في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في أفريقيا
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
مع تزايد اهتمام الدول الإسلامية والمجامع الفقهية بالسنغال، وتعزيزا لمحوريتها الدينية في منطقة غرب أفريقيا، اختارت المملكة العربية السعودية أن تكون دكار مقرا للمتحف العالمي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية الذي يهدف إلى ربط الشعوب الأفريقية بتاريخ محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته ومسيرته.
وتعتبر السنغال واحدة من الدول الإسلامية المهمة في منطقة غرب أفريقيا، إذ يشكل الإسلام فيها نسبة 94% من مجموع السكان البالغ عددهم 18.
يستقبلُ المتحفُ الدولي للسيرة النبوية بالعاصمة السنغالية "داكار" زُوّارَه الكرام خلال شهر #رمضان المبارك.#السيرة_كأنك_تعيشها pic.twitter.com/nUz6B5YkHK
— المتحف الدولي للسيرة النبوية (@SalamForFairs) March 2, 2025
ويقبل أهلها على اتباع الطرق الصوفية التي تقول إن محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسلم إحدى الميزات الأساسية التي تنشرها بين المريدين والأتباع.
وانطلقت بناء أعمال المتحف قبل عامين بتمويل كامل من المملكة العربية السعودية وإشراف ومواكبة من رابطة العالم الإسلامي.
وفي نهاية فبراير/شباط المنصرم، تم افتتاحه رسميا من قبل الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي ليتزامن مع انطلاق شهر رمضان الكريم الذي يخصصه الكثير من المجتمع السنغالي للأذكار والأوراد والمدائح النبوية.
إعلان الأول في المنطقةيقع مقر المتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية في قلب العاصمة دكار بجانب المنتزه الوطني الكبير، ومتحف حضارات الشعوب الأفريقية السوداء، وهو الأول من نوعه في غرب أفريقيا.
فخامة رئيس جمهورية السنغال، السيد بشير جوماي فاي، يُعلِن انطلاقةَ فرع المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، التابع للرابطة، في العاصمة السنغالية "داكار"، وهو معرضٌ ومتحفٌ عالميٌّ مقرُّه الرئيس بمثوى رسول الله ﷺ المدينة المنورة، بالمملكة العربية السعودية. pic.twitter.com/kAtDXYxPFQ
— المتحف الدولي للسيرة النبوية (@SalamForFairs) February 28, 2025
وتم تصميم المبنى على شكل هندسي معماري يجمع بين التقاليد والحداثة، إذ برزت فيه معالم الحضارة الإسلامية القديمة، وتم تزيين ساحاته بخطوط قرآنية، ونقوش ورموز إسلامية أخرى.
وهو يمثل امتدادا للمتحف والمعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية الذي تشرف عليه رابطة العالم الإسلامي.
ويسعى متحف السيرة النبوية إلى التعريف بالإسلام وعرض التفاصيل الدقيقة لسيرة محمد صلى الله عليه وسلم اعتمادا على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
وتم اختيار دكار لتكون مقرا للمتحف الأول في غرب أفريقيا بموجب اتفاق بين رابطة العالم الإسلامي وحكومة السنغال التي تهدف إلى أن تكون البلاد مكانا رفيعا للمعرفة ونقل التراث الإسلامي.
المتحف الدولي للسيرة النبوية بجمهورية السنغال #داكار، أقسامٌ إبداعية، بتقنيات عَرْضٍ حديثة، تتيحُ للزوّار التفاعلَ بشكل حديث، والتعرّفَ على تفاصيل دقيقةٍ حول سيرة نبيّنا محمدٍ ﷺ و تفاصيل تاريخيةٍ عن مكة المكرمة والمدينة المنورة في العهد النبوي .#السيرة_كأنك_تعيشها pic.twitter.com/1jGEnOc1hT
— المتحف الدولي للسيرة النبوية (@SalamForFairs) March 1, 2025
إعلان مشاهدة التاريخويهدف المتحف إلى جذب الزوار من كل أنحاء العالم وخاصة الشعوب الأفريقية لتتعرف على المحطات البارزة في تاريخ الإسلام عبر مشاهد افتراضية تنقل الصورة من المتخيل إلى الواقع.
ويضم المتحف العديد من المعارض والمساحات التفاعلية من ضمنها:
• معرض دائم مخصص لحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ ولادته في مكة المكرمة إلى انتشار الإسلام.
• قسم توثيقي خاص بتاريخ الحجرة النبوية الشريفة.
• مركز أبحاث وتوثيق في جوانب الحضارة الإسلامية، يهدف إلى دعم الباحثين والمتخصصين في التاريخ الإسلامي.
• مجموعة من المخطوطات التاريخية النادرة والمجسمات والتحف الأثرية الثمينة التي تعود للعهد النبوي في أيام الرسول الكريم.
• ساحات مشاهدة تتميز بتقنيات عرض حديثة تتيح للزوار التجول افتراضيا عبر شوارع مكة في القرن السابع الميلادي باستخدام تقنيات عرض "في آر" (VR) والعرض "ثلاثي الأبعاد" (3D).
