تدشين مبادرة الرياضة تجمعنا دعما لمبادرة بداية جديدة بجامعة الأزهر
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
دشن الدكتور سيد بكري، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، المهرجان الرياضي الذي تنظمه جامعة الأزهر برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، الذي يقام تحت شعار: «الرياضة تجمعنا» بحضور الدكتور أشرف جمعة، عميد كلية التربية الرياضة بنين القاهرة، والدكتور أحمد رمضان صوفي، وكيل كلية العلوم للبنين بالقاهرة للدراسات العليا والبحوث، والأستاذ محمد عبد الخالق ،أمين عام الجامعة، والأستاذ محمد قاسم، مدير عام رعاية الطلاب.
ورحَّب الدكتور سيد بكري بضيوف جامعة الأزهر من كافة مؤسسات الدولة الوطنيه ، مؤكدًا حرص الجامعة على الاهتمام والعناية بجميع الأنشطة الطلابية المختلفة: «رياضية - ثقافية - فنية - إنشاد ديني - قرآن كريم - قراءة حرة».
وأوضح نائب رئيس الجامعة أن المهرجان الرياضي الذي يقام تحت شعار "الرياضة تجمعنا" يأتي في إطار دعم المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان المصري" التي تهدف إلى تعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، وبناء جيل صحي ورياضي قادر على المشاركة الفاعلة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م.
ووجه نائب رئيس الجامعة الشكر والتقدير والعرفان للقيادة السياسية الحكيمة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ لدعمه المتواصل والمستمر للرياضة المصرية والرياضيين، ودعمه غير المحدود للشباب المصري؛ لتعظيم إسهاماته وتحقيق ما يصبو إليه شباب وطننا العزيز من طموحات وتطلعات.
كما قدم الشكر للقيادة السياسية على موقفها الثابت والعظيم، وجهودها الطيبة ورفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، ودعوتها لتكاتف الجهود الدولية لتحقيق التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، ومن هنا من قلب جامعة الأزهر نؤكد على وقوفنا جميعًا يدًا واحدة خلف قيادتنا الحكيمة.
كما نتقدم بخالص الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ لدعمه غير المحدود لهذه المبادرة، التي تأتي في إطار واجبه الديني والمجتمعي لبناء الإنسان المصري، وعلى دعمه غير المحدود للأشقاء في قطاع غزة وللقضية الفلسطينية، فجزاه الله خير الجزاء، كما نهنئ فضيلته بنجاح مؤتمر «الحوار الإسلامي ـ الإسلامي» تحت شعار: «أمة واحدة ومصير مشترك» الذي عقد في مملكة البحرين الأسبوع الماضي بغرض خدمة قضايا الأمة، وتعزيز قيم التضامن والتلاحم والتكاتف في مواجهة التحديات الراهنة، وتعزيز قيم السلام، والتعايش، والمحبة، والتعاون بين الشعوب والثقافات المختلفة.
كما قدّ فيم بكري الشكر لفضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة؛ لجهوده المتميزة في دعم الأنشطة الطلابية والرياضية وعلى ما يبذل من جهد ودعم من خلال قوافل الأزهر والمساعدات الإنسانية لأهلنا في فلسطين فجزاه الله ايضاً خير الجزاء.
ووجه بكري الشكر للدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة؛ لدعمه المستمر لتنمية الرياضة في مصر وفي الجامعات المصرية، وإلى جميع الداعمين والمشاركين من الجامعات الشقيقة والمعاهد العليا، الذين أسهموا في إنجاح هذا الحدث الرياضي المتميز.
وبيَّن بكري أن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، لكنها أسلوب حياة يعزز الصحة الجسدية والنفسية، ويبني الشخصية المتكاملة، ويعزز قيم العمل الجماعي والتنافس الشريف.
وقال بكري: إننا نسعى من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز الاتجاهات الرياضية لدى الطلاب ودعم المواهب والمهارات الفردية والجماعية، ودمج ذوي الهمم في الأنشطة الرياضية، بما يضمن حقوقهم الكاملة ومشاركتهم الفاعلة، كما نهدف إلى تحقيق عدالة توزيع الخدمات الرياضية، وتحسين جودة حياة الطلاب من خلال إتاحة فرص المشاركة في الأنشطة الرياضية المتنوعة،
مؤكدًا على دور وأهمية الرياضة في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية، وبناء جيل يتمتع بالصحة والثقافة والقيم والأخلاق والمبادئ الأزهرية.
