( المحاضرة الرمضانية الثانية )

"يجلس الدكتور أحمد مع نجليه صلاح ومنير على أريكة غرفة المعيشة، يتابعون قناة المسيرة.
الدكتور أحمد، أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر، يتابع محاضرات السيد القائد منذ ثلاثة أعوام، وقد أعجب منذ العام الأول بطريقة سرد السيد القائد لقصص القرآن الكريم وربطها بواقع الأمة الحالي.

أما نجَلاه صلاح ومنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها.
وقد بدآ متابعة المحاضرات منذ العام الماضي، حيث انجذبا إليها بسبب الموقف اليمني الداعم لمظلومية أهل غزة.

يتحدث الدكتور أحمد إلى نجليه قائلًا: «أشار السيد القائد في محاضرة الأمس إلى أنه سيبدأ اليوم بسرد قصص القرآن الكريم، وكلنا شوقٌ لمعرفة القصة الأولى في سلسلة هذا العام !
انطلقت المحاضرة للتو وتسمر الثلاثة لمتابعتها بكل شغف واهتمام :-
ماذا أتى في القرآن الكريم نماذج معينة من القصص والأحداث التاريخية، وما يميِّز العرض القرآني والتقديم القرآني لما قصه من قصص عن الماضي، ونبهنا أن القرآن الكريم هو كتاب هداية، وفي الأساس ليس كتاباً تاريخياً، أو يُقدِّم العرض والسرد التاريخي كما هي الكتب التاريخية، أو يقدم القصص كذلك كما هي الكتب المتخصصة في هذا المجال، ولكنه أكبر وأهم من كل ذلك، القرآن الكريم هو كتاب هداية؛ ولذلك فما قدَّمه من نماذج متنوعة من القصص والأحداث التاريخية، قدمه كأسلوب من أساليب الهداية، ولذلك ضمَّنه الكثير من الدروس والعبر، وعرض فيه الكثير من الحقائق المهمة جداً، ولذلك فهو غنيٌ بمحتواه من الدروس، ومن العبر، ومن الحقائق، ومن المفاهيم العظيمة، التي هي كلها تندرج تحت عنوان الهداية، فيها هدايةٌ لنا نحن في واقعنا، في ظروف حياتنا، في ديننا، استلهام القيم العظيمة والأخلاق العظيمة، عندما نسمعها ونراها متجسدةً في الواقع، فيما عرضه الله لنا من النماذج الراقية من أوليائه من الأنبياء، والرسل، والمؤمنين... وهكذا.
- هل لاحظتم يا ولديّ الهدف من القصص القرآني كما اشار لهما السيد وهما :-
- الهداية والإرشاد، وليس مجرد سرد تاريخي.
- تقديم دروس وعبر تُساهم في فهم واقع الأمة واستلهام القيم.

الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" قال في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا}[الإسراء:89]، فكان من ضمن ذلك هو ما أتى به من القصص والأنباء في نماذج معينة مختارة بهداية الله، بعلمه، بحكمته، يختار لنا احسن القصص التي تتضمن دروساً مهمة نحن في أمسِّ الحاجة إليها، وتعرض لنا حقائق مهمة، وتعرض لنا السنن الالهية، وهذا من أهم ما في القصص القرآني.
أيضا هي- كما أشرنا في شهر رمضان المبارك من العام الماضي- هي من معالم الرسالة الإلهية؛ لأنها من أنباء الغيب، وأوحاها الله إلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، وهو أميٌّ في مجتمعٍ أميٍّ، لم يكن يعلم شيئاً عن ذلك؛ ولهـذا قال الله "جَلَّ شَأنُهُ": {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}[هود:49].
هي أيضاً ملهمةٌ في مقام التأسي والاهتداء، كما ذكرنا عن قصص الأنبياء والمؤمنين، وقال الله "جَلَّ شَأنُهُ": {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}[هود:120].
المميزات للقصص القرآني مميزات عظيمة ومهمة، الله "جَلَّ شَأنُهُ" قال: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}[يوسف:3]، في مقدمة هذه المميزات: أنه من الله، الذي قصَّ علينا تلك النماذج من القصص هو الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ وبالتالي فهي حقٌّ، كل ما ورد فيها من تفاصيل وحقائق، ليس فيها أي شائبة من الشوائب التي يتعرض لها الكثير من القصص التاريخية، والأحداث التاريخية، والكتب التاريخية؛ أمَّا ما قدَّمه الله لنا في القرآن الكريم فهو حقٌّ خالص، ليس فيه أي شيءٍ من الزيف، ولا من الخرافات، ولا من الأساطير، ولا من الروايات غير الصحيحة، فهو يأتي لنا بالحق في ذلك، وبالحقيقة الخالصة النقية التي لا يشوبها أي شائبة؛ ولهذا يقول: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ}[الكهف:13].
ثم أيضاً الاختيار من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، اختار لنا؛ لأن سجل التاريخ هو سجلٌ كبيرٌ جداً، ونحن آخر الأمم، حتى على المستوى التخصصي، لا يستطيع الإنسان أن يستوعب كل الأحداث التاريخية على كثرتها، لو أمضى كل عمره، لكن الله اختار لنا بعلمه، بحكمته، وهو العليم بما نحتاج إليه أكثر شيء، وما هو الأكثر فائدةً لنا، فقدَّم لنا نماذج
- هذه نقطه غاية في الاهمية يا ابنائي وهي مميزات القصص القرآني التي اشار لها السيد عبدالملك وهي :-
- مصدرها إلهي(حقٌّ خالص منزه عن الزيف والخرافات).
- اختيار حكيم لنماذج متنوعة تتناسب مع حاجات البشر.
- عرضٌ نفسي عميق يكشف الدوافع والحالات الداخلية.

فالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" باختياره لنا من سجل التاريخ الهائل نماذج معينة، تتناسب مع ظروف حياتنا، حتى لا يحتاج الإنسان أن يمضي كل عمري، ولا يصل بعد إلى استقراء الحقائق والأحداث التاريخية والقصص في التاريخ، اختار نماذج معينة، متنوعة، مهمة، مفيدة جداً، وإذا كان الاختيار هو من الله، فهل هناك أحد يمكن أن يكون أكثر دقةً وحكمةً في هذا الاختيار نفسه؟ معاذ الله!
كذلك العرض القرآني عرض راقٍ جداً، على مستوى الأسلوب، والتعبير، والطريقة، وعرض فيه هداية بكل ما تعنيه الكلمة، وسليم من كل المؤثرات السلبية، يعني: حتى عندما يعرض حقائق فيها جوانب سلبية كحقائق، كوقائع حصلت، هو يُقدِّمها بشكلٍ يبعدها عن التأثير السلبي، وأنت تسمعها، أو تتلوها في القرآن الكريم، فأنت لا تتأثر سلباً؛ وإنما يقدمها بطريقة راقية جداً، وذكرنا أمثلة لذلك في العام الماضي، ونذكر- إن شاء الله- أمثلة لذلك في هذه المحاضرات إن شاء الله.
كذلك في غناها بالدروس والعبر، في عرض الحقائق، في عرض المفاهيم، في تصحيح التصورات، في الجانب التربوي لها، في جوانب كثيرة ومهمة في بيان السنن الإلهية، ولـذلك يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[يوسف:111]، لـذلك فمسألة أن مسألة التركيز على موطن العبرة من القصة هي مسألة أساسية في العرض القرآني؛ لأنه- كما قلنا- كتاب هداية.

التنوع في القصص القرآني هو كذلك مهمٌ، وغنيٌ، ومفيدٌ جداً، نماذج من قصص الأنبياء، مجموعة كبيرة من أنبياء الله ورسله، وكذلك حتى هذا الجانب في قصص الأنبياء، فيه أيضاً نماذج لظروف مختلفة، وأحوال مختلفة، ومقامات متنوعة:

نماذج من قصص النساء، على مستوى الجانب الإيماني: مثلما في قصة الصديقة الطاهرة مريم ابنت عمران، وباسمها سورة في القرآن الكريم، وتحدث القرآن عنها في مواضع متعددة، وكذلك عن غيرها.

نماذج عن الأقوام والأمم: قوم نوح، عاد، ثمود، قوم فرعون... وغيرهم.
نماذج عن التجار.
نماذج عن المزارعين.
نماذج عن العلماء.
نماذج عن الملوك... وهكذا.

