بالفيديو.. رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي: مشروع "الألف مبدع" انتصار للثقافة في معارك الوعي بسيناء
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
كشف الكاتب محمد نبيل رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي، تفاصيل انطلاق مشروع الألف مبدع الذي ينظمه الإقليم ويتضمن محافظات سوهاج، المنيا، أسيوط، والوادي الجديد، قائلًا: "هذا المشروع تم تنفيذه في شمال وجنوب سيناء في العام الجاري من يناير وحتى يونيو 2023"، مشيرًا إلى أنه تم الانتصار للثقافة في معارك الوعي بسيناء وتكوين 1000 مبدع من الأطفال والشباب في شمال وجنوب سيناء.
وأضاف "نبيل"، في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح الخير يا مصر"، على فضائية "مصر الأولى" اليوم الأربعاء، أنهذه التجربة نجحت بدعم من وزير الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني وبتوجيهات مؤكد بأن تتكرر بشكل أعمق وأكبر في صعيد مصر، وبخاصة في محافظات الوادي الجديد عاصمة الثقافة المصرية لعام، بالإضافة إلى سوهاج والمنيا وأسيوط مقر إقليم وسط الصعيد الثقافي.
وتابع، "لدينا في كل من أسيوط والمنيا وسوهاج من 5.5 إلى 6 ملايين نسمة، وطبقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن نسبة الأطفال والشباب في محافظات مصر 60%، أي أننا نتكلم عن 3 ملايين في كل محافظة".
وأوضح، أنه يمكن استيعاب عدد كبير منهم في كل خطة وبرنامج ومشروع ثقافي لاكتشاف المواهب وتنميتها ودعمها وتقديم مبدعين جدد للمجتمع المصري، وخاصة الجمهورية الجديدة التي ننشدها جميعا، مؤكدًا: "استهدفنا رقما بسيطا على مدار شهري أغسطس وسبتمبر على أن يتم التخرج في شهر أكتوبر احتفالا بالعيد الخمسين لانتصار أكتوبر العظيم في كل محافظة من محافظات الصعيد وتقديم 1000 مبدع من الأطفال والشباب".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إقليم وسط الصعيد مشروع الالف مبدع الوعي سيناء وزير الثقافة
إقرأ أيضاً:
معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
لم تنتهِ الحرب بعد، لكن المعارك تغيّرت. لم تعد كلها تُخاض بالسلاح والنار، بل صار بعضها داخليًا صامتًا، يدور في صدور الرجال والنساء الذين فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم، وفقدوا معها الإحساس بالجدوى. واحدة من أخطر هذه المعارك الآن هي معركة الفراغ. الفراغ ليس مجرد وقت فائض، بل حالة خانقة تتضخم فيها الأحاسيس، ويكبر فيها الإحباط، وتتآكل فيها النفس ببطء. قال محمد شكري:
“على المرء أن يبقى مشغولاً للحد الذي يلهيه عن تعاسته”
وقال غازي القصيبي: “العمل لا يقتل مهما كان شاقًا، ولكن الفراغ يقتل أنبل ما في الإنسان”.
ما بين هاتين العبارتين مساحة واسعة من المعاناة السودانية اليوم.
من فقدوا أعمالهم لم يفقدوا المال فقط، بل فقدوا أيضًا الشعور بأنهم مفيدون، منتجون، قادرون على العطاء. باتوا فريسة لأفكار قاتمة، وهاجمتهم الوحدة بأسوأ صورها. وكما كتب ستيفان زفايغ في روايته لاعب الشطرنج :
“لم نتعرض لأي تعذيب جسدي، بل أسلمونا ببساطة إلى فراغٍ مطلق، ومن البديهي أن لا شيء في العالم يعذّب النفس البشرية أكثر من الفراغ.”
في واقعنا، هذا هو حال كثير من السودانيين اليوم. الفراغ يضغط على الروح، يُضاعف الحزن، ويُفقد المرء اتزانه. أما الذين ما زالوا مشغولين — حتى في أبسط المهام — تجدهم أكثر تماسكًا، لأنهم ببساطة لا يملكون وقتًا للانهيار.
وإذا كنا، لسبب أو لآخر، لم نلعب دورًا حين كانت المعارك تدور بالرصاص أمامنا، فها هي الفرصة اليوم لنلعب دورًا في معارك إعادة الإعمار، بنشر الأمل، ومقاومة الإحباط، والانضمام إلى فرق ترميم الأحياء، ولو بالرأي والمشورة. فإعادة البناء لا تحتاج فقط إلى الأيادي، بل إلى العقول والقلوب أيضًا. نحتاج اليوم أن نعيد تعريف النجاة: النجاة ليست فقط في البقاء على قيد الحياة، بل في أن نحافظ على إنسانيتنا، على قيمنا، على إحساسنا بأن لنا دورًا نؤديه. وهذا الدور قد يكون في التعليم، في التطوع، في دعم الجيران، أو حتى في خلق مساحة صغيرة من الفرح وسط الركام.
كل لحظة نقاوم فيها الفراغ، نكسب فيها جولة جديدة في معركة ما بعد الحرب. معركة إعادة الإعمار لا تبدأ من الطوب والحجر، بل من داخل النفوس. من قرار الإنسان أن ينهض، ويُشارك، ويُقاوم الفراغ قبل أن يقضي عليه. ولن يكون هناك نصر حقيقي ما لم نربح هذه المعركة أيضًا. الحرب سرقت من الناس أشياء كثيرة، لكن لا نسمح لها أن تسرق أرواحنا ونحن أحياء.
بقلم: عميد شرطة (م) عمر محمد عثمان
٢٠ أبريل ٢٠٢٥م
إنضم لقناة النيلين على واتساب