في خضم التحولات السياسية المُعقدة التي يشهدها لبنان، يبرز سؤال مصيري بشأن طبيعة العلاقة التي سيرسمها العهد الجديد مع الثنائي الشيعي، "حزب الله" و"حركة أمل". تُشكّل هذه العلاقة اختبارًا حاسمًا لاستقرار البلاد، خاصة في ظل بيئة إقليمية مُتفجرة وتداخلات خارجية عميقة. تتنافس هنا ثلاثة سيناريوهات رئيسية، كل منها يحمل تداعيات مختلفة على مستقبل لبنان، الذي يئن تحت وطأة أزمات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
السيناريو الأول يرتكز على سياسة الإقصاء واتخاذ قرارات أحادية الجانب لتغيير التوازنات السياسية بعد الحرب الإسرائيلية الاخيرة، وهو مسار تنتهجه بعض الأصوات الداعية لاستعادة السيادة. لكن هذا النهج يحمل مخاطر عالية، إذ أن محاولة تجريد "حزب الله" الذي يمتلك ترسانة عسكرية وتأثيرًا أمنيًا وسياسيًا واسعًا من نفوذه بالكامل، من دون تفاهم مسبق قد يؤدي إلى مواجهات داخلية أو انفجار الشارع، خاصة في المناطق التي تُشكّل معاقل لهذه القوى. تاريخيًا، أثبتت المواجهات المباشرة مع اي جماعة طائفية، مع غياب التوافق الشعبي الواسع حولها، انها قد تؤدي إلى حرب أهلية مُبطنة، خصوصًا مع وجود انقسامات مذهبية واجتماعية حادة.
أما السيناريو الثاني فيتجه نحو "الاحتواء" عبر تفاهمات تُحافظ على التوازنات القائمة، مع محاولة استيعاب هذه القوى ضمن لعبة سياسية مُقننة. لكن نجاح هذا الخيار مرهون بدعم خارجي، خصوصًا من دول خليجية قادرة على ضخ أموال لإعادة الإعمار وخلق فرص اقتصادية تُهدئ من غضب الشارع. المشكلة هنا أن العلاقة بين "حزب الله" والدول الخليجية لا تزال باردة بسبب الصراعات الإقليمية القديمة، ما يجعل أي اتفاقٍ ضعيفًا أمام تقلبات التحالفات الخارجية. مع ذلك، قد تُفضي هذه الصيغة إلى هدنة طويلة الأمد، تُدار خلالها الخلافات عبر حوارات مُغلقة، من دون حل جذري لإشكالية السلاح.
السيناريو الثالث يتمحور حول هجوم سياسي وإعلامي مُمنهج لتحجيم نفوذ "حزب الله" و"أمل" عبر كسب المعركة الانتخابية المقبلة، وتحشيد الرأي العام ضد أدائهما، خاصة في ظل تزايد الانتقادات الداخلية لفساد النخب الحاكمة وارتباطها بأجندات خارجية. لكن هذا المسار يواجه تحديات كبرى، فالقوتان تمتلكان قاعدة جماهيرية صلبة، وقدرة على تعبئة الشارع عبر خطاب حزبي وأيديولوجي، كما أن التغيير الانتخابي في
لبنان بطيء وغير مضمون النتائج بسبب قانون الانتخاب المعقد وتشابك المصالح الطائفية.
