استعرضت صحيفة لوتان تعليقات الصحافة الدولية على الصدام بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب في تقريرين منفصلين، أحدهما خصصته للصحافة الغربية على ضفتي المحيط الأطلسي، واختارت له عنوانا يشير إلى أن الحادث يوم عار على أميركا، وخصصت الآخر للصحافة الروسية التي استبشرت بطرد "المهرج" من واشنطن، في انتظار "وقف المساعدات العسكرية للآلة النازية".

بدأت "لوتان" بانتقاد صحيفة واشنطن بوست الرئيس ترامب الذي "سعى علنا إلى ترهيب الرئيس الأوكراني لحمله على قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا"، ورأت أن نبرة هذه المحادثة كانت أشبه بمعركة بالأيدي ضُرب فيها زيلينسكي بأيدي ترامب ونائبه جي دي فانس أكثر من كونها تلاسنا دبلوماسيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون تقابل أحد مصممي فيديو غزة الذي نشره ترامبlist 2 of 2قائد سابق بالناتو: نهاية الحلف قد تكون وشيكةend of list وصمة عار

واتفق جميع المراقبين -حسب الصحيفة- على أن هذا الاجتماع غير مسبوق في تاريخ السياسة الأميركية، وأنه استعاض عن المناقشات الهادئة أمام الصحافة بمباراة ملاكمة خالية من كل أشكال اللياقة والذوق، مشيرا إلى قول توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز إنه لم يحدث قط أن "انحاز رئيسنا بوضوح إلى المعتدي والدكتاتور والغزاة ضد الديمقراطي ومقاتل الحرية والمغزو".

ووصفت صحيفة لوموند هذه الخطوة بأنها غير سارة، وقالت "لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة أن تم الكشف عن الخلافات بفظاظة وعلنا بين حليفين بتبادل الاتهامات والتهديدات".

إعلان

ورأى بريت ستيفنز في صحيفة "ذا بيغ آبل" أن اجتماع أمس كان وصمة عار من الصعب إزالتها من تاريخ الدبلوماسية في واشنطن، قائلا "بغض النظر عما قد يقوله المرء عن مدى سوء لعب زيلينسكي لأوراقه -سواء بالفشل في تقديم القدر الكافي من النفاق الذي يطالب به ترامب أو بالحفاظ على هدوئه في مواجهة استفزازات جي دي فانس غير النزيهة- فقد كان هذا يوما سيئا بالنسبة للأميركيين".

أما صحيفة وول ستريت جورنال فرأت في عنوان لها أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين يفوز في عرض ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي"، وقالت إنه "من المحبط أن نرى حلفاء ترامب يدافعون عن هذه الكارثة باعتبارها عرضا للقوة الأميركية"، لأن مصلحة الولايات المتحدة في أوكرانيا تتمثل في وقف مشروع بوتين الإمبراطوري.

وترى صحيفة فايننشال تايمز أن التكتيكات التي يتبعها الرجل القوي في كييف لم تصل إلى الهدف، لأنه "لا يتمتع بالموهبة الدبلوماسية التي يتمتع بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اللذان تمكنا من إقامة روابط مع ترامب خلال زيارات ناجحة هذا الأسبوع، ورأت أنه وقع في فخ البيت الأبيض، الأمر الذي انتهى به إلى إذلاله".

شي جين بينغ الفائز الوحيد

وكان الفائز الوحيد بالنسبة لصحيفة نيويورك بوست هو الرئيس الصيني شي جين بينغ، لأن تبادل الكلمات يوم الجمعة لم يكن مفيدا لأحد، فلا يناسب روسيا حسب قولها.

ورأت الصحيفة أن على زيلينسكي أن يتغلب على كبريائه ويعتذر إلى الشعب الأميركي ولترامب، كما أن على ترامب أن يقبل الاعتذار ويوقع صفقة المعادن، ثم يدفع نحو اتفاق بين كييف وموسكو يخدم مصالح الجانبين في المستقبل، فضلا عن مصالح الولايات المتحدة والغرب.

من جهتها، ترى قناة فوكس نيوز المحافظة أن اللوم ليس مشتركا، وانتقدت الرئيس الأوكراني لموقفه ومطالبه، وقالت إنه "بدلا من تقديم كلمة "شكرا" البسيطة ظهر وهو يحمل ضغينة ومطالب إضافية، وربما تصور أن المعركة التي اختارها ستجعله يبدو قويا، لكن عدم الاحترام هذا لن يجعله محبوبا لدى دافعي الضرائب الذين قدموا مئات المليارات من الدولارات لبلاده وقد صوتوا لصالح ترامب.

إعلان

ورأت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن هذه المواجهة كانت خطأ إستراتيجيا خطيرا من جانب ساكن البيت الأبيض، لأن "ترامب ليس لديه ما يكسبه من التحالف مع الكرملين"، ورأت أنه يلعب في يديْ القيصر المقتنع بالانحدار الحتمي للغرب الديمقراطي والرأسمالي".

