تشهد الأزمة السودانية تضاربا في الروايات بين الجيش والدعم السريع، وسط دخول العاصمة الخرطوم مرحلة الندرة الاقتصادية، وتدهور حاد في الأوضاع الإنسانية بنيالا.

إقرأ المزيد الاشتباكات تتواصل في السودان والدعم السريع يكشف سبب تعثر مفاوضات السعودية

وتجددت الاشتباكات الأربعاء لليوم الرابع على التوالي حول محيط سلاح المدرعات التابع للجيش بوتيرة أقل حدة من الأيام السابقة، وسُمع دوي قصف مدفعي متبادل بين الطرفين فيما تصاعدت أعمدة دخان خفيفة من الأحياء المتاخمة للمنطقة العسكرية، يرافق تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع في أجزاء من أجواء العاصمة السودانية.

أما شمالي الخرطوم، فقد أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات بين الدعم السريع والجيش في الناحية الشمالية الشرقية، بالقرب من منطقة السامراب أقصى شمالي مدينة الخرطوم بحري.

وكان الجيش السوداني قد أعلن الليلة الماضية أنه تمكن من التصدي لمحاولة هجوم وصفها بالفاشلة من قبل قوات الدعم السريع على سلاح المدرعات. وقال في بيانه إن قواته تبسط كامل سيطرتها على سلاح المدرعات، مؤكدا في الوقت ذاته جاهزيتها للتصدي لأي محاولات هجوم جديدة.

من جانبها، قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على 101 دبابة و90 مدرعة و21 عربة قتالية في معسكر المدرعات، وذكرت في تعميم صحفي بأنها تمكنت من السيطرة الكاملة على المعسكر عدا بعض الجيوب التي يتم التعامل معها على حد قولها.

إلى ذلك، كشف مستشار قائد قوات الدعم السريع مصطفى محمد إبراهيم خلال تصريحات صحفية أن جنودهم يتجولون داخل معسكر سلاح المدرعات ما تعني أنها سيطرة واقعية بالنسبة لهم وليس كما ينشر الجيش في بياناته الرسمية . موضحا أن سلاح المدرعات قادر على تمكين أي انقلاب في السلطة لذلك يسعون للوصول إليه.

الخرطوم تدخل مرحلة الندرة الاقتصادية

ومع موجة الاقتتال المستعر بين الطرفين في السودان تزداد الأوضاع الإنسانية والمعيشية تراجعا في نقص السلع الاستهلاكية وغلاء ما متوفر منها وانعدام شبه كامل للخدمات الأساسية .

أما غربي السودان فقد أسفرت المعارك بين الجيش والدعم السريع عن 60 قتيلا وأكثر من 200 جريح، إلى جانب فرار 50 ألف من المدنيين جراء اشتداد وتيرة الاقتتال بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.

وصاحبت ذلك أوضاع إنسانية استثنائية بالغة التعقيد جراء حالات النقص الحاد في الغذاء والدواء والتوترات الأمنية، وانعدام الضروريات الأسرية المعيشية داخل عاصمة جنوب دارفور والمناطق التي نزح إليها السكان.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الجيش السوداني الخرطوم سلاح المدرعات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

لوبوان: الجيش السوداني بدأ هجوما كبيرا لاستعادة الخرطوم

قالت مجلة لوبوان إن الجيش السوداني شن، قبل ساعات قليلة من خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، هجوما واسع النطاق على الخرطوم التي خسرتها في الأشهر الأولى من الحرب لصالح قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وتعود آخر عملية كبيرة للقوات المسلحة السودانية إلى مارس/آذار الماضي باستعادتها جزئيا مدينة أم درمان غرب الخرطوم، حيث توجد الإذاعة والتلفزيون الوطنيان، وقد استعادت في ثلاثة أيام ثلاثة جسور تربط الخرطوم وأم درمان وبحري في هذا الهجوم الذي تم الإعداد له منذ مدة طويلة، حسب المجلة الفرنسية.

