أكد محللون للغة الجسد أن قرار عدم استخدام مترجم، واختلال التوازن في القوة بين الأطراف، و"طاقة المحارب" التي أظهرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد ثلاث سنوات من الصراع، كلها عوامل ساهمت في غليان الاجتماع الذي جرى مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.

وجاء في تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، أن الرئيس دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس اتهما زيلينسكي بعدم الامتنان الكافي، وصحح زيلينسكي لترامب بشأن العام الذي غزت فيه روسيا بلاده وسأل فانس بشكل واضح عما إذا كان قد زار أوكرانيا من قبل.



وأضاف التقرير "يتجادل زعماء العالم، وكان الأمر غير المعتاد في اشتعال الخلاف في المكتب البيضاوي هو أن ترامب وفانس وزيلينسكي دخلوا في مشادة كلامية علنية، في اجتماع أمام كاميرات التلفزيون تم بثه مباشرة أمام الملايين".

وأوضح "غالبا ما يكون ترامب مهذبا مع القادة، لكن العلاقات مع زيلينسكي، التي لم تكن دافئة بشكل خاص، كانت متوترة، فقد ادعى زورا أن زيلينسكي ديكتاتور وأن أوكرانيا بدأت الحرب، وهو ما يتماشى مع خط الكرملين، بينما رد الأخير أن ترامب يعيش في شبكة من التضليل".


وتحدثت كارولين جويدر، التي تدرب السياسيين وقادة الأعمال على التحدث بقوة، عن التبادل بالأداء الذي كان ترامب وزيلينسكي يمثلان فيه مشاهد مختلفة.

وقالت إن ترامب كان في مشهد محكمة: "إنه في مكان آمن، وبلاده مفصولة بالمحيطات، وهو في مكان حيث يمكنه إعادة التركيز بسرعة، وهو في مكان مستقر"، وعلى النقيض من ذلك، كان زيلينسكي في مشهد ساحة معركة، يرتدي ملابس عسكرية، ويحمل ثقل الصراع إلى الغرفة: "عليه أن ينجز الأمور، إنه ديناميكي، وسريع".

وأوضح التقرير "كانت هناك لحظة من البهجة، فعندما سأل براين جلين، كبير مراسلي البيت الأبيض في برنامج Real America's Voice، زيلينسكي عن سبب عدم ارتدائه بدلة، تدخل ترامب قائلا إن الرئيس الأوكراني يرتدي ملابس جميلة".

لكن ترامب قال لاحقا إن زيلينسكي "ليس لديه أي أوراق" واتهمه "بالمقامرة بالحرب العالمية الثالثة".
بالنسبة لدارين ستانتون، الذي يدرس لغة الجسد والسلوك ويعلق عليها، بدا زيلينسكي "غاضبًا للغاية منذ البداية" و"انغمس في غروره"/ وعندما يتحدث فانس، ينتقل زيلينسكي من الانحناء إلى الأمام إلى الانحناء إلى الخلف مع وضع ذراعيه متقاطعتين، مما يُظهر "تغييرًا دراماتيكيًا في المشاعر الداخلية".

قال ستانتون "لقد شعر بأنه لم يتمكن من إيصال وجهة نظره أو لم يُسمح له بذلك".

ويتناقض هذا الاجتماع بشكل حاد مع الاجتماعات الأخرى التي استضافها ترامب منذ عودته إلى منصبه، فقد استضاف زعماء "إسرائيل" واليابان والأردن والهند وفرنسا وبريطانيا في الأسابيع الأخيرة.
وقال ستانتون إن ترامب عادة ما يستخدم مصافحات "سحق العظام"، و"التربيتات القوية" و"دفع الذقن"، ويجلس وقدميه مسطحتين على الأرض وأصابعه مقوسة لإظهار السلطة.

وأكد التقرير أن الزعماء الزائرون بذلوا جهودا مضنية لإطراء ترامب، وتقليد لغة جسده وتكرار خطابه بشأن المفاوضات الصعبة والصفقات التجارية والفوز، وحين سأله ترامب يوم الخميس عما إذا كانت بريطانيا قادرة على الدفاع عن نفسها ضد روسيا، أبدى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "ابتسامة خفية".

وانحرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن هذه القاعدة هذا الأسبوع عندما وضع يده على ساعد ترامب أثناء تصحيح تصريحه الخاطئ بشأن الأموال التي قدمتها أوروبا لأوكرانيا.

