وقع مراسل "القدس العربي" في اليمن الزميل أحمد الأغبري كتابه «اليمن من الداخل- المكان شاهدا» يوم الخميس الماضي، في حفل نظمته في صنعاء جامعة الحضارة ومؤسسة شهرزاد الثقافية.

 

وفي حفل التوقيع الذي حضره أكاديميون ومثقفون يمنيون، استعرض أدباء وكتاب ونقاد، قراءاتهم للكتاب الصادر عن دار عناوين بوكس في القاهرة، في مئتي صفحة من القطع المتوسط، واعتبروه وثيقة مهمة تتيح قراءة واعية في هوية المكان.

 

جاءت القراءات حول الكتاب لتثير الأسئلة التي بدورها أعلت من شأن العقل في خطابه الفني والجمالي مع الحياة ممثلة في عنوانها الأبرز المكان.

 

في قراءته للكتاب استعرض الروائي والقاص اليمني وجدي الأهدل، بعض ملامح الخصوصية في مضمونه، الذي اعتمد على أدب الرحلة، في سياق إعادة اكتشاف المكان، انطلاقا من رؤية خاصة للكاتب، تعامل، من خلالها، مع المكان شاهدا يمكن الاعتداد بشهادته في مرحلة احتراب سقطت فيها أهمية أي شهود آخرين، مشيرا إلى اشتغال الكتاب على الفن الذي انتمى له اليمنيون وصاغوا من خلاله علاقتهم بالمكان؛ فجاءت المدن والقرى والحصون والقلاع وغيرها، لتقدم دلائل كافية على عظمة المنجز الحضاري والثقافي والابداعي الإنساني في هذا البلد. وقال الأهدل: بهذا الكتاب يؤكد أحمد الأغبري درايته التامة بفن كتابة أدب الرحلة، وهو فن لا يجيده إلا النزر اليسير من حملة الأقلام. وأضاف: الكتاب في مجمله يقول جملة واحدة: اليمن بلد فيه جمال مخبوء عن العيون، وردة محاطة بالأشواك، طفلة بريئة يتنازع على كفالتها الأقارب والأباعد.. وتحت الكلمات الزاهية الألوان صرخة خفية يطلقها الكاتب، لا يسمعها إلا من كان مثله محبا حقيقيا لليمن، ومفادها توقفوا عن تخريب كل ما هو جميل في بلادي، كفوا عن تشويه وجه حبيبتي.

 

الكاتب الصحافي اليمني عبدالله الصعفاني، ألقى مزيدا من الضوء على محطات من مسيرة مؤلف الكتاب، وعلاقته بالكتابة والصحافة، وبينهما تماهيه مع الإبداع كسمة لصيقة بأعماله؛ علاوة على ارتباطه الوثيق بمشروعه في الاشتغال على بلاده وتقديمها بشكل منصف، متخففا من أي انتماء سياسي، متماهيا بالحقيقة التي رأى فيها رديفا لليمن، مشيرا إلى ما يمثله هذا الكتاب في تجربة المؤلف، الذي استطاع أن يتعامل مع مهنته والتزاماته بمحبة وصدق عاليين، مقدما مثالا للكاتب المبدع الذي هو في الحقيقة إنسان نبيل.

 

من جانبه تطرق الكاتب والناشط الثقافي بلال قائد، إلى ما خرجت به قراءته للكتاب، ودهشته إزاء ما يمثله من حمولة ثقافية تزدهي بحلة إبداعية جمالية أعاد من خلالها اكتشاف وتقديم بلاده في مرحلة حرجة من تاريخه، منوها بأهمية الكتاب الذي يأتي إصداره في مرحلة يمنية يحتاج فيها اليمني وغير اليمني إلى أن يتعرف إلى هذا البلد، من خلال كتابة منصفة وواعية وقادرة على استنطاق حقيقة هويته.

 

الناقدة الاكاديمية منى المحاقري، استعرضت في رؤيتها السيميائية النقدية للكتاب، أبرز عتباته من العنوان، مرورا بالغلافين والحجم والإهداء والمقدمة والفصول والتقسيم والسرديات، مؤكدة ارتكاز الكتاب في سردياته على المكان، باعتباره بطلا تمحورت حوله الفكرة والرسالة التي أراد الكاتب إيصالها، متوقفة أمام رؤيتها لعلاقة الكتاب بأدب الرحلة.

 

اُثريت القراءات بمداخلات أبرزها لأمين عام مجلس أمناء جامعة الحضارة سعد العتابي، الذي توقف أمام طبيعة العلاقة بين المبدع والناقد؛ فيما نوه الشاعر والصحافي الثقافي صدام الزيدي بتجربة المؤلف وعلاقته بالصحافة وما مثلته على امتداد ربع قرن.

 

وكان أحمد الأغبري قد تحدث عن تجربته مع الكتابة عموما ومع هذا الكتاب على وجه الخصوص. سبق أن صدر للأغبري كتاب «أجنحة الكلام وفضاء الأسئلة – مقاربات يمنية» عن دار رقمنة الكتاب العربي في ستوكهولم عام 2020، ومن ثم صدرت منه طبعة محلية عن دار خالد بن الوليد في صنعاء، وفي عام 2021 صدرت منه طبعة مزيدة عن مؤسسة أروقة للدراسات والنشر والترجمة في القاهرة.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

«أم عمارة» قصة جديدة للكاتب أحمد عبد اللطيف تشارك بمعرض القاهرة الدولى للكتاب

تصدر دار ليان سلسلة حكايات “ماما منال للأطفال”، وعلى رأسها قصة “أم عمارة” للكاتب أحمد عبد اللطيف، لتشارك فى النسخة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة للكتاب.

وعن القصة يقول عبد اللطيف: "سعِدتُ جدًّا بمُشاركتي سلسلة  "حِكَايات مَامَا مَنال" الصادرة عن "دار ليان للنشر والتوزيع"، وكان لي الشرف أن تكون مساهمتي في هذه المجموعة الطيبة -بصُحبة نُخبة من كِبار الكُتَّاب- عن السيدة "أم عمارة" -رضي الله عنها وأرضاها".

السلسلة كاملة تجدونها في معرض الكتاب القادم، وهي صدقة جارية على روح طيِّبة الذِّكر والأثر: "مَنال المزيّن" -غفر الله لها ورحمها-، رسومات: محسن عبد الحفيظ.
وتدقيق لُغوي: جيهان عبد الهادي.

وعن السلسلة، سقول فتحى المزين، المدير العام للدار: “سلسلة حكايات ماما منال مشروع تنويرى خاص بالأطفال يرى النور بمعرض القاهرة للكتاب بأسعار رمزية للغاية أقل من سعر التكلفة، صدقة جارية على روح الناشرة منال المزين لحبها الشديد للأطفال قبل رحيلها”.

وأضاف: “وسوف تباع النسخة بخمسين جنيهاً فقط مع طباعة فاخرة للقصص للحفاظ على صحة أطفالنا عند تصفح تلك القصص، وهناك مخطط لنشر خمسين قصة فى عام 2025 ضمن هذا المشروع الكبير”.

مقالات مشابهة

  • عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟
  • د. البراري .. ألم يحن اطلاق سراح الكاتب الوطني الكبير أحمد حسن الزعبي؟!!
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بانتظار القافلة
  • مقرر لجنة الحريات في رابطة الكتاب الأردنيين .. عليك السلام يا أحمد حتى نراك حراً طليقاً
  • إعلام الاحتلال: أضرار كبيرة خلفها الصاروخ اليمني الذي استهدف قلب “تل أبيب” فجرًا
  • أول رد إسرائيلي على الصاروخ اليمني الذي سقط في تل أبيب
  • «أم عمارة» قصة جديدة للكاتب أحمد عبد اللطيف تشارك بمعرض القاهرة الدولى للكتاب
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … عيون “الرنّة”
  • الطفل حمادة هاني فياض من سوهاج يفوز بجائزة الكاتب محمد أحمد فؤاد امين
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. دمى الراحلين