وقال بكري: إننا في جامعة الأزهر نؤمن بأن الرياضة هي جزء لا يتجزأ من بناء الإنسان المتكامل، وهي وسيلة فعالة لمواجهة التحديات الثقافية والاجتماعية التي تواجه شبابنا اليوم، ومن خلال هذه المبادرة، نسعى إلى خلق بيئة رياضية شاملة تعكس رسالة الأزهر الشريف نحو بناء الإنسان القوي، الواعي الملتزم بقيمه وهويته.
وفي الختام وجه نائب رئيس الجامعة الشكر لجميع القائمين على هذا المهرجان، من أساتذة وطلاب وإداريين؛ لجهودهم المتميزة في إعداد هذا الحدث الرياضي المهم، كما وجه الشكر الجزيل إلى جميع المشاركين من الجامعات الشقيقة والمعاهد العليا، الذين جعلوا هذا المهرجان منصة للتواصل والتعاون بين المؤسسات التعليمية في مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نائب رئيس جامعة الأزهر المبادرة الرئاسية بداية جديدة رئيس جامعة الأزهر المزيد جامعة الأزهر رئیس الجامعة نائب رئیس من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: تقوية مناعة الروح بمكارم الأخلاق ضرورة لتحصين الإنسان ضد الانحرافات
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن بناء الإنسان جسمًا وروحًا هو الأساس الذي قامت عليه الشرائع السماوية، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يأتي استكمالًا لمسيرة الكلية العلمية التي عقدت مؤتمرها الرابع في مثل هذه الأيام العام الماضي بعنوان «المبادئ الأخلاقية والتشريعية في أوقات الصراعات الدولية».
وأوضح خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الخامس لكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن مجالس العلم في الأزهر لا تُمل، مستشهدًا بقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: «مرحبًا بزائر لا يُمل»، مؤكدًا أن هذه المجالس تستهدف الجميع من المعيد إلى العميد، لتعزيز التفكير العلمي وإنتاج المعرفة، حيث إن القراءة المتأنية للكتب العلمية تفتح آفاقًا جديدة وتبعث أفكارًا تصبح نواة لأعمال علمية مبتكرة.
وأشار الدكتور سلامة داود، إلى أن كلية الشريعة والقانون بالقاهرة هي أم كليات الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، ولها فضل السبق والريادة كمنبت للعلماء والفقهاء والقضاة والمفتين، مستذكرًا أعلامها من الحاضرين في المؤتمر اليوم، مثل فضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، والدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، والدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، وكثير من أعلام هذه الكلية قديما وحديثا. وأكد أن الصفوة المختارة من أعضاء هيئة التدريس بكليات الشريعة في جامعتنا الغرَّاء هم مناط الاجتهاد والتجديد، مع المحافظة على ثوابت الدين والشرع الحنيف، بعيدًا عن أي انحراف يهدد الأمن الفكري والمجتمعي، مشددًا على أن الأزهر قادر على مواجهة أي شذوذ فكري، كما كان منذ تأسيسه ركنًا ركينًا في الحفاظ على الأصالة والمعاصرة.
مفتي الجمهورية يدعو لتطوير مناهج جامعية متخصصة في فقه بناء الإنسان
مفتي الجمهورية يدعو لإطلاق جائزة سنوية لأفضل بحث علمي لبناء الإنسان
ولفت إلى أن الشرائع السماوية عُنيت ببناء الإنسان جسمًا وروحًا، مبنى ومعنى، فما من شيء يعود عليه بالنفع إلا أمرت به، وما من شيء يعود عليه بالضرر إلا نهت عنه، وكما نُقَوِّي مناعةَ الجسم بالتطعيمات والتحصينات واللقاحات، فكذلك علينا أن نُقَوِّيَ مناعةَ الروح بمحاسن الشرائع ومكارم الأخلاق وفضائل المروءة. ودعا إلى تربية الإنسان على هذه القيم منذ صباه، مستشهدًا بقول الشاعر: «وَإِنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ فِي الصِّبَا * كَالْعُودِ يُسْقَى الْمَاءَ فِي غَرْسِهِ.. حتى تَراهُ مُوْرِقًا ناضرًا * بعدَ الذي أَبْصَرْتَ مِن يُبْسِهِ».
