رمضانُ الحادي عشر في اليمن… أسواقٌ تفيضُ بالخيرات وبيوتٌ تعاني مرارة الجوع!
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
يحلُ رمضان الحادي عشر على اليمنيين هذا العام في ظل ظروف معيشية قاسية، زادها ضنكًا الانهيار الحاصل في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية والتدهور الاقتصادي غير المسبوق.
وما بين أسواقٍ تفيض بالخيرات وبضاعةٍ مكدسة في المحال التجارية، وبين بيوتٍ يشكو أصحابها من مرارة الفقر والحرامان.
*تراجع كبير في القدرة الشرائية*
ويشهد الإقبال على شراء المواد الغذائية تراجعًا ملحوظًا في القدرة الشرائية للمواطنين، فبينما ظل عدد الزبائن ثابتًا نسبيًا، فقد انخفضت قيمة مشترياتهم بشكل كبير؛ إذ لم يعد بإمكان أرباب الأسر شراء الأصناف المتنوعة التي اعتاد عليها، واقتصرت مشترياتهم فقط على الضروريات الأساسية وبكميات محدودة.
مواطنون يشكون من عدم مقدرتهم على شراء أساسيات المطبخ الرمضاني، وتجارٌ يشعرون بالإحباط نتيجة قلة الإقبال عليهم، هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ونتيجة كثرة الديون من قبل الزبائن.
بهذا الشأن يقول المواطن أبو محمد” اسم مستعار” لم استعد لرمضان بشراء حاجيات المطبخ هذا العام على الإطلاق، يوم أمس فقط بعد العصر قمت بشراء القليل من الحليب الدقيق من أجل تحضير الشفوت فيه أما الزبادي فقد قررنا مقاطعته بعد ارتفاع سعره بهذا الشكل، وكيلو من السكر ولتر واحد من الزيت من أجل تحضير الخبز والشاي”.
وأضاف أبو محمد لـ” يمن مونيتور” ذهبتْ ويبدو أنها لن تعود، تلك الأيام التي كنا نملئ فيها بيوتنا من كل أصناف المواد الغذائية قبل رمضان بأكثر من أسبوع، أما في سنوات الحرب فقد أصبح قدوم رمضان يشكل عائقا كبيرا لنا يجعلنا ننسى رواحانية هذا الشهر الفضيل ونبقى في قلق كيف لنا أن نوفر مصاريف هذا الشهر”.
وأردف” هذا العام جاءنا رمضان ونحن غير مستعدين له على الإطلاق، حالاتنا النفسية سيئة للغاية، وحالتنا المادية أسوأ من مجرد وصفها، نحن سعدنا بقدوم هذا الشهر الفضيل فقط تعظيمًا لشعائر الله وأما غير ذلك فنحن في حالة من النكد المعيشي”.
وتابع”عندما أرى الأسواق وهي مكتظة بكل أصناف الطعام وحاجيات المطبخ الرمضاني اسأل نفسي من يا ترى سيشتري كل هذا؟ من الذي يقدر اليوم على شراء كل هذه الأصناف حتى وإن كان بكميات قليلة؟، اليوم نحن فقط نعيش على القليل من الشفوت والقليل من الخبز، والسعيد منا من زاد صنفا آخرًا على هذين الصنفين”.
وواصل” لست وحدي من يعيش هذه الظروف القاسية، فهناك من لم يجد قوت يومه وفي الوقت نفسه يصومون ويجاهدون في صيامهم من أجل نيل رضا الله”.
واختتم” أرسل رسالتي لكل مسؤول في الدولة، لكل من تسبب في هذا الغلاء المعيشي.. نحن في شهر صيام ولن ننساكم من دعواتنا واعلموا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب”.
*غلاء معيشي يفقد الناس لذة رمضان*
في السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي، مروان الشرعبي” جاء رمضان هذا العام على اليمنيين وهم في ظروف اقتصادية هي الأسوأ في حياتهم وهي الأسوأ منذ أكثر من عقد من الزمن؛ نتيجة تزايد معاناة شعبٍ اليوم يفتقد لذة رمضان وروحانيته بسبب ظروفه المعيشية وخلو بيته من أسياسيات رمضان”.
وأضاف الشرعبي لـ” يمن مونيتور” من جهة أخرى الأسواق تتكدّس فيها البضائع من قبل التجار الذين يأملون في المزيد من الربح فيتفاجأون بقلة الإقبال عليهم بسبب ارتفاع أسعارها الذي حال بينهم وبينها”.
وأردف” غلاء الأسعار هذا العام جعل من الصعب على غالبية الأسر شراء التمر الذي يعد من أولويات شهر رمضان، وهذه الحياة الصعبة اليوم تكاد تخنق الجميع لا سيما في الأماكن التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية دون أن تجد من يضبط التجار وتلاعبهم في البيع والشراء، فاليوم أصبح المواطن محاربًا حتى من الحكومة واللصوص الذين يأكلون حقوقه دون أن تجد من يردعها”.
وتابع” من الطبيعي أن لا يُقبل الناس على شراء البضائع من الأسواق كما كانوا في السابق فالوضع الاقتصادي اليوم أصبح مزريا حتى الذين كانوا ميسوري الحال أصبحوا في حالة من الفقر وما أصعب الفقر بعد يسر الحال”.
وواصل” جاء رمضان الحادي عشر على اليمنيين في ظل انقطاع الرواتب، وغياب فرص العمل، وانعدام الاستقرار المعيشي والأمن الغذائي، وفي ظل حالة من الفقد والحرمان المرير”.
*ديون متراكمة*
بدوره يقول محمد الإسلامي صاحب محل بهارات في مديرية صالة محافظة تعز”في شهر رمضان، زاد الإقبال على شراء المواد الغذائية، لكن العديد من الزبائن لم يتمكنوا من دفع ثمن مشترياتهم بالكامل، الأمر الذي اضطرنا إلى تلبية احتياجاتهم بالدين، على أمل السداد قريبًا بحسب وعود بعضهم”.
وأضاف” البيع بالدين يلحق بنا أضرارًا كبيرة، خاصة مع استمرار تدهور قيمة العملة المحلية؛ فأسعار البضائع ترتفع باستمرار، وعندما يأتي الزبون لسداد الدين بعد فترة، يكون سعر البضاعة قد زاد بشكل كبير، مما يقلل من نسبة الربح لدينا أو يوصلنا إلى الخسارة”.
وتابع” أغلب الإقبال هذا العام على الأساسيات التي لا غنى عنها على الإطلاق كالدقيق والزيت والأرز ذي النوعية العادية، بالإضافة إلى السكر والملح والعدس، وأما الأمور الأخرى رغم توفرها في المحل إلا أن الالتفات إليها يكون شبه نادر كالعصائر السائلة والمجففة والشوفان وغيره”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأزمة الجوع اليمن رمضان هذا العام على شراء
إقرأ أيضاً:
عيد ماليزيا.. ذكر ومسامحة وبيوت مفتوحة وغزة لا تغيب
ما إن أعلن حامل الأختام الملكية في ماليزيا دانيال سيد أحمد ثبوت رؤية هلال شهر شوال مساء أمس الأحد حتى صدحت المساجد بالتكبير والتهليل، وأطلقت المفرقعات والألعاب النارية، في أجواء احتفالية بهيجة استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل.
ومع ساعات الفجر الأولى يتوافد الماليزيون عائلات وأفرادا إلى المساجد ليشهدوا صلاة الفجر، بينما يتجهز قبلهم المعتكفون ليؤدوا الفريضة، وبعدها تنطلق حناجر الجميع بالتكبير والحمد والتهليل، منتظرين صلاة العيد.
حرصت على الوصول مبكرا إلى مسجد "ولاية" أكبر مساجد العاصمة كوالالمبور، لنقل بعض مشاهد العيد وصلاته في هذا البلد ذي الغالبية المسلمة.
أول ما يلفت الانتباه هو مشاركة الجميع في صلاة العيد كبارا وصغارا نساء ورجالا، حضروا وقد ارتدوا الملابس التقليدية "باجو ملايو" و"باجو كورنغ" المزركشة بأنواعها، ويحرص أفراد العائلة جميعا على توحيد لباسهم، في ما يبدو علامة على التميز والتفرد، وفي الوقت نفسه دليلا على التوافق بين أفراد العائلة الواحدة.
لتكبيرات العيد في ماليزيا خصوصا وفي البلاد الإسلامية في جنوب شرق آسيا عموما لحنها الخاص المميز في هدوئه والممزوج بنفحة رقيقة تلامس الروح، ولعل الفيديو أدناه ينجح في نقل الصوت والصورة والإحساس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2على طريقة الجدات.. نصائح لصنع كعك منزلي بمذاق رائعlist 2 of 2ما الذي عليك معرفته عن الزكاة؟ الإجابة في 7 أسئلة شائعةend of list إعلان
وصادف حضور ملك البلاد السلطان إبراهيم بن إسكندر ورئيس الوزراء أنور إبراهيم إلى المسجد نفسه، ومشاركتهم المواطنين صلاة العيد، وهو تأكيد لتقليد متبع للملك وسلاطين الولايات وحكامها.
بعد الصلاة عمّ السكون المسجد، وطافت العيون تتابع الإمام وهو يتوجه بخطوات ثابتة إلى المنبر، بعد الحمد والصلاة على النبي ذكّر الحاضرين مباشرة بجرح الأمة الغائر في غزة، وحث المصلين على التضامن مع إخوانهم هناك.
ودعا لأهل القطاع المظلوم المحاصر بالنصر والتمكين وعلى عدوهم بالتتبير والتدمير، ولعمري يسجل له هذا الموقف، خصوصا مع حضور الملك ورئيس الوزراء وجمع من المسؤولين، وفي الخطبة الثانية عاد للدعاء للمكلومين هناك.
بعد الصلاة، أخذت فرقة المؤذنين مكانها جانب المنبر وبدأت بترديد الصلاة على النبي، بينما حرص المصلون على مصافحة بعضهم بعضا، وهم يطلبون المغفرة والصفح بقولهم "سلامات هاري رايا.. معاف ظاهر دان باطن" وتعني العفو والصفح ظاهرا وباطنا، تعبيرا عن المسامحة والمحبة.
ولم يغب المغتربون من العرب وغيرهم من المسلمين عن المشهد، فقد كان لهم حضورهم اللافت، في البلد الذي يستقبل عشرات آلاف المقيمين منهم، وملايين السياح كل عام.
كانت التحضيرات لاستقبال العيد في ماليزيا قد بدأت منذ منتصف شهر رمضان، إذ تزينت البيوت والشوارع بالفوانيس واللافتات التي كتب عليها باللغة المحلية "سلامات هاري رايا عيد الفطر"، وتعني "عيد فطر سعيد ومبارك".
يحرص الماليزيون على تبديل أثاث بيوتهم أو شراء المزيد منه قبل عيد الفطر، وتشترى هدايا العيد للأقارب والأصدقاء، وهي عبارة عن سلة تقليدية تلف بطريقة جميلة وتحتوي على حلويات وعصائر وعسل وأحيانا فاكهة.
ويفضل سكان المدن قضاء العيد مع عائلاتهم في القرى، وفي العادة تبدأ رحلة زيارة القرى ويطلق عليها "الكامبونغ" في الأيام الأخيرة من شهر الصيام، وغالبا ما تكون بعد اعتكاف ليلة 27 من رمضان.
إعلانوتعد زيارة الوالدين والأهالي في القرى من أهم الشعائر التي تؤدى في العيد، كما يقومون بزيارة قبور العائلة بعد صلاة العيد بعد أن يكونوا قد نظفوها في أول أيام رمضان.
تقوم النساء بتحضير وليمة العيد "البيستا" وتعني حفلة الطعام (الوليمة)، ويحرص الماليزيون على تقديم أطباقهم التقليدية في العيد، مثل "الليمانغ" و"الريندنغ" بالإضافة إلى الحلوى التقليدية كالسابلي بالأناناس والموز المجفف المقلي والعصائر.
كانت العادة عند الماليزيين قديما أن تبقى أبواب المنازل مشرعة لاستقبال الضيوف المهنئين بالعيد على مدار 7 أیام، وهي عادة ماليزية أصيلة تسمى باللغة الملاوية "روما تربوكا"، وتعد من أبرز التقاليد المتبعة في ماليزيا خلال عيد الفطر.
والآن ومع اتساع شبكة العلاقات الاجتماعية، امتدت الأيام السبعة على مدار شهر شوال كاملا، ويتم خلاله الترتيب بين الأقارب ليحجز كل منهم موعدا للبيت المفتوح لاستقبال ضيوفه.
وفي القرى والأرياف وحتى في المدن في بعض الأحيان، يتم الإعلان عن البيت المفتوح بالوسائل المتاحة في كل عصر، وهذا التقليد يظهر مقدار التسامح الديني والعرقي، حيث لا يقتصر الاستقبال على الأهل والأصدقاء فقط، بل يشمل كل أطياف المجتمع من هندوس وبوذيين وغيرهم، كما تستقبل البيوت أي شخص يرغب بالزيارة حتى لو لم تربطه أي علاقة بصاحب المنزل.
يقوم صاحب البيت بتقديم الضيافة على أكمل وجه، ويفتخر الماليزيون بأن عادة البيوت المفتوحة انتقلت إلى غير المسلمين فأصبحوا يحتفلون بالطريقة نفسها.
وعلى المستوى الرسمي يقيم كل من الملك ورئيس الوزراء والوزارات بيوتا مفتوحة، وأهمها يعود لرئيس الوزراء الذي يستقبل في بيته الرسمي الدبلوماسيين والسياسيين وعامة الناس.
إعلان
وتقيم معظم المؤسسات والمدارس بيوتا مفتوحة لاستقبال الموظفين والطلاب والأهالي، وخلال الزيارات يقدم الطعام وتقام الأنشطة الترفيهية والاستعراضات.
وخلال الزيارات، يقوم الكبار بتوزيع العيدية التي تعرف باسم "دوت رايا" على الأطفال، وهي ظروف كُتب عليها عبارة "هاري رايا" (وهي عبارة التهنئة في ماليزيا بعيد الفطر أي عيد مبارك) وتكون ملونة ومزركشة، وتوضع داخلها النقود.