عواصم " وكالات ": قال الكرملين في تصريحات بثت اليوم إن التحول الكبير الذي شهدته السياسة الخارجية الأمريكية تجاه روسيا تماشى إلى حد كبير مع رؤيته.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمراسل من التلفزيون الرسمي في مقابلة مسجلة "الإدارة الجديدة تغير بسرعة جميع إعدادات السياسة الخارجية. وهذا يتنسجم إلى حد كبير مع رؤيتنا".

وأضاف "لا يزال الطريق طويلا، لأن هناك أضرارا جسيمة لحقت بالعلاقات الثنائية بأكملها. لكن إذا تواصلت الإرادة السياسية، للرئيس بوتين والرئيس ترامب، فإن هذا المسار يمكن أن يكون سريعا وناجحا للغاية".

وأدلى بيسكوف بهذه التصريحات الأربعاء ولكنها نشرت اليوم الأحد.

ومنذ ذلك الحين، انحاز ترامب إلى موسكو بشكل أكبر، حيث انتقد بشكل لاذع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مشادة كلامية حادة في البيت الأبيض الجمعة الماضية.

وكانت موسكو التي باشرت هجوما عسكريا واسع النطاق ضد جارتها في فبراير 2022، قد أنتقدت بشدة دعم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن غير المشروط لأوكرانيا.

في هذه الاثناء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الأحد أن بلاده تعمل مع فرنسا على "خطة لوقف القتال" بين أوكرانيا وروسيا،

وقال ستارمر لهيئة بي بي سي "ستعمل المملكة المتحدة، إلى جانب فرنسا وربما دولة أو دولتين أخريين، مع أوكرانيا على خطة لوقف القتال، وبعد ذلك سنناقش هذه الخطة مع الولايات المتحدة".

كذلك، وقعت لندن وكييف اتفاق قرض بقيمة 2,26 مليار جنيه إسترليني لدعم قدرات أوكرانيا الدفاعية، وهو مبلغ سيتم سداده من أرباح الأصول الروسية المجمدة.

وقال زيلينسكي عبر تلغرام "ستستخدم هذه الأموال لإنتاج أسلحة في أوكرانيا"، معربا عن "امتنانه لشعب المملكة المتحدة وحكومتها".

الى ذلك، قال معهد دراسة الحرب الأمريكي إن سحب المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا قد يقرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من تحقيق النصر في حربه ضد أوكرانيا.

وقال المعهد، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له في تحليل تم نشره أمس، إن قطع الدعم العسكري والمالي الأمريكي لكييف، كما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد "يقلب موازين الحرب لصالح روسيا، مما يمنحها تفوقا أكبر في ساحة المعركة في أوكرانيا، ومما يزيد من احتمالات انتصار روسيا".

كما حذر معهد دراسة الحرب من أن بوتين قد يزداد جرأة في استخدام القوة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية بالسيطرة على دول أخرى من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، بما في ذلك ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في منطقة البلطيق.

وأضاف المعهد الأمريكي أن خفض المساعدات لأوكرانيا قد يضعف أيضا نفوذ الولايات المتحدة في العالم.

وقال معهد دراسة الحرب "شكلت روسيا وإيران وكوريا الشمالية وجمهورية الصين الشعبية تحالفا يهدف إلى هزيمة الولايات المتحدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم، وهي تختبر حاليا مدى التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ."

ماكرون لا يعتقد بوجود صدع بين واشنطن وكييف

من جهته، لا يعتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيكون هناك صدع بين نظيريه الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي مقابلة مع صحيفة "لا تريبيون ديمانش" الفرنسية اليوم الأحد، وصف ماكرون الخلاف بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة بأنه "مؤتمر صحفي انتهى بشكل خاطئ".

وقال ماكرون للصحيفة: "أعتقد أن الجميع بحاجة إلى تجاوز الغضب والعودة إلى الهدوء والاحترام والاعتراف لكي نتمكن من إحراز تقدم ملموس، لأن ما هو على المحك مهم للغاية".

وأضاف أنه قد اتصل بكل من زيلينسكي والرئيس الأمريكي بعد المشادة التي وقعت مساء الجمعة.

وأوضح للصحيفة أنه سيكون من الأفضل إجراء نقاش استراتيجي وسري للمضي قدما وتوضيح سوء الفهم، ولكن ليس أمام شهود.

وأكد ماكرون أنه على المدى الطويل، لن يكون أمام الولايات المتحدة خيار سوى الاستمرار في دعم أوكرانيا.

