جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-23@23:22:34 GMT

الاستدامة أم سباق ناطحات السحاب؟

تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT

الاستدامة أم سباق ناطحات السحاب؟

 

 

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

في السنوات الأخيرة، أصبحت ناطحات السحاب رمزًا للتطور في العديد من دول الخليج، حيث تتسابق المدن لامتلاك أطول الأبراج وأكثرها فخامة، لكن هل يعني ذلك أن على عُمان أن تحذو حذوها؟

شخصيًا، لا أرى أن هذا هو الطريق الصحيح لعُمان، فلكل دولة هويتها الخاصة، وطبيعتها المختلفة، واستراتيجيتها التنموية التي تناسبها.

وعُمان لديها طابع عمراني مختلف تمامًا، مستمد من تاريخها وطبيعتها الجغرافية. مدنها ليست صحاري مفتوحة يمكن أن تمتلئ بناطحات السحاب دون تفكير؛ بل هي أماكن ذات طابع مميز، تتماشى مع طبيعتها الجبلية والساحلية، الحفاظ على هذا الطابع لا يعني الجمود، بل يعني التنمية الذكية التي تحترم البيئة والثقافة المحلية، ولا تحاول نسخ تجارب الآخرين دون دراسة.

قرار عُمان بعدم الدخول في سباق ناطحات السحاب ليس مجرد اختيار؛ بل رؤية تنموية حظيت باحترام دولي؛ فالأمم المتحدة -وعبر برنامج المستوطنات البشرية (UN-Habitat)- أشادت بالنهج العُماني المُتوازِن، مشيرةً إلى أنه يُحافظ على الهوية البيئية والثقافية بدلًا من تحويل المدن إلى غابات خرسانية، والبنك الدولي بدوره أثنى على التخطيط العمراني في عُمان، الذي يركز على بناء مدن متكاملة بدلًا من التوسع العشوائي في الأبراج الشاهقة، حتى أن بعض دول الجوار التي سبقت عُمان في بناء ناطحات السحاب بدأت تعيد النظر في استراتيجياتها.

قطر، على سبيل المثال، واجهت تحديات كبيرة مع انخفاض معدلات الإشغال في بعض أبراجها بعد كأس العالم 2022، ودبي أيضًا عانت من أزمة عقارية عام 2008 بسبب تخمة السوق بالأبراج؛ ما أدى إلى انخفاض حاد في الأسعار وتباطؤ الاستثمارات. وفي السعودية، ورغم مشاريعها العمرانية الضخمة، بدأت تتحول إلى نهج أكثر استدامة، كما يظهر في مشروع "نيوم" الذي يركز على التكنولوجيا والطاقة المتجددة، بدلًا من مجرد السباق نحو الأعلى.

بناء ناطحات السحاب ليس مجرد استعراض معماري، بل استثمار طويل الأمد يتطلب تكاليف هائلة في البناء والصيانة والطاقة. وفي بلد مثل عُمان؛ حيث تسعى الحكومة إلى تنويع الاقتصاد والاستثمار في قطاعات مثل السياحة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا، فإن إنفاق الموارد على مشاريع كهذه قد لا يكون الخيار الأكثر ذكاءً. وبدلًا من ذلك، يمكن لعُمان أن تستثمر في مدن ذكية ومستدامة تستفيد من التكنولوجيا لتقليل استهلاك الطاقة، وتعزز من جودة الحياة دون المخاطرة بأزمات عقارية أو تكاليف صيانة باهظة.

عُمان لا تحتاج إلى ناطحات سحاب كي تُثبت تطورها، فهي تمتلك نموذجًا تنمويًا قائمًا على الاستدامة والتميز الثقافي، وبدلًا من تقليد الجيران، يمكنها أن ترسم طريقها الخاص نحو الحداثة، بطريقة تحترم بيئتها، وتحافظ على هويتها، وتحقق لها ازدهارًا اقتصاديًا حقيقيًا ومستدامًا، والأهم من ذلك، أن هذا النهج يحظى باحترام عالمي، لأنه يمثل نموذجًا متوازنًا وذكيًا في التخطيط العمراني، وهو ما يجعل عُمان فريدة ومتميزة في مسيرتها التنموية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خيول «ياس» تخوض تحديات «نيفتا» و«دورمان» بفرنسا

عصام السيد (أبوظبي)

أخبار ذات صلة منتخب الجوجيتسو إلى فرنسا للمشاركة في «باريس الجائزة الكبرى» إسرائيل تلغي تأشيرات نواب فرنسيين قبل زيارتهم للأراضي الفلسطينية

تخوض خيول «ياس لإدارة سباقات الخيل»، العائدة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، غداً الخميس، تحديات سباقي «بري نيفتا»، و«بري دورمان»، للخيول العربية الأصيلة بمضمار ضاحية لا تست دو بوش بفرنسا.
وخصص سباق بري نيفتا للفئة الثانية لمسافة 2000 متر، البالغة جائزته 30 ألف يورو، للخيول العربية الأصيلة، وتشارك فيه 6 مهرات في سن ثلاث سنوات فقط.
ويمثل خيول ياس المهرة «ألحان»، بإشراف شارل جوردين، وقيادة ماثياس لورين، وشاركت ابنة «أف البحر» في سباقين حلت خلالهما في المركز الثالث في سباق بري محمد أوكيلي، والمركز الأول في سباق بري ماجيك دي بيبول لمسافة 2000 متر بمضمار مونت دو مارسان الفرنسي.
والممثلة الثانية لخيول ياس لإدارة سباقات الخيل هي المهرة «شمّا»، بإشراف دايمين فاتريجانت، وقيادة اورتيز مندزابل، وكانت ابنة «منجز» قد خاضت 3 سباقات، حلت في الأولى في المركز التاسع، ثم المركز الثاني في سباق بري سانت لوران، قبل أن تذهب للفوز بسباق «بري ماجنيسي» لمسافة 2100 متر بمضمار تولوز.
وفي سباق بري دورمان للفئة الثالثة لمسافة 1900 متر، البالغة جائزته 25 ألف يورو، يواجه المهر «مقبول» لياس لإدارة سباقات الخيل، بإشراف توماس دوميللو، وقيادة جوليوم جودجاي، تحديات نخبة من الخيول القوية في سن أربع سنوات، أبرزها «مرعب» لوذنان للسباقات، و«مقاتل الشحانية» للشيخة ياسمين آل ثاني.
وكان «مقبول»، المنحدر من نسل «أف البحر»، قد حصد لقب سباق بري دو لا أفاك لمسافة 1900 متر، بمضمار لاتست دو بوش حين كان ناشئاً في سن ثلاث سنوات، قبل أن يحل في المركز الثاني مرتين في سباقي الفئتين الأولى والثانية.

مقالات مشابهة

  • «اتش آند إم».. علامة شهيرة هدفها الجودة والاستدامة
  • بدء أعمال “القمة العالمية للاستدامة” في دبي
  • بوجاتشار يعود إلى «منصات التتويج»
  • مراكز البيانات بالصين.. سباق رقمي في مواجهة تحديات المناخ
  • خيول «ياس» تخوض تحديات «نيفتا» و«دورمان» بفرنسا
  • بدء أعمال القمة العالمية للاستدامة في دبي
  • يوم الأرض.. الإمارات بوصلة الاستدامة العالمية
  • «نظارة» تُغرم تشيكوني في «دراجات الألب»!
  • منافسة غير مسبوقة بين البشر والروبوتات في الصين
  • نوريس يصف نفسه بـ «الأحمق»!