لجريدة عمان:
2025-04-02@21:12:30 GMT

تعاسة المال

تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT

مع كل الثراء الذي حققه مايكل جاكسون، لم يكن يستطيع النوم إلا باستخدام المهدئات، التي تسببت في وفاته في النهاية، كما انتحرت كريستينا أوناسيس عن عمر يناهز السابعة والثلاثين، رغم الثروة الهائلة التي ورثتها عن والدها، إذ كانت أصغر مليارديرة طفلة عند وفاته.

أما مارلين مونرو، فقد أنهت حياتها في السادسة والثلاثين.

والقائمة تطول بالأثرياء التعساء، الذين ارتبط المال في أذهان البعض بتعاستهم، بل وبموتهم.

هكذا يُسوِّق لنا الفقر ليبقينا في الحضيض، عبر هذه القصص المؤلمة التي توحي أن المال قد يدمر الحياة. لكنني هنا لأقول لك: المال يحيي ولا يقتل. ما قتل هؤلاء لم يكن المال، بل الفراغ الروحي الذي عاشوه، وغياب المعنى، وأسلوب الحياة اللاهي. هؤلاء مجرد استثناءات يُسلَّط عليها الضوء، بينما يتم تجاهل بلايين الأثرياء عبر التاريخ الذين تركوا إرثًا عظيمًا، ولا يزال الملايين منهم اليوم يسهمون في تطوير الحياة من خلال الابتكارات والاختراعات التي تسهّل حياتنا، من الذكاء الاصطناعي إلى الهواتف الذكية وغيرها.

كل ما حولنا يقف خلفه مالٌ وُظِّف في النجاح، مما أدى إلى البناء والإعمار، فاستحق أصحابه المكافأة بالمزيد من الثروة، ليستمر التطور والإنجاز.

أما من يروّج لفكرة أن «المال وسخ دنيا» وأنه سبب التعاسة، فإنه بذلك يقنع الفقراء أن لا فرصة لديهم للخروج من دائرة الفقر، حتى يبقى الفقير أداة في يد صُنّاع الثروات. وما مصطلحات مثل «الأيدي العاملة الرخيصة» و«العمال غير المهرة» إلا وسائل لإبقائهم حيث هم، بسدّ أبواب الطموح أمامهم.

إن الترويج للفقر في زمن أصبح فيه الثراء متاحًا بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية أمر مؤلم، لأنه يكسر الطموحات ويزرع مشاعر العجز والاستسلام، وهي نغمة تتردد كثيرًا في حواراتنا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

أنا هنا لأقول لك: المال قوة للبناء، وهو وسيلة للسعادة والرفاهية عندما يُستخدم بحكمة، وعندما لا يصبح غاية في حد ذاته. المال نعمة عظيمة، فلا تصدق من ينكر ذلك، ولا تستسلم للفقر إذا كنت تريد تغيير واقعك ومؤمنًا أنك تستطيع، فما حققه غيرك تستطيع حتمًا تحقيقه. وأنا لا أتحدث بالضرورة عن ثراء بيل جيتس أو وارن بافيت.

هذا لا يعني بالضرورة أيضًا أن عليك أن تصبح ثريًّا إن لم يكن هذا طموحك، لكنه يعني أن ترفض القناعة الزائفة التي تساوي بين الفقر والفضيلة، وأن تدرك أن المال أداة، وطريقة استخدامه هي التي تحدد قيمته في حياتك.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ملاكم ينهار دون ضربة ويفارق الحياة على الحلبة .. فيديو

وكالات

فقد الملاكم النيجيري غابرييل أولانريواجو وعيه بشكل مفاجئ خلال نزاله ضد الغاني جون مبانوجو، مساء السبت الماضي، ليتم نقله سريعًا إلى المستشفى، حيث أعلن الأطباء وفاته بعد 30 دقيقة فقط من وصوله.

وشهدت الجولة الثالثة من النزال، الذي كان يقام في العاصمة الغانية أكرا، لحظة درامية حين بدأ أولانريواجو بالتراجع دون أن يتلقى أي ضربة مباشرة، قبل أن يسقط على الحبال فاقدًا للوعي.

ورغم محاولات الطاقم الطبي لإنعاشه على الفور، لم تفلح جهودهم في إنقاذه، ليتم نقله إلى مستشفى “كورلي بو” التعليمي، حيث تأكدت وفاته.

الملاكم النيجيري، البالغ من العمر 40 عامًا، كان يملك سجلًا احترافيًا قويًا بـ13 انتصارًا مقابل هزيمة وحيدة وتعادل واحد. أما خصمه، الغاني جون مبانوجو، البالغ 22 عامًا، فكان يخوض النزال بسجل مشابه، حيث حقق 12 انتصارًا مقابل هزيمة واحدة وتعادل واحد.

إقرأ أيضًا:

ملاكم يوجه ضربة قاضية مذهلة لخصمه ويرفض الاحتفال احترامًا له.. فيديو

مقالات مشابهة

  • في أولى جلساتها بعد عطلة عيد الفطر.. أسواق المال العربية تكتسي باللون الأحمر
  • الصندوق الجزائري للاستثمار يسعى للتعريف برأس المال الاستثماري عبر البنوك وغرف التجارة
  • الانقاض والنفايات تشوه الحياة الجامعية في ديالى.. صور
  • زوجة تقيم دعوى طلاق بسبب بخل زوجها: مبيجبليش هدايا وبيحاسبني على القرش
  • لماذا يجعلنا البحث عن السعادة أكثر تعاسة؟
  • حفاظا على المال العام.. حملة لفصل التوصيلات المخالفة بكورنيش المنيا
  • العميد الثور: لا تستطيع أمريكا أن تستكشف ما وصلت إليه اليمن من التطور في الدفاعات الجوية
  • ما الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال والصدقة؟.. مجمع البحوث الإسلامية يجيب
  • ملاكم ينهار دون ضربة ويفارق الحياة على الحلبة .. فيديو
  • الصبيحي: 96 ألف أسرة متقاعد ضمان تعيش تحت خط الفقر