ورأت "ليبراسيون" أن هذا يشكل نهاية النظام الذي تأسس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وقالت "لقد أثبت الرئيس الأميركي مرة أخرى -دون أن يكون ذلك مفاجئا- أن القيم التي وحدت الغرب في العقود الأخيرة لم تعد جزءا من قواعده الشخصية بقدر ما هي حقائق واقعية".

وخلصت الصحيفة إلى أن ما يحدث الآن ليس مجرد تغيير في النموذج الدبلوماسي، بل هو بمثابة هجوم مباشر على القارة العجوز من حليفتها القديمة، وقالت "نحن لا نشهد فقط ابتعادا أميركيا عن أوروبا، بل تباعدا في المصالح والقيم أيضا، نحن -الأوروبيين- نواجه إرادة الولايات المتحدة في إلحاق أضرار مميتة بنا في خضم اتفاق مع قوى إمبريالية أخرى".

المهرج طُرد

أما الصحافة الروسية فاستبشرت بطرد "المهرج" من واشنطن، فجاء عنوان صحيفة فزغلياد الإلكترونية "تحول زيلينسكي إلى جثة سياسية في نظر العالم أجمع".

وتنافس المعلقون في الجرأة اللفظية لوصف المشهد الذي لم يكن بوسعهم أن يتخيلوه في أحلامهم، فجاءت تعليقات مثل "هذه هي رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة"، و"المهرج يُطرد"، و"المحطة التالية غوانتانامو".

وكان الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف سعيدا لأن "المهرج" المدمن على الكوكايين سمع الحقيقة أخيرا، مكررا الدعاية الروسية القديمة عن رئيس أوكراني مدمن على المخدرات، وقال "إنه مفيد، ولكن هذا ليس كافيا، بل يتعين علينا أن نوقف المساعدات العسكرية للآلة النازية".

وعلى الجانب الرسمي، أخذ أشخاص من الدرجة الثانية مثل ميدفيديف مساحة للتعبير بصوت عالٍ عن ارتياحهم لهذا الإذلال الذي تعرض له الرئيس الأوكراني، مما سمح لبوتين بالظهور بمظهر المعتدل.

إعلان

وعلق السيناتور كونستانتين كوساتشيف قائلا "إن زيلينسكي في المرة المقبلة سوف يتعين عليه الزحف على ركبتيه"، وأشادت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا بـ"هدوء" ترامب وفانس في مواجهة استفزازات ضيفهما الأوكراني، وقالت "حقيقة إنها لم يضرباه معجزة".

ويعتقد المخرج والمنتج الروسي الأوكراني ألكسندر رودنيانسكي -الذي لعب دورا رئيسيا في محاولات الوساطة بين موسكو وكييف- أن "شخصا واحدا فقط فاز في اشتباك أمس، وهو بوتين، دون أن يقول كلمة واحدة ودون أن يدلي بأي تعليق، حتى ولو كان سخرية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات الرئیس الأوکرانی

إقرأ أيضاً:

رسائل مبشّرة من بوتين.. وزيلينسكي: منفتحون على الحوار

عواصم " وكالات": قال الكرملين اليوم الثلاثاء إن روسيا مستعدة لدراسة اقتراح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لوقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية المدنية في كلا البلدين.

وذكر دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن الموضوع معقد وأن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لمناقشته. لكنه أبلغ للصحفيين أيضا بعدم وجود خطط ملموسة حاليا لإجراء محادثات بين روسيا وأوكرانيا.

قال بيسكوف إن موسكو مستعدة للنظر في مثل هذه الخطوة، لكنه أشار إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يستغرق وقتا.

وأضاف بيسكوف أنه "عند الحديث عن البنية التحتية المدنية، من الضروري تحديد متى يمكن اعتبار مثل هذه المنشآت هدفا عسكريا ومتى لا يمكن ذلك بوضوح".

وقال بيسكوف إنه "إذا تم عقد اجتماع عسكري في مكان ما، فهل هذا المكان منشأة مدنية؟ نعم، هو كذلك. لكن هل يعد هدفا عسكريا؟ نعم، هو كذلك. هناك بعض التفاصيل الدقيقة التي يجب مناقشتها." في الاثناء، قال بوتين في حوار تلفزيوني: "لطالما تحدثنا عن هذا.. أن لدينا موقفا إيجابيا تجاه أي مبادرات سلام. ونأمل أن يشعر ممثلو نظام كييف بالمثل".

ويتعرض كلا الجانبين لضغوط لإحراز تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا والتي دخلت الآن عامها الرابع، وذلك بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بالتخلي عن محاولات التوصل إلى اتفاق.

وقال الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا منفتحة على أي حوار، ومستعدة لأي شكل من أشكال المناقشة من أجل إنهاء الهجمات على المنشآت المدنية.

وأضاف "تصر أوكرانيا على اقتراحها بعدم ضرب الأهداف المدنية على الأقل. ونتوقع ردا واضحا من موسكو... نحن مستعدون لأي حوار حول كيفية تحقيق ذلك".

