محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
بالرغم من المصاعب التي يمر بها الاقتصاد العالمي عموماً، وتلك التي تجددت منذ مطلع العام الجاري، إلا أن اقتصاد الإمارات يسير بخطوات ثابتة، على صعيد النمو، الآتي من كل القطاعات المحورية وتلك الواعدة.
المواجهات التجارية العالمية الراهنة، إلى جانب الاضطرابات الجيوسياسية المتأصلة وتلك المتجددة، والآثار التي تركتها فترد الكساد العالمي، بما في ذلك الموجة التضخمية التي طالت جميع الاقتصادات دون استثناء.
في الإمارات الحالة واضحة للغاية. نمو قوي، نتيجة الأداء الاقتصادي عالي الجودة، الذي يحاكي كل المخططات، بما فيها بالطبع، رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، الذي يعد أساساً في تمكين الاستدامة في الاقتصاد المحلي، إلى جانب محوري مهم أيضاً يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقات الشراكة الشاملة، وتعدد أقطابها، ما ساهم في اقتراب الإمارات (مثلاً) من الوصول إلى الهدف الذي وضعته لقيمة التجارة الخارجية في زمن قياسي.
فالاستثمارات الأجنبية وصلت إلى مستويات عالية، وحراك استقطاب رؤوس الأموال ماضٍ بقوة. كل ذلك وغيره من العوامل، وفر الأرضية اللازمة لنمو من المتوقع أن يصل إلى 4٪ بنهاية العام الجاري، مرة أخرى رغم كل التحديات والاضطرابات العالمية الراهنة.
دور القطاع غير النفطي في الناتج المحلي، يتصاعد بقوة أيضاً، وهو أحد أهداف الاستراتيجية العامة للبلاد. فوفق وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، من المتوقع أن يسجل هذا القطاع نمواً في العام الحالي بنسبة 5٪، الأمر الذي يسهم بالضرورة في تعزيز الظروف التشغيلية، ويرفع من حالة اليقين في أنشطة الأعمال. هذا يعني، أن التنوع الاقتصادي المتبع في البلاد منذ سنوات، يضيف مزيداً من القوة للقطاع الخاص، الذي يمثل حجر الأساس في التنمية الشاملة، وفي استكمال مشهد الاستدامة الاقتصادية، وفي مزيد من التمكين للقطاعات الواعدة المختلفة، التي باتت جزءاً أصيلاً من الحراك التنموي الشامل. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: البَلَدُ الأَميِنُ
مصر دولة عظمى في مكنونها، وتكوينها؛ حيث يقطن فيها شعب صاحب تاريخ، وحضارة غائرة، ومن يتولى إدارة شئون البلاد يقع على عاتقة الحفاظ على ترابط، وقوة نسيجها الوطني، ومن يعشْ على أرضها يستشعر نعمة الأمن، والأمان، بل ويرصد حالة من الطمأنينة بين طوائف، وفئات المجتمع المصري؛ فهناك إيمان بماهية الدولة، وإصرار يتملك الجميع دون استثناء، تجاه الحفاظ على مقدرات الوطن الغالي.
رغم تفاقم النزاعات، والحالة المتدهورة؛ لاستقرار العديد من الأوطان، خاصة المجاورة منها؛ إلا أن نعت مصر، ووصفها بالبلد الأمين، لم يكن من قبيل المبالغة، أو المجاز؛ فهي بلد آمنة بأهلها، عاشقة السلم، والسلام، وبمؤسساتها الوطنية القوية، التي تؤدي واجبها المقدس، كما ينبغي أن يكون، وتُقْدم لفرض حالة الأمن، والأمان، والتضحيات تلو الأخرى، وهناك قيادة سياسية، تتابع على مدار الساعة، كل ما من شأنه أن يسهم في تعزيز سلامة الوطن، وحماية أراضيه.
المعادلة المصرية ملهمة في مكونها؛ حيث تجد أن الاستقرار قائم على إدراك صحيح من قبل الشعب تجاه ما يحدث على الساحتين: الإقليمية، والدولية؛ ومن ثم هنالك اتزان ملحوظ في الأقوال الممارسات؛ فلا مجال للخروج عن نظام يحافظ على أبعاد الأمن القومي، بل ترى حالة من التأهب، والاصطفاف خلف الدولة، وقيادتها الحكيمة، وهذا دلالته في الأفهام واضحة، ولدى من يتربصون بالبلاد بيّنة؛ فمصر حين يريد أن يُوَجه إليها الكائد مكيدة لا يجد إلا طوفانًا من الشعب، والجيش في رباط، ولُحْمة معًا.
البلد الأمين لا تُعوّلُ على شعارات جوفاء، بل تعتمد على سواعد أبناءها المخلصين، الذين يتبارون لنيل شرف الشهادة في سبيل وطن غالٍ، يسكن في قلوب الجميع، وهذا يؤكد أن العقيدة المصرية تقوم قيم نبيلة راسخة لدى كافة أطياف المجتمع، وأن مؤسسات الوطن تصنع رجالًا يحملون على عاتقهم مهمة جسيمة تكمن في الحفاظ على الأرض التي تمثل عِرْض المصريين؛ فلا تفريط، ولا هوادة في نِزال من يستهدف أوطاننا.
من يحمل أجندة، أو مخططًا ضد هذا البلد الأمين؛ لن يناله إلا ضياع وقته، وماله، وجهده؛ فكل هذا سيذهب سدى، والغايات الخبيثة ستذهب أدراج الرياح؛ فكم من مواجهات خاضها شعب مصر، ومؤسساته الوطنية، وكُتب لها النصر، ودُحرتْ عبر معارك سطَّرها التاريخ أباطيل كل معتدٍ؛ حيث إن الدولة المصرية قيادة، وشعبًا، ومؤسسات لا تقبل قطعًا بسياسة الأمر الواقع، مهما كلف ذلك من عناء، أو قدمت من أجله تضحيات الدماء الذكية.
في البلد الأمين، لا يستطيع أحدٌ أن يتبع، أو يتخذ، أو يسير على سياسة الاصطياد في الماء العَكِر؛ لأن وحدة النسيج الوطني لا تسمح قطُّ بذلك؛ فالجميع يفوّضُ في لحظة واحدة مؤسسات الوطن المعنية، وقيادتها السياسية باتخاذ ما يلزم من إجراءات من أجل الحماية، وتعضيد الاستقرار، ووحدة الأرض، والحفاظ على المُقدّرات، وهذا يجعل العدو دومًا يعيد حسابته المغلوطة، ويتراجع خشية، وخوفًا من مواجهة محققة الخسارة بالنسبة له.
كل من حاول، أو يحاول أن يؤجج نار الفتن من خلال سكب الزيت على النار؛ فقد رأى بأُّم عينه أن تلك الطريقة لا تُجْدي نفعًا، بل إنها سياسة فاشلة بالكلية؛ لأن التكوين الوجداني لشعب البلد الأمين لا يتقبل أية محاولة من محاولات الإضرار بالوطن، وزعزعة استقراره، والنيل من مُقدّراته، أو العبث بها؛ فهنالك وعيٌ تامٌ لمجريات الأحداث، وما آلت إليه أحوال بلاد، قد سحقتها الفتن، وأطاحت بوحدة الشعوب، وخلقت مناخًا مُنفَّرًا تجاه العيش الآمن فيها.
صور الفوضى، وحالات التشرذم، وفكرة التقسيم، والخروج عن ميثاق، ونظام الدولة لا مكان له في مصرنا الحبيبة؛ فهي أرض الرباط، ومن يعش عليها، ويتنفس عليلها، ونسيمها يعشق تفاصيلها، بل ويفديها بروحه، ودمه، ويغارُ عليها، ويزود عن ترابها بكل ما يملك؛ لذا فقد أضحتْ بلادنا بكل فخر بلدًا أمينًا.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.