- تنوع الموضوعات في القصص القرآنية قصص الأنبياء، المؤمنين، الأمم، التجار، الملوك، وغيرهم.

في هذا الشهر المبارك، نبدأ مشوارنا مع القصص القرآني، مع نبي عظيمٍ من أبرز رسل الله وأنبيائه، ورد ذكره في القرآن الكريم تسعاً وستين مرة، وتحدث القرآن الكريم عنه في خمسٍ وعشرين سورة في قصصٍ عنه، وحقائق مهمة تتعلق به، منها سورةٌ باسمه في القرآن الكريم، (سورة إبراهيم).
الحديث عن نبي الله ورسوله وخليله إبراهيم عليه السلام، فيما قصه القرآن الكريم عنه، متنوعٌ تنوعاً مفيداً، في أحوالٍ وظروفٍ متنوعة، ومقاماتٍ متعددة، وكلها غنيةٌ بالدروس والعِبر، ومسيرة حياته مدرسةٌ متكاملة في الهداية، في الأخلاق، في القيم، في الحكمة، في الرشد، في العلاقة مع الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"... في جوانب كثيرة، نتحدث عن الكثير منها إن شاء الله، بقدر ما يوفقنا الله له.
إبراهيم عليه السلام منحه الله الوسام الرفيع، والحديث عنه في القرآن الكريم يبيِّن لنا عظيم مقامه، ورفيع منزلته ودرجته العالية، الله قال عنه: واتخذ الله إبراهيم خليلاً، هذا وسام رفيع جداً من أعلى وأعظم الأوسمة، التي تبيِّن منزلته الرفيعة عند الله "جَلَّ شَأنُهُ".
مقامه أيضاً بين الأنبياء والرسل، هو من أرفعهم مقاماً، ومن أفضلهم، ومن أعلاهم منزلة، فمنزلته بينهم هم كأنبياء ورسل منزلة عالية جداً؛ لأن مقامات وفضل الأنبياء يتفاوت في مستوى منزلتهم، وكمالهم، وأدوارهم، كما قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[البقرة : 253]، وكما قال "جَلَّ شَأنُهُ": {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ}[الإسراء:55]،

- - لاحظوا كيف قدم السيد عبدالملك قصة نبي الله ابراهيم وركز عليها كبداية القصص لهذا العام باعتباره خليل الله وإمام الناس ورمزيته العالمية
كان أُمَّةً في دوره العظيم، الذي قام به في إرساء دعائم الحق والخير والهدى، وفي تصديه للطغيان والضلال، وما بذله من جهدٍ في ذلك، بالرغم من أنه بدأ بمفرده، لكنَّ حجم هذا الدور الذي نهض به بما تنهض به أُمَّة، إلى هذا المستوى

قَانِتًا لِلَّهِ}، هذه مواصفات مهمة، مجموعة من المواصفات تندرج تحت عنوان (قَانِتاً لِلَّهِ)، كان خاضعا لله، مطيعاً له؛ ولـذلك ففي قوله "جَلَّ شَأنُهُ": {قَانِتًا لِلَّهِ حَنِفًا} كم يجتمع لنا؟ يجتمع لنا أنه كان نموذجاً عظيماً في المحبة لله تعالى، والإخلاص له، والاستقامة على نهجه، وفي الخضوع التام لله، وفي الخشوع لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وفي الثبات على نهج الله، كل هذه العناوين تجتمع تحت قوله تعالى: {قَانِتًا لِلَّهِ حَنِفًا}،

عرض القرآن الكريم عنه أيضاً أنه كان رمزاً عظيماً في التسليم لله تعالى والإسلام له: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}[البقرة:131]، في القصص عنه سيأتي نماذج في واقعه العملي عن هذا الإسلام، والتسليم لله "جَلَّ شَأنُهُ":

قدَّمه على أنه نموذج راقٍ في المصداقية، {إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}[مريم: 41]، (صِدِّيقًا): مصدقاً بكلمات الله تعالى، وكانت مصداقيته في أقواله، في انتمائه، في أعماله، تامة وراقية جداً.

نموذج في اليقين، وسيأتي الحديث عن ذلك.