لا يمكن فصل هذه السيناريوهات عن السياق الإقليمي المُتسارع، فلبنان ليس جزيرة معزولة. أي تصعيد بين إسرائيل وإيران، أو تغيير في تحالفات دول الخليج، أو تطورات في الملف النووي، قد تُعيد رسم الخرائط بين ليلة وضحاها. "العهد الجديد" سيكون أمام خيارات صعبة: إما المغامرة بمواجهة قد تُفجّر البلد، أو التعايش مع واقع قديم تحت ضغوط اقتصادية هائلة، أو المراهنة على زمن سياسي طويل لتغيير المعادلات من الداخل. في كل الأحوال، الثمن سيدفعه اللبنانيون، الذين علقوا بين مطرقة الواقعية وسندان التدخلات الخارجية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
حزب الله
إقرأ أيضاً:
سر ميداني.. ما الفرق بين حرب لبنان ومعركة غزة؟
نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن طبيعة المعركة التي خاضتها إسرائيل في جنوب لبنان ضد "حزب الله"، وعن الحرب التي تخوضها ضدّ حركة "حماس" في غزة. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إن هناك نظرة مقارنة على المواجهة الإسرائيلية في الساحة اللبنانية وقطاع غزة، وهي أنه كيف نجحت إسرائيل في ضرب حزب
الله بينما تجري المعركة في غزة في ظل قيود سياسية وعسكرية نابعة من أهداف مختلفة وواقع معقد يشمل الرهائن. وتابع: "تشيرُ الاختلافات بين الجبهتين إلى استراتيجيات مختلفة بين غزة ولبنان.. من الصعب أن نصدق كيف أصبحت الساحة الهامشية الأقل قوة المشكلة المركزية لإسرائيل خلال العام والنصف الماضيين. أيضاً، هناك سؤال مهم: كيف استطاعت إسرائيل التعامل بشكل كامل وصحيح مع حزب الله الذي كان يشكل التهديد الرئيسي الذي يواجه إسرائيل؟". وأكمل: "لنبدأ من لبنان. مؤخراً، هاجمت القوات الجوية عناصر لحزب الله، وتم القضاء عليهم في هجمات مستهدفة. خلال الأسبوع الماضي، شنت القوات الجوية الإسرائيلية أكثر من 30 هجوماً في لبنان. أيضاً، تمت هاجم شخصيات في مختلف مستويات القيادة ومراكز المعرفة. أيضاً، هاجمت القوات الإسرائيلية الجرافات والحاويات، في إشارة لحزب الله بأن إسرائيل لن تسمح في الوقت الراهن بإعادة إعمار قرى التماس في جنوب لبنان. كذلك، هاجم سلاح الجو منصات إطلاق ومخازن ذخيرة كان حزب الله يحاول نقلها إلى جنوب لبنان". واستكمل: "في أي وقت من الأوقات، تحلق أعداد كبيرة من الطائرات والطائرات من دون طيار وطائرات التصوير والاستطلاع التابعة للقوات الجوية فوق لبنان وسوريا. ولا تقتصر المراقبة على الجو فحسب، بل تشمل أيضا المراقبة الأرضية من خلال وحدات الاستطلاع والعمليات التابعة للقيادة الشمالية. إن هجمات إسرائيل في لبنان تهدف إلى توضيح لحزب الله أن ما كان لن يكون بعد ذلك. إسرائيل عازمة على منع حزب الله من إعادة ترسيخ وجوده. وفي هذا الإطار، صرح ضابط كبير في القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع قائلا: لن تسمحوا للحدود الشمالية بأن تُشكّل تهديدًا لإسرائيل عمومًا وللمجتمعات الشمالية خصوصاً". وتابع: "لقد أصبح نشاط مكافحة الإرهاب في لبنان ممكناً بفضل إدارة عملية السهام الشمالية، والتي نجح فيها الجيش الإسرائيلي في ضرب حزب الله وهزيمته بشكل حاسم. وأدى ذلك إلى تفكيك المحور الشيعي الإيراني، بما في ذلك انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في سوريا، البلد الواقع على المحور المركزي بين إيران ولبنان". وأكمل: "الوحدات التي قاتلت في لبنان هي نفس الوحدات التي تقاتل في غزة. الفرق بين لبنان وغزة بسيط. وفي لبنان، كان الجيش الإسرائيلي يعمل بحرية من دون أي رهائن محتجزين لدى حزب الله، ولكن أيضا من دون أي ضغوط سياسية داخل الحكومة. في الوقت الراهن، لا تمتلك إسرائيل خطة منهجية حقيقية في ما يتعلق بغزة، لكن كبار المسؤولين في جيش الدفاع الإسرائيلي يؤكدون بوضوح أن هدف العملية في الوقت الراهن هو الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الـ59". وأردف: "هذا أمر بالغ في بالغ الأهمية من الناحية التكتيكية من أجل تحقيق هدفي الحرب الآخرين في المستقبل وهما الهزيمة العسكرية لحماس وهزيمة حكومة حماس. هنا، يدرك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس هذا الأمر، وهذا هو السبب بالتحديد الذي يجعل إسرائيل تفضل تنفيذ العملية بهذه الكثافة. عدم تحريك فرق الاحتياط، وعدم إرسال الجيش بأكمله إلى الحملة". وختم: "كان آخر اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي بمثابة وسيلة لأعضاء الحكومة للتنفيس عن غضبهم، لأنهم لا يفهمون كيف لا نستطيع، مع كل القوة العسكرية، رؤية المختطفين. السؤال هو هل ستفهم إسرائيل أن الأشخاص المختطفين لا يمكن إعادتهم بالقوة العسكرية فقط