وقال ماكرون: "مصير الأمريكيين الواضح هو أن يكونوا إلى جانب الأوكرانيين، ليس لدي أدنى شك في ذلك".

وأضاف أيضا أن مشاركة الولايات المتحدة في أوكرانيا حتى الآن كانت تتماشى مع تقاليدها الدبلوماسية والعسكرية.

التشيك تدعو إلى زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا

في سياق متصل، دعا رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا إلى زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، مشيرا إلى أن هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع روسيا العدوانية من التوسع بشكل أكبر، على بعد بضع مئات من الكيلومترات فقط من جمهورية التشيك.

وأكد أن أوروبا المسلحة بشكل جيد وحدها هي القادرة على ضمان السلام المستدام وطويل الأمد، مضيفا أن هذا لن يكون ممكنا بدون زيادة الإنفاق الدفاعي إلى ما لا يقل عن 3% من الناتج المحلي الإجمالي.

من جهة ثانية، دعا زعيم كتلة المحافظين في البرلمان الأوروبي، مانفرد فيبر، إلى اتخاذ قرارات سريعة بشأن سياسة دفاع أوروبية مستقلة، وذلك في أعقاب الخلاف بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وقال السياسي الألماني المنتمي للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية: "أي شخص ينظر إلى واشنطن يجب أن يفهم: أوروبا وحدها ويجب علينا الآن أن نتسلح بشكل مستقل... يتعين علينا الآن أن نتخذ الخطوات الأولى نحو تشكيل جيش أوروبي. لقد ضاع بالفعل الكثير من الوقت".

وطالب فيبر بأن تتخذ القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي, التي ستعقد الخميس المقبل، قرارات واضحة.

ووصف فيبر حديث مرشح التحالف المسيحي الألماني لمنصب المستشار، فريدريش ميرتس، مع فرنسا وبريطانيا بشأن الردع النووي لأوروبا بأنه "إشارة قوية ومهمة"، مشيرا إلى أن برلين تجاهلت لفترة طويلة العرض الذي قدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الشأن.

ودعا فيبر أيضا الدول الأوروبية إلى زيادة شراء معدات عسكرية من الإنتاج الأوروبي، وقال: "إذا فشلت الولايات المتحدة في أن تكون صديقا وشريكا موثوقا به، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا نشتري معظم أسلحتنا من الولايات المتحدة؟... يجب علينا تعزيز صناعتنا الدفاعية".

روسيا تهاجم منشآت لمعالجة الغاز في أوكرانيا

وعلى الارض، ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلا عن وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد أن روسيا نفذت ضربات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية على منشآت لمعالجة الغاز تستخدمها قوات الجيش الأوكراني.

ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من صحة التقارير الواردة من ساحة المعركة.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان اليوم الأحد، أن القوات الروسية كبدت القوات المسلحة الأوكرانية في المناطق الحدودية لمقاطعة كورسك الروسية، خسائر بلغت أكثر من 240 عسكريا، إضافة إلى تدمير معدات عسكرية، خلال الـ24 الساعة الماضية.

وقال البيان "خلال الـ24 الساعة الماضية، تكبدت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 240 عسكريا، وناقلتي جند مدرعتين و15 مركبة قتالية مدرعة و17 سيارة، و4 نقاط تحكم بالطائرات المسيرة ومستودع للذخيرة، بالإضافة إلى استسلام 6 عسكريين أوكرانيين"، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وأضاف البيان أنه "خلال العمليات الهجومية، ألحقت وحدات من قوات مجموعة "الشمال" الروسية، خسائر بتشكيلات من فرقة مشاة ميكانيكية، و5 فرق مشاة ميكانيكية ولواءين هجوميين محمولين جوا ولواءين للدفاع الإقليمي وفوجين هجوميين للقوات المسلحة الأوكرانية في عدة مناطق".

