"إغلاق موقف المركبات الرئيس".. وسيلة إسرائيلية جديدة لأسرلة الثقافة بالقدس
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
القدس المحتلة - خاص صفا
لم تسلم مواقف المركبات من إجراءات بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، والتي عمدت لإغلاق الموقف الرئيس قرب شارع الزهراء ومدرسة المأمونية الثانوية بالمدينة، بحجة إقامة ما يسمى بـ"البيت الثقافي" التهويدي، ضمن سياساتها العنصرية للتضييق على المقدسيين وأسرلة عقول أبنائها.
هذا الإجراء لقي اعتراضًا وغضبًا مقدسيًا واسعًا، كونه يعد المتنفس الوحيد الذي يتسع لأكثر من 200 مركبة، في ظل شح مواقف المركبات في المدينة المحتلة، وحاجة المقدسيين للمواقف المجانية أيضًا.
ويقول المقدسيون الذين تقدموا بلائحة اعتراض قانونية، إن الموقف كان يتسع لمئات المركبات، في ظل شح المواقف المجانية والمدفوعة في القدس، وحملة المخالفات المرورية التي تشنها طواقم بلدية الاحتلال عليهم.
وكانت الأرض التي تحولت إلى موقف للمركبات، تُدعى ملعب الروضة، والتي شهدت مباريات مقدسية لكرة القدم منذ عام 1910.
ويوميًا، تشهد أحياء القدس وبلدتها مشاهد لطواقم بلدية الاحتلال وهي تجوب تلك المناطق، لتحرير مخالفات مرورية باهظة بحق مركبات المقدسيين، قد تصل أحيانًا إلى 5 آلاف شيكل، وأحيانًا أخرى إلى سحب الرخصة و"إنزال السيارة" عن الخط أي منعها من السير.
كل هذه الإجراءات تهدف إلى زيادة تضييق الخناق على المقدسيين، وإثقال كاهلهم اقتصاديًا، في محاولة لدفعهم للهجرة والرحيل القسري عن المدينة المقدسة.
عجز كبير
المحلل السياسي راسم عبيدات يقول إن بلدية الاحتلال عمدت لإغلاق الموقف الرئيس للمركبات قرب مكتبة البلدية ومدرسة المأمونية بهدف بناء مركز ومسرح ثقافي، من أجل أسرلة الثقافة الفلسطينية والتعليم في المدينة المقدسة، كما فتح المدارس الجديدة ورصد ميزانيات ضخمة لاستبدال المنهاج الفلسطيني بالإسرائيلي.
ويوضح في حديث لوكالة "صفا"، أن مدينة القدس تعاني عجزًا ونقصًا كبيرًا في مواقف المركبات، نتيجة عدم تخصيص بلدية الاحتلال مواقف كافية لمركبات المقدسيين، بل يتم ملاحقتهم ومطاردتهم يوميًا، وفرض المخالفات الباهظة عليهم، بذريعة الوقوف بأماكن غير مسموح بها.
ويضيف أن الاحتلال يريد من هذه المراكز الثقافية أسرلة التعليم وكي وعي الطلبة المقدسيين والسيطرة على ذاكرتهم، لفرض ثقافة وهوية جديدة على شعبنا في القدس.
ويُعد قرار بلدية الاحتلال إغلاق الموقف الرئيس لإقامة المركز الثقافي- كما يؤكد عبيدات- تعديًا على ثقافتنا وهويتنا وانتماءنا، تمهيدًا لإغلاق المؤسسات الثقافية والفنية الفلسطينية في المدينة المقدسة، مثل مركز يبوس الثقافي، ومعهد ادوارد سعيد الفني والمسرح الوطني الفلسطيني "الحكواتي"، وغيرها.
ويبين أن هذا الإجراء العنصري يندرج في إطار عملية الأسرلة التي تجري بالقدس، وهذا ما نشاهده في الخطة الخمسية التي أقرتها حكومة الاحتلال لأجل تعزيز الأمن والاستيطان والتهويد في المدينة، بما فيها العملية التعليمية.
ويؤكد عبيدات على ضرورة اتخاذ موقف مقدسي واضح وحازم برفض إغلاق موقف المركبات، وتحويله إلى مركز تهويدي، محذرًا في الوقت نفسه، من مخاطر هذه المراكز على المقدسيين.
