انعدام الأمن الغذائي يهدد السكان و يفتك بالأطفال في 7 محافظات يمنية
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
كشفت بيانات أممية حديثة عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 محافظات يمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، ونبهت إلى أن وقف المساعدات الخارجية الأميركية قد يؤدي إلى مزيد من التفاقم خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، فإن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن شهدت زيادة بنسبة 1 في المائة في يناير (كانون الثاني) الماضي، مقارنة بمستوياتها خلال نهاية عام 2024، حيث ظلت مرتفعة بشكل مثير للقلق في كل من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وتلك الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأوضحت المنظمة أن أعلى معدلات انتشار انعدام الأمن الغذائي تم تسجيلها في 7 محافظات، هي: الجوف وحجة الواقعتان تحت سيطرة الحوثيين، ومحافظة مأرب التي يسيطرون على أجزاء منها، ومحافظة لحج التي تسيطر الحكومة على معظم مناطقها. كما سُجلت معدلات انعدام الأمن الغذائي في محافظات الحديدة وعمران وصنعاء الخاضعة أيضاً لسيطرة الجماعة الحوثية، إلا أنها أقل حدة من المحافظات الأخرى.
ومع ذلك، طبقاً لهذه البيانات، فإن الاستهلاك غير الكافي للغذاء في مناطق سيطرة الحكومة ارتفع إلى 53 في المائة، كما زاد في مناطق سيطرة الحوثيين إلى 43.7 في المائة، ما يعني أن أسرة واحدة من كل أسرتين تجد صعوبة في الحصول على حاجتها من الغذاء.
وفيات النساء أثناء الولادة في اليمن هي الأعلى على مستوى المنطقة (الأمم المتحدة) وفيات النساء أثناء الولادة في اليمن هي الأعلى على مستوى المنطقة (الأمم المتحدة) وبحسب ما أورده تقرير منظمة الـ«فاو»، فإن 20 في المائة من الأسر التي تواجه أزمة انعدام الأمن الغذائي عانت من الحرمان الغذائي الشديد، ويعيش 24 في المائة منها في مناطق الحكومة، بينما ظل معدل الحرمان في مناطق سيطرة الحوثيين عند 19 في المائة.
وتوقع التقرير استمرار تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع ذروة موسم الجفاف والأزمة الاقتصادية، نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار المواد الغذائية في مناطق سيطرة الحكومة.
توقف المساعدات الأميركية رجحت المنظمة الأممية أن يؤثر قرار وقف الدعم الذي تقدمه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لبعض منظمات الإغاثة في تقديم المساعدات الإنسانية في اليمن، وقالت إن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الأشهر المقبلة.
وكانت واشنطن أعلنت في منتصف العام الماضي، وقبل قرار الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب وقف المساعدات الخارجية، تقديم ما يقارب 220 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية لمساعدة الشعب اليمني، بما في ذلك ما يقارب 200 مليون دولار من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ونحو 20 مليون دولار من خلال وزارة الخارجية الأميركية. وبلغ إجمالي ما قدمته الولايات المتحدة إلى اليمن منذ سبتمبر (أيلول) 2014، 5.9 مليارات دولار.
وذكرت «الخارجية» الأميركية حينها أن هذه الأموال ستدعم بالإضافة إلى الشركاء في المجال الإنساني، الوصول إلى ملايين الأشخاص المستضعفين في اليمن، وكذلك ستدعم اللاجئين وطالبي اللجوء في البلاد من خلال علاج سوء التغذية، ودعم الرعاية الصحية الأولية، والمياه الصالحة للشرب، وتقديم الرعاية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتقديم الدعمين النفسي والاجتماعي للسكان المتضررين من الأزمات.
وأكدت بيانات أممية أخرى أن اليمن حالياً يسجل عدداً كبيراً من الوفيات بين الأمهات في المنطقة، مع تسجيل 183 حالة وفاة أثناء الولادة من أصل 100 ألف ولادة.