وتابع البيان "في المجمل، خلال القتال في اتجاه كورسك، تكبد العدو أكثر من 64535 جنديا، و382 دبابة و291 مركبة قتال للمشاة، و251 ناقلة جند مدرعة و2110 مركبات قتالية مدرعة و2281 مركبة و505 مدافع و52 قاذفة صواريخ متعددة الإطلاق، ومدفع مضاد للطائرات ذاتي الحركة و10 مركبات نقل وتحميل و118 محطة حرب إلكترونية و15 رادارا مضادا للبطاريات، و9 رادارات للدفاع الجوي و51 وحدة من المعدات الهندسية وغيرها، بالإضافة إلى 14 مركبة مدرعة للإصلاح.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الیوم الأحد فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

موسكو تكشف عن إحباط عملية لاغتيال رجل مقرّب من بوتين .. وكييف: القوات الروسية تقتحم حدود أوكرانيا من منطقة كورسك

عواصم "أ ف ب": كشف جهاز الأمن الروسي (اف اس بي) الجمعة أنه أحبط عملية اغتيال دبّرتها أوكرانيا ضدّ رجل دين أرثوذكسي روسي رفيع المستوى تصفه وسائل الإعلام الروسية بأنه "كاهن الاعتراف" الخاص بالرئيس فلاديمير بوتين.

وجاء في بيان صادر عن "اف اس بي" أن الجهاز "أحبط اغتيالا خطّط له الجهاز الخاص الأوكراني ضدّ تيخون ميتروبوليت سيمفيروبول والقرم". ورتبة الميتروبوليت توازي رتبة رئيس الأساقفة.

وأفاد البيان أنه كان يجدر بمواطن روسي وآخر أوكراني تنفيذ الاغتيال وهما رجل دين ومساعد للميتروبوليت تمّ اختيارهما لهذه العملية عبر تطبيق "تلغرام" في 2024.

وكان يفترض بهما وضع قنبلة زوّدهما بها جهاز الاستخبارات الأوكراني في مسكن الميتروبوليت، بحسب المصدر عينه الذي كشف عن توقيفهما في العاصمة الروسية وضبط جهاز متفجّر يدوي الصنع وجوازي سفر زائفين في حوزتهما.

ونشر جهاز الأمن شريطا مصوّرا لعملية توقيف المشتبه بهما وإقرارهما بالخطّة.

والميتروبوليت تيخون البالغ 66 عاما والحائز دكتوراه في التاريخ هو رئيس تحرير موقع إخباري أرثوذكسي (Pravoslavie.ru) وعضو في المجلس الاستشاري المعني بشؤون الثقافة والفنون لدى الرئاسة الروسية وقد كرّمه فلاديمير بوتين سنة 2024 تقديرا لمشاركته في إعادة تأهيل مجمّع متاحف في القرم.

وتصفه وسائل الإعلام الروسية منذ سنوات بأنه "كاهن الاعتراف" الخاص بفلاديمير بوتين، الأمر الذي لم ينفه أو يؤكّده يوما.

وفي 2023، عُيّن غيورغي تشيفكونوف ميتروبوليت سيمفيروبول والقرم شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمّتها روسيا إلى أراضيها في مارس 2014.

ولم يصدر بعد أيّ تعليق رسمي عن السلطات الأوكرانية في هذا الخصوص. وقد تبنّت أوكرانيا أو نسبت إليها عدّة عمليات اغتيال في روسيا والأراضي المحتلّة منذ 2022. واستهدفت هذه الهجمات خصوصا مسؤولين عسكريين أو سياسيين ومؤيّدين للهجوم الذي شنّته روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022.

وتعود آخر العمليات من هذا النوع التي تبنّتها أوكرانيا إلى كانون الأول/ديسمبر 2024 مع اغتيال الجنرال إيغور كيريلوف بعبوة ناسفة في موسكو.

"قمة" حول أوكرانيا

عا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكثر من 12 زعيما أوروبيا إلى قمة غدا "للمضي قدما" في العمل بشأن أوكرانيا والأمن، وفق ما أفاد مكتبه.

وسيجري ستارمر مكالمة صباح الأحد مع زعماء دول البلطيق قبل أن يستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في داونينغ ستريت، وفق ما أوضح المصدر نفسه.

وبعد ذلك يلتقي بعد الظهر قادة عدد من الدول الأوروبية بما فيها فرنسا وألمانيا والدنمارك وإيطاليا، بالإضافة إلى تركيا وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، لعقد القمة في لندن.

وقال مكتب ستارمر "سيغتنم رئيس الوزراء القمة للدفع قدما بالعمل الأوروبي بشأن أوكرانيا، ولإظهار دعمنا الجماعي الثابت لضمان سلام عادل ودائم، واتفاق يضمن سيادة أوكرانيا وأمنها في المستقبل".

وبعد محادثاته الخميس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، دعا ستارمر أيضا قادة هولندا والنروج وبولندا وإسبانيا وفنلندا والسويد وتشيكيا ورومانيا لحضور القمة.

ومن المقرر أن يحضرها أيضا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا دون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.

