صحيفة صدى:
2025-04-02@18:52:11 GMT

الهوية الثقافية في ظل المتغيرات

تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT

الهوية الثقافية في ظل المتغيرات

لكل شعب من الشعوب هويته الثقافية الخاصة به والتي يفتخر بها ويعمل على الحفاظ على أصالتها وتميزها، وربما في بعض الثقافات المنفتحة تعمل على غرسها في الشعوب الأخرى؛ لكي تؤكد قبول واتساع هذه الثقافة بالإضافة إلى السعي للسيطرة والتغيير، والثقافة كما عرفها إدوارد تايلور في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي (الكل المركب والمعقد الذي يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف وغير ذلك التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع).

حدد إدوارد تايلور المفردات اللامادية غير المحسوسة في حياة البشرية مثل الأخلاق والأعراف وغيرها، وهذه تنشأ كما يحللها علماء الاجتماع نتيجة التفاعل الاجتماعي أو الاحتكاك الاجتماعي بين الأفراد أو الجماعات وهذا التفاعل أو الاحتكاك يُنتج عادات وسلوك وثقافة معينة وتصبح نمطاً من أنماط حياة الشعوب تٌمارس بشكل دائم أو مؤقت، لذلك أن نظرة العالم اليوم تجاه الهوية الثقافة تغيرت عن الماضي نتيجة لأن العالم في حال متغير بشكل سريع وهائل وأصبحت الهوية الثقافية يتحكم فيها متغيرات خارجية بطمسها أو تكريسها أو الرقي بها كما يظن بعضهم.

وهنا تساؤل مهم : هل يظن بعضهم أن هذه المتغيرات عندما تأكل في جسد الهوية الثقافية تقدم لنا حياة راقية؟
أن هذه الحياة الراقية والوصول إلى قمتها على حساب الهوية الثقافية من خلال ذلك الوهم الذي يعيشه الكثير من الناس أصبحت صيغة أعجمية براقة تسعى لطمس الهوية الثقافية ويمكن الرد عليهم بأن الثقافة العربية والإسلامية من أجمل وأسمى الثقافات العالمية وتعيش في أي زمان ومكان، ولأنها ثقافة بقيت صامدة كالجبل أمام الكثير من التيارات سواءً التيارات العسكرية أو الفكرية أو الثقافية التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي في العصور الماضية.
إن معرفة هذه المتغيرات وتحليلها أمر في غاية الأهمية ، ولكن إذا كُشف الستار عن من يقود هذه المتغيرات التي تسعى لطمس الهوية الثقافية ولذلك فأنه من ذات الأهمية بمكان الكشف عن المستفيدين من طمس الهوية الثقافية وخصوصاً عندما أصبح الغزو الثقافي ذراع مهم للسيطرة والتغيير .

لقد درج في الواقع الثقافي العالمي مصطلح (إصلاح الثقافات) لأن هذه الثقافات ثقافات بائدة لا تتفق مع اتجاهات دعاة التغيير ولا تتوافق مع نظام ثقافي متطور – كما يعتقدون – ولهذا السبب فأن الكثير من البشرية أصبحت نظرتها واعية لمحيطها الثقافي وأصبحت بعض المجتمعات تأخذ كل ما يتوافق معها وتنبذ كل ما يتعارض مع ثقافتها ، وعملت بعض الدول للحفاظ على هويتها الثقافية من متغيرات العصر حيث كلفت في هذا الجانب المؤسسات الثقافية لوضع برامج وقائية لحماية هويتها الثقافية من كل عارض يشكل خطر جسيم .

أن المحافظة على الهوية الثقافية يأتي من المهام الأساسية للمجتمعات ثم دور المؤسسات الثقافية والتعليمية للحفاظ على الأجيال القادمة من خطر الانسلاخ الثقافي حتى يتعامل الأجيال مع جميع الأخطار التي قد تمس هويتهم الثقافية بالشكل الوقائي الصحيح .

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الهویة الثقافیة

إقرأ أيضاً:

اختتام المسابقات الثقافية الرمضانية بالحمراء

احتفل بجامع عمر بن الخطاب بولاية الحمراء باختتام الأنشطة والفعاليات والمسابقات التفاعلية التي أقيمت في شهر رمضان المبارك تضمنت فقرات الاحتفال محاضرة للشيخ زاهر بن عبدالله العبري راعي الحفل تحدث فيها عن فضل العناية بالعلم وطلابه مشيرًا إلى الشرف الرفيع الذي يلقاه هؤلاء في الدارين الأولى واﻵخرة وإن تسهيل مثل هذه المناسبات والنهوض بها دليل على حياة المجتمع واستنارة أبنائه وهو منهج السلف الصالح في العناية بعلوم القرآن والسنة النبوية المطهرة.

كما قدم الدكتور محمود بن عبدالله العبري برنامجا لتصحيح التلاوة واختتم الحفل بتكريم الطلاب المتميزين في برامج شهر رمضان وأنشطته.

وقد شملت الفعاليات هذا العام على مسابقة لحفظ القرآن الكريم كذلك مسابقة ثقافية عامة لمختلف الفئات العمرية وأخرى للناشئة كما تم تنظيم عدد من الدروس يومي السبت والجمعة من كل أسبوع تنوعت بين مختلف فنون العلوم والثقافة.

مقالات مشابهة

  • البابا يدعو لمعالجة عاجلة تنهي المعاناة بجنوب السودان
  • انطلاق فعاليات العيد في مركز اربد الثقافي
  • التطبيع مع العجز: حين تصبح المجازر أرقاما وتموت الإنسانية على الشاشة
  • العصابة إسرائيل في مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية
  • بين عمّان وبغداد… رمحُ الله لا ينكسر
  • اختتام المسابقات الثقافية الرمضانية بالحمراء
  •  بعد مسيرة حافلة بالعطاء.. الموت يغيب أحد أعمدة «الموروث الثقافي» 
  • الجالية اليمنية في برلين تندد بالعدوان الأمريكي على اليمن
  • وقفة احتجاجية للجالية اليمنية أمام السفارة الأمريكية في برلين
  • يستهلكها الكثير يومياً.. ثلاثة أطعمة شائعة قد تسبب السرطان