ماكرون يدعو لمناقشة الردع النووي الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداده لبدء مناقشات حول تعزيز الردع النووي الأوروبي، وذلك ردا على التهديدات التي تشكلها روسيا في ظل التطورات الجيوسياسية الأخيرة.
وجاءت تصريحات ماكرون بعد طلب من فريدريش ميرتس، المرشح المحتمل لمنصب المستشار الألماني، بفتح حوار حول مشاركة الأسلحة النووية الفرنسية والبريطانية في حماية أوروبا.
وفي حديثه لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أكد ماكرون أن أوروبا بحاجة إلى مزيد من الاستقلالية في مجال الدفاع، وأن مناقشة إستراتيجية الردع النووي يجب أن تكون "مفتوحة" و"شاملة". وأضاف أن هذه المناقشة ستتضمن جوانب حساسة وسرية، لكنه مستعد لبدئها.
وتأتي تصريحاته في أعقاب تقارير أشارت إلى أن فرنسا قد تكون مستعدة لاستخدام ترسانتها النووية لدعم حماية أوروبا، خاصة في ظل الشكوك التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول التزام الولايات المتحدة بحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وترك ترامب، الذي أشار مرارا إلى إمكانية انسحاب واشنطن من الحلف، أوروبا في حالة من عدم اليقين بشأن ضماناتها الأمنية.
ردود الفعل الدوليةعلق مايكل ويت، أستاذ الأعمال الدولية والإستراتيجية في كلية كينغز لندن، على الموقف قائلا إن عرض فرنسا لتمديد مظلتها النووية إلى ألمانيا وبقية أوروبا يمكن أن يكون الحل الأكثر قابلية للتطبيق في ظل انسحاب الولايات المتحدة من التزاماتها الأمنية.
إعلانوأضاف ويت أن أوروبا بحاجة إلى تعزيز إنتاجها المحلي للطاقة، بما في ذلك الطاقة النووية، لتقليل اعتمادها على مصادر خارجية وتعزيز أمنها القومي.
من جهة أخرى، دعا بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، إلى منح أوكرانيا سلاحا نوويا لمواجهة التهديدات الروسية، واصفا ذلك بأنه "حالة أخلاقية" في ظل التصعيد المستمر من جانب موسكو.
ما الذي يعنيه هذا لأوروبا؟رغم استعداد ماكرون لفتح النقاش، فإن التحديات لا تزال قائمة. ووفقا لمصادر دبلوماسية ألمانية، لم تبدأ المحادثات الرسمية بعد، خاصة مع استمرار المناقشات حول تشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا بعد الانتخابات الأخيرة.
كما أن أي نقاش حول الردع النووي الأوروبي سيحتاج إلى موافقة المملكة المتحدة، التي تمتلك أيضا ترسانة نووية. ومن غير الواضح ما إذا كانت لندن ستشارك في هذه الإستراتيجية أم ستظل متمسكة بتحالفها الأمني التقليدي مع الولايات المتحدة.
وتعكس تصريحات ماكرون تحولا جوهريا في التفكير الإستراتيجي الأوروبي، ففي ظل التهديدات الروسية المتزايدة وتراجع الضمانات الأمنية الأميركية، أصبحت أوروبا مضطرة إلى إعادة تقييم اعتمادها على الولايات المتحدة في مجال الدفاع.
وإذا نجحت أوروبا في بناء إستراتيجية ردع نووي مشتركة، فقد يمثل ذلك خطوة كبيرة نحو تعزيز استقلاليتها الأمنية. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب تجاوز الخلافات الداخلية وبناء إجماع بين الدول الأوروبية حول مستقبل الدفاع القاري.