وسيجري ستارمر محادثات فردية في داونينغ ستريت مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قبل بدء القمة.

وأوضح مكتب رئيس الوزراء أن هذا الاجتماع سيبني على محادثات باريس التي استضافها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من الشهر الجاري وسيركز على "تعزيز موقف أوكرانيا بما في ذلك الدعم العسكري المتواصل وزيادة الضغط الاقتصادي على روسيا".

وسيشدد مجددا على الحاجة إلى "اتفاق متين ومستدام يحقق سلاما دائما" ويناقش "الخطوات التالية بشأن التخطيط لضمانات أمنية قوية".

وفي حين سيصرّ ستارمر على أن أوكرانيا يجب أن تكون جزءا من أي مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات مع روسيا، سيقرّ "بحاجة أوروبا إلى تأدية دورها في القضايا الدفاعية وتكثيف الجهود لصالح الأمن الجماعي".

الضمانة الأمنية الأفضل

اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس أنّ الضمانة الأمنية الأفضل لأوكرانيا تتمثل بانضمامها لحلف شمال الأطلسي، متّهمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالوقوع في الفخ الروسي بموقفه الداعي لإغلاق باب الناتو أمام كييف.

كما حذّرت كالاس من أنّ الأوروبيين لن يتمكّنوا من المساعدة في التوصّل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا ما لم يشاركوا مع الولايات المتحدة في المفاوضات التي أقصاهم عنها حتى الآن الرئيس الأمريكي عبر تفاوضه مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأضافت في المقابلة التي أجريت معها في واشنطن أنّ دول حلف شمال الأطلسي لم تهاجم أبدا روسيا التي "تخاف من الديموقراطية".

وتابعت رئيسة الوزراء الإستونية السابقة "لماذا نحن في حلف شمال الأطلسي؟ لأننا خائفون من روسيا. الأمر الوحيد الفعّال حقا، والضمانة الأمنية الوحيدة الفعّالة هي مظلّة حلف شمال الأطلسي".

وأغلق الرئيس الأميركي الباب أمام إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، العضوية التي تعتبرها موسكو خطا أحمر لأمنها القومي. كما ظل ترامب غامضا بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن لبلاده أن تقدّمها لأوكرانيا إذا ما أبرمت اتفاق سلام مع روسيا.

وقال ترامب إنّ حلف شمال الأطلسي "ربّما كان السبب" في الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.

وردّا على هذه التصريحات، قالت كالاس إنّ "هذه الاتهامات باطلة تماما".

وأضافت "الخطاب الروسي هو الذي لا ينبغي لنا أن نصدّقه".

وتابعت "لماذا نعطي روسيا ما تريده، علاوة على ما فعلته أساسا بمهاجمتها أوكرانيا وضمّها أراضي واحتلالها أراضي والآن نقدّم لها المزيد".

وقالت كالاس أيضا "تخيّلوا لو أنّ الولايات المتّحدة جلست بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر مع أسامة بن لادن وقالت له "حسنا، ماذا تريد غير ذلك؟ " هذا أمر لا يمكن تصوّره".

وتصر روسيا من جهتها على أن الولايات المتحدة وعدت في نهاية الحرب الباردة بعدم توسيع حلف الناتو.

وتزور كالاس واشنطن من دون أن تلتقي نظيرها الأمريكي ماركو روبيو، بسبب "تضارب في الجدول الزمني"، لكنّ هذه الذريعة الرسمية تتزامن مع توتر شديد بين بروكسل وواشنطن بسبب ملفات عدة، بينها أوكرانيا والرسوم الجمركية.

يهاجم الرئيس الأمريكي بانتظام حلفاءه الأوروبيين داخل حلف الناتو، ويتهمهم بعدم تحمل نصيبهم من العبء.

ويرفض ترامب الذي من المقرر أن يوقع اتفاقا بشأن استغلال المعادن الأوكرانية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في واشنطن الجمعة، تقديم ضمانات أمنية أميركية لكييف، معتبرا أن الأمر متروك للأوروبيين لفعل ذلك.

وبالنسبة إلى كالاس، فإن "الأوروبيين يجب أن يكونوا حاضرين" في أي اتفاق بشأن أوكرانيا. وقالت "يتعين علينا المشاركة في هذه المناقشات. وأعتقد أنه من دون ذلك، لن نتمكن من الإسهام في أي شيء".

