لجريدة عمان:
2025-03-03@07:40:11 GMT

تعاسة المال

تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT

مع كل الثراء الذي حققه مايكل جاكسون، لم يكن يستطيع النوم إلا باستخدام المهدئات، التي تسببت في وفاته في النهاية، كما انتحرت كريستينا أوناسيس عن عمر يناهز السابعة والثلاثين، رغم الثروة الهائلة التي ورثتها عن والدها، إذ كانت أصغر مليارديرة طفلة عند وفاته.

أما مارلين مونرو، فقد أنهت حياتها في السادسة والثلاثين.

والقائمة تطول بالأثرياء التعساء، الذين ارتبط المال في أذهان البعض بتعاستهم، بل وبموتهم.

هكذا يُسوِّق لنا الفقر ليبقينا في الحضيض، عبر هذه القصص المؤلمة التي توحي أن المال قد يدمر الحياة. لكنني هنا لأقول لك: المال يحيي ولا يقتل. ما قتل هؤلاء لم يكن المال، بل الفراغ الروحي الذي عاشوه، وغياب المعنى، وأسلوب الحياة اللاهي. هؤلاء مجرد استثناءات يُسلَّط عليها الضوء، بينما يتم تجاهل بلايين الأثرياء عبر التاريخ الذين تركوا إرثًا عظيمًا، ولا يزال الملايين منهم اليوم يسهمون في تطوير الحياة من خلال الابتكارات والاختراعات التي تسهّل حياتنا، من الذكاء الاصطناعي إلى الهواتف الذكية وغيرها.

كل ما حولنا يقف خلفه مالٌ وُظِّف في النجاح، مما أدى إلى البناء والإعمار، فاستحق أصحابه المكافأة بالمزيد من الثروة، ليستمر التطور والإنجاز.

أما من يروّج لفكرة أن «المال وسخ دنيا» وأنه سبب التعاسة، فإنه بذلك يقنع الفقراء أن لا فرصة لديهم للخروج من دائرة الفقر، حتى يبقى الفقير أداة في يد صُنّاع الثروات. وما مصطلحات مثل «الأيدي العاملة الرخيصة» و«العمال غير المهرة» إلا وسائل لإبقائهم حيث هم، بسدّ أبواب الطموح أمامهم.

إن الترويج للفقر في زمن أصبح فيه الثراء متاحًا بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية أمر مؤلم، لأنه يكسر الطموحات ويزرع مشاعر العجز والاستسلام، وهي نغمة تتردد كثيرًا في حواراتنا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

أنا هنا لأقول لك: المال قوة للبناء، وهو وسيلة للسعادة والرفاهية عندما يُستخدم بحكمة، وعندما لا يصبح غاية في حد ذاته. المال نعمة عظيمة، فلا تصدق من ينكر ذلك، ولا تستسلم للفقر إذا كنت تريد تغيير واقعك ومؤمنًا أنك تستطيع، فما حققه غيرك تستطيع حتمًا تحقيقه. وأنا لا أتحدث بالضرورة عن ثراء بيل جيتس أو وارن بافيت.

هذا لا يعني بالضرورة أيضًا أن عليك أن تصبح ثريًّا إن لم يكن هذا طموحك، لكنه يعني أن ترفض القناعة الزائفة التي تساوي بين الفقر والفضيلة، وأن تدرك أن المال أداة، وطريقة استخدامه هي التي تحدد قيمته في حياتك.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عمومية بنك فيصل الإسلامي المصري تقر زيادة رأس المال 5%

الاقتصاد نيوز - متابعة

وافقت الجمعية العامة العادية لـبنك فيصل الإسلامي المصري على زيادة رأس المال المصدر والمدفوع بنسبة 5% ليصل إلى 637.8 مليون سهم، وذلك من خلال تمويل الزيادة من الأرباح المحتجزة، بواقع 0.05 سهم مجاني لكل سهم أصلي.

كما أقرت الجمعية توزيع أرباح نقدية عن العام الماضي، حيث سيتم توزيع 6 سنتات للسهم المكتتب فيه بالدولار الأميركي، و3.05 جنيه للسهم المكتتب فيه بالجنيه المصري.

وكانت أرباح البنك المدرج في البورصة المصرية قد تضاعفت بنسبة 181% خلال العام الماضي، لتصل إلى 12.4 مليار جنيه، بعد خصم حقوق الأقلية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • على وقع تدهور الاقتصاد.. البرلمان الإيراني يقيل وزير المال
  • عمومية بنك فيصل الإسلامي المصري تقر زيادة رأس المال 5%
  • البرلمان الإيراني يقيل وزير المال على وقع تدهور الاقتصاد
  • لماذا ينتشر الفقر في العالم؟
  • بسبب انهيار التومان.. البرلمان الإيراني يقيل وزير المال
  • ميليشيا الحوثي تسرق فرحة اليمنيين برمضان.. تجويع ممنهج ونهب للإيرادات وحرمان الموظفين من رواتبهم
  • "الخدمات المالية" تُطلق 5 منصات رقمية للتداول "عن بُعد" لشركات الوساطة
  • كيف يمكنك جعل المال يعمل لصالحك؟.. فوربس تخبرك
  • قرية كويا بريف درعا تواجه الفقر والتصعيد الإسرائيلي