أحمد البهي: الإمام علي زين العابدين قدوة في العبادة والعلم والتضرع إلى الله
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
أكد الشيخ أحمد البهي، من علماء وزارة الأوقاف، أن الإمام علي زين العابدين هو أحد رموز أهل البيت الأطهار، وأحد الشخصيات التي تمثل نموذجًا فريدًا في العبادة والخشوع، مشيرًا إلى أن لقبه "زين العابدين" جاء نتيجة كثرة سجوده وعبادته لله تعالى.
وأضاف خلال تصريحات تليفزيونيه أن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كان مثالًا في الصبر والتقوى، حتى قال عنه ابنه الإمام محمد الباقر: "ما انتهى من صلاة مفروضة إلا وسجد، ولا دفع الله عنه كربًا إلا وسجد، ولا جاءته نعمة إلا وسجد"، وقد أحصى بعض العلماء عدد سجداته في اليوم والليلة فوجدوها تفوق الألف سجدة.
وأوضح الشيخ البهي أن الإمام زين العابدين جمع بين شرف النسب والعلم والولاية، حيث كان حفيدًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه من بنات ملوك الفرس، وقد وصفه البعض بقولهم: "وإن غلامًا بين كسرى وهاشم… لأكرم من نيطت عليه التمائم".
وأشار إلى أن حب المسلمين له نابع من حبهم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أن المصريين أطلقوا على أحد الأحياء اسم "زنهم" نسبة إلى الإمام علي زين العابدين، حيث يوجد مسجده المبارك في هذا الحي.
وأكد أن الإمام قاد سفينة أهل البيت في مرحلة صعبة من التاريخ، وتمكن من نشر علومه بين الناس، حيث اشتملت على الفقه والحديث والمناجاة والتضرع إلى الله، وكان له دور بارز في تعليم الأمة فن الدعاء، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ علم الدعاء على سبيل الإجمال، أما الإمام زين العابدين فعلمه على سبيل التفصيل، وهو ما تجلى في الصحيفة السجادية، التي تعد من أعظم تراث أهل البيت، والتي ما زالت تتوارثها الأجيال حتى اليوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زين العابدين علي زين العابدين وزارة الاوقاف الامام علي زين العابدين احمد البهي اهل البيت المزيد زین العابدین الإمام علی أن الإمام
إقرأ أيضاً:
معركة الصفين بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن سفيان في 3 رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحل اليوم الاثنين، الموافق 3 رمضان، ذكرى موقعة صفين، التي دارت بين جيش الخليفة الراشدي الرابع، الصحابي علي بن أبي طالب، وجيش والي الشام، الصحابي معاوية بن أبي سفيان. وقعت المعركة في أرض تُعرف بصفين خلال شهر صفر عام 37 هـجرية، أي بعد نحو عام من موقعة الجمل، وانتهت بالتحكيم في شهر رمضان من العام نفسه.
أحداث المعركة:
اليوم الأول الأربعاء
أخرج علي بن أبي طالب في اليوم الأول الأشتر النخعي على رأس مجموعة كبيرة من الجيش. وأخرج معاوية بن أبي سفيان، حبيب بن مسلمة مع مجموعة كبيرة من جيشه، ودارت الحرب بين الفريقين بشدة منذ الصباح وحتى المغرب، وقُتل الكثير من الفريقين، وكان قتالا متكافئا.
اليوم الثاني الخميس
وفي اليوم التالي، أخرج علي بن أبي طالب، هاشم بن عتبة بن أبي وقاص أحد المجاهدين الذين لمعت أسماءهم كثيرًا في فتوح فارس والروم، وأخرج معاوية بن أبي سفيان أبا الأعور السلمي، ودار قتال شديد بين الجيشين، فتساقط القتلى من الفريقين دون أن تكون الغلبة لأحدهما.
اليوم الثالث الجمعة
في اليوم الثالث خرج على جيش العراق عمار بن ياسر، وكان حينذاك قد تجاوز التسعين من عمره، وعلى جيش الشام عمرو بن العاص، وتقاتل الفريقان من الصباح حتى المغرب، ثم استشهد عمار بن ياسر في تلك المعركة ولم يتحقق النصر لأي من الفريقين على الآخر.