وتناقض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ادعاء الرئيس دونالد ترامب بأن أوروبا أقرضت أموالاً لأوكرانيا خلال اجتماع في المكتب البيضاوي في 24 شباط/ فبراير.

وقال ستانتون إن هذه كانت خطوة قوية، "وهي المعادل غير اللفظي للقول: 'اصمت، أنا أتحدث".
يقول جويدر إن ماكرون لاعب فعال في السلطة جزئيًا لأنه ينقل شعورًا "بالراحة الداخلية.. إنه جيد في الحفاظ على هذا الشعور بالخفة والراحة".


زكان فانس قد قال إن الوقت قد حان للدبلوماسية، بينما سأل زيلينسكي عن الدبلوماسية الممكنة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، بالنظر إلى سجله في انتهاك الاتفاقيات، وعندما أشار إلى أن روسيا غزت شبه جزيرة القرم واحتلتها وضمتها في عام 2014، قاطعه ترامب ليقول "إننا في عام 2015 (كان زيلينسكي على حق). واتهمه فانس بأنه لا يظهر الاحترام والامتنان".

وقال ستانتون إن بعض زعماء العالم يتصرفون بطرق لا يتصرفون بها عادة عند زيارتهم للولايات المتحدة. وأضاف: "أي علامة حمراء تشير إلى سلوك مختلف عن سلوكهم الأساسي يمكننا أن نعزوها دائمًا إلى حقيقة مفادها أنهم يشعرون بالإرهاق أو الترهيب".

وعلى النقيض من ذلك، أكد ستانتون وجويدر أن تفاعلات ترامب مع بوتن تظهر احترامه للزعيم الروسي، وقالت جويدر إن لغة جسده تظهر أنه ينظر إلى بوتن باعتباره "رفيقًا من ذوي الظهر الفضي"، أي رجلًا أكبر سنًا يتمتع بالسلطة. 

وأضافت أن ترامب امتنع عن استخدام مصافحته "الساحقة للعظام" مع الزعيم الروسي، وعادة ما "تتطابق وتعكس" سلوك كل منهما الآخر.

وأجرى كبير المذيعين السياسيين بريت باير مقابلة مع زيلينسكي بعد الاجتماع يوم الجمعة على قناة فوكس نيوز، وشكر زيلينسكي ترامب والشعب الأمريكي لكنه دافع عن نهجه في المكتب البيضاوي.

وقال "أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون منفتحين وصادقين للغاية، ولست متأكدًا من أننا ارتكبنا شيئًا سيئًا. هناك أشياء يتعين علينا أن نفهم فيها موقف أوكرانيا والأوكرانيين. أعتقد أن هذا هو الشيء الأكثر أهمية لأننا شركاء، نحن شركاء مقربون للغاية".


وكتب زيلينسكي، السبت، على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أنه "ممتن للغاية للولايات المتحدة على كل الدعم"، وشكر ترامب والكونغرس والشعب الأمريكي مرة أخرى.

وأضاف "علاقتنا مع الرئيس الأمريكي لا تقتصر على مجرد زعيمين؛ إنها رابطة تاريخية ومتينة بين شعبينا.. ساعد الشعب الأمريكي في إنقاذ شعبنا، ويأتي الإنسان وحقوق الإنسان في المقام الأول. نحن ممتنون حقًا. نريد فقط علاقات قوية مع أمريكا، وآمل حقًا أن نحظى بها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب وزيلينسكي لغة الجسد الولايات المتحدة اوكرانيا ترامب لغة الجسد وزيلينسكي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هجوم صاروخي روسي مدمر على مسقط رأس زيلينسكي يقتل 19 شخصًا.. وموسكو توضح ما استهدفته

(CNN)-- أدت ضربة صاروخية روسية على مدينة كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إلى مقتل 19 شخصًا على الأقل، بينهم 9 أطفال، في واحدة من أعنف الهجمات العام الحالي، في صراع لا يُظهر أي مؤشرات على نهاية سريعة رغم جهود إدارة ترامب لإحلال السلام.

وقال أوليكساندر فيلكول، عمدة كريفي ريه، عبر تيليغرام، السبت، إن الهجوم ألحق أضرارًا بعشرات المباني السكنية و6 معاهد تعليمية، بالإضافة إلى متاجر وشركات، ووصفه بأنه "أمسية وليلة مأساوية".

وأضاف أن من بين الـ61 مصابًا كان هناك طفل رضيع لا يتجاوز عمره ثلاثة أشهر.

