جنوب السودان يعاني من تصاعد العنف العرقي والتوترات رغم تعهدات السلام
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
كشف تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن جنوب السودان لا يزال يعاني من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، غالبا بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى.
ورغم الوعود المتكررة بتحقيق السلام بعد سنوات من الحرب الأهلية الدامية، تواجه البلاد استمرار النزاعات العنيفة والتوترات العرقية المتصاعدة، مما يعكس فشلا ذريعا في تحقيق الاستقرار والعدالة.
وأكدت رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ياسمين سوكا، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن "الزعماء السياسيين في جنوب السودان يواصلون، بعد سنوات من الاستقلال، تأجيج العنف في جميع أنحاء البلاد، مما يشكل خيانة لشعبهم".
وأشارت إلى أن النخب السياسية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، تلعب دورا مباشرا في إشعال النزاعات من أجل البقاء في السلطة، رغم تورطها في جرائم سابقة.
تصاعد العنف العرقيوأظهر التقرير عن تصاعد أعمال العنف ذات الطابع العرقي في منطقة تامبورا خلال عام 2024، حيث ارتكبت القوات المسلحة والمليشيات جرائم خطيرة، مما أعاد إشعال التوترات التي نشأت عن صراع عام 2021.
وأشار التقرير إلى أن هذه الأعمال العنيفة تمت بتواطؤ من النخب السياسية، التي استغلت الوضع لتعزيز نفوذها.
إعلانكذلك، لفت التقرير الأممي إلى مخاوف حقوقية بشأن قانون "الكتاب الأخضر"، الذي تم اعتماده في ولاية واراب عام 2024. ويسمح هذا القانون بتنفيذ عمليات قتل خارج نطاق القضاء في حالات الاشتباه بغارات الماشية والعنف الطائفي، مما يهدد بشرعنة الإعدامات دون محاكمة عادلة.
ووصفت اللجنة هذا القانون بأنه انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ودعت إلى إلغائه.
من جانبها، قالت سوكا إن استمرار العنف والفساد في جنوب السودان يمثل "خيانة لشعب عانى طويلا من ويلات الحرب. يجب أن تتحمل النخب السياسية المسؤولية وتعمل من أجل تحقيق السلام الحقيقي والتنمية المستدامة".
فساد ماليوسوء الإدارة المالية وغياب الشفافية في إنفاق الموارد العامة كان من أحد المحاور الرئيسية المذكورة في التقرير، ففي سبتمبر/أيلول الماضي، وافق زعماء جنوب السودان على تمديد المرحلة الانتقالية لمدة عامين، متذرعين بقيود مالية.
ومع ذلك، كشف التقرير أن الحكومة حققت إيرادات بلغت 3.5 مليارات دولار بين سبتمبر/أيلول 2022 وأغسطس/آب 2024.
ورغم هذه الإيرادات الضخمة، تعاني المؤسسات الحيوية مثل المحاكم والمدارس والمستشفيات من نقص حاد في التمويل، بينما يُحرم الموظفون المدنيون من رواتبهم.
وأكد كارلوس كاستريسانا فرنانديز، أحد أعضاء اللجنة الأممية، أن تمويل الخدمات الأساسية ومؤسسات سيادة القانون يتطلب القضاء على الفساد، إذ إن "سرقة الثروة الوطنية تحرم المواطنين من العدالة والتعليم والرعاية الصحية".
ويخلص التقرير إلى أن الأوضاع في جنوب السودان ما زالت تتدهور، مع استمرار القادة السياسيين في خيانة ثقة شعبهم عبر إذكاء النزاعات ونهب الثروات.
وأكدت اللجنة أن تحقيق السلام الحقيقي يتطلب جهودا حازمة لمكافحة الفساد وضمان المساءلة، مشددة على أن مستقبل البلاد يعتمد على إرادة المجتمع الدولي في فرض إصلاحات جوهرية وصون حقوق الإنسان.
إعلانودعت اللجنة المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على حكومة جنوب السودان لتحقيق الإصلاحات الضرورية، وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
كما طالبت بوقف تمويل الجهات المتورطة في الفساد والعنف، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة والمساواة لشعب جنوب السودان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
«المجلس الانتقالي» تعلن استعدادها لحماية «حكومة السلام والوحدة»
قيادة حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي، أعلنت استعدادها للتحالف مع أي جهة “إذا كان من أجل وقف الحرب والانتهاكات”.
كمبالا: التغيير
أعلنت قوات حركة/ جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس يحيى، ترحيبها بالتوقيع على ميثاق تحالف السودان التأسيسي بنيروبي “لتكوين حكومة شرعية في السودان مهامها الرئيسية إنهاء الحرب وإحلال السلام المستدام وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والحفاظ على وحدة السودان أرضًا وشعباً”.
وأكدت رئاسة هيئة أركان الحركة في تصريح صحفي، وجود تنسيق واستعداد لبناء قوة موحدة لحماية حكومة السلام المرتقبة والمواطنين.
ووقعت كيانات سياسية ومسلحة- بينها المجلس الانتقالي- بجانب قوات الدعم السريع بالعاصمة الكينية نيروبي في فبراير الماضي، ما سمي ميثاق تحالف السودان التأسيسي الذي يُمهِّد الطريق أمام «حكومة سلام ووحدة» في مناطق سيطرة الدعم السريع.
وبحسب تصريح الحركة، خاطب نائب رئيس هيئة الأركان توجيه، الناطق العسكري باسم قوات الحركة العميد أحمد يحيى جدو القوات، محيياً شهداء الحركة ورئيسها د. الهادىي إدريس على جهده المتواصل للبحث عن تحقيق السلام الشامل وتأسيس السودان الحديث القائم على مبادئ الديمقراطية الفدرالية والعلمانية والوحدة الطوعية في إطار الاعتراف واحترام التنوع والتعدد الفكري والثقافي في البلاد.
وأكد جدو أهمية تكوين جيش وطني مهني وقومي واحد عبر قوات تحالف السودان التأسيسي وشرفاء القوات المسلحة المتحالفة معهم لإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش في السودان.
وأعلن التحالف مع أي جهة إذا كان من أجل وقف الحرب والانتهاكات، وحذر مروجى الإشاعات والفتن في الميديا.
وأكد أن هناك تنسيقاً وعملاً مشتركاً في مقبل الأيام مع كل القوات المنضوية تحت لواء ميثاق التحالف السودان التأسيسي بهدف بناء قوة موحدة لحماية حكومة السلام المرتقبة وحماية المواطنين العزل وفرض سيادة حكم القانون.
وأعلن جدو التزام قوات الحركة وقوات الدعم السريع وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال وقوات تجمع قوى تحرير السودان بحماية حكومة السلام والوحدة من داخل السودان براً وجواً وبحراً.
الوسومأحمد يحيى جدو الحركة الشعبية ـ شمال الدعم السريع السودان القوات المسلحة الهادي إدريس يحيى حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي ميثاق نيروبي