خبراء: العمل التطوعي في رمضان محطة لتعزيز التضامن المجتمعي
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
يحفز شهر رمضان الراغبين في خدمة المجتمع على التطوع للعمل مع جهات وهيئات مجتمعية تدعم الصائمين والمصلين، بهدف ترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز التراحم والتواصل الذي تشجع عليه الأجواء الروحانية لشهر رمضان.
وأفادت مديرة إدارة التلاحم المجتمعي في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، حصة محمد الحمادي، عبر 24 بأن العمل التطوعي في رمضان فرصة لتعزيز روح التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع، ويغرس فيهم قيم العطاء والإحسان ويسهم في دعم الأسر المحتاجة والفئات العاملة من خلال توزيع وجبات الإفطار والسلال الغذائية بالتعاون مع الجهات الخيرية".
وأكدت أن التطوع يُعزز الروابط المجتمعية والتعاون من خلال تقوية العلاقات بين المتطوعين وأفراد المجتمع، كما يسهم في تنمية شخصية الأفراد عبر تطوير مهاراتهم في العمل الجماعي والقيادة والتواصل الفعّال، إضافة إلى دعمه للجهات الخيرية في تنفيذ مشاريعها بكفاءة أعلى، ويضمن وصول المساعدات للمستحقين بشكل منظم وفاعل.
أنشطة تطوعية
وأوضحت الحمادي، أن مركز الشارقة للعمل التطوعي يُعد جهة رائدة في تنظيم الأنشطة التطوعية خلال شهر رمضان، ويتيح فرصًا متنوعة، مثل تنظيم حركة المصلين ضمن مبادرة بيوت الرحمن في رمضان، والمشاركة في مسابقة أعلى ساعات تطوعية، إضافةً إلى التعاون مع الجمعيات الخيرية لتوزيع السلال الغذائية. كما يقدم المركز برامج تدريبية لتأهيل المتطوعين وتعزيز جودة العمل التطوعي.
مبادرات رمضانية
ومن جانبها لفتت رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتطوع، سحر أحمد العوبد، أن الجمعية أعلنت عن إطلاق سلسلة من المبادرات الإنسانية خلال شهر رمضان المبارك. كالمشاركة بتوزيع وجبات الإفطار، لتعزيز ثقافة العطاء والتكافل، وروح التضامن المجتمعي التي يتميز بها الشهر الفضيل. بالإضافة لتنظيم جلسة رمضانية مع أعضاء الجمعية لمناقشة القضايا المجتمعية وعادات المجتمع في رمضان، وتنظيم بعض الدورات( عن بُعد).
وأكدت العوبد على أهمية العمل التطوعي في رمضان كفرصة لتعزيز القيم الإنسانية، ودعت أفراد المجتمع للمشاركة في الأنشطة الخيرية، والاستعداد الروحي والمجتمعي لاستقبال الشهر الفضيل، من خلال التخطيط للأعمال الخيرية وتعزيز التراحم بين أفراد المجتمع.
روح العطاء
وبدورها قالت مسؤولة الإعلام بجائزة الشارقة للعمل التطوعي، زهرة المازمي: " في رمضان، يتجدد حماسنا للعمل التطوعي، حيث يمثل هذا الشهر فرصة للخير والعطاء وتجسيد أسمى قيم التعاون والتكافل الاجتماعي. نحن في جائزة الشارقة للعمل التطوعي نستقبل الشهر الفضيل من خلال تنظيم مجموعة من المبادرات المجتمعية والفعاليات التطوعية التي تهدف إلى تعزيز روح العطاء".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية رمضان 2025 للعمل التطوعی العمل التطوعی فی رمضان من خلال
إقرأ أيضاً:
الإيثار ورمضان: تجسيدُ العطاء والروح الطيبة
محمد عبدالمؤمن الشامي
رمضان هو أكثر من مُجَـرّد شهر للصيام؛ إنه فرصة روحية عظيمة لتهذيب النفس وتقويتها، وفرصة لتطبيق أسمى القيم الإسلامية، وأبرزها الإيثار.
