رمضان شهر الرحمة لا الجشع والاحتكار
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
عُرف عن شهر رمضان عبر أزمنة التاريخ الإسلامي بأنه هو خير الشهور وأطيبها وأحبها إلى قلب المسلم، لِمَ لا وهو شهر الفضل والجود، وشهر النور النازل من السماء إلى الأرض، وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، بل وهو شهر ليلة القدر، تلك الليلة التي هي خير من ألف شهر في منزلة العبادة، وهو الشهر الذي تهبط فيه الملائكة من السماء إلى الأرض لتفرح بالصائمين، وترفع أعمالهم الصالحة إلى الله، وهو شهر الصبر والمثابرة، والاجتهاد في العبادة والطاعة والتقرب إلى الله لنيل رضاه ورحمته، إنه شهر الخير لفضله وكرمه وجوده، ولهذا فإن جوهره أن يقوم على بذل المسلم أقصى درجات العبادة، والزهد في الدنيا، وبخاصة عن الطعام والشراب والملذات، والكف عن فعل الموبيقات، فالخير في شهر رمضان يكمن في إحساس المؤمن بالفرحة والسعادة وصفاء الروح والذهن، ما يمكنه من الاجتهاد في الصلوات، وقراءة القرآن، وزيارة المساجد لأداء الصلوات، والاعتكاف بقدر ما يستطيع خلال الشهر الكريم، كما أنه شهر العطف على الفقير، وشهر الرحمة وصلة الرحم، والإقبال على حب الناس، ولهذا لم يكن شهر الصوم أبدا شهرا للبذخ والإسراف والتبذير وملء البطون، وسماع المسلسلات، والانشغال بشبكات التواصل الاجتماعي، بل هو شهر للعبادة والطاعة والإنابة، إنه يعد للمؤمن بمثابة عمرة وإصلاح العام كله من أجل تقويم النفس وإصلاحها، وتهذيب النفوس وسموها عن كل ملذات الحياة، فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا، كانت سنته هو والصحابة بعد مشقة الصيام هو إفطارهم على التمر والماء وكسرات الخبز، ليدلنا ذلك على أن سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، هي الزهد والقناعة والصبر وزيادة العبادات من أجل التقرب إلى الله لنيل عفوه ورضاه.
إن رمضان شهر الرحمة والإحسان، وليس شهرا للجشع والاحتكار، لأن الإسلام قد حرم الجشع والاحتكار، وحذر مرتكبيهم من مغبة ذلك، كما أن ارتكاب تلك الجرائم في حق الناس وبخاصة في شهر رمضان معناه مضاعفة الإثم وانتظار العقاب من الله، وذلك لأن الاحتكار وغيره من مظاهر الجشع والاستغلال بحجة غلاء الأسعار أو تحقيق الربح علي حساب الفقراء يتنافى مع قيم الإسلام وشرائعه السمحة، بسبب خروج مرتكبيه عن الحكمة التي من أجلها شرع الله البيع الحلال، والرأفة بالناس، كما أن شهر رمضان الذي يهل علينا بكرمه ونوره وجوده هو شهر للرحمة والتراحم بين الناس، وشهر للالتزام بقيم الإسلام وتعاليمه التي أمرنا الله بفعلها والالتزام بها عملا بسنة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا ينبغي منا كمسلمين إلا أن نتقي الله، ونقبل على العبادة والطاعة والتقرب إلى الله، وحسن صيام رمضان وفق تعاليم الله، فلنعمر المساجد بإقامة الصلوات، وشد المآزر، وإقامة لياليه، وعدم التبذير والاسراف، وتدريب النفس على الرضا والقناعة والحمد، وبشكر الله على نعمه التي يجود علينا بها، وكل عام والأمة الإسلامية بألف خير.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رمضان إلى الله هو شهر
إقرأ أيضاً:
حدث في ثاني يوم رمضان.. اعرف أهم الأحداث التاريخية التي وقعت فيه
وقت احداث عظيمة فى ثانى يوم رمضان غيرت ملامح التاريخ الإسلامي، وسوف نرصد فى السطور التالية ابرز هذه الاحداث:
الخروج لفتح مكة
حدث في مثل هذا اليوم من شهر رمضان المبارك خروج رسول الله (صلى الله علية وسلم) لفتح مكة هو وأصحابه الكرام.
الشروع في بناء مدينة القيروان
فى اليوم الثانى من شهر رمضان شرع في بناء مدينة القيروان، بإشراف فاتحها عقبة بن نافع "رضي الله عنه" والقيروان كلمة معربة عن "كاراوان" باللغة الفارسية ومعناها موضع النزول، تشتهر القيروان في التاريخ بعلمها وفقهائها، في مقدمتهم الفقيه عبد الله بن أبي القيرواني صاحب الرسالة الفقهية، ومن أهم معالم القيروان جامع عقبة بن نافع.
في مثل هذا اليوم غادر السلطان صلاح الدين الأيوبي مدينة عسقلان، وذلك بعد أن أخلى كل سكانها من العرب وخربها وحطم أسوارها، وذلك خشية أن يستولي عليها الصليبيون ويأسرون أهلها ويجعلونها وسيلة لأخذ بيت المقدس، وقبل البدء في تخريب المدينة قال صلاح الدين الأيوبي قولته المشهورة: و«الله لموت جميع أولادي أهون علي من تخريب حجر واحد منها».
معركة "بلاط الشهداء"
في 2 من رمضان 114 ه : اشتعلت معركة "بلاط الشهداء" بين المسلمين بقيادة "عبد الرحمن الغافقي" والفرنجة بقيادة "شارل مارتل"، وجرت أحداث هذه المعركة في فرنسا في المنطقة الواقعة بين مدينتي "تور" و"بواتييه"، وقد اشتعلت المعركة مدة عشرة أيام من أواخر شعبان حتى أوائل شهر رمضان، ولم تنته المعركة بانتصار أحد الفريقين، لكن المسلمين انسحبوا بالليل وتركوا ساحة القتال.
فتح المغرب الأوسط
في 2 رمضان عام 82ه تم فتح بلاد المغرب الأوسط، حيث كانت الجيوش الإسلامية في شمال أفريقيا تواجه الروم من جهة والبربر من جهة أخرى، وكانت زعيمة البربر تسمى "الكاهنة" وقد استطاعت أن تجمع شملهم وتحارب المسلمين سنوات طويلة، ولم يستطع القائد المسلم زهير بن قيس أن ينتصر عليها حتى جاء الحسان بن النعمان الذي صمم على فتح جميع بلاد المغرب، إذ انطلق متوجها إلى أواسط المغرب والتقى بجيوش الكاهنة وانتصر عليها في رمضان عام 82 ه .
سقوط الدولة الأموية وقيام العباسية
فى الثانى من رمضان عام 132ه استولى عبد الله أبو العباس على دمشق بعد عمل مضن استمر عدة سنوات، وبعد خروج آخر الخلفاء الأمويين منها، وبذلك سقطت الدولة الأموية التي امتدت لمدة 90 عاما تقريبا، وقامت الدولة العباسية وتعتبر السلالة العباسية هي السلالة العربية الثانية بعد الأموية التي حكمت العالم الإسلامي.
الاستيلاء على كريت
في 2 رمضان 1239ه، استولى المصريون على جزيرة كريت وقديما أطلق عليها العرب "اقريطش"، وعرفت عند الأتراك باسم "جزيت" وحديثا باسم جزيرة كريت، وتتبع حاليا اليونان وهي أكبر الجزر اليونانية، وتوجد ضمن الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وفي أقصى جنوب بحر إيجه.