رئيس جامعة الأزهر: الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ومراعاة أحوال الناس
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن التيسير أحد المبادئ الأساسية التي يقوم عليها التشريع الإسلامي، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم نصّ صراحةً على هذا المبدأ في عدة مواضع، ومنها تشريعات الصيام والحج.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن آيات الصيام جاءت لتؤكد هذا التيسير، حيث قال الله تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، وذلك بعد أن أباح الفطر لأصحاب الأعذار الطارئة، مثل المرض والسفر، على أن يتم قضاء الأيام الفائتة بعد رمضان، كما أباح الفطر لأصحاب الأعذار الدائمة الذين لا يستطيعون الصيام، وأوجب عليهم الفدية.
يوقعك في المهالك| تحذير نبوي هام من جليس السوء
المعنى يتغير تماما.. خالد الجندي يوضح الفرق بين مَحِلَّهُ ومُحِلَّهُ في القرآن
دعاء الليلة الثالثة من رمضان.. ردده في صلاة القيام
هل يجوز الاستثمار بأموال الميراث؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم
وأشار إلى أن هذه الأحكام تعكس عناية الشريعة بالضعفاء والمرضى والمسافرين، حيث جعلت لهم الأولوية في الرعاية والتخفيف.
ونوه بأن الإسلام يُعلّم الأمة أن تقدم حق الضعيف، كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: "الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه".
كما بيّن رئيس جامعة الأزهر، أن التيسير لم يكن مقتصرًا على الصيام فحسب، بل شمل تشريع الحج أيضًا، حيث أباح الفدية لمن مُنع من الوصول إلى مكة، أو لمن كان متمتعًا بالحج إلى العمرة، وذلك بقوله تعالى: "فما استيسر من الهدي"، كما أتاح لمن لم يجد الهدي أن يصوم بديلًا عنه.
وشدد على أن الشريعة الإسلامية قائمة على الرحمة والتيسير، وليس على المشقة والتعسير، داعيًا إلى التمسك بقيم الإسلام التي توازن بين أداء العبادات ومراعاة أحوال الناس وظروفهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الشريعة الإسلامية الإسلام التشريع الإسلامي الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر المزيد رئیس جامعة الأزهر
إقرأ أيضاً:
ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الشائعات جريمة ضد الإنسانية وخطر يهدد وحدة الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد جلسة من جلسات ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية عقب صلاة التراويح بالجامع الأزهر تحت عنوان «الشائعات»، بحضور نخبة من علماء الأزهر، حيث شارك في الملتقى الدكتور محمد أبو زيد الأمير، عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأدار الملتقى الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر.
وأكد الدكتور عبد الفتاح العواري أن الشائعات تمثل خطرًا داهمًا يهدد وحدة الأمة وتماسكها، ولذلك وضعت الشريعة الإسلامية سياجًا حصينًا لمنع انتشارها، وجاء الأمر الإلهي واضحًا في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾، حيث لم تأتِ كلمة أخرى تغني عن «فَتَبَيَّنُوا»، لأن ديننا قائم على التبين والتثبت، ورسولنا ﷺ مكلف بالتبيين، كما قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾. فالشائعة قد تقتل بريئًا، أو تهدم بيتًا، أو تؤجج فتنةً، لذلك كان التثبت أمرًا إلهيا لا يقبل التساهل.
وأوضح أن الشائعات لها آثار مدمرة لا يمكن الاستهانة بها، فقد تسببت عبر التاريخ في إزهاق أرواح وسفك دماء دون وجه حق. ويكفي أن نرى كيف تنتشر بعض الأخبار الكاذبة فتثير الفوضى والاضطراب، مما يؤكد أن الشائعة ليست مجرد كلمة تُقال، بل سهم قاتل يُطلق بلا تفكير. فالمسلم مسؤول عن الكلمة التي ينطق بها، وعليه أن يكون عونًا على نشر الحق لا وسيلةً لترويج الباطل والفتن.
من جانبه، شدد الدكتور محمد أبو زيد الأمير على أن الشائعة جريمة ضد الإنسانية، فهي تهدد أمن المجتمع، وتزعزع استقرار الأسرة، وتثير الفتن بين الأفراد. ومروجها مجرم في حق دينه وأمته، إذ يسهم في نشر الفوضى وبث الرعب وإشاعة الفساد. ولذا حذرنا الله سبحانه من أمثال هؤلاء بقوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُۥ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ﴾. فالشائعات قد تكون مغلفة بكلام معسول، لكن حقيقتها مريرة ومدمرة.
وأضاف أن مروج الشائعة شخص ضعيف الدين، خبيث النفس، منحرف التفكير، عديم المروءة، تتقاطر من كلماته الخسة والدناءة. فتراه ينشر الأخبار المغلوطة دون وازع من ضمير، متلذذًا بتخريب العلاقات وإثارة البلبلة. ولذا علينا جميعًا أن نكون حائط صد ضد الشائعات، فلا نردد كل ما نسمع، بل نتحرى الدقة ونتثبت قبل نشر أي خبر، حمايةً للمجتمع من الفتن والمخاطر.
و أوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد أن الشائعات سلاح خطير يهدد استقرار المجتمعات، فقد تسببت في القطيعة بين الأحبة، وأثارت الفتن بين الأشقاء، بل وزعزعت استقرار الدول والأسر. ولذا عالجها الإسلام بحكمة من خلال صيدلية التثبت، حيث أمرنا الله سبحانه بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌۭ بِنَبَإٍۢ فَتَبَيَّنُوآ﴾. فالمسلم لا يأخذ الأمور بالظن، لأن الظن أكذب الحديث، ومن ينشر الشائعات دون تحقق يقطع أواصر المحبة ويشيع الفوضى في المجتمع.
وأشار إلى أن الشائعات طالت حتى النبي ﷺ في حادثة الإفك، لكنه واجهها بالصبر والحكمة، حتى أنزل الله القرآن ليبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها ويضع منهجًا للتعامل مع الأخبار الكاذبة. لذلك، على كل مسلم أن يكون مسؤولًا عن كلمته، فلا ينشر إلا ما تأكد من صحته، حتى نحفظ مجتمعاتنا من الانقسام والاضطراب.