ارتفعت اصوات اطراف صمود وقحت ومليشيا الدعم السريع بالاحتجاج على تغريدة واحدة من مبعوث الأمم المتحدة اعرب فيها عن تقديره لخارطة الطريق التى قدمتها الحكومة..
خرج وجدى صالح محتجاً على مفارقة العمامرة للديمقراطية ، وانتقد خالد يوسف توجه المبعوث الاممى وعدم حيادته ، واتفق معهم الباشا طبيق بلغة اكثر سماجة وعلى ذات المسار تحدث بابكر فيصل ، ولا اود أن افصل فى اقوالهم ، وإنما أشير إلى الخلاصات التالية.

.
1. أن هذه القوى السياسية (سواء المتحالفة مع مليشيا الدعم السريع أو الرافضة للحكومة) كلها على إتفاق سياسي واحد ، وإن اختلفت مواقعهم ومسمياتهم وتعريفاتهم ، ومواقفهم واحدة ، وحتى فى قضية صغيرة كهذا جاءت تغريدتهم الكثيرة وبلغة واحدة وتوجه واحد ، ولهذا لا فرق بين الجالسين فى نيروبي أو اديس ابابا ، وليس اكثر دلالة من ذلك عدم اتخاذ صمود أى قرار ضد قادة احزاب وقيادات وقعوا مع المليشيا على ميثاقها..

2. والنقطة الثانية ، هى التعويل الكبير ، لهذه القوى على الخارج فى مواقفها وادوات ضغطها ، وهذه التغريدة مقصود بها التأثير على العمامرة وكذلك اطراف اخرى اوربية ومنظمات للضغط عليه ، وواضح أنها خطط مدروسة..

3. والنقطة الثالثة ، إن هذه القوى ترى فى اى توجه آخر ، خطر عليها ، ومهدد لبقائها ، فقد سيطرت عليها ذات العقلية الاقصائية ، فقد كان معهم العمامرة فى جنيف وطيلة 4 شهور منذ اغسطس 2024م وحتى ديسمبر 2024م فى ضغط على الحكومة دون وجود أى خطة عمل ، وحتى الاسبوع الماضي فى اديس ابابا استبعد 15 تيار سياسي اكثر فاعلية وحضوراً من مجموعات صمود وغيرها ، ولكن مجرد اشارته إلى خطة سياسية اخرى تعتبر جريمة.
4. النقطة الرابعة ، تشكيل صورة ذهنية ، لترسيخ أن الديمقراطية والحكم المدني هو عودة هذه المجموعة للحكم ، مع أنها انشطرت إلى 7 مجموعات وتم حلها مرة عديدة ولكنها ظلت تدعى فى كل الأحوال أنها صاحبة الحق ، ألم يبتعد الحزب الشيوعي ومجموعته وشكلوا مسمى التغيير الجذرى ؟ ألم تنشق مجموعة كبيرة تحت مسمي قوى التغيير أو جماعة ال 12؟ ألم تحل قحت كلياً وتستبدل ب(تقدم) ؟وتم حل تقدم وشكلت صمود.. بأى
5. والنقطة الخامسة ، هى محاولة التزييف والتجهيل ، حيث لم يشرح هؤلاء أين مفارقة خارطة طريق الحكومة للديمقراطية وهى تدعو بوضوح إلى انتخابات شفافة..؟ وربما المفهوم لديهم أنهم وحدهم اصحاب التفويض لتسويق الديمقراطية والمزايدة بها..

ومن جانب آخر ، أين الحكومة وخارطة الطريق من هذه التفاعلات السياسية ، ولماذا تلوم الحكومة المبعوث الاممى إذا ظل الشركاء فى صمت عميق إزاء هذه النقاشات ، هذا مناخ جيد للحديث من خلال فريق مختص ولديه خبرة ، فى توظيف الأحداث والشواهد ، لا يكفى أن تتفرج أو تنشغل بتداعيات أخرى..

لقد كان واضحاً – كما تصورنا حينها – ، أن اجتماع 8 فبراير 2025م ببورتسودان ومخاطبة البرهان هو مناسبة لتمرير فكرة خارطة الطريق الرسمية ، مع محاولة إزاحة الوطنيين عن المشهد السياسي..

سيكون صعباً الحصول على تلك الرؤية أو الخارطة فى طرح متماسك ، إنها مجرد نقاط ، أو هكذا تبدو ، وهو أمر يتطلب من الحكومة والشركاء معالجته من خلال نشر خارطة الطريق والتداول حولها..

د.ابراهيم الصديق علي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

امراة في زمن الحرب تحسب كل “طلقة” عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم

امراة في زمن الحرب تحسب كل "طلقة" عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم (قراءة في تاسيس نيروبي: الاصولية العلمانية" بتاريخ 2 مارس 2025 م

يبدأ المقال بالانتقال من الحالة السرمدية "النخب و إدمان الفشل" الى حال الصفوي بعد الحرب "فالصفوي لزيم هاجس تشقق السودان بعد انفصال جنوبه عام 2011 م. فصارت كل صيحة مثل تلك التي في نيروبي عليهم. .و هذا الهاجس المخيم قريب من عبارة سودانية تقول إن كل زوجة مهجسة ما عاشت ب "طلقة" من زوجها"...في تعبير صارخ عن الاصولية الذكورية المتحكمة في مخيلة و افكار البعض....على المدي... و الابدية.. علمانياً كان أو غير علماني.