وقال الرئيس السنغالي باسيرو فاي إن المتحف الجديد يعطي إضافة نوعية للثقافة الإسلامية السنغالية ويساهم في الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام القائمة على المحبة والتسامح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان للسیرة النبویة والحضارة الإسلامیة المتحف الدولی للسیرة النبویة محمد صلى الله علیه وسلم العربیة السعودیة غرب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
هل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشف
كشفت دار الإفتاء المصرية، حكم التأمين على السيارات، مشيرة إلى أنه جائزٌ شرعًا؛ لأنه في حقيقته تبرعٌ وليس معاوضةً ولا ضريبةً تحصل بالقوة، بل هو من التكافل والتضامن والتعاون على البر في رفع ما يصيب الأفراد من أضرار الحوادث ونحوها، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].
هل يجوز إخراج زكاة المال طعام للفقراء؟.. أمين الإفتاء يجيب
هل يجوز للفتاة صلاة قضاء الحاجة للزواج من شخص معين؟.. الإفتاء توضح
ما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيب
هل تُقبل الصدقة من مال مصدره حرام؟.. الإفتاء توضح الفرق بين التصدّق وتبرئة الذمّة
وسبق لـ دار الإفتاء المصرية أن أصدرت فتوى في شأن التأمين ونصت على :
لما كان التأمين بأنواعه المختلفة من المعاملاتِ المستحدثةِ التي لم يرد بشأنها نصٌّ شرعيٌّ بالحلِّ أو بالحرمة شأنه في ذلك شأن معاملات البنوك فقد خضع التعامل به لاجتهادات العلماء وأبحاثهم المستنبطة من بعض النصوص في عمومها؛ كقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]، وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى» رواه البخاري، إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الواردة في هذا الباب.
والتأمين على ثلاثة أنواع:
الأول: التأمين التبادلي: وتقوم به مجموعة من الأفراد أو الجمعيات؛ لتعويض الأضرار التي تلحق بعضهم.
الثاني: التأمين الاجتماعي: وهو تأمين من يعتمدون في حياتهم على كسب عملهم من الأخطار التي يتعرضون لها، ويقوم على أساس فكرة التكافل الاجتماعي، وتقوم به الدولة.
الثالث: التأمين التجاري: وتقوم به شركات مساهمة تنشأ لهذا الغرض.
والنوع الأول والثاني يكاد الإجماع أن يكون منعقدًا على أنهما موافقان لمبادئ الشريعة الإسلامية؛ لكونهما تبرعًا في الأصل، وتعاونًا على البر والتقوى، وتحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعي، والتعاون بين المسلمين دون قصدٍ للربح، ولا تفسدهما الجهالة ولا الغرر، ولا تعتبر زيادة مبلغ التأمين فيهما عن الاشتراكات المدفوعة ربًا؛ لأن هذه الأقساط ليست في مقابل الأجل، وإنما هي تبرع لتعويض أضرار الخطر.
أما النوع الثالث: وهو التأمين التجاري ومنه التأمين على الأشخاص فقد اشتد الخلاف حوله واحتد: فبينما يرى فريق من العلماء أن هذا النوع من التعامل حرامٌ؛ لما يكتنفه من الغرر المنهي عنه، ولما يتضمنه من القمار والمراهنة والربا، يرى فريق آخر أن التأمين التجاري جائز وليس فيه ما يخالفُ الشريعةَ الإسلامية؛ لأنه قائم أساسًا على التكافل الاجتماعي والتعاون على البر، وأنه تبرعٌ في الأصل وليس معاوضة، واستدل هؤلاء الأخيرون على ما ذهبوا إليه بعموم النصوص في الكتاب والسنة وبأدلة المعقول.
أما الكتاب فقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، فقالوا: إن لفظ العقود عامٌّ يشمل كل العقود ومنها التأمين وغيره، ولو كان هذا العقد محظورًا لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحيث لم يبينه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإن العموم يكون مرادًا ويدخل عقد التأمين تحت هذا العموم.
وأما السنة فقد روي عن عمرو بن يثربي الضَّمْرِيِّ قال: شهدتُ خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنًى، وكان فيما خطب: «وَلاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلاَّ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ» رواه أحمد، فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طريق حل المال أن تسمح به نفس باذله من خلال التراضي، والتأمين يتراضى فيه الطرفان على أخذ مال بطريق مخصوص فيكون حلالًا.
ومن المعقول: أن التأمين وهو تبرعٌ من المؤمِّن؛ حيث يتبرع بالقسط المدفوع، وتبرع من جهة أخرى من الشركة؛ حيث تتبرع بقيمة التأمين، وذلك على سبيل توزيع المخاطر والتعاون على حمل المبتلى لا يشتمل على منهي شرعًا.
كما استدلوا أيضًا بالعرف فقد جرى العرف على التعامل بهذا النوع من العقود، والعرف مصدرٌ من مصادر التشريع كما هو معلوم، وكذا المصلحة المرسلة، كما أن بين التأمين التجاري والتأمين التبادلي والاجتماعي المجمع على حلهما وموافقتهما لمبادئ الشريعة وجوه شبه كثيرة، مما يسحب حكمهما عليه فيكون حلالًا.