وفي هذا الشهر المبارك، تُختبر أرواحنا بقدرتنا على تقديم الخير للآخرين على حساب أنفسنا، حَيثُ يتجسد الإيمان في العمل والتضحية.
فعندما يفضّل المسلم حاجةَ غيره على حاجته، رغم احتياجه، فَــإنَّ هذا هو أرقى مراتب الإيمان كما جاء في قوله تعالى: “ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خَصاصة” (الحشر: 9). الإيثار في رمضان ليس مُجَـرّد سلوك أخلاقي، بل هو تعبيرٌ عن روحانية الشهر التي تجسد العطاء والتجرد عن الذات.
تتعدد صور الإيثار في رمضان، بدءًا من إطعام الطعام وتقديم الصدقات إلى تفطير الصائمين. لكن الإيثار لا يتوقف عند حدود العطاء المادي؛ إنه يشمل أَيْـضًا بذل الوقت، والجهد، والتسامح مع الآخرين.
فكما أن الصيام يعوّد المؤمن على ضبط شهواته، يعوّده أَيْـضًا على إيثار الآخرين، والابتعاد عن الأنانية. في رمضان، نتعلم كيف نضحي بأنفسنا؛ مِن أجلِ راحة الآخرين، وكيف نضع مصلحة المجتمع فوق مصلحتنا الشخصية، ونجعل من هذا الشهر فرصة للتطور الروحي والجماعي.
إذا نظرنا إلى مفهوم الإيثار في رمضان، نجد أن هذا المبدأَ يتعدى العطاء المادي ليشمل أَيْـضًا الكلمة الطيبة والدعاء الصادق.
كما أن الصبر على الإساءة والابتسامة في وجه الآخرين هما أَيْـضًا نوعٌ من الإيثار الذي يرتقي بالنفس ويعزز من الروابط الاجتماعية.
يَعدُ رمضان فرصة عظيمة لتعزيز قيم التعاون والإحسان، بحيث يصبح العطاء جزءًا من حياة المسلم اليومية، وليس فقط تفاعلًا مع الفقراء والمحتاجين.
في رمضان، تتجلى صورُ الإيثار بشكل عميق من خلال الدعم المتبادل بين المسلمين في أوقات الحاجة. في ظل التحديات الاقتصادية أَو الاجتماعية التي قد يواجهها البعض، يصبح من الضروري أن يسهم كُـلّ فرد في تقديم الدعم للآخرين، سواءٌ أكان ذلك من خلال التصدق أَو المساعدة العملية. يتحقّق الإيثار في هذه اللحظات عبر تقديم ما في متناول اليد، مهما كان بسيطًا، مع الإيمان الكامل بأن هذا العطاء سيترك أثرًا كَبيرًا في حياة المحتاجين، ويعزز من روح التضامن داخل المجتمع.
يتطلب الإيثار أَيْـضًا تَذكُر أن رمضان هو الشهر الذي يجب أن نتحلى فيه بالتواضع، ونضع فيه مصلحة الآخرين قبل مصلحتنا. ففي كُـلّ لحظة من هذا الشهر، يُختبر إيماننا بمدى قدرتنا على تقديم الخير للآخرين دون انتظار مقابل. إن المسلم الذي يتمسك بقيم الإيثار يعكس صورة مشرقة لروح الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى العطاء والتعاون.
في الختام، يعد رمضان فرصة فريدة لاختبار مدى التزامنا بقيم الإيثار. من خلال العطاء والتضحية؛ مِن أجلِ الآخرين، لا نبني فقط مجتمعًا أفضل، بل نرتقي أَيْـضًا بأنفسنا روحيًّا. كُـلّ تصرف نبذل فيه خيرًا، سواءٌ أكان مالًا أَو وقتًا أَو جُهدًا، هو خطوة نحو رضا الله ورفع درجاتنا في الآخرة. فإن أردنا أن نكون من المحسنين في هذا الشهر المبارك، يجب أن نجعل من الإيثار طبعًا يرافقنا طوال حياتنا، ليكون رمضان محطة تذكير دائم بأهميّة العطاء والتضحية في حياتنا.