ونسبت المجلة -في تقرير لأوغسطين باسيللي مراسلتها بأديس أبابا- إلى مصدر دبلوماسي القول إنه "كان من المهم بالنسبة للقوات المسلحة السودانية أن تحقق تقدمًا تكتيكيا في ذلك الوقت لأنه كان لا بد من معالجة قضية السودان في الأمم المتحدة"، مشيرة إلى أنه "حان الوقت ليطأ قادة الجيش عاصمتهم للحفاظ على دعم سكانهم"، علما أن نتيجة هذا الهجوم غير مؤكدة، لكنها تعرقل إمكانية وقف إطلاق النار.

وأعلنت قوات الدعم السريع، التي كانت أكثر تعاونا في المشاركة في عملية التفاوض التي تقودها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، أنها لن تتفاوض بعد الآن مع الجيش وستسعى إلى حل عسكري للصراع، وقال مسؤول في الدعم السريع إنهم يعتقدون أنهم سيتمكنون من الوصول إلى بورتسودان، حيث لجأت الحكومة الموالية للجيش، "في أقل من شهرين إذا حررنا الفاشر".

دخان وحرائق بالخرطوم جراء القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع (رويترز) انتهاكات متوقعة

وتتعرض عاصمة ولاية شمال دارفور لحصار فعلي منذ مايو/أيار الماضي، وقد حذر ممثل الأمم المتحدة فولكر تورك من أن سقوط الفاشر قد يكون بداية لانتهاكات وتجاوزات ذات دوافع عرقية، تشمل عمليات إعدام خارج القانون وعنفا جنسيا من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.

وأكد باحث سوداني متخصص في الحركات العسكرية فضل عدم الكشف عن هويته أن "قوات الدعم السريع حشدت الكثير من الموارد، بل اضطرت إلى سحب قواتها من مناطق أخرى، في حين أن الجيش ما زال يستغل نقاط ضعف القوات شبه العسكرية المحبطة بعد هذه الأشهر الطويلة من القتال".

وتقول مديرة مركز كونفلوينس الاستشاري للأبحاث خلود خير "قد تم تدريب ما بين 4000 و6000 جندي تم نشرهم للتو في الخرطوم خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل هذا الهجوم المضاد"، مشيرة إلى أنهم قد يحدثون فرقا إذا كانوا مدربين على حرب المدن، مما قد يقنع مصر وقطر وحلفاء القوات المسلحة السودانية الآخرين بمواصلة دعمها لاستعادة عدة مناطق من العاصمة.

وذكّرت المجلة بالوضع الإنساني الكارثي، حيث سجلت منظمة أطباء بلا حدود، التي تواصل دعم اثنين من آخر المستشفيات العاملة في العاصمة، نحو 10 جرحى السبت السابق و15 إصابة يوم الأحد الماضي، إضافة إلى مقتل 6 أشخاص في هجوم جوي.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصور.. لماذا تحولت جسور الخرطوم إلى مفتاح للحسم العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؟
  • مرصد لحقوق الإنسان يُطالب طرفي الحرب في السودان بحماية المدنيين في الخرطوم بحري
  • بالفيديو: الجيش السوداني يسيطر على شوارع بحري بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم وسط الخرطوم وقوات متحالفة معه تحقق انتصارات بدارفور
  • إنهيار مليشيا الدعم السريع في الخرطوم ودارفور
  • لوبوان: الجيش السوداني بدأ هجوما كبيرا لاستعادة الخرطوم
  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ (3)
  • حلفاء للجيش السوداني يعلنون تحقيق انتصار ساحق على قوات الدعم السريع
  • أيها المليشي أخرج من المقرن والخرطوم هذه المعركة أكبر من قدراتك وإمكانياتك
  • قتلى الجيش والدعم السريع خلال المعارك الأخيرة: تضارب في الأرقام وتكتم رسمي