وعندما سئل بيسكوف عن رد الكرملين، قال إن الموضوع بحاجة إلى مناقشة مع الأخذ في الاعتبار تجربة وقف إطلاق النار لمدة 30 ساعة خلال عيد القيامة والذي أعلنه بوتين في مطلع الأسبوع.

ولم يحدد بيسكوف العلاقة بين الأمرين. ويتهم كل طرف الآخر بانتهاك هدنة عيد الفصح لعدد لا يُحصى من المرات، وبعدم الالتزام بوقف جزئي لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة الشهر الماضي يتعلق بمهاجمة أهداف للطاقة، مثل شبكات الكهرباء ومصافي النفط.

وأضاف بيسكوف "في الواقع، شرح الرئيس مدى تعقيد هذا الموضوع اليوم حين أجاب على أسئلة الصحفيين. أي أنه إذا تحدثنا عن منشآت البنية التحتية المدنية، فعلينا التمييز بوضوح بين الحالات التي يمكن أن تعتبر فيها هذه المنشآت هدفا عسكريا، والحالات التي لا يمكن أن تكون كذلك فيها".

ونقل عن بوتين قوله إن منشأة مدنية قد تصبح هدفا عسكريا إذا اجتمع فيها مقاتلون أعداء. وأضاف بيسكوف "لذلك، هناك تفاصيل دقيقة هنا من المنطقي مناقشتها".

في غضون ذلك، صرح مسؤول أوكراني لوكالة فرانس برس اليوم الثلاثاء أن الجولة الثانية من المحادثات بين أوكرانيا وشركائها الغربيين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا "ستعقد اليوم الأربعاء" في لندن،ورغم عدم تأكيد تشكيلة الوفد، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن كييف ستمثل بالمسؤول عن الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك والمستشار العسكري الرئاسي بافلو باليسا ووزيري الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا والدفاع رستم أوميروف.

وتأتي المحادثات بينما استأنفت روسيا غاراتها الجوية بعد هدنة قصيرة في عيد الفصح.

وفي السياق ذاته، سبق أن اجتمع الأوكرانيون والأمريكيون والفرنسيون والبريطانيون في باريس الخميس للمضي قدما معا، بينما تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار التي بدأتها واشنطن ويريد الأوروبيون إسماع صوتهم بعد سنوات على التدخل الروسي.

وعرض وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطة واشنطن لإنهاء الحرب، لكن الاجتماع لم يسفر عن أي تقدم يذكر.

وعلى الارض، ذكرت السلطات الاوكرانية اليوم الثلاثاء، أن طائرات مسيرة روسية شنت هجوما استهدف مدينة أوديسا الساحلية الأوكرانية خلال الليل، بعد أقل من 24 ساعة من انتهاء وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو من جانب واحد خلال عطلة عيد الفصح.

وقال رئيس إدارة منطقة أوديسا، أوليه كيبر، عبر تطبيق تليجرام اليوم، إن أوديسا تعرضت لـ "هجوم هائل" من قبل طائرات مسيرة روسية خلال الليل، مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص، على الأقل.

وأضاف كيبر أن الهجوم استهدف مبنى سكنيا في منطقة حضرية مكتظة بالسكان، والبنية التحتية المدنية، ومنشأة تعليمية.

كما قصفت روسيا، اليوم، مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا باستخدام قنبلتين جويتين ضخمتين، مما أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 69 عاما وإصابة 22 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، حسبما ذكر الحاكم الإقليمي إيفان فيدوروف.

ويظهر مقطع فيديو نشرته خدمات الطوارئ الأوكرانية لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحته، داخل شقق مدمرة ومبنى احترق طابقه العلوي بالكامل وعناصر إطفاء يعالجون جرحى.

مقالات مشابهة

  • غضب مصري بعد وصف صحيفة الغارديان السيسي بـ الرئيس المؤقت .. خطأٌ عابر أم هدفٌ متعمّد؟
  • نص قسم الولاء الذي ردده أئمة الأوقاف أمام الرئيس السيسي
  • زيلينسكي يرغب في لقاء ترامب خلال مراسم جنازة البابا
  • مصطفى بكري يهاجم صحيفة «الجارديان» بعد وصفها لـ السيسي بـ «الرئيس المؤقت»
  • رسائل مبشّرة من بوتين.. وزيلينسكي: منفتحون على الحوار
  • من هو الإمام السيوطي الذي تمنى الرئيس السيسي الاقتداء به؟
  • صحيفة أمريكية تجس نبض ترامب تجاه روسيا والصين
  • صحيفة: إنجاز اتفاقات تجارية سريعة عامل حاسم لإثبات جدوى سياسة ترامب الاقتصادية
  • صحيفة: حماس طلبت من تركيا نقل صفقتها إلى ترامب
  • ترامب يعلن دعم وزير دفاعه بعد فضيحة سيغنال الجديدة