تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الخبير السياسي، حامد عارف، إنه وسط الأزمات المستمرة في السودان يتفق معظم الخبراء والمراقبين على أن الصراع المحتدم بين قوات الدعم السريع التي يقودها حمدان دقلو "حميدتي"، وقوات الجيش تحت قيادة عبد الفتاح البرهان، يحوي بصمات خارجية واضحة.

وأضاف عارف،  خلال مشاركته علي قناة الحدث، أن التقارير الإعلامية  الأخيرة تشير إلى أن النزاع الذي استمر لأكثر من عامين لم يعد مجرد صراع داخلي بل أصبح ساحة لمعركة تستعرض فيها قوى دولية متعددة، حيث يترافق ذلك مع تقارير تشير إلى تدخل القوات الأوكرانية باعتراف من بعض التصريحات الرسمية الأوكرانية بدعم قوات الدعم السريع، ما يثير تساؤلات حول كيفية غياب ردود فعل من الحكومة السودانية تجاه هذا التدخل.

وتابع عارف أن هناك مشاركة أوكرانية فعالة في دعم قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني، سواء عبر مقاتلين مرتزقة أو خبراء تقنيين متخصصين في تشغيل المسيرات ومنظومات الدفاع الجوي، في وقت تحاول فيه كييف الحفاظ على موقفٍ رسمي معلن بأنها لا تعترف بشرعية أي طرف في السودان.

وأوضح عارف أنه وفقًا لتصريحات مكسيم صبح، الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا، فإن أوكرانيين يقاتلون على نحو فردي إلى جانب الدعم السريع، لا سيما أولئك الذين يمتلكون خبرات تقنية كالتحكّم بالطائرات المسيّرة، إذ تكرّر التأكيد على هذه المساهمة القتالية من جانب المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية إيليا يفلاش، الذي أوضح أن مدرّبين ومشغلي طائرات بدون طيار أوكرانيين يعملون بدعوة شخصية من قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إذ تزامن ذلك مع تصريحات عمران سليمان، المستشار لدى الدعم السريع، الذي وصف أوكرانيا بالصديق للشعب السوداني، مشيرًا إلى رغبتها في إنهاء النزاع سريعًا.


وتابع عارف أن تقارير ميدانية تفيد بأن الجيش السوداني تمكن من الكشف عن مستودعات أسلحة تحمل شعارات أوكرانية في المواقع التي استعاد السيطرة عليها من الدعم السريع، وتحدثت أنباء متداولة عن سقوط أحد المقاتلين الأوكرانيين في مدينة ود مدني عقب تحريرها من قبل الجيش، وكذلك انتشرت معلومات عن توريد مسيّرات هجومية وتقنيات تشغيلها لصالح الدعم السريع، بما يعزز الشبهات حول امتدادات الدعم الأوكراني، وذلك ضمن مساعٍ أوسع من كييف لإضعاف النفوذ الروسي في أفريقيا، لا سيما أن الجيش السوداني يحظى بمساندة موسكو.

وأكد أن سلطات الخرطوم تتجاهل حتى اللحظة الخروج بموقف رسمي واضح بشأن هذا التدخل الأوكراني، فيما يطالب الشارع السوداني بتوضيح جلي لمدى التورط الخارجي في دعم الدعم السريع.

واستطرد أن صمت حكومة بورتسودان قد يكون مرتبطًا بتوازنات دولية معقدة، خاصة مع تداخل المصالح بين الغرب وروسيا على أرض السودان، إذ تشير معطيات عدة إلى أن أوكرانيا تؤدي دور وكيل حرب للغرب، على خلفية الديون الكبيرة التي تراكمت عليها جراء المساعدات الغربية في حربها مع روسيا، ما يدفعها للسعي خلف مكاسب جيوسياسية في مناطق أخرى، بينها الساحة الأفريقية.

وتطرق إلى قول مصدر عسكري في "الدعم السريع" بأن الطائرة التي سقطت تتبع للجيش، حيث ألقت برميلين متفجران قبل أن يتم استهدافها بواسطة منظومة الاستهداف الجوي الجديد وإسقاطها.

وقال إن الطائرتين التي تمكن الدعم السريع من إسقاطها من طراز "إليوشن" و"أنتونوف 32"، بعد أن نجحت في استخدام أنظمة دفاع جوي متطورة بمساعدة خبراء أوكرانيين وصلوا بداية العام الجاري عبر الحدود التشادية، عقب انسحاب فرنسي من قواعدها هناك.