في الشكر: {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ}[النحل:121]، يُقدِّر نعم الله عليه، ويُعظِّم نعم الله عليه، ويشكر الله على نعمه في أقواله، في أفعاله، وفي أعماله، بقلبه وسلوكه، وسيأتي أيضاً تفاصيل عن هذا الموضوع، وهذا العنوان.

في الرشد، والعلم، والحجة، والحكمة، والبصيرة كذلك: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}[الأنبياء:51]، كان راشداً، حكيماً، على بصيرة، على معرفة، على علم، {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}[ص:45]، فهو من المتمسكين، والمقدمين، والمسهمين، في إقامة الحق، وفي مسيرة النبوة والرسالة أعطى دفعاً كبيراً للحق والهدى، استمر لأجيالٍ طويلة، {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ}[الأنعام:83].

في الحلم: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}[التوبة:114]، وفي آيةٍ أخرى: {لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}[هود:75]، فهو من ذوي الحلم، ونموذج في الحلم، وستأتي التفاصيل، وتعريف هذا العنوان ودلالاته.

- لقد اشار السيد عبدالملك لصفات إبراهيم عليه السلام وهي :
- القنوت لله خضوعٌ تام وطاعة مطلقة.
- الحلم والأوَّاهية: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114].
- التسليم المطلق أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 131].
- **الشكر**: ﴿شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ﴾ [النحل: 121].

العناوين كثيرة، والتفاصيل كثيرة، وكثيراً من العناوين نأتي اليها مع المفاهيم، مع الحقائق، مع الدروس، مع العبر، في سياق القَصَص الذي قصه الله عنه، وقدَّم في ذلك القصص- كما قلنا- نماذج من ظروف متنوعة، وشؤون مختلفة، وأحوال متعددة.

- انتهت المحاضرة وبدأ الدكتور احمد بالحديث لولديه قائلا : تعلمنا من محاصرة السيد عبدالملك ان قصة إبراهيم تُظهر عمقَ الرؤية القرآنية في ربط العقيدة بالواقع، خاصةً في ظل التحديات التي تواجه الأمة اليوم. اختيار الله له كخليل يؤكد أن القرب الإلهي يُكتسب بالإخلاص والعمل لا بالادعاء .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی القرآن الکریم السید عبدالملک القصص القرآنی قصص الأنبیاء قصص القرآن عرض القرآن الکثیر من س ب ح ان ه ت ع ال ى من القصص فی القصص نماذج عن نماذج من

إقرأ أيضاً:

المنيا تحتفي بـ 1500 حافظ للقرآن الكريم وتهديهم 12 عمرة وعشرات التأشيرات

في مشهد مهيب يعكس الاهتمام بكتاب الله، شهدت قرية البيهو بمركز سمالوط في محافظة المنيا مساء السبت حفلًا ضخمًا لتكريم 1500 متسابق من حفظة القرآن الكريم من مختلف أنحاء المحافظة.

أقيمت المسابقة للعام الـ17 على التوالي برعاية كريمة من ابن القرية، المواطن عصام رفعت البدري، الذي يسعى من خلال هذه الفعالية السنوية إلى إحياء ذكرى والدته المرحومة رفعت البدري وتعزيز قيم التمسك بالتراث الإسلامي والقرآني في أوساط الشباب.

حضر الحفل لفيف من القيادات التنفيذية والشعبية والسياسية والدينية بالمحافظة، من بينهم النائب اللواء إبراهيم المصري وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، والنواب محمد نشأت العمدة ومجدي ملك وتوحيد تامر، والمستشار هاني عبد الجابر نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادي القضاة، والشيخ أحمد طلب الشريف من الأزهر الشريف، والمهندس عويس قاسم رئيس مركز ومدينة سمالوط، والدكتور أحمد مخلوف مدير إدارة أوقاف المنيا، ومندي عكاشة وكيل وزارة الشباب والرياضة، والدكتور سعيد محمد رئيس مركز ومدينة المنيا، والنائبة الدكتورة رشا المهدي عضو مجلس الشيوخ، والبرلماني السابق علاء السبيعي، وخيري فؤاد نقيب معلمي سمالوط، بالإضافة إلى عدد كبير من رؤساء الجمعيات الأهلية ورجال المجتمع المدني.

وخلال مراسم التكريم، فاجأ راعي المسابقة، عصام رفعت البدري، الحضور بإعلانه عن منح جميع الفائزين بحفظ القرآن الكريم كاملًا رحلات عمرة. كما شمل التكريم منح عمرة واحدة لحفظة الـ 15 جزءًا، بالإضافة إلى توزيع عدد كبير من التأشيرات لحفظة الـ 10 أجزاء والـ 5 أجزاء.

ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، حيث أعلن النائب مجدي ملك عن تقديمه رحلة عمرة لمعلمي القرآن الكريم، وتبعه رجل الأعمال عارف راجح بتقديم رحلة عمرة أخرى، بالإضافة إلى تبرعات بعمرات من الحاج خالد محمد حسن والحاج محمود عبد الدايم والحاج محمود عويس عبده والدكتور علي الكندري من دولة الكويت، ليبلغ إجمالي رحلات العمرة المقدمة 12 عمرة بالإضافة إلى عدد كبير من التأشيرات.

وأكدت اللجنة المنظمة أن هذه المسابقة القرآنية الرمضانية تعتبر الأكبر على مستوى الجمهورية من حيث عدد المشاركين، حيث بلغ عدد المتقدمين ما يقارب 37 ألف متسابق، تم اختيار 1500 منهم بعد تصفيات تنافسية شملت مختلف مستويات حفظ وتلاوة كتاب الله.

وقد تميزت المسابقة بشموليتها واستهدفها لجميع الفئات العمرية، حيث تضمنت تصفيات للمتقنين لحفظ القرآن كاملًا والمتفوقين في حفظ أجزاء منه، الأمر الذي أكسبها ثقة واسعة لدى أهالي المحافظة وجعلها حدثًا سنويًا ينتظره الجميع بشغف.

جدير بالذكر أن لجنة التحكيم التي قامت بتقييم المتسابقين خلال شهر رمضان المبارك ضمت 60 شيخًا من ذوي الخبرة والاختصاص في علوم القرآن والتجويد والقراءات، وقد أشرف على أعمال اللجنة الشيخ محمد سيد أبو القاسم، وذلك بمقر الجمعية الشرعية بقرية البيهو، لضمان نزاهة المنافسة ودقة التقييم.

ولم تقتصر جوائز المسابقة على رحلات العمرة والتأشيرات فحسب، بل تضمنت أيضًا جوائز قيمة أخرى سيتم الكشف عنها خلال الحفل الختامي الذي سيقام في أيام عيد الفطر المبارك.

وفي تصريحات صحفية له، أكد عصام البدري على الأهمية الكبيرة لهذه المبادرة الدينية في تعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي بين أبناء المحافظة، معربًا عن سعادته باستمرار تنظيم المسابقة للعام السابع عشر على التوالي، ومؤكدًا أنها تمثل فرصة ثمينة لإبراز مواهب الشباب في حفظ القرآن الكريم وتعميق القيم والأخلاق الرفيعة في المجتمع.

وأضاف البدري أنه لاحظ خلال فعاليات اليوم مشاركة ملحوظة لذوي الهمم والقدرات الخاصة، مؤكدًا على تخصيص اهتمام خاص بهم في حفل التكريم، وقدم شكره وتقديره لجميع المتسابقين وأسرهم على جهودهم واهتمامهم بكتاب الله.

مقالات مشابهة

  • تكريم 30 حافظًا للقرآن الكريم بسوهاج سردوا المصحف الشريف خمس مرات متتالية دون أخطاء
  • بالرقم القومي.. نتيجة مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم
  • مدير جامعة القرآن الكريم يتفقد مقر الجامعة بأمدرمان
  • تفاصيل المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم 2025/2026
  • بحضور رئيس جامعة الأزهر.. «أفق التوقع في القصص القرآني» رسالة دكتوراة بآداب طنطا
  • المفتي العام يحذر من تداول نسخة من القرآن الكريم
  • المنيا تحتفي بـ 1500 حافظ للقرآن الكريم وتهديهم 12 عمرة وعشرات التأشيرات
  • توتر في هولندا اثر حرق نسخة من القرآن الكريم
  • غضب واستنكار واسع بعد حرق «نسخة من القرآن الكريم» في هولندا
  • حكم جعل القرآن الكريم أو الأذان نغمات للهاتف المحمول.. الإفتاء توضح