الخلايا الترادفية.. سباق عالمي محموم لتحقيق أقصى كفاءة في إنتاج الطاقة الشمسية
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
يعد تحسين أداء الخلايا الشمسية من حيث قدرتها على تحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربية أحد التحديات الأساسية التي تواجه الرغبة في التوسع باستخدام الطاقة الشمسية، باعتبارها أحد أهم الطاقات المتجددة النظيفة، التي يسعى العالم للانتقال إليها من الطاقة الأحفورية التي تتسبب في انبعاثات الدفيئة.
والخلايا الشمسية الترادفية هي أحد أنواع الخلايا الشمسية، والتي صارت عدة فرق بحثية تعمل عليها، وتتكون من نوعين من المواد، وليس من نوع واحد كالمعتاد، وذلك بهدف تجاوز القدرة المحدودة لكل نوع من المواد على تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربية، إذا استخدم على حدة في تصنيع الخلايا الشمسية.
ومؤخرا نشر باحثون من مركز هيلمهولتز-سنتروم برلين دراسة في دورية "ساينس" تشرح تفصيلا كيفية تطوير بناء خلايا شمسية ترادفية أكثر تطورا وفاعلية من المتاحة حاليا، حيث تمكنت الخلية التي طوروها من تحويل ما يقرب من ثلث ضوء الشمس الذي تتلقاه إلى طاقة كهربائية، وهذا قدر قياسي، مقارنة بما هو متاح حاليا من خلايا شمسية، كما أن التكنولوجيا التي استخدموها غير مكلفة مما يرفع من قيمة عملهم.
تتكون الخلايا التي طورها الفريق من قاعدة من السيليكون وطبقات من البيروفسكايت، وقد اعتمد ستيف ألبريشت وفريقه في مركز هيلمهولتز في المقام الأول على مركب البيروفسكايت المحسن بشكل كبير، وقاموا بتعديل السطح المتطور له باستخدام جزيء يوديد البيبرازينيوم الجديد الذي طوره باحثو المركز، وأدى هذا إلى حد كبير لتقليل الخسائر المرتبطة بفقدان الشحنة الكهربائية بشكل كبير، ومن ثم رفع كفاءة الخلايا.
وباستخدام تقنيات قياس خاصة، تمكن الباحثون من تحليل العمليات الأساسية في الطبقات الفردية للخلية الترادفية بالتفصيل، ومن ثم قاموا بتحسين كل طبقة بشكل منفرد بناء على فهم أعمق، وتم بعد ذلك دمج التحسينات في الطبقات معا، ونقلها إلى الناتج العام للخلية الشمسية الترادفية.
وقد شارك العديد من الخبراء من معاهد مختلفة بعدة بلدان في تطوير الخلايا الترادفية من خلال إدخال تعديلات تزيد من كفاءتها، ومن خلال الجمع بين تلك التعديلات كان من الممكن تحقيق أقصى قيمة للجهد والتيار الكهروضوئي، وبالتالي زيادة الكفاءة.
يعد المجال البحثي للخلايا الشمسية الترادفية تنافسيا للغاية، حيث تعمل العديد من المجموعات البحثية حول العالم في سباق محموم لتحقيق أرقام قياسية في كفاءة تحويل الطاقة في هذا المجال.
وكانت الخلية الشمسية الترادفية التي طورها فريق مركز هيلمهولتز -والتي تم وصفها مؤخرا بالتفصيل لأول مرة في مجلة "ساينس"- قد تصدرت عناوين الأخبار في ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما سجلت رقما قياسيا عالميا حينها للكفاءة، حيث قامت بتحويل 32.5% من ضوء الشمس الساقط إلى طاقة كهربائية.
وظل هذا الرقم القياسي العالمي قائما حتى منتصف أبريل/نيسان الماضي، عندما تم تحطيمه من قبل مجموعة من مختبر الطاقة الكهروضوئية في مركز أبحاث جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالسعودية.
والآن أصبح فريق مركز هيلمهولتز مرة أخرى أول من قدم منشورا تقنيا قويا ودقيقا علميا تمت مراجعته من قبل النظراء، مع مجموعات بيانات دقيقة من القياسات بالإضافة إلى معلومات مفصلة عن بنية الخلية الشمسية الترادفية.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قامت العديد من معاهد البحوث وشركات الطاقة الشمسية حول العالم بتحسين كفاءة الخلايا الشمسية بشكل مستمر. وكان العامان الأخيران على وجه الخصوص مثيرين للغاية، فقد حققت فرق من مركز هيلمهولتز قيمة قياسية تقل قليلاً عن 30% (29.8%) للخلايا الشمسية الترادفية المصنوعة من السيليكون والبيروفسكايت نهاية عام 2021. وقد تم تحقيق ذلك من خلال إدخال هياكل نانوية دورية خاصة في الخلايا الشمسية.
