لوتان تستعرض تعليقات الصحافة العالمية على سجال ترامب وزيلينسكي
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
استعرضت صحيفة لوتان تعليقات الصحافة الدولية على الصدام بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب في تقريرين منفصلين، أحدهما خصصته للصحافة الغربية على ضفتي المحيط الأطلسي، واختارت له عنوانا يشير إلى أن الحادث يوم عار على أميركا، وخصصت الآخر للصحافة الروسية التي استبشرت بطرد "المهرج" من واشنطن، في انتظار "وقف المساعدات العسكرية للآلة النازية".
بدأت "لوتان" بانتقاد صحيفة واشنطن بوست الرئيس ترامب الذي "سعى علنا إلى ترهيب الرئيس الأوكراني لحمله على قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا"، ورأت أن نبرة هذه المحادثة كانت أشبه بمعركة بالأيدي ضُرب فيها زيلينسكي بأيدي ترامب ونائبه جي دي فانس أكثر من كونها تلاسنا دبلوماسيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ليبراسيون تقابل أحد مصممي فيديو غزة الذي نشره ترامبlist 2 of 2قائد سابق بالناتو: نهاية الحلف قد تكون وشيكةend of list وصمة عارواتفق جميع المراقبين -حسب الصحيفة- على أن هذا الاجتماع غير مسبوق في تاريخ السياسة الأميركية، وأنه استعاض عن المناقشات الهادئة أمام الصحافة بمباراة ملاكمة خالية من كل أشكال اللياقة والذوق، مشيرا إلى قول توماس فريدمان في صحيفة نيويورك تايمز إنه لم يحدث قط أن "انحاز رئيسنا بوضوح إلى المعتدي والدكتاتور والغزاة ضد الديمقراطي ومقاتل الحرية والمغزو".
ووصفت صحيفة لوموند هذه الخطوة بأنها غير سارة، وقالت "لم يسبق في تاريخ الولايات المتحدة أن تم الكشف عن الخلافات بفظاظة وعلنا بين حليفين بتبادل الاتهامات والتهديدات".
إعلانورأى بريت ستيفنز في صحيفة "ذا بيغ آبل" أن اجتماع أمس كان وصمة عار من الصعب إزالتها من تاريخ الدبلوماسية في واشنطن، قائلا "بغض النظر عما قد يقوله المرء عن مدى سوء لعب زيلينسكي لأوراقه -سواء بالفشل في تقديم القدر الكافي من النفاق الذي يطالب به ترامب أو بالحفاظ على هدوئه في مواجهة استفزازات جي دي فانس غير النزيهة- فقد كان هذا يوما سيئا بالنسبة للأميركيين".
أما صحيفة وول ستريت جورنال فرأت في عنوان لها أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين يفوز في عرض ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي"، وقالت إنه "من المحبط أن نرى حلفاء ترامب يدافعون عن هذه الكارثة باعتبارها عرضا للقوة الأميركية"، لأن مصلحة الولايات المتحدة في أوكرانيا تتمثل في وقف مشروع بوتين الإمبراطوري.
وترى صحيفة فايننشال تايمز أن التكتيكات التي يتبعها الرجل القوي في كييف لم تصل إلى الهدف، لأنه "لا يتمتع بالموهبة الدبلوماسية التي يتمتع بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اللذان تمكنا من إقامة روابط مع ترامب خلال زيارات ناجحة هذا الأسبوع، ورأت أنه وقع في فخ البيت الأبيض، الأمر الذي انتهى به إلى إذلاله".
شي جين بينغ الفائز الوحيد
وكان الفائز الوحيد بالنسبة لصحيفة نيويورك بوست هو الرئيس الصيني شي جين بينغ، لأن تبادل الكلمات يوم الجمعة لم يكن مفيدا لأحد، فلا يناسب روسيا حسب قولها.
ورأت الصحيفة أن على زيلينسكي أن يتغلب على كبريائه ويعتذر إلى الشعب الأميركي ولترامب، كما أن على ترامب أن يقبل الاعتذار ويوقع صفقة المعادن، ثم يدفع نحو اتفاق بين كييف وموسكو يخدم مصالح الجانبين في المستقبل، فضلا عن مصالح الولايات المتحدة والغرب.
من جهتها، ترى قناة فوكس نيوز المحافظة أن اللوم ليس مشتركا، وانتقدت الرئيس الأوكراني لموقفه ومطالبه، وقالت إنه "بدلا من تقديم كلمة "شكرا" البسيطة ظهر وهو يحمل ضغينة ومطالب إضافية، وربما تصور أن المعركة التي اختارها ستجعله يبدو قويا، لكن عدم الاحترام هذا لن يجعله محبوبا لدى دافعي الضرائب الذين قدموا مئات المليارات من الدولارات لبلاده وقد صوتوا لصالح ترامب.
إعلانورأت صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن هذه المواجهة كانت خطأ إستراتيجيا خطيرا من جانب ساكن البيت الأبيض، لأن "ترامب ليس لديه ما يكسبه من التحالف مع الكرملين"، ورأت أنه يلعب في يديْ القيصر المقتنع بالانحدار الحتمي للغرب الديمقراطي والرأسمالي".
ورأت "ليبراسيون" أن هذا يشكل نهاية النظام الذي تأسس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وقالت "لقد أثبت الرئيس الأميركي مرة أخرى -دون أن يكون ذلك مفاجئا- أن القيم التي وحدت الغرب في العقود الأخيرة لم تعد جزءا من قواعده الشخصية بقدر ما هي حقائق واقعية".
وخلصت الصحيفة إلى أن ما يحدث الآن ليس مجرد تغيير في النموذج الدبلوماسي، بل هو بمثابة هجوم مباشر على القارة العجوز من حليفتها القديمة، وقالت "نحن لا نشهد فقط ابتعادا أميركيا عن أوروبا، بل تباعدا في المصالح والقيم أيضا، نحن -الأوروبيين- نواجه إرادة الولايات المتحدة في إلحاق أضرار مميتة بنا في خضم اتفاق مع قوى إمبريالية أخرى".
المهرج طُردأما الصحافة الروسية فاستبشرت بطرد "المهرج" من واشنطن، فجاء عنوان صحيفة فزغلياد الإلكترونية "تحول زيلينسكي إلى جثة سياسية في نظر العالم أجمع".
وتنافس المعلقون في الجرأة اللفظية لوصف المشهد الذي لم يكن بوسعهم أن يتخيلوه في أحلامهم، فجاءت تعليقات مثل "هذه هي رحلته الأخيرة إلى الولايات المتحدة"، و"المهرج يُطرد"، و"المحطة التالية غوانتانامو".
وكان الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف سعيدا لأن "المهرج" المدمن على الكوكايين سمع الحقيقة أخيرا، مكررا الدعاية الروسية القديمة عن رئيس أوكراني مدمن على المخدرات، وقال "إنه مفيد، ولكن هذا ليس كافيا، بل يتعين علينا أن نوقف المساعدات العسكرية للآلة النازية".
وعلى الجانب الرسمي، أخذ أشخاص من الدرجة الثانية مثل ميدفيديف مساحة للتعبير بصوت عالٍ عن ارتياحهم لهذا الإذلال الذي تعرض له الرئيس الأوكراني، مما سمح لبوتين بالظهور بمظهر المعتدل.
إعلانوعلق السيناتور كونستانتين كوساتشيف قائلا "إن زيلينسكي في المرة المقبلة سوف يتعين عليه الزحف على ركبتيه"، وأشادت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا بـ"هدوء" ترامب وفانس في مواجهة استفزازات ضيفهما الأوكراني، وقالت "حقيقة إنها لم يضرباه معجزة".
ويعتقد المخرج والمنتج الروسي الأوكراني ألكسندر رودنيانسكي -الذي لعب دورا رئيسيا في محاولات الوساطة بين موسكو وكييف- أن "شخصا واحدا فقط فاز في اشتباك أمس، وهو بوتين، دون أن يقول كلمة واحدة ودون أن يدلي بأي تعليق، حتى ولو كان سخرية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات الرئیس الأوکرانی
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأوكراني: دعم أوكرانيا يجب أن يستمر دون انقطاع
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الدعم الدولي لأوكرانيا يجب أن يستمر بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن بلاده تواجه تحديات كبيرة في الوقت الراهن.
وطالب زيلينسكي، في تصريحاته عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، بأن لا يغيب صوت أوكرانيا عن الساحة الدولية وأن يتم الحفاظ على اهتمام العالم بقضيتها.
تفاصيل المشادة في البيت الأبيض بين الرئيس الأوكراني و ترامبأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن علاقته بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادرة على الصمود، وذلك بعد المشادة الكلامية التي حدثت بينهما يوم الجمعة في المكتب البيضاوي، حيث وصل التبادل الحاد للكلمات إلى حد أن ترامب هدد أمام الكاميرات بـ"التخلي" عن أوكرانيا إذا لم تقدم تنازلات لتسوية النزاع مع روسيا.
وكان زيلينسكي قد زار واشنطن بهدف توقيع اتفاق بشأن استغلال الثروات المعدنية الأوكرانية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق.
كما تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيسين.
وفي تعليق له على شبكته الاجتماعية "تروث سوشل"، قال ترامب إن زيلينسكي "يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام"، مؤكدًا أنه يرغب في "وقف إطلاق النار الآن" في أوكرانيا بعد المشادة الكلامية مع الرئيس الأوكراني.
وخلال مغادرته البيت الأبيض لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في فلوريدا، قال ترامب إن زيلينسكي "بالغ في تقدير موقفه" أثناء المشادة، وانتقد موقفه الرافض لوقف إطلاق النار مع روسيا.
من جهته، رفض زيلينسكي الاعتذار لترامب، مؤكداً في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أنه لا يشعر أنه ارتكب أي خطأ.
وأضاف: "أنا أحترم الرئيس ترامب والشعب الأمريكي، ولكن لا أعتقد أننا فعلنا شيئًا سيئًا".
وشدد زيلينسكي على أن أوكرانيا لا تريد أن تنهي الحرب أكثر من أي شخص آخر، مشيرًا إلى أن العلاقة بين كييف وواشنطن يمكن "بالطبع" أن تُصلح، وأن هذه العلاقات تتجاوز حدود الرئيسين، إذ أن هناك روابط قوية وتاريخية بين الشعبين.
وأكد زيلينسكي أن دعم الولايات المتحدة أمر حيوي بالنسبة لأوكرانيا، وأنه سيكون "صعبًا" على بلاده الانتصار في الحرب أو التصدي لروسيا دون استمرار المساعدات الأمريكية. وأوضح أن أوكرانيا لا تريد أن تخسر قيمها وحريتها، معبرًا عن أمله في أن يكون ترامب "أكثر إلى جانبنا" في المفاوضات لإنهاء النزاع.
بعد المشادة، غادر زيلينسكي البيت الأبيض مبكرًا، حيث كتب في منشور على موقع "إكس": "شكرًا أميركا، شكرًا على الدعم، شكرًا على هذه الزيارة. أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم ونحن نعمل على ذلك".
واتهم ترامب نظيره الأوكراني بعدم احترام الولايات المتحدة في المكتب البيضاوي، في وقت دعا فيه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو زيلينسكي للاعتذار، قائلاً إن الرئيس الأوكراني "أضاع وقتنا".