مشير المصري للجزيرة نت: معركتنا التفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
غزة- بين شائعتي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي واعتقله تردد اسمه خلال العدوان على غزة مرارا، لكن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشير المصري أطل -عقب انتهاء الحرب التي استمرت أكثر من عام ونصف- بجسده سليما معافى دون أن يصاب أو يعتقل.
وأجرت الجزيرة نت حوارا مباشرا مع المصري -الذي أسند إشاعة الأخبار المغلوطة عنه وعن قيادات عدة في الحركة- إلى الاحتلال "الذي يسعى من وراء ذلك إلى جمع معلومات أمنية عن الشخصيات المطلوبة لإسرائيل بعد فشلها في الوصول إليهم، حيث تستفيد من التغذية الراجعة من شيوعها، كما أنها تأتي ضمن الحرب النفسية لضرب الروح المعنوية".
وعبر المراسلات المكتوبة كان يطمئن أفراد عائلته عنه ويطمئن عليهم من خلالها، وقد كان هذا الأمر يستغرق أياما في كثير من الأوقات لوصولها، مما يضاعف قلقه عليهم وقلقهم عليه، خاصة في ظل انتشار الشائعات.
ظروف استثنائيةلدى مشير المصري -المكنى بأبي بكر- 8 أبناء (6 فتيان وفتاتان)، وأصبح جَدّا في العدوان، إذ زوّج كبرى بناته وبكر أبنائه قبل بدايتها.
ودمرت الحرب بيته الجديد الذي أقامه في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ولم تمنحه سوى 10 أشهر للعيش فيه، حيث دخله الجنود وفخخوه بعدما نشروا صورا من داخله لأسلحة جمعوها من المواقع العسكرية المحيطة ووضعوا في منتصفها رخصة قيادة خاصة بالمصري، لينسفوا بعد ذلك المنزل كله فيصبح أثرا بعد عين.
إعلانأوجد يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتباكا عند جل الغزيين، ولا سيما عند المطلوبين للاحتلال الذين يعيشون في كل عدوان ظروفا استثنائية يحاولون فيها اتباع خطة للطوارئ معدة مسبقا، فيضطرون خلال دقائق إلى إخلاء المنزل هم وأفراد عائلاتهم والانفصال عنهم، ليلتقي معهم بعد عام ونصف، وهي فترة جاوزت كل التوقعات، كما يقول المصري.
وأضاف "لم يكن أحد يتخيل أن تكون الحرب بهذه الوحشية والدموية أو أن يطول أمدها، وقد كانت أشد مراحلها وطأة على قلبي حين اُجتيح الشمال".
ويكشف المصري للجزيرة نت أنه لم يخرج من بلدة بيت لاهيا إلى مدينة غزة إلا في اليوم الأول لحصار محافظة شمال القطاع، حيث تسلل من بين فكي كماشة، تاركا إخوته وأبناءه الكبار فيه، ليعيش أياما بالغة الصعوبة، خاصة عقب انقطاع الاتصال بهم، ليتبين بعد انسحاب الاحتلال استشهاد 12 فردا من عائلته كان من بينهم أخواه وعائلاتهما، ليصبح له 3 من الإخوة شهداء بعد فقده الأول عام 2004.
المصري والقادةوعدّد المصري أسماء إخوته، والتي وصفها بالعسكرية قائلا "أسماء إخوتي ثورة وتحرير وفلسطين وفارس وخميس ورائد، ومشير، وقد كان والدايّ قاصدين ذلك لإذكاء روح الثورة في نفوس أبنائهما".
وجاء اجتياح شبح المجاعة للشمال في وقت كان فيه المصري ومن معه قد عكفوا على الصيام حيث قضوا نصف الحرب صياما ضمن ما وصفها بالفلسفة التعبدية التي سلكوها منذ بداية العدوان.
لكن ونظرا لظروفهم الأمنية المعقدة ومنع تحركهم فقد كانت المجاعة شديدة الصعوبة عليهم، حيث كانت وجبتهم الوحيدة على مدار اليوم هي الإفطار على شوربة العدس إن توفرت.
وتأثر المصري بشكل شديد باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية بحكم علاقته الوطيدة به، كما أنه كان ملهمه في فترات صعوده وقدوته في علاقاته الاجتماعية المفتوحة، كما تأثر بأسلوبه الخطابي مع الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.
إعلانويذكر لقاءه الأخير مع الشهيد يحيى السنوار قبل أيام من عملية "طوفان الأقصى"، إذ أثنى على تصريحات كان قد أدلى بها المصري، معلقا على ذلك بقوله "سيحدث كل ما قلته يا أبا بكر، بل وأكثر".
أما عن القائد الشهيد محمد الضيف فقال المصري "إن قائدا ملهما بحجمه وتضحياته وعمره التاريخي العسكري ومواكبته كل المحطات التي مرت بها كتائب القسام منذ سلاح الكارلو إلى صاروخ عياش 250 لا تليق به خاتمة سوى الشهادة".