ومع تأكيد البيانات أن النظام الصحي الوطني أصبح على حافة الانهيار بعد سنوات من الصراع والكوارث المناخية وعدم الاستقرار الاقتصادي، أوضحت البيانات أن نسبة 40 في المائة من المؤسسات الصحية أصبحت خارج الخدمة، كما أن توقف صرف معاشات التقاعد والموظفين العموميين حرم ملايين الأشخاص من الحقوق الصحية.
وتشير البيانات إلى أن النساء اللائي يحصلن على تدريب كافٍ قادرات على تجنب وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، وتوفير 90 في المائة من الخدمات الأساسية للصحة الجنسية والإنجابية والأمومة والمواليد.
ومع ذلك، فقد تم تهميش المهنة منذ فترة طويلة في أنظمة الصحة باليمن، مما أدى إلى عدم توازن جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان في تكوين هذا التشكيل من النساء.
ومن أجل مساعدة عدد كبير من النساء وإنقاذ حياة الكثيرات، وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان سلسلة من برامج التكوين الثلاثي في معاهد تقع بالمناطق المعزولة التي يصعب الوصول إليها، أو التي يكون معدل وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة فيها مرتفعاً.
ونتيجة لذلك، قال الصندوق الأممي إن أكثر من 400 ألف امرأة استفدن من هذه البرامج في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى 50 ألفاً منهن أصبحن قادرات على الحصول على مساعدة، وأكثر من 77 ألفاً يمكنهن الوصول إلى خدمات التخطيط العائلي
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
انطلاق ورشة العمل لتحليل التصنيف المرحلي لانعدام الأمن الغذائي في عدن
شمسان بوست / خاص:
بدأت اليوم في العاصمة المؤقتة عدن، ورشة العمل الفنية لتحليل التصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي، التي تنظمها اللجنة الفنية الوطنية للتصنيف المرحلي المتكامل في اليمن، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
تستمر الورشة لمدة عشرة أيام ويشارك فيها حوالي 70 مختصًا وممثلًا من وزارات التخطيط والتعاون الدولي، الزراعة والثروة السمكية، المياه والبيئة، الصناعة والتجارة، إلى جانب ممثلين عن الجهاز المركزي للإحصاء، مكاتب التخطيط والإحصاء في المحافظات، والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في المناطق المحررة، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني.
وفي كلمته الافتتاحية، أشاد وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي، عمر عبدالعزيز، بالجهود الكبيرة التي بذلها الشركاء والداعمون، مؤكدًا على أهمية الحصول على بيانات دقيقة حول حالة الأمن الغذائي في اليمن. كما عبّر عن شكره لبرنامج الأغذية العالمي لدعمه في تنفيذ المسح الشامل للأمن الغذائي وسبل العيش، وكذلك لمنظمة الفاو على دعمها لهذه الورشة. وأوضح عبدالعزيز أن الحكومة ستعتمد على نتائج التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لتطوير خطة استجابة إنسانية فعالة.
من جانبه، أشار الدكتور خضر عطروش، رئيس السكرتارية الفنية للأمن الغذائي، إلى أن الورشة تأتي بعد إنجاز المسح الشامل للأمن الغذائي وسبل العيش، وتحليل نتائجه التي ستكون أساسًا رئيسيًا للتصنيف. وأوضح أن الورشة تتميز باستخدام منصة أتمتة لتحليل البيانات، مما سيساهم في تحسين جودة النتائج وتسريع عملية التحليل.
وفي السياق نفسه، أكد مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في عدن، الرشيد حمد، وممثل منظمة الفاو في عدن، علي جالول، ورئيسة فريق لجنة الدعم الدولي للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، إليز، على أهمية هذه الورشة في تحديد الوضع الغذائي في اليمن، مما سيسهم في تحديد خطط الاستجابة الإنسانية وتوجيه المساعدات والموارد في الأشهر القادمة.