جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-03@06:13:22 GMT

الخطوات الأولى في رمضان

تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT

الخطوات الأولى في رمضان

 

حمود بن علي الطوقي

 

أُطلَّ عليكم عبر هذه النافذة للحديث عن الصيام في شهر رمضان خلال العقود الخمسة الماضية والحديث عن تجربة ذاتية، وسوف أسرد بعض الذكريات عن الصيام في هذا الشهر الفضيل بدأ من تجربتي الأولى في الصيام.

حين يعودُ بي الزمن إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضي، أجد نفسي طفلًا صغيرًا في قريتي الجميلة "السباخ"، حيث كانت الحياة بسيطة والقلوب صافية، وكان لشهر رمضان نكهة خاصة تمتزج فيها روحانية الشهر الكريم بسحر القرية التي لم تعرف بعد صخب التطور الحديث.

لم تكن الأخبار تنتشر بسرعةٍ كما هو الحال اليوم، فلم تكن هناك قنوات تلفزيونية أو وسائل تواصل حديثة تُعلن عن قدوم الشهر الفضيل. كان الأهالي يعتمدون على تحري الهلال حيث يجتمع الأجداد والآباء في ساحة المسيلة لتحري الهلال بأعينهم، وحينما يثبت دخول رمضان، يعم الفرح في الأرجاء. خاصة بين الأطفال، وتبدأ الاستعدادات التي رغم بساطتها، كانت كفيلة بأن تجعل رمضان مختلفًا عن بقية الشهور.

قريتي السباخ كبقية القرى البعيدة لم تكن الكهرباء قد دخلتها بعد، وكانت درجات الحرارة مرتفعة، خاصة عندما يصادف دخول رمضان في موسم الصيف رغم سخونة الجو. لكن الطبيعة الجميلة في القرية كانت خير مُعين. كانت أشجار النخيل الباسقات وأشجار والمانجو الكثيفة تظلل الممرات، والأفلاج الجارية تنعش الهواء، فنجد في ظلها شيئًا من البرودة. كأطفال، كنا نحاول الصيام بتشجيع الآباء والأمهات، فنصوم نصف يوم أحيانًا، وأيامًا كاملة حين نشعر بالقوة. لم يكن هناك ترف أجهزة التبريد أو المشروبات الباردة، ومع ذلك، كان صيامنا محاطًا بروح التحدي والفرحة.

وعند اقتراب موعد الإفطار، ننتظر. الأذان حيث نخرج من بيوتنا لكي نسمع صوت المؤذن حيث لم تكن مكبرات الصوت ولهذا ننتظر حتى تمتزج أصوات الأذان المنبعثة من مآذن المساجد القليلة في القرية. كانت مائدة الإفطار بسيطة لكنها عامرة بالبركة، حيث التمر والماء هما أول ما يلمس شفاه الصائم، ثم تأتي الأكلات الشعبية التي تعدّها الأمهات بكل حب، مثل "الثريد"، "الهريس"، و"الشوربة"، إلى جانب "اللقيمات" التي تسعد الأطفال كثيرًا. الأجمل من ذلك هو مشاركة الطعام بين الجيران، فالأطباق تتنقل بين البيوت في عادة رمضانية تُرسّخ قيم المحبة والتكافل.

بعد الإفطار، مباشرة كنَّا نتوجه الى المساجد ونحمل معنا البجلي أو القنديل وكانت مساجد القرية غير مزودة بالمكيفات أو الفرش الفاخر، لكن السكينة التي تملأ أركانها كانت كافية لنشعر براحة عظيمة. يجتمع الرجال والشباب لأداء صلاة التراويح، وبعد الصلاة، يجلس الكبار لسرد القصص والأحاديث الدينية.