وقال فيلكول: "جريمة دموية أخرى ارتكبتها الدولة الإرهابية. هجمات بصواريخ شاهد على مناطق سكنية وملاعب"، حسب قوله.

وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أن القوات الروسية قصفت كريفي ريه بصاروخ باليستي مزود برأس عنقودي "مُصمم لاستهداف مساحة أكبر وعدد أكبر من الأشخاص".

وتعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بإنهاء الصراع سريعًا، لكنه لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق. ويعتقد حلفاء أوكرانيا أن روسيا تماطل في المفاوضات بينما تحاول ضمان تفوقها في ساحة المعركة.

وتعرض مسقط رأس زيلينسكي لهجمات روسية متكررة في الأشهر الأخيرة. وأسفرت غارة جوية مميتة في وقت سابق من هذا الشهر عن مقتل 4 مدنيين في موقف لسيارات الأجرة.

وقدم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي تعازيه لعائلات القتلى والجرحى في خطابه المسائي الذي أعقب الهجوم.

وقال زيلينسكي: "أُصيب العديد من الأشخاص، وتضررت المنازل. في الواقع، أصاب الصاروخ المنطقة المجاورة للمباني السكنية - ملعبًا للأطفال، والشوارع العادية".

وأضاف زيلينسكي أن روسيا استهدفت أيضا محطة كهرباء في خيرسون بطائرة مسيرة، الجمعة.

وقال زيلينسكي: "لا يمكن أن تكون مثل هذه الضربات من قبيل الصدفة - فالروس يعلمون أن هذه منشأة طاقة، ويجب حماية هذا النوع من المنشآت من أي هجمات، وفقا للوعود التي قطعتها روسيا للجانب الأمريكي".

وفي بيان على منصة تيليغرام، زعمت وزارة الدفاع الروسية أن الضربة استهدفت اجتماعًا بين ضباط أوكرانيين وغربيين، ووصفتها بأنها "ضربة شديدة الدقة... بصاروخ قوي الانفجار على مكان اجتماع لقادة الوحدات والمدربين الغربيين في أحد مطاعم مدينة كريفي ريه". وزعم منشور الوزارة أنه "نتيجة لهذه الضربة خسر العدو ما يصل إلى 85 جنديًا وضابطًا من دول أجنبية، بالإضافة إلى حوالي 20 مركبة".

وتواصلت شبكة CNN مع السلطات الأوكرانية للحصول على مزيد من المعلومات.

تعثر مفوضات السلام

ويأتي هذا في ظلّ تقدم ضئيل في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا. في الأسبوع الماضي، بدا غضب الرئيس دونالد ترامب من نظيره الروسي. وقال ترامب إنه "غاضب" مؤخرًا من مكالمة هاتفية أجراها مع الزعيم الروسي، فلاديمير بوتين، الذي رفض اقتراح ترامب بوقف إطلاق نار كامل وفوري في أوكرانيا.

وأوضح القادة الأوكرانيون والأوروبيون أنهم يعتقدون أن بوتين يماطل، وأن الوقت في صالحه، بينما أصر ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف - الذي التقى بوتين مرتين خلال العام الحالي- أن بوتين يريد التوصل إلى اتفاق سلام.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يشبه الرسوم الجمركية بـ الدواء.. فيديو
  • "نتنياهو يدرس تمديد إقامته".. ماذا يحمل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي مع سيد البيت الأبيض؟
  • «الصديق المفترس».. الرئيس الأمريكي يسعى لتقويض نظام عالمي حافظ على السلام في أوروبا لأكثر من 80 عامًا
  • مستشار ترامب: أكثر من 50 دولة تواصلت مع الرئيس الأمريكي لبدء مفاوضات حول التعريفات الجمركية
  • زيلينسكي يفتح النار على أمريكا: يشعرون بالخوف
  • هجوم صاروخي روسي مدمر على مسقط رأس زيلينسكي يقتل 19 شخصًا.. وموسكو توضح ما استهدفته
  • أخبار التكنولوجيا| الرئيس الأمريكي يمدد مهلة صفقة تيك توك.. هل استخدم ترامب ChatGPT لحساب التعريفة الجمركية الجديدة؟
  • أول تحرك في الكونغرس لتقييد سلطات الرئيس الأمريكي
  • بعد رسوم ترامب.. أول تحرك في الكونغرس لتقييد سلطات الرئيس الأمريكي
  • زيلينسكي يكشف أول الدول الأوروبية التي سترسل قوات إلى أوكرانيا