وهاجم ترامب مجددا حلفاءه الأوروبيين الأربعاء معتبرا أن الاتحاد الأوروبي أنشئ من أجل "الإضرار" بالولايات المتحدة، وهددهم برسوم جمركية بنسبة 25 في المئة.

ووصفت كالاس هذه التصريحات بأنها "مفاجئة" وشددت في المقابل على القيم المشتركة عبر الأطلسي.

وفي معرض حديثها عن التخفيضات الهائلة في ميزانية المساعدات الإنمائية الخارجية الأمريكية، أشارت كالاس إلى أن أوروبا "لن تكون قادرة على ملء الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة"، لكن العالم "يتطلع إلينا" ليرى ما يمكن لأوروبا أن تفعله، على قولها.

وأردفت كالاس "أعتقد أننا في حاجة أيضا إلى زيادة قوتنا الجيوسياسية. إذا كانت أميركا تُحوّل أنظارها إلى الداخل، فإن أوروبا تتطلع من جهتها إلى الخارج".

إقتحام حدود أوكرانيا

أكّدت كييف الجمعة أن القوات الروسية تحاول اقتحام الحدود من منطقة كورسك التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية جزئيا.

وكتبت وكالة حكومية أوكرانية تتعامل مع المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي "يحاول الروس حاليا اقتحام الحدود بجنود مشاة ومن دون مركبات. قوات الدفاع تدمر العدو. حتى الآن، لم يحدث أي اختراق والقتال مستمر".

دخل الجيش الأوكراني منطقة كورسك الروسية في أغسطس 2024، وما زال يحتل مئات الكيلومترات المربعة فيها، وهو ما تأمل كييف في استخدامه كورقة مساومة في حال إجراء محادثات مع موسكو.

لكن روسيا التي تحتل نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، استبعدت أي تبادل للأراضي.

وبدأ الجيش الروسي قبل أشهر هجوما مضادا لطرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك والتي سجلت تراجعا لقلة عددها.

وفي منتصف فبراير، قالت كييف إنها تسيطر على 500 كيلومتر مربع في المنطقة، أي أقل بمقدار الثلثين من 1400 كيلومتر مربع التي أعلنتها في أغسطس عند بداية هجومها على الأراضي الروسية.

وتؤكّد كييف وحلفاؤها أن آلاف القوات الكورية الشمالية التي أرسلت إلى المنطقة لدعم الجيش الروسي استعادت الأراضي، وهو أمر لم تؤكده موسكو.

الرئيس الصيني يستقبل شويغو

التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية.

وتأتي زيارة وزير الدفاع الروسي السابق بعد محادثة بين شي جينبينغ وفلاديمير بوتين أشاد خلالها الرئيس الصيني بـ"الجهود الإيجابية التي تبذلها موسكو لإنهاء" الحرب.

وخلال محادثاته مع شويغو في قاعة الشعب الكبرى التي شارك فيها أيضا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وصف شي الصين وروسيا بأنهما "جارتان صديقتان" وأكّد أن الجانبين "سيحافظان على اتصالات وثيقة على كل المستويات"، بحسب المصدر نفسه.

وأضاف أن البلدين سينفذان "سلسلة من البرامج المهمة" للعلاقات الصينية-الروسية هذا العام.

عزّزت موسكو وبكين علاقاتهما العسكرية والتجارية منذ غزت روسيا أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، رغم أن الصين سعت إلى تقديم نفسها كطرف محايد في هذا الصراع.

وتأتي زيارة شويغو بعدما بدّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفه تجاه الصراع وتقارب من بوتين، مهمّشا كييف وحلفاءه الأوروبيين، في جهوده للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها شويغو للصين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بحسب وسائل إعلام روسية.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: نعمل مع شركائنا لوقف القتال وتحقيق السلام الدائم بأوكرانيا
  • رئيس وزراء بريطانيا: أكدت للقادة ضرورة وقف القتال بأوكرانيا والتواصل مع واشنطن
  • بريطانيا: نعمل مع دول أوروبية على خطة لوقف القتال في أوكرانيا
  • بولندا: قادرون على إحداث تحول للموقف الأمريكي بشأن أوكرانيا
  • بريطانيا وفرنسا تتجهان لإعداد خطة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • ستارمر: نعمل على خطة لوقف حرب أوكرانيا
  • ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب
  • موسكو تكشف عن إحباط عملية لاغتيال رجل مقرّب من بوتين .. وكييف: القوات الروسية تقتحم حدود أوكرانيا من منطقة كورسك
  • روسيا تعين سفيراً جديداً في الولايات المتحدة