ونبه رئيس جامعة الأزهر، على أن الإسلام يحث على التوازن بين الجسم والروح، وينبغي على المؤمن أن يعطي كل ذي حق حقه من الجسم والروح، فلا يظلم جسمه من أجل روحه، ولا يظلم روحه من أجل جسمه، بل يزن بينهما بالقسطاس المستقيم؛ وهذا ما حثنا عليه الرسول ﷺ في قوله: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ». ورأى فضيلته أن مقولة أبي الفتح البُستِي: «يا خـادم الجسـم كم تَشْقَى بخدمته.. فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان»، معتبرًا أنها تحيف على الجسم، لأن الإنسان إنسان بنفسه وجسمه معًا، وأن العناية بالجسم ضرورية لاستقرار النفس، مستشهدًا بمقولة: «الْعَقْلُ السَّلِيمُ فِي الْجِسْمِ السَّلِيمِ»، وقول رسول الله ﷺ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ».
وألمح رئيس الجامعة إلى أن القرآن الكريم عني بالإنسان بشكل خاص، حيث ورد ذكره مفردًا في 56 موضعًا، بدءًا من قوله تعالى: ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء:28]، وانتهاءً بقوله: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر:2]، وورد بصيغة الجمع «الناس» 172 مرة، بدءًا من قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ [البقرة:8]، وانتهاءً بقوله: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:6].
وتابع: أن تخصيص سورتي «الإنسان» و«الناس» يعكس عناية الله بالإنسان فردًا وجماعة، لا سيما في ختام المصحف بسورة الناس التي تدعو للتعوذ برب الناس من شر الوسواس الخناس: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:1-6]، مؤكدًا أن هذه الشرور لا ملجأ منها إلا إلى الله.
وأكمل: أن ختام كل آية من الآيات الست في هذه السورة بكلمة «الناس» يعكس عناية عظيمة بالإنسان، فهل هناك عناية أكثر من أن تكون كلمة «الناس» خاتمة الآيات الست التي ختم بها القرآن الكريم؟ وأشار إلى أن السورة تدعو للتعوذ بالله جل جلاله من شر الجنة والناس، مؤكدًا أن هذه الشرور لا ملجأ منها إلا إلى رب الناس، ملك الناس، إله الناس، لأن شر الناس وأذاهم قد يبلغ حدًا لا يدفعه إلا ربهم وملكهم وإلههم. وبه جل جلاله نتعوذ وإليه نلجأ مما نزل بالعالم الإسلامي من ضعف وقتل وتشريد، وبه جل جلاله نتعوذ مما نزل بأهل غزة من قتل ودمار شامل، رَبِّ إن أهل غزة مغلوبون فانتصر.
وذكر الدكتور سلامة داود، أن الإسلام حافظ على بناء الإنسان بحفظ الكليات الخمس وهي حفظ النفس والدين والعقل والعرض والمال، وقامت علوم الشريعة في مقاصدها على حفظ هذه الكليات الخمس، وفيها دراسات عميقة يرى الناظر فيها جملةً عظمةَ هذه الشريعة وما قدمته علومها من خدمات جليلة للإنسان. في الوقت الذي يشهد فيه الواقع المعاصر أن الحضارة الغربية كلما ازدادت تقدما علميا ازدادت تراجعا أخلاقيا، لقد عُنيَت إحدى الدول العظمى ببناء سورها العظيم الذي لم يتسلقه الغزاة، فلما يئس الغزاة من تسلق السور العظيم دفعوا رشوة إلى بعض حراس السور، فدخلوا المدائن دون حاجة إلى تسلق السور؛ لأن هذه الدولة العظمى بنت السور ولم تبن الإنسان الذي يقوم عليه.
وفي ختام كلمته، حثَّ فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون بالقاهرة وأخواتها في جامعة الأزهر على إنشاء برنامج للفتوى والإفتاء، وإنشاء مقررات دراسية في الفقه لكليات جديدة تبدأ بها الجامعة عامها الدراسي القادم، تشمل مقررًا فقهيًّا يخدم كلية الذكاء الاصطناعي، ومقررًا ثانيًا يخدم كلية الآثار والتراث الإسلامي، ومقررًا ثالثًا يخدم كلية الطب البيطري؛ فإن هذه المقررات الرصينة تُعدُّ من السمات المميزة لجامعة الأزهر الشريف، التي تجمع بين الأصالة الفقهية والتخصصات العصرية.