وأشار إلى أن تزويد ميليشيات مسلحة بأنظمة دفاع جوي متقدمة يمثل خطرًا كبيرًا، وينبغي محاسبة جميع الأطراف المنخرطة في تسهيل هذا النوع من الدعم، بما في ذلك كييف وشبكات المرتزقة التابعة لها، فضلاً عن بعض القوى الإقليمية التي تتولّى تمرير الأسلحة وتمويل الصراع، مثل بعض من الدول العربية فرنسا، حيث كانت منظمة العفو الدولية قد وجهت اتهامات مباشرة لدولة عربية وفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح والعتاد الحربي وبالتكنولوجيا الحديثة التي يتم دمجها بالمدرعات وناقلات الجنود التي تصل للميليشيات المتمردة عبر الحدود مع تشاد.

ولفت إلى أنه في خضم هذه التفاعلات المتسارعة، يبرز تساؤل ملح حول مآلات التدخلات الخارجية في السودان، وقدرة الحكومة السودانية على بلورة رؤية موحّدة لحل النزاع، فالبلاد تتألم وتعاني وطأة صراع مسلح مدمر، في وقت تتنوع فيه مصالح الأطراف الدولية والإقليمية التي تتسابق لتعزيز نفوذها، مستفيدةً من الفراغ الأمني والسياسي.

ولفت إلى أنه بينما تواصل أوكرانيا سعيها للحدّ من نفوذ روسيا عالميًا، يبدو أنّ دعم الدعم السريع في السودان أحد المسارات التي اختارتها كييف لتسديد ضربة لموسكو في خارج حدود الصراع المباشر، مستفيدةً في ذلك من ضوء أخضر غربي، ورغبة بعض القوى في استخدام المرتزقة الأوكرانيين لسدّ الفراغات في ساحات الصراع الأفريقية والآسيوية على حد سواء.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أطراف دولية التقارير الإعلامية القوات الأوكرانية قوات الدعم السریع فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

السعودية توجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع

 

أعربت السعودية، الجمعة، عن رفضها أي خطوات أو إجراءات "غير شرعية" تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية في السودان.

 

جاء ذلك تعقيبا على توقيع "قوات الدعم السريع" وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، بالعاصمة الكينية نيروبي، في 22 فبراير/ شباط الجاري، ميثاقا سياسيا لتشكيل "حكومة موازية" للسلطات في الخرطوم، وسط احتجاج الأخيرة على استضافة كينيا "مؤامرة تأسيس حكومة" للدعم السريع.

 

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن "المملكة ترفض أي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية لجمهورية السودان، قد تمس وحدته ولا تعبر عن إرادة شعبه الشقيق، بما في ذلك الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية".

 

وأكد البيان "موقف المملكة الثابت تجاه دعم السودان، وتجاه أمنه واستقراره ووحدة أراضيه"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

 

ودعت المملكة في البيان ذاته الأطراف السودانية إلى "تغليب مصلحة السودان على أي مصالح فئوية، والعمل على تجنيبه مخاطر الانقسام والفوضى".

 

كما جددت التزامها بـ"استمرار بذل كل الجهود لوقف الحرب في السودان وتحقيق السلام بما ينسجم مع إعلان جدة الموقع بتاريخ 11 مايو (أيار) 2023".

 

ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش بولايات الخرطوم، والجزيرة، والنيل الأبيض، وشمال كردفان.

 

وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر على 90 بالمئة من "مدينة بحري" شمالا، ومعظم أنحاء "مدينة أم درمان" غربا، و60 بالمئة من عمق "مدينة الخرطوم" التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال "الدعم السريع" بأحياء شرق المدينة وجنوبها.

 

ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا

 

مقالات مشابهة

  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • الجيش: سيطرنا على منظومة تشويش تابعة لقوات الدعم السريع على سطح منزل في شرق النيل – فيديو
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
  • خبير سياسي: الإدارة السورية تسعى لإقامة علاقات متوازنة مع الغرب
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض
  • قوات الدعم السريع تسعى للحصول على الشرعية الدبلوماسية والأسلحة من خلال حكومة موازية
  • السعودية توجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يشن هجومًا عنيفًا على الدعم السريع في “بارا” ويسيطر عليها
  • الجيش يقصف الدعم السريع قرب مطار الخرطوم واحتدام المعارك شرق الفاشر