللجنة تم تكوينها، برئاسة عيسى هلال الحزامي، وعضوية حميد بن حارب الشامسي وعبدالرحيم أحمد الهاشمي وحمد سالم البيماني وعبد الرحمن صلاح بوخاطر وراشد محمد العوضي وغيث رعد أمان وفاطمة أحمد بن مسعود وحليمة الجسمي ومطر عمران تريم، ومحمد راشد العويس مقرراً.