في زمن الثورة ..لم تخف النساء من الرصاص وصدقت من قالت " الطلقة ما بتكتل ...بكتل سكات الزول" فاسمعت وأوعت...و في زمن الحرب تعيش النساء تحت وطاة المعاناة و تحت هاجس "الطلقة" و التدوين ...و الاغتصاب و الزواج القسري... و النزوح و االجوء....لكنها في المقال ... تعيش تحت هاجس أخر...تجري به الامثال...و تسخر.

اختزل الكاتب كل وجود المرأة السودانية في الزواج و توجسها .ما عاشت- من طلقة من زوجها. نعلم أن الامثلة تُساق للدلالة على معان بليغة ...تحفز على المتابعة لمنهج و عبارات مثل "مدى تمسك شعوبنا (بمن فيهن النساء المتزوجات على ما اعتقد) ... و شوقها الدائم للحرية و الحياة العزيزة الكريمة". الا ان ما كتب في المقال يبرز تناقض الفكرة و المضمون من حيث الشكل و المعنى المقصود من احتدام هاجس الانفصال الذي يضطرم.. ومع مفارقة روح النص المكتوب للواقع بالاستشهاد بالعبارة السودانية التي اشار اليها.. و يصح عليها توصيف ..(.ضعف الطالب و المطلوب).

المقال و منذ أول فقرة يجرد القارئ الحصيف من أي رغبة في متابعة الغرض الذي تصدر المقال و هو استحقاق النقاش " إذ ان اجتماع نيروبي قد صدر عنه مع ذلك ما استحق أن يناقش في حد ذاته لإذكاء عادة الثقافة في سياستنا التي غلبت فيها عادة المعارضة. فتكاثرت التحالفات في بيئة المعارضة حد الإملال و تناسخت الوثائق عنها فلا جديد، أو هكذا خيل لنا".
ذكر الكاتب ان المقال هو بحث في احدى صفاته. هل لاحظ الدكتور عبد الله ضمن بحثه ان المشروع السياسي المشار اليه ضم اكثر من عشرين توقيعاً لم يكن من بينها اسم لأي امرأة سودانية؟ و هل يا تري من بين الذين عناهم المقال بضرورة النقاش حول ما استحق ضمن وثيقتي نيروبي، النساء اللاتي يعشن "مهجسات بطلقة". فيما أري أن الكاتب بحاجة لارجاع النظر في ما يحدث علي الساحة السودانية و ما يحدث في الفضاء السياسي و الاجتماعي و الإغلامي من واقع المشاركة المتميزة للنساء السودانيات في زمن الحرب، محلياً و اقليمياً و عالمياً.
قبل ان أجازف صباح اليوم و أقرأ الجزء الأول من التحذير للدكتور عبد الله علي ابراهيم...قرأت المقال الموجز لرندا عطية في سودانيز اون لاين بتاريخ الأول من مارس 2025 م "و يا زهرة أنا في خطر" ...مقال رائغ من السودان ... لامراة تكتب عن دورها كحافظة للتراث..و قائمة على بابه...و كيف تطوع أدواتها ل "عواسة الحلو مر"... العلامة المميزة لصناعة المرأة السودانية و اختراعها على مر العصور..و طبق الأصل... ذكرت لي لاجئة في احدي دول الجوار كيف انها وجدت ألة جديدة...تشبه ألة عواسة "الحلو مر" ..ملقاة على قارعة الطريق و كان الخظ قد عناها في يومها ذاك و اذا بها تتجلي و تتحدى كل الصعاب لتقوم بعمل "الحلو مر" رغما عن انف الحرب .. في بلد غريب لا يعرف نار الصاج و لا حكمة مشروعية علبة الصلصة .و عرفت ان العُرى في نسائنا ..اللاتي يمتهن الحياة. موثقة ...وان امشاجها في امتنا منذ الازل.
والثامن من مارس يتهادى الينا...نقرأ كل يوم عن فعاليات تذكر بالمرأة و نضالاتها...و" لو بايدي " كنت أرسلت دعوة لكل من عائستي (الأبريه) الى فعالية قاعة البرت هول في لندن يوم 8 مارس 2025 م لمشاركة الماجدات من امثال انجيلا ديفزالفعالية التاريخية... .يدعين للتلاقي سويا.. و .لترقي معها سلم المجد رقيا..و لتذيع الطهر في دنيا الجمال و تشيع النور في سود الليالي.

و ارجو ان لا يستحل الجزء الثاني من المقال...صمت فمي.... في الاشهر الحرم.

ايمان بلدو

eiman_hamza@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • امراة في زمن الحرب تحسب كل “طلقة” عليها: تعليق على مقال عبد الله علي ابراهيم
  • احمد شموخ يكتب: مسرحية فكّ الارتباط وخارطة الطريق السياسية!
  • الأوسكار 2025: تنافس مثير على جائزة أفضل فيلم دولي وغياب الأفلام العربية
  • البحر الأحمر: حظر التجوال من الساعة الواحدة صباحاً وحتى الرابعة صباحاً
  • الشيخ « الرزامي» يهنئ القيادة الثورية والسياسية بحلول رمضان
  • دعا للتسامح والرحمة.. قصيدة مؤثرة لـ الصديق خليفة حفتر بمناسبة شهر رمضان المبارك
  • عباس ابراهيم: نطلب أن يكون رمضان بداية للسلام والأمان في لبنان
  • ابراهيم في رسالة الصوم: أدعوكم الى التضرع للبنان
  • الشيخ الرزامي يهنئ القيادة والشعب اليمني بحلول رمضان المبارك