اليوم الرابع
في اليوم الرابع خرج على فريق علي بن أبي طالب محمد بن علي بن أبي طالب المُسمّى محمد بن الحنفية، وعلى جيش الشام عبيد الله بن عمر بن الخطاب، ودار القتال بين الفريقين من الصباح إلى المساء، وسقط القتلى من الطرفين ثم تحاجزا، ولم تتم الغلبة لأحد على الآخر.
وفي اليوم التاسع صلّى علي بن أبي طالب الصبح، وخرج مباشرة لساحة القتال مستأنفًا من جديد، كان على ميمنة علي بن أبي طالب عبد الله بن بديل، وعلى ميسرته عبد الله بن عباس، فهجم عبد الله بن بديل على ميسرة معاوية بن أبي سفيان وعليها حبيب بن مسلمة، وأجبرهم عبد الله بن بديل على التوجه إلى القلب، وبدأ جيش علي في إحراز بعض من النصر، ويرى ذلك معاوية، فيوجه جيشه لسد هذه الثغرة، وينجح جيشه بالفعل في سد الثغرة ويردّون عبد الله بن بديل عن ميسرتهم، وقُتل في هذا اليوم خلق كثير، وانكشف جيش علي بن أبي طالب حتى وصل الشاميون إلى علي، فقاتل بنفسه قتالًا شديدًا، وتقول بعض الروايات إنه قتل وحده في هذه الأيام خمسمائة من الفريق الآخر.
بدأ جيش علي بن أبي طالب في الانكسار بعد الهجمة التي شنها عليها جيش معاوية بن أبي سفيان، فأمر علي بن أبي طالب الأشتر النخعي لينقذ الجانب الأيمن من الجيش، واستطاع بقوة بأسه وكلمته على قومه أن ينقذ الموقف، وأظهر بأسه وقوته وشجاعته في هذا الموقف، ورد الأمر إلى نصابه، واستطاعت ميمنة الجيش من السيطرة مرةً أخرى على أماكنها التي كانت قد انسحبت منها. وقتل في هذا اليوم عبد الله بن بديل وتكاد الكرة تكون على جيش علي، لولا أن ولّى علي على الميمنة الأشتر النخعي.
نتائج المعركة
لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش علي على جيشه، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات. فقام عمرو بن العاص بحث جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكم بينهم، ليدعو جيش علي إلى التوقف عن القتال ويدعون عليًا إلى حكم القرآن. ويرفض فلهوزن الفرضية القائلة بأن رفع المصاحف كان خدعة من قبل عمرو بن العاص، فيؤكد ان أهل الشام كانوا مؤمنين بأنهم على حق مثل أهل العراق فأرادوا التحاكم الى كتاب الله.
وفعلًا جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش علي حاملين سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودّت جباههم من السجود، يتقدمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين: «يا علي، أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان، فوالله لنفعلنّها إن لم تجبهم» وكان علي في هذا الموقف أمام خيارين: فإما المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل معاوية. وإما القبول بالتحكيم وهو ألّ الشرّين خطرًا. فقبل علي بن أبي طالب التحكيم وترك القتال. فتعاهدوا على ذلك، واتفقوا على ألا ينقض أحد عهده، وأنهم سوف يذهبون لقتلهم، أو يموتون، وتواعدوا أن يقتلوهم شهر رمضان، وكتموا الأمر عن الناس جميعًا إلا القليل، ومن هؤلاء القليل من تاب وحدّث بهذا الأمر. وتوقف القتال وأذن علي بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية بجيشه نحو الشام، وأمر كل منهما بإطلاق أسرى الفريق الآخر وعاد كُل إلى بلده.
قتا من الطرفين خلال المعركة سبعون ألف شهيد، فمن أصحاب معاوية بن أبي سفيان قتل خمسة وأربعون ألفًا، ومن أصحاب علي بن أبي طالب خمسة وعشرون
التحكيم
اتفق الفريقان على التحكيم، فوكل معاوية عمرو بن العاص حكمًا من عنده، ووكل علي أبا موسى الأشعري حكمًا من عنده، وكان مقر اجتماع الحكمين في دومة الجندل في رمضان عام 37 هـجري الموافق 658.