ومؤخرًا، عمدت بلدية الاحتلال إلى تجريف أرض فلسطينية في حي الشيخ جراح وسط القدس، بمساحة 5 دونمات، تمهيدًا لافتتاح موقف مركبات للمستوطنين.
ترويض المقدسيين
ويؤكد الباحث المقدسي أمجد شهاب أن بلدية الاحتلال تعمل بشكل حثيث على تهويد كل شيء بالمدينة المحتلة، وحتى مواقف السيارات لم تسلم من ذلك، بل تريد تحويلها لمراكز تهويدية.
ويوضح في حديث لوكالة "صفا" أن إقامة "البيت الثقافي" يعد أحد الأساليب الممنهجة في عملية إخضاع وترويض المقدسيين، وفرض الرواية الإسرائيلية المزورة، من خلال إقامة مثل هذه المراكز، وتحويل بعضها إلى أماكن لتدريس "البجروت" الإسرائيلي.
ووفقًا لشهاب فإن "هناك خطوات متلاحقة للاستيلاء على أراضي المقدسيين وبيوتهم، كما جرى رصد مبالغ هائلة لأسرلة التعليم المقدسي ودمج الطلاب في المؤسسات الإسرائيلية، في مقابل ذلك لا تُحرك المؤسسات الفلسطينية ساكنًا إزاء ما يجري بالمدينة".
ويضيف "لا يوجد برنامج أو ميزانية مخصصة لأجل إقامة مواقف مركبات للمقدسيين، في ظل استمرار الاحتلال بملاحقة أصحاب تلك المركبات وتحرير مخالفات مالية كبيرة ضدهم".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: القدس أسرلة بلدیة الاحتلال فی المدینة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة في التحقيقات حول الفساد في بلدية إسطنبول: سائق يكشف عن اجتماعات سرية ورشاوى ضخمة
تستمر التحقيقات في قضية الفساد الموجهة ضد بلدية إسطنبول الكبرى (İBB)، حيث تم الكشف عن تفاصيل جديدة في التحقيقات. في أحدث المستجدات، دخلت إفادة أورهان جواهري أوغلو، سائق المدير العام لشركة “كولتور A.Ş” سردال تاشقين، ضمن ملف التحقيقات الجارية.
اجتماعات سرية في مقهى بمنطقة بيليك دوزو
في شهادته، قال جواهري أوغلو إن المسؤولين في بلدية إسطنبول كانوا يعقدون اجتماعات سرية بين الساعة 11:00 مساءً و1:00 صباحًا في مقهى يقع في منطقة بيليك دوزو. وأوضح أن الاجتماعات كانت تركز على مناقشات حول الرشاوى والصفقات غير القانونية المتعلقة بالإعلانات الخارجية. وأضاف أن سردال تاشقين، المدير العام لشركة “كولتور A.Ş” ومراد أونغون، كانا يخرجان من هذه الاجتماعات بحقيبتين مليئتين بالأموال.
الأنشطة غير القانونية وشراء العملات الأجنبية
وبحسب تقرير نشرته صحيفة تركيا المقربة من الحكومة وترجمه موقعه تركيا الان٬ أشار جواهري أوغلو إلى أنه كان يرى سردال تاشقين يودع أحيانًا هذه الأموال في خزنة خاصة ببنك “Vakıfbank” في فرع نيشانتاشي. وأوضح أيضًا أنه كان يساعد تاشقين في شراء العملات الأجنبية والذهب، وذلك بفضل علاقاته في سوق الصرافة وكون عائلته تعمل في هذا المجال.
تحذير عاجل للسياح والمقيمين في تركيا: احذر أن تتناول هذه…
السبت 05 أبريل 2025اجتماعات أخرى بمشاركة إمام أوغلو
وأوضح جواهري أوغلو أيضًا أن هذه الاجتماعات السرية في المقهى لم تكن هي الوحيدة. بل كانت هناك اجتماعات أخرى تُعقد في مكاتب خاصة، وكان من بين المشاركين فيها أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول. وقال جواهري أوغلو إن الاجتماعات كانت تُعقد أيضًا في مصنع للنسيج يمتلكه حسين كوكسال في بيليك دوزو، وكان يتم فيها الحديث عن أعمال غير قانونية، بما في ذلك المناقصات المشبوهة والرشاوى.