وصيف عام 2022، أعلنت مدرسة الفنون التطبيقية الفدرالية في لوزان بسويسرا عن خلية ترادفية معتمدة بكفاءة تبلغ 31.3%.
وفي الفترة من ديسمبر/كانون الأول 2022 إلى منتصف أبريل/نيسان 2023، عاد الرقم القياسي العالمي إلى مركز هيلمهولتز بنسبة 32.5%، حتى أظهر مختبر الخلايا الكهروضوئية في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في السعودية خلية ترادفية من السيليكون البيروفسكايت بنسبة 33.2% في المختبر. وتمكنت الجامعة من زيادة هذه النسبة إلى 33.7% في مايو/أيار 2023.
ويقول ألبريشت في التقرير المنشور على موقع "سايتك ديلي" في 21 أغسطس/ آب الجاري "نحن متحمسون جدا لهذه التطورات الهائلة بمجالنا العلمي، إنهم يعطوننا الأمل في أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تقدم مساهمة مهمة في إمدادات الطاقة المستدامة بمكافحة تغير المناخ السنوات المقبلة، لأن الارتقاء والإنتاج الصناعي للخلايا الشمسية الترادفية المصنوعة من البيروفسكايت/السيليكون أمر ممكن أيضا".
وتعد تقنيات تصنيع -مثل هذه الخلايا الشمسية الترادفية- متاحة بالفعل من حيث المبدأ، ومن المحتمل أن تكون منخفضة التكلفة، وينصب التركيز الآن على مزيد من التحسينات في مجال الاستقرار بالاستخدام الخارجي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخلایا الشمسیة الطاقة الشمسیة العدید من
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يؤكد أهمية مشاريع الطاقة المتجددة ومنها توظيف الطاقة الشمسية
الاقتصاد نيوز _ بغداد
أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، أهمية مشاريع الطاقة المتجددة ومنها توظيف الطاقة الشمسية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقته "الاقتصاد نيوز"، ان "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ترأس اجتماعاً للفريق الوطني لمشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، جرى خلاله استعراض خطة عمل الفريق الخاصة بالمشاريع التي تهدف إلى تخفيف الضغط على المنظومة الكهربائية، وضمان الوفرة في إنتاج الطاقة وترشيد استهلاكها".
وأكد رئيس الوزراء، بحسب البيان، "أهمية مشاريع الطاقة المتجددة، ومنها توظيف الطاقة الشمسية، والمباشرة بها من أجل تحقيق الانتقالة المطلوبة في ملف توليد الطاقة، من خلال اعتماد الطاقة النظيفة وأسلوب الحلول الذكية".
ووجّه السوداني، "بالبدء بمشروع القصر الحكومي (ضمن مشروع الأبنية الحكومية الموفرة للطاقة)، ومن ثم إطلاق العمل بالبنايات الحكومية التي أجريت لها عملية الحصر في عموم البلاد وعددها 164، لغرض تنفيذ مشاريع توفير الطاقة والطاقة البديلة فيها".
وتابع البيان، أن "الاجتماع استعرض أمام رئيس مجلس الوزراء، ما تم إنجازه من تصاميم شملت القصر الحكومي، والتمهيد لبدء تنفيذ المشروع الريادي للمحطة الشمسية لوزارة الداخلية، وهو قيد الإحالة، كما جرى عرض الدراسة الخاصة المكتملة لمشروع قناة الجيش، الذي سيعلن كفرصة استثمارية قريباً، ويشتمل توليد الطاقة النظيفة، بسعة 100 MW، وكذلك ما تم إنجازه من تهيئة مخططات ومشاريع للدخول في الاستثمار بمجال الحلول الذكية، وتنفيذ أول مشروع ريادي للطاقة الشمسية للمنازل في المجمعات السكنية، وإطلاق مشروعي الحلول الذكية في الأقضية والنواحي لمحافظتي المثنى والأنبار ومحافظات أخرى".
وأكمل البيان، أنه "جرى البدء باعتماد الحلول الذكية في الملاحق الخاصة بعقود الخدمة والجباية لشركات التوزيع، وإعداد المتطلبات الفنية الخاصة بالمحطات الشمسية، وذلك في إطار خطة العمل الخاصة بتقليل نسبة الاعتماد على الوقود التقليدي وخفض الانبعاثات الكاربونية".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام