رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| "ليالي الحلمية".. حين تحوّلت الدراما إلى تأريخ لمصر
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ. كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التلفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في زمن كانت فيه الدراما المصرية تعكس وجدان المجتمع، جاء "ليالي الحلمية" ليكون أكثر من مجرد مسلسل، بل سجلًا يحكي عن مصر وشعبها عبر العقود، من الملكية وحتى ما بعد ثورة يوليو. لم يكن العمل مجرد دراما اجتماعية، بل كان مرآة تعكس التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مر بها المصريون.
قصة المسلسل كانت تدور حول الصراع الطبقي والسياسي والاجتماعي في مصر، من خلال شخصيات صنعت لنفسها مكانًا خالدًا في قلوب المشاهدين. تبدأ الأحداث مع سليم البدري (يحيى الفخراني)، ابن الباشا الذي يتصارع مع ابن الفلاح البسيط سليمان غانم (صلاح السعدني)، في صراع يعكس الفجوة بين الطبقات بعد الثورة. تتشابك قصص الحب والخيانة والطموح عبر الأجيال، في حبكة درامية جعلت المسلسل واحدًا من أعظم الأعمال التلفزيونية.
النجاح والاستقبال الجماهيري
منذ عرض الجزء الأول في رمضان 1987، تحوّل المسلسل إلى حالة خاصة، حيث أصبح الجمهور ينتظر حلقاته كما لو كان يتابع توثيقًا لحياته الشخصية. استمر نجاح المسلسل على مدار خمسة أجزاء، حتى أن البعض وصفه بـ"ملحمة درامية لا تتكرر".
كانت الشخصيات قريبة من الناس ، فلم تكن مجرد أبطال على الشاشة، بل أفرادًا من العائلة، نعيش معهم أفراحهم وأحزانهم، ونرى فيهم أنفسنا. تحول "سليم البدري" و"سليمان غانم" إلى رموز للصراع الاجتماعي، بينما أصبحت نازك السلحدار واحدة من أشهر الشخصيات النسائية في تاريخ الدراما.
في تلك الأيام، كان رمضان يعني لمّة العيلة، ومتابعة مسلسل واحد يشغل الجميع. لم يكن هناك انشغال بالهواتف أو منصات المشاهدة، بل كان المسلسل يُشاهد جماعيًا، ويصبح حديث البيوت في اليوم التالي.
"ليالي الحلمية" لم يكن مجرد مسلسل يُعرض في رمضان، بل كان بمثابة دفتر ذكريات لكل بيت مصري، ارتبط به الكبار والصغار، وبقي في القلوب رغم مرور الزمن. واليوم، بعد عقود من عرضه، لا يزال الحنين يأخذنا إلى تلك الليالي، حينما كانت الدراما تُصنع بحب، وحينما كان رمضان مليئًا بالدفء والوجوه التي أحببناها.
المسلسل كان تأليف أسامة أنور عكاشة، الذي رسم شخصياته ببراعة جعلتها حية في أذهان المشاهدين.
المسلسل من إخراج إسماعيل عبدالحافظ، الذي استطاع أن ينقل روعة الحارة المصرية بكل تفاصيلها، وبطولة الفنانين: يحيى الفخراني، صلاح السعدني، صفية العمري، هشام سليم، حنان شوقي، عبدالله غيث، زوزو نبيل، وآخرون.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ليالي الحلمية اسماعيل عبدالحافظ أسامة أنور عكاشة يحيى الفخراني صلاح السعدنى صفية العمري لیالی الحلمیة بل کان لم یکن
إقرأ أيضاً:
شارع الشيراتون في الغردقة يتألق بفانوس وهلال عملاقين احتفالًا بشهر رمضان
تعيش مدينة الغردقة أجواء رمضانية ساحرة، حيث تتزين شوارعها استعدادًا لاستقبال الشهر الكريم، وتحديدًا في شارع الشيرتون، الذي شهد تركيب فانوس ضخم يبلغ ارتفاعه 8 أمتار، إلى جانب هلال عملاق يضفي لمسة روحانية وجمالية مميزة على المكان.
في تقليد سنوي يضفي على المدينة لمسة من البهجة، تم تثبيت أكبر فانوس رمضاني في نهاية شارع الشيراتون، أحد أبرز الشوارع السياحية في الغردقة. يبلغ ارتفاع الفانوس أكثر من 8 أمتار، بينما يصل عرضه إلى مترين، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يجمع بين الإضاءة المبهرة والزخارف الرمضانية التقليدية.
وأصبح هذا الفانوس نقطة جذب رئيسية للزوار والمواطنين، حيث يحرص الكثيرون على التقاط الصور التذكارية بجواره، مستمتعين بالأجواء الاحتفالية التي يضفيها على المكان. ويعد هذا المجسم واحدًا من أبرز المظاهر التي تعكس احتفاء المدينة بالشهر الكريم، حيث يجسد روح الفرح والتلاحم بين سكان الغردقة وزوارها من مختلف الجنسيات.
إلى جانب الفانوس، تم وضع مجسم ضخم لهلال رمضان، يبلغ طوله أكثر من 5 أمتار، مزينًا بعبارة "رمضان كريم" وأسماء الله الحسنى، مما يضفي عليه طابعًا روحانيًا وجماليًا يعكس روح الشهر المبارك. وتم تصنيع الهلال من معادن متنوعة تشمل الحديد والبلاستيك، مع لمسات مذهبة تعكس الأناقة والفخامة، ليصبح معلمًا بارزًا في قلب شارع الشيرتون.
لا يقتصر تأثير هذه الزينة الرمضانية على إضفاء الجمال على المدينة فحسب، بل إنها تسهم في تعزيز الأجواء الاحتفالية، ما يجعل الغردقة وجهة سياحية متميزة خلال الشهر الكريم. كما يعكس تركيب هذه المجسمات الضخمة الجهود المستمرة التي تبذلها الجهات المعنية لإثراء تجربة السكان والزوار، وتعزيز مكانة المدينة كواحدة من أهم الوجهات السياحية في مصر.
ويحرص السياح القادمون من مختلف أنحاء العالم على توثيق لحظاتهم بجانب الفانوس والهلال، مندهشين بروعة التصميم وجمال التفاصيل، ليبقى شارع الشيرتون شاهدًا على احتفال الغردقة الفريد بشهر رمضان.