كان رمضان في قريتي السباخ أكثر من مجرد أيام صيام وإفطار، كان موسمًا للترابط، ومدرسة في الصبر، وتجربة روحية خالدة في الذاكرة. رغم بساطة الحياة آنذاك، إلا أن الأجواء كانت تحمل معاني عظيمة لا تزال حاضرة في قلبي حتى اليوم. لقد تغيّرت الحياة كثيرًا منذ ذلك الحين، ودخلت التكنولوجيا كل زاوية من زوايانا، لكن تبقى تلك الأيام القديمة أجمل ما نقش في الذاكرة، حيث كان رمضان في السباخ رمضانًا حقيقيًا، بطهره، ودفئه، ونقائه.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ الإسماعيلية يتابع تطوير القرية الأوليمبية ويؤكد دعمه الكامل للمشروع الرياضي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أجرى اللواء طيار أ.ح أكرم محمد جلال، محافظ الإسماعيلية، جولة تفقدية لمتابعة أعمال التطوير الجارية بالقرية الأوليمبية، أحد أبرز الصروح الرياضية والفندقية بالمحافظة، وذلك في إطار حرصه على إعادة القرية إلى مكانتها المتميزة كوجهة رئيسية لاستضافة الفرق والمنتخبات الرياضية.

وشملت الجولة تفقد صالة الاستقبال الرئيسية والمطبخ بعد تحديثهما لاستيعاب الأعداد المستهدفة، بالإضافة إلى قاعة الاجتماعات الرئيسية التي جُهزت بأحدث وسائل العرض والمرافق اللازمة لاستضافة المؤتمرات وورش العمل والفعاليات الرسمية.

وأكد المحافظ ضرورة تطوير الأجنحة الفندقية ورفع كفاءة الغرف، مشددًا على أن هذه الجهود تهدف إلى تعزيز مكانة القرية الأوليمبية كوجهة رياضية متكاملة، واستعادة دورها في استضافة المعسكرات بفضل مساحاتها الواسعة وملاعبها المطابقة للمعايير الدولية. كما أشار إلى استمرار خطط التطوير لتشمل كافة المرافق، بما في ذلك حمام السباحة والصالات الرياضية، مستفيدًا من الموقع المتميز للقرية وأجوائها المناسبة للرياضيين.

ويشارك في تنفيذ أعمال التطوير عدة جهات، منها مديرية الإسكان، ومديرية الطرق، ومركز ومدينة الإسماعيلية، وجهاز التطوير والتجميل، إلى جانب عدد من الإدارات المختصة والمهتمين بشؤون القرية الأوليمبية، وذلك تحت متابعة مستمرة من المحافظ، الذي شدد على أهمية فرق العمل ودورها في إنجاح المشروع.

ويذكر أن القرية الأوليمبية تمتد على مساحة 24 فدانًا، وتضم 140 غرفة فندقية، وملعب كرة قدم رئيسي، وصالات متعددة الأغراض، إلى جانب مرافق اجتماعية وترفيهية متكاملة. كما استضافت العديد من المعسكرات الرياضية للمنتخبات المصرية والعربية، بالإضافة إلى المؤتمرات وورش العمل، مما يعزز مكانتها كوجهة متميزة للسياحة الرياضية وسياحة المؤتمرات بالمنطقة.

ورافق المحافظ خلال جولته المهندس أحمد عصام الدين، نائب المحافظ، واللواء طارق اليمني، السكرتير العام المساعد للمحافظة، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية ووكلاء المديريات الخدمية.

مقالات مشابهة

  • «خطوة حياة» نموذج للتضامن المجتمعي
  • نتنياهو وكاتس: وجهنا الجيش الاسرائيلي لحماية القرية الدرزية جرمانا في ضواحي دمشق
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة
  • الناطق باسم “حماس”: تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها العدو مرفوض
  • عون مهنئاً بشهر رمضان: فليتشارك اللبنانيون معاني القيم الروحية التي يجسدها الصيام
  • الجزيرة.. البناء الإيجابي بـ «الخطوات الثماني»
  • الحلقة الأولى من مسلسل الكابتن.. دخول أكرم حسني غرفة الرعاية المركزة نتيجة سقوط الطائرة التي يقودها
  • قصص مثيرة.. كيف كانت رؤية الهلال قديمًا قبل 100 عام؟
  • محافظ الإسماعيلية يتابع تطوير القرية الأوليمبية ويؤكد دعمه الكامل للمشروع الرياضي