أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداده لبدء مناقشات حول تعزيز الردع النووي الأوروبي، وذلك ردا على التهديدات التي تشكلها روسيا في ظل التطورات الجيوسياسية الأخيرة.

وجاءت تصريحات ماكرون بعد طلب من فريدريش ميرتس، المرشح المحتمل لمنصب المستشار الألماني، بفتح حوار حول مشاركة الأسلحة النووية الفرنسية والبريطانية في حماية أوروبا.

وفي حديثه لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أكد ماكرون أن أوروبا بحاجة إلى مزيد من الاستقلالية في مجال الدفاع، وأن مناقشة إستراتيجية الردع النووي يجب أن تكون "مفتوحة" و"شاملة". وأضاف أن هذه المناقشة ستتضمن جوانب حساسة وسرية، لكنه مستعد لبدئها.

وتأتي تصريحاته في أعقاب تقارير أشارت إلى أن فرنسا قد تكون مستعدة لاستخدام ترسانتها النووية لدعم حماية أوروبا، خاصة في ظل الشكوك التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وترك ترامب، الذي أشار مرارا إلى إمكانية انسحاب واشنطن من الحلف، أوروبا في حالة من عدم اليقين بشأن ضماناتها الأمنية.

ردود الفعل الدولية

علق مايكل ويت، أستاذ الأعمال الدولية والإستراتيجية في كلية كينغز لندن، على الموقف قائلا إن عرض فرنسا لتمديد مظلتها النووية إلى ألمانيا وبقية أوروبا يمكن أن يكون الحل الأكثر قابلية للتطبيق في ظل انسحاب الولايات المتحدة من التزاماتها الأمنية.

إعلان

وأضاف ويت أن أوروبا بحاجة إلى تعزيز إنتاجها المحلي للطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، لتقليل اعتمادها على مصادر خارجية وتعزيز أمنها القومي.

من جهة أخرى، دعا بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، إلى منح أوكرانيا سلاحا نوويا لمواجهة التهديدات الروسية، واصفا ذلك بأنه "حالة أخلاقية" في ظل التصعيد المستمر من جانب موسكو.

ما الذي يعنيه هذا لأوروبا؟

رغم استعداد ماكرون لفتح النقاش، فإن التحديات لا تزال قائمة. ووفقا لمصادر دبلوماسية ألمانية، لم تبدأ المحادثات الرسمية بعد، خاصة مع استمرار المناقشات حول تشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا بعد الانتخابات الأخيرة.

كما أن أي نقاش حول الردع النووي الأوروبي سيحتاج إلى موافقة المملكة المتحدة، التي تمتلك أيضا ترسانة نووية. ومن غير الواضح ما إذا كانت لندن ستشارك في هذه الإستراتيجية أم ستظل متمسكة بتحالفها الأمني التقليدي مع الولايات المتحدة.

وتعكس تصريحات ماكرون تحولا جوهريا في التفكير الإستراتيجي الأوروبي، ففي ظل التهديدات الروسية المتزايدة وتراجع الضمانات الأمنية الأميركية، أصبحت أوروبا مضطرة إلى إعادة تقييم اعتمادها على الولايات المتحدة في مجال الدفاع.

وإذا نجحت أوروبا في بناء إستراتيجية ردع نووي مشتركة، فقد يمثل ذلك خطوة كبيرة نحو تعزيز استقلاليتها الأمنية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب تجاوز الخلافات الداخلية وبناء إجماع بين الدول الأوروبية حول مستقبل الدفاع القاري.

وقال الرئيس الفرنسي "إذا كان الزملاء يريدون التحرك نحو مزيد من الاستقلالية وقدرات الردع، فإننا سنضطر لفتح هذه المناقشة الإستراتيجية العميقة جدا. لديها مكونات حساسة جدًا وسرية للغاية، ولكنني متاح لفتح هذه المناقشة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة الردع النووی

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يدعو إلى منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا

أعرب الملياردير الأميركي إيلون ماسك عن أمله في التوصل إلى اتفاق يضمن رسومًا جمركية صفرية بين الولايات المتحدة وأوروبا، بما يمهّد الطريق نحو منطقة تجارة حرة بين الجانبين، وذلك في تصريحات جاءت بعد أيام من فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على واردات من الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%.

وقال ماسك خلال مداخلة عبر رابط فيديو في مؤتمر لحزب الرابطة اليميني الحاكم في إيطاليا "في نهاية المطاف، آمل أن يتم الاتفاق على ضرورة أن تتحرك أوروبا وأميركا بشكل مثالي نحو رسوم جمركية صفرية، مما يؤدي فعليا إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا الشمالية".

وخلال جلسة الأسئلة في المؤتمر، التي أدارها زعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني، أعرب ماسك عن رغبته في أن يصاحب اتفاق التجارة الحرة توسيع في حرية التنقل بين أوروبا وأميركا الشمالية، وقال "إذا كان الناس يرغبون في العمل في أوروبا أو في أميركا الشمالية، فيجب السماح لهم بذلك من وجهة نظري… وبالتأكيد أنصح الرئيس الأميركي بهذا التوجه".

ماسك أعرب عن رغبته في أن يصاحب اتفاق التجارة الحرة توسيع في حرية التنقل بين أوروبا وأميركا الشمالية (الفرنسية)

كما أكد ماسك في تصريحاته دعمه لحزب الرابطة بزعامة سالفيني، ولرئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية جورجا ميلوني وحزبها (إخوة إيطاليا)، مشيدًا بتوجهاتهم الاقتصادية والاجتماعية.

وكان ترامب قد أعلن يوم الأربعاء الماضي 2 أبريل/نيسان عن حزمة رسوم جمركية جديدة تشمل إيطاليا وعددًا من دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 20%، ضمن سياسة تهدف إلى تقليص الفوائض التجارية الأوروبية مع الولايات المتحدة، بحسب ما نقلته بلومبيرغ.

وتتمتع إيطاليا، وفق تقارير رسمية أميركية، بفائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة، جعلها ضمن قائمة الدول المستهدفة بالرسوم، إلى جانب ألمانيا وفرنسا وهولندا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • استراتيجية الردع والمواجهة.. “بوليتيكو”: الاتحاد الأوروبي يستعد للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية
  • إيلون ماسك يدعو إلى منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا
  • إيلون ماسك يدعو إلى منطقة تجارة حرة بين أمريكا وأوروبا.. ويعتزل سياسات ترامب التجارية
  • نائب يدعو الرئاسة البرلمانية لمناقشة مطالب الهيئات التعليمية في البلاد
  • إيران تبدي استعداداً للمفاوضات مع أمريكا.. ونائب يدعو لامتلاك «قدرات الردع النووي»
  • أخبار العالم | الحوثيون يعلنون استهداف حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر .. واحتجاجات ضد ترامب وإيلون ماسك تجتاح الولايات المتحدة وأوروبا.. وإسرائيل تمنع دخول نائبتين بريطانيتين لهذا السبب
  • ماسك يريد إلغاء الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا
  • ماسك يدعو لـ"منطقة تجارة حرة" بين أمريكا وأوروبا
  • هل اتخذ الاتحاد الأوروبي قراره بالفعل بشأن تركيا؟
  • ما هو سلاح الردع الذي يُمكن لأوروبا استخدامه في مواجهة رسوم ترامب؟