تشدد حركة حماس ضمن ترتيباتها الأمنية مؤخرا على منع تجمّع عدد كبير من القيادات في المكان ذاته، كي لا تدفع ثمنا كبيرا بخسارتهم كما حدث في معركة "سيف القدس" التي استشهد فيها ثلة من خيرة قادة القسام، بحسب المصري.
كما يوطن المستهدفون أنفسهم وعوائلهم على توقع تلقي خبر الاستشهاد في أي لحظة، وهو أقسى ما يمكن أن يدفعه الإنسان في معركة تحرره مع الاحتلال.
ونفى المصري أن تكون إطالة أمد الحرب قرارا إسرائيليا، بل برأيه، فإن القوى الدولية شكلت للاحتلال مظلة آمنة وصمام أمان للمضي فيها، خاصة مع عدم وجود قوة تحركت لردعه أو لكبح جماحه، كما يعزو ذلك إلى الانحياز الأميركي والأوروبي للاحتلال ودعمهما المفتوح له بالسلاح، وما قابل ذلك من حالة الخذلان العربي والإسلامي.
وقال إن أكبر تحدٍ يواجه حركة حماس اليوم هو المضي في اتفاق وقف إطلاق النار، وتابع" نخوض معركة تفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء، لكننا في الوقت نفسه نديرها بكل حكمة واقتدار أمام وجود ورقة الأسرى القوية في يدنا"، مؤكدا رفض الحركة السماح للاحتلال بالمضي في سياسة المماطلة دون أن يدفع ثمن ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مشیر المصری حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
هايمان: ثلاثة خيارات “لتحقيق أهداف الحرب” وأسهلها أصعبها
#سواليف
قال تامير #هايمان، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية ومدير “مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي”، إن أمام إسرائيل ثلاثة #مسارات #استراتيجية محتملة لتحقيق #أهداف #الحرب في قطاع #غزة، وهي: احتلال القطاع وفرض نظام عسكري، فرض #حصار على القطاع مع إضعاف #حماس وتهديدها، أو الاتفاق على مناقشة الاقتراح العربي لإعادة إعمار القطاع وتثبيت الوضع فيه عبر حكومة بديلة.
وأشار هايمان إلى أن الخيار الدبلوماسي، أي مناقشة الاقتراح العربي، هو المسار الوحيد القادر على تحقيق الأهداف بأقل تكلفة نسبية، لكنه لم يُناقش داخل الحكومة الإسرائيلية، لأنه لا يشتمل على شرط نزع #القدرات_العسكرية من #حماس، مضيفًا، إلى أن استبعاد المسار الدبلوماسي يترك #دولة_الاحتلال أمام الخيارات العسكرية فقط.
ومع ذلك، فإن الرؤية الاستراتيجية التي توجه هذا المسار غير واضحة، ومن المرجح أن تستمر حماس في #احتجاز_الأسرى، سواء لأسباب تكتيكية أو بسبب عدم معرفة أماكن دفنهم.
مقالات ذات صلة العطش يفتك بسكان غزة 2025/04/05وأشار إلى أن القضاء على حماس من خلال عملية عسكرية أمر غير ممكن بسبب جذور الحركة الفكرية، التي لم تختفِ في أماكن أخرى رغم الضغوط العسكرية. لذلك، فإن دولة الاحتلال تدرك أن بقاء عناصر من حماس في القطاع أمر شبه حتمي.
وتطرّق هايمان إلى فكرة “الهجرة الطوعية” لسكان القطاع، وقال إنه حتى لو غادر نصف مليون شخص، فإن ذلك لا يحل جذريًا أزمات غزة، بل يؤجلها فقط، مما يعيد طرح السؤال المركزي: ما الخطة طويلة الأمد للقطاع؟
وشرح هايمان البدائل الثلاثة الممكنة:
أولاً: احتلال قطاع غزة وإقامة إدارة عسكرية:
رأى أن هذا المسار يتيح تحقيق أهداف الحرب بشكل مباشر، من خلال استبدال حماس بحكومة عسكرية إسرائيلية، وإدارة المساعدات عبر الجيش، ما يقطع الطريق على سيطرة حماس. كما أن التواجد الميداني يعزز جمع المعلومات الاستخباراتية. لكن هذا المسار يفتقر إلى الشرعية الدولية، ويتطلب تكاليف اقتصادية وبشرية كبيرة، ويؤثر على الجبهة الداخلية والاقتصاد، ويهدد بتصاعد موجات ضد أهداف إسرائيلية عالمية عالميًا.
ثانيًا: فرض #حصار مع بقاء #حماس ضعيفة:
قال إن هذا المسار يستهدف تعميق أزمة حماس وخلق فجوة بينها وبين الفلسطينيين. لكنه قد يُعتبر انتصارًا رمزيًا للحركة، التي اعتادت التعامل مع الحصار، كما أن الحصار قد يجلب ضغوطًا دولية على دولة الاحتلال ويؤثر سلبًا على صورتها في حال فشل تحقيق الأهداف.
ثالثًا: تشكيل حكومة مدنية بديلة مع بقاء حماس:
أشار إلى أن هذا المسار يحمل ميزات اقتصادية لكنه يحمل مخاطر أمنية، حيث قد تعود حماس للسيطرة لاحقًا.