وقال الرئيس الفرنسي "إذا كان الزملاء يريدون التحرك نحو مزيد من الاستقلالية وقدرات الردع، فإننا سنضطر لفتح هذه المناقشة الإستراتيجية العميقة جدا. لديها مكونات حساسة جدًا وسرية للغاية، ولكنني متاح لفتح هذه المناقشة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة الردع النووی
إقرأ أيضاً:
ماكرون يخاطب ترامب وزيلينسكي بعد موقعة البيت الأبيض
دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، السبت، نظيريه الأمريكي دونالد ترامب، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى "الهدوء والاحترام"، عقب المشادة الكلامية في البيت الأبيض، الجمعة، التي أثارت مخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الملف الأوكراني، وحدوث قطيعة مع حلفائها الأوروبيين.
وقال ماكرون لصحيفة "لا تريبون ديمانش" الأسبوعية، وعدة صحف أخرى تصدر، الأحد: "أرى أنه بغض النظر عن الغضب، فإن الجميع بحاجة إلى العودة إلى الهدوء والاحترام والتقدير، حتى نتمكن من المضي قدماً بشكل ملموس، لأن ما هو على المحك مهم للغاية".
وأضاف أن "تراجع الولايات المتحدة المحتمل عن دعم أوكرانيا، ليس في مصلحة واشنطن"، موضحاً "ما لم يلجم بوتين، سيقوم بمهاجمة مولدافيا وربما رومانيا". وذكر قصر الإليزيه أن ماكرون تحدث، الجمعة، مع الرئيسين الأوكراني والأمريكي.
Visite d’État au Portugal, Ukraine et sécurité de l’Europe : depuis Porto j’ai répondu aux questions de Paulo Dentinho pour la RTP. pic.twitter.com/9QPlSZvK6R
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) March 1, 2025 الردع النوويوفي سياق منفصل، أوضح ماكرون أنه مستعد لبدء مناقشات بشأن قدرات الردع النووي من أجل أوروبا، مشيراً إلى أن فرنسا يمكن أن تسهم في حماية دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، مع أخذ التهديدات الأمنية التي تشكلها روسيا بعين الاعتبار.
وسيجتمع زعماء أوروبيون في لندن، الأحد، لمناقشة خطة من أجل السلام في أوكرانيا، كما سيحضرون قمة الاتحاد الأوروبي يوم الخميس المقبل. ويحاول التكتل التعامل مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لانتهاج الدبلوماسية مع روسيا والتداعيات الناجمة عن صدام غير مسبوق، بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض، أمس الجمعة.
وقال ماكرون لهيئة الإذاعة والتلفزيون البرتغالية، في مقابلة نشرها على منصة إكس إن "أوروبا إذا كانت تريد التحرك نحو مزيد من الاستقلالية في مسألتي الدفاع والردع النووي، فيجب على قادتها بدء نقاش حول ذلك"، وأضاف "أنا مستعد لفتح هذا النقاش إذا كان ذلك يسمح ببناء قوة أوروبية"، وتابع "هناك دائماً بُعد أوروبي للمصالح الحيوية لفرنسا ضمن عقيدتها النووية".
Notre dissuasion nucléaire est française, et elle le restera : de la conception et la production de nos armes, jusqu’à leur mise en œuvre sur décision du Président de la République.
Elle protège les intérêts vitaux de la France, que le chef de l’Etat est seul à définir : c’est… pic.twitter.com/BfZ2hbbBWQ
وسرعان ما جاء رد فعل زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان على تعليقات ماكرون. وقالت خلال زيارتها للمعرض الزراعي في باريس،: "يجب أن يظل الردع النووي الفرنسي ردعاً نووياً فرنسياً، ولا ينبغي أن يتم تقاسمه، ناهيك عن تفويضه".
وأكد وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو موقف ماكرون، بأن المصالح الحيوية لفرنسا تشمل "بعداً أوروبياً"، لكنها أيضاً تخضع للسيطرة الحصرية لرئيس الدولة الفرنسية. وقال على منصة إكس: "ردعنا النووي فرنسي، وسيبقى كذلك، من تصميم أسلحتنا وإنتاجها، إلى تنفيذها بقرار من رئيس الجمهورية".
وأضاف "يحمي ذلك المصالح الحيوية لفرنسا، التي يستطيع رئيس الدولة وحده تحديدها".