يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

يحلُ رمضان الحادي عشر على اليمنيين هذا العام في ظل ظروف معيشية قاسية، زادها ضنكًا الانهيار الحاصل في سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية والتدهور الاقتصادي غير المسبوق.

وما بين أسواقٍ تفيض بالخيرات وبضاعةٍ مكدسة في المحال التجارية، وبين بيوتٍ يشكو أصحابها من مرارة الفقر والحرامان.

. تتجلى الصورة القاتمة للوضع المعيشي المرير الذي يكابده اليمنيون هذا العام بالتحديد.

*تراجع كبير في القدرة الشرائية*

ويشهد الإقبال على شراء المواد الغذائية تراجعًا ملحوظًا في القدرة الشرائية للمواطنين، فبينما ظل عدد الزبائن ثابتًا نسبيًا، فقد انخفضت قيمة مشترياتهم بشكل كبير؛ إذ لم يعد بإمكان أرباب الأسر شراء الأصناف المتنوعة التي اعتاد عليها، واقتصرت مشترياتهم فقط على الضروريات الأساسية وبكميات محدودة.

مواطنون يشكون من عدم مقدرتهم على شراء أساسيات المطبخ الرمضاني، وتجارٌ يشعرون بالإحباط نتيجة قلة الإقبال عليهم، هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، ونتيجة كثرة الديون من قبل الزبائن.

بهذا الشأن يقول المواطن أبو محمد” اسم مستعار” لم استعد لرمضان بشراء حاجيات المطبخ هذا العام على الإطلاق، يوم أمس فقط بعد العصر قمت بشراء القليل من الحليب الدقيق من أجل تحضير الشفوت فيه أما الزبادي فقد قررنا مقاطعته بعد ارتفاع سعره بهذا الشكل، وكيلو من السكر ولتر واحد من الزيت من أجل تحضير الخبز والشاي”.

وأضاف أبو محمد لـ” يمن مونيتور” ذهبتْ ويبدو أنها لن تعود، تلك الأيام التي كنا نملئ فيها بيوتنا من كل أصناف المواد الغذائية قبل رمضان بأكثر من أسبوع، أما في سنوات الحرب فقد أصبح قدوم رمضان يشكل عائقا كبيرا لنا يجعلنا ننسى رواحانية هذا الشهر الفضيل ونبقى في قلق كيف لنا أن نوفر مصاريف هذا الشهر”.

وأردف” هذا العام جاءنا رمضان ونحن غير مستعدين له على الإطلاق، حالاتنا النفسية سيئة للغاية، وحالتنا المادية أسوأ من مجرد وصفها، نحن سعدنا بقدوم هذا الشهر الفضيل فقط تعظيمًا لشعائر الله وأما غير ذلك فنحن في حالة من النكد المعيشي”.

وتابع”عندما أرى الأسواق وهي مكتظة بكل أصناف الطعام وحاجيات المطبخ الرمضاني اسأل نفسي من يا ترى سيشتري كل هذا؟ من الذي يقدر اليوم على شراء كل هذه الأصناف حتى وإن كان بكميات قليلة؟، اليوم نحن فقط نعيش على القليل من الشفوت والقليل من الخبز، والسعيد منا من زاد صنفا آخرًا على هذين الصنفين”.

وواصل” لست وحدي من يعيش هذه الظروف القاسية، فهناك من لم يجد قوت يومه وفي الوقت نفسه يصومون ويجاهدون في صيامهم من أجل نيل رضا الله”.

واختتم” أرسل رسالتي لكل مسؤول في الدولة، لكل من تسبب في هذا الغلاء المعيشي.. نحن في شهر صيام ولن ننساكم من دعواتنا واعلموا أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب”.

*غلاء معيشي يفقد الناس لذة رمضان*

في السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي، مروان الشرعبي” جاء رمضان هذا العام على اليمنيين وهم في ظروف اقتصادية هي الأسوأ في حياتهم وهي الأسوأ منذ أكثر من عقد من الزمن؛ نتيجة تزايد معاناة شعبٍ اليوم يفتقد لذة رمضان وروحانيته بسبب ظروفه المعيشية وخلو بيته من أسياسيات رمضان”.

وأضاف الشرعبي لـ” يمن مونيتور” من جهة أخرى الأسواق تتكدّس فيها البضائع من قبل التجار الذين يأملون في المزيد من الربح فيتفاجأون بقلة الإقبال عليهم بسبب ارتفاع أسعارها الذي حال بينهم وبينها”.

وأردف” غلاء الأسعار هذا العام جعل من الصعب على غالبية الأسر شراء التمر الذي يعد من أولويات شهر رمضان، وهذه الحياة الصعبة اليوم تكاد تخنق الجميع لا سيما في الأماكن التي تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية دون أن تجد من يضبط التجار وتلاعبهم في البيع والشراء، فاليوم أصبح المواطن محاربًا حتى من الحكومة واللصوص الذين يأكلون حقوقه دون أن تجد من يردعها”.

وتابع” من الطبيعي أن لا يُقبل الناس على شراء البضائع من الأسواق كما كانوا في السابق فالوضع الاقتصادي اليوم أصبح مزريا حتى الذين كانوا ميسوري الحال أصبحوا في حالة من الفقر وما أصعب الفقر بعد يسر الحال”.

وواصل” جاء رمضان الحادي عشر على اليمنيين في ظل انقطاع الرواتب، وغياب فرص العمل، وانعدام الاستقرار المعيشي والأمن الغذائي، وفي ظل حالة من الفقد والحرمان المرير”.

*ديون متراكمة*

بدوره يقول محمد الإسلامي صاحب محل بهارات في مديرية صالة محافظة تعز”في شهر رمضان، زاد الإقبال على شراء المواد الغذائية، لكن العديد من الزبائن لم يتمكنوا من دفع ثمن مشترياتهم بالكامل، الأمر الذي اضطرنا إلى تلبية احتياجاتهم بالدين، على أمل السداد قريبًا بحسب وعود بعضهم”.

وأضاف” البيع بالدين يلحق بنا أضرارًا كبيرة، خاصة مع استمرار تدهور قيمة العملة المحلية؛ فأسعار البضائع ترتفع باستمرار، وعندما يأتي الزبون لسداد الدين بعد فترة، يكون سعر البضاعة قد زاد بشكل كبير، مما يقلل من نسبة الربح لدينا أو يوصلنا إلى الخسارة”.

وتابع” أغلب الإقبال هذا العام على الأساسيات التي لا غنى عنها على الإطلاق كالدقيق والزيت والأرز ذي النوعية العادية، بالإضافة إلى السكر والملح والعدس، وأما الأمور الأخرى رغم توفرها في المحل إلا أن الالتفات إليها يكون شبه نادر كالعصائر السائلة والمجففة والشوفان وغيره”.

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأزمة الجوع اليمن رمضان هذا العام على شراء

إقرأ أيضاً:

لأول مرة منذ عام 2015… إيطاليا تدخل قائمة أكبر 3 شركاء تجاريين لروسيا في أوروبا

إيطاليا – تشير البيانات الإحصائية إلى أن بيلاروس وألمانيا كانتا الشريكين التجاريين الرئيسيين لروسيا في أوروبا عام 2024، بينما أصبحت إيطاليا لأول مرة منذ عام 2015 ثالث أكبر شريك تجاري لها.

وأصبحت بيلاروس الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في أوروبا للسنة الثانية على التوالي: حيث ارتفع حجم التبادل التجاري معها بنسبة 7.4% ليصل إلى رقم قياسي بلغ 57.6 مليار دولار. واحتلت ألمانيا المرتبة الثانية، حيث انخفض حجم التجارة معها على مدار العام بنحو 22% لتصل إلى 9.5 مليار دولار.

أما إيطاليا، فعلى الرغم من انخفاض حجم التبادل التجاري معها بنسبة 10% إلى 8.4 مليار دولار، فقد أصبحت ثالث أكبر شريك تجاري لروسيا في أوروبا العام الماضي، على الرغم من أن هذا لم يحدث منذ عام 2015.

وجاءت فرنسا في المرتبة الرابعة، حيث عززت شركاتها العلاقات التجارية مع المنظمات الروسية بنسبة 9% ليصل حجم التبادل التجاري إلى 6.4 مليار دولار. واحتفظت هنغاريا بالمرتبة الخامسة، على الرغم من انخفاض حجم التبادل التجاري الروسي الهنغاري العام الماضي بنسبة 16% ليصل إلى 6.2 مليار دولار.

أما هولندا التي كانت قبل عام تحتل المرتبة الثالثة من حيث حجم التجارة الروسية مع الدول الأوروبية، فقد تراجعت الآن إلى المرتبة السادسة، بسبب انخفاض حجم التبادل التجاري بنسبة 38% ليصل إلى 6.1 مليار دولار. كما تضم القائمة أيضا بلجيكا (5.1 مليار دولار) وبولندا (4.7 مليار) وسلوفاكيا (4 مليارات) وإسبانيا (3.5 مليار).

وكانت سويسرا (3.3 مليار دولار) وصربيا (2.4 مليار دولار) من الشركاء التجاريين الأوروبيين الرئيسيين لروسيا خارج الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى بيلاروس. ومع ذلك، انخفض حجم التجارة مع كليهما العام الماضي إلى النصف بالنسبة لسويسرا وبنسبة 20% بالنسبة لصربيا.

بشكل عام، بلغ حجم التبادل التجاري لروسيا مع الدول الأوروبية 139.4 مليار دولار. وفي الوقت نفسه، وفقا لمعلومات من دائرة الجمارك الفيدرالية الروسية، بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وأوروبا عام 2024 حوالي 141.5 مليار دولار. وقد يكون الاختلاف ناتجا عن الاختلافات في منهجية حساب تدفقات السلع بين الدول الأوروبية وروسيا.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • افتتاح “أسواق الخير” في اللاذقية… تخفيضات و أسعار تنافسية طيلة ‏شهر رمضان
  • أجواء أسواق مدينة حلب في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك
  • لأول مرة منذ عام 2015… إيطاليا تدخل قائمة أكبر 3 شركاء تجاريين لروسيا في أوروبا
  • استمرار عمل أسواق اليوم الواحد في الدقهلية خلال شهر رمضان
  • تحذير أممي: خطر الجوع يهدد اليمن بشكل غير مسبوق!
  • «الأغذية العالمي»: نصف السودانيين يعانون الجوع الحاد… لا سبيل لمواجهة المجاعة سوى توقف القتال
  • ازدحام في أسواق القاهرة مع حلول رمضان: إقبال على المواد الغذائية والزينة وسط شكاوى من ارتفاع الأسعار
  • ازدحام في الأسواق وطلب متزايد على المنتجات… السوريون يستعيدون أجواء رمضان المميزة
  • برلمانية: حزمة الحماية الاجتماعية تحسن معيشة الفئات التي تعاني من صعوبات اقتصادية