رئيس بنك «HSBC الإمارات» لـ «الاتحاد»: المتانة المالية لأبوظبي ترسخ جاذبيتها للاستثمار العالمي
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أكد محمد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لبنك HSBC الشرق الأوسط المحدود في الإمارات، أن القوة والمتانة المالية التي تتمتع بها أبوظبي ومرونة اقتصادها المزدهر، تشكلان عاملاً رئيسياً في ترسيخ مكانتها باعتبارها «عاصمة رأس المال»، وتعزيز جاذبيتها للمستثمرين ورؤوس الأموال من كافة مناطق العالم.
وأوضح المرزوقي أن أبوظبي التي احتلت المرتبة الأولى عالمياً خلال 2024 من حيث رأسمال صناديق الثروة السيادية بأصول مدارة تزيد على 1.
وقال المرزوقي لـ «الاتحاد»: إن قدرة أبوظبي في المحافظة على تصنيفها الائتماني فوق مستوى AA لأكثر من 18 عاماً وخلال الدورات المالية العالمية المعاكسة ومنها الأزمة المالية في 2008 وجائحة «كوفيد-19»، تترجم المرونة المالية القوية والملحوظة التي تتمتع بها ويعكس إدارتها المالية القوية، ومخزونات الثروة السيادية الكبيرة، والسياسات الاقتصادية الحكيمة التي تنتهجها، ويؤكد مدى ثقة المستثمرين وقدرة أبوظبي على التعامل مع دورات الاضطرابات الاقتصادية العالمية مع الحفاظ على الاستقرار والنمو.
وأوضح المرزوقي أن البيئة المالية والاقتصادية المواتية التي تتمتع بها أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة مكنت البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الدولة من تحقيق نجاحات استثنائية في مختلف المجالات، مشيراً إلى نجاح بنك HSBC في قيادة 65% من إجمالي قيمة صفقات الاكتتاب للطرح العام الأولي في الأسواق المالية في الإمارات بين عامي 2022 و2025 حتى الآن، وجمع نحو 26.2 مليار دولار.
وأضاف أن البنك ساهم في قيادة أكبر صفقة اكتتاب للطرح العام الأولي في سوق أبوظبي للأوراق المالية في عام 2024، اكتتاب شركة (لولو)، وكذلك تقديم الدعم لشركة «مصدر» في جمع مليار دولار من خلال إصدارها الثاني للسندات الخضراء، وتسهيل أول إدراج مزدوج لها بقيمة 750 مليون دولار في بورصة لندن وسوق أبوظبي للأوراق المالية، والمشاركة في جميع صفقات الاكتتاب للطرح العام الأولي الستة لشركة أدنوك، الأمر الذي مكنه من تصدر جداول بلومبرج لمنطقة الشرق الأوسط لعام 2024 لكل من إدارة رأس المال المؤسسي وإدارة رأس المال الدين، وذلك للعام الرابع على التوالي.
ولفت المرزوقي إلى أن هذه الخبرات والنجاحات تعزز من ثقة الشركات والمستثمرين في الأسواق العالمية وخاصة الآسيوية والصينية، وتمكننا أن نقدم للشركات الصينية إمكانية الوصول إلى مجموعات رأس المال الإقليمية العميقة، مما يضمن لها الوصول إلى استراتيجيات التمويل المثلى.
الإمارات والصين
أشار إلى فرص النمو القوية في العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات والصين، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تنمو حركة التبادلات التجارية الثنائية إلى 200 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، وزيادة في تدفقات رأس المال ونشاط الاستثمار، مع حرص كلا السوقين على تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي.
وقال إنه في ظل هذه الآفاق الواعدة للعلاقات الاقتصادية، يسعى البنك أن يرسخ موقعه كبوابة مالية لأبوظبي إلى العالم، وذلك من خلال شبكته العالمية للربط ما بين رؤوس الأموال والخبرات والفرص، مشيراً إلى أنه على رغم من أن مناطق أوروبا والأميركتين لا تزال تعتبر من أكثر الممرات الواردة نشاطاً بالنسبة لأعمالنا في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن نشاط العملاء من مناطق آسيا ينمو بوتيرة مضاعفة تقريباً.
جاذبية أسواق المال
حول جاذبية أسواق الإمارات للشركات الصينية، أوضح المرزوقي أن زخم نشاط أسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط عموماً والإمارات على مدى السنوات الأخيرة، أدى إلى زيادة عدد المستثمرين المشاركين بشكل فاعل في أسواق رأس المال وبالتالي زيادة السيولة للشركات المدرجة، وتعمل دولة الإمارات على تعميق أسواق رأس المال، التي تجاوزت قيمتها السوقية تريليون دولار أميركي في نهاية عام 2024، وتقوية ارتباطها بآسيا لتعزيز النمو وخلق فرص جديدة.
ونوه المرزوقي بجاذبية دولة الإمارات للاستثمارات واحتلالها المرتبة الثانية عالمياً من حيث تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بقيمة 30 مليار دولار في عام 2023، ومحافظتها على مكانتها كوجهة رائدة عالمياً للاستثمار الأجنبي المباشر في المشاريع الجديدة لمدة ثلاث سنوات متتالية، وتطورها من مركز إقليمي إلى سوق رأسمال بقيمة تريليون دولار.
حلقة وصل
قال الرئيس التنفيذي لبنك HSBC الشرق الأوسط المحدود في الإمارات: إن بنك HSBC يعمل كحلقة وصل رئيسية في ممر الأعمال بين الإمارات وآسيا، مما يسهل حركة التبادلات التجارية والاستثمارية، لافتاً إلى اختيار مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) في العام الماضي للبنك كشريك مالي دولي مفضل في منطقة آسيا - وذلك من أجل الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في سوق أبوظبي، بالإضافة إلى مساعدة عملاء HSBC في ترسيخ وجودهم على المستوى الإقليمي في أبوظبي للتوسع إلى الأسواق المجاورة، مشيراً إلى وجود نحو 20 موظفاً لدى البنك في الإمارات ممن يتحدثون باللغة الصينية - الذي يعتبر أحد أكبر فرق العمل من آسيا الموجودة من بين البنوك المحلية والدولية
وأوضح المرزوقي تطلع البنك إلى قيام الشركات الصينية بشكل أكبر في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بشكل أوسع، بالانخراط في تنفيذ مشاريع الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وأعتقد أنه هذا الأمر سيكون مفيداً للغاية بالنسبة للشركات الصينية؛ لأنه يجلب فوائد مالية وتشغيلية بالنظر إلى التمويل الطويل الأجل، إلى جانب مخاطر الاستثمار المشترك والابتكار ونقل المعرفة، وأن من شأن هذه المشاريع المشتركة وعلاقات التعاون أن تفتح الأبواب أمام رؤى السوق وشبكات التوزيع والسهولة التنظيمية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد المرزوقي الإمارات أبوظبي رأس المال صندوق الثروة السيادية دولة الإمارات الشرق الأوسط فی الإمارات ملیار دولار رأس المال
إقرأ أيضاً:
شركات أدوية عالمية تتسابق للاستثمار في أمريكا قبيل إعلان "رسوم ترامب الدوائية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت شركة "روش"، عملاق صناعة الأدوية السويسرية، اليوم الثلاثاء، عن خطط لاستثمار50 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس المقبلة، وسط مخاوف متزايدة من تأثير رسوم جمركية جديدة محتملة قد تفرضها الإدارة الأمريكية على واردات الأدوية من الخارج.
وتأتي خطوة شركة "روش"، بينما تسارع كبرى شركات الأدوية لتعزيز حضورها في السوق الأمريكية، في أعقاب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها: "سنُعلن قريبا عن فرض رسوم جمركية كبيرة على الأدوية".
ويعد إعلان "روش" جزءا من موجة استثمار متصاعدة من قبل شركات منافسة، حيث أعلنت "نوفارتيس" السويسرية مؤخرا عن استثمار 23 مليار دولار لتوسيع عملياتها في الولايات المتحدة، ما يوفر أكثر من 4،000 وظيفة، كما أعلنت "أسترازينيكا" البريطانية عن استثمار 2.5 مليار دولار لإنشاء مركز في بكين، مع تأكيد التزامها القوي بالسوق الأمريكي.
وقالت الشركة السويسرية، وفقا لما نقلته شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية، إن الاستثمار سيساهم في خلق أكثر من 12،000 وظيفة، منها 1،000 وظيفة مباشرة ضمن "روش"، فيما ستخصص بقية الوظائف لدعم توسع منشآت التصنيع في السوق الأمريكية، وأوضحت الشركة أنها توظف حاليا أكثر من 25،000 شخص في الولايات المتحدة.
ويشمل الاستثمار إنشاء مواقع جديدة للأبحاث والتطوير (R&D) باستخدام أحدث التقنيات، بالإضافة إلى توسعة وتعزيز منشآت التصنيع في ولايات إنديانا، بنسلفانيا، ماساتشوستس وكاليفورنيا. وستضم منشأة البحث الجديدة في ماساتشوستس مركزًا لأبحاث الذكاء الاصطناعي، وستكون محورًا للأبحاث في مجالات القلب والكلى.
وسيشمل التمويل أيضا بناء مركز تصنيع جديد بمساحة 900 ألف قدم مربعة في موقع لم يُكشف عنه بعد، لدعم ما وصفته الشركة بأنه "محفظة موسعة من أدوية فقدان الوزن من الجيل الجديد".
وأوضحت "روش" أنه بمجرد اكتمال الاستثمارات الجديدة في قدرات التصنيع، ستبدأ في تصدير كميات من الأدوية إلى الولايات المتحدة تفوق ما تستورده منها.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة، توماس شينيكر، أن هذا الاستثمار يجسد "الالتزام العميق والطويل الأمد بالبحث والتطوير والتصنيع في الولايات المتحدة".
وأضاف: "ستشكل استثماراتنا البالغة 50 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة عصر جديد من الابتكار والنمو، لما فيه مصلحة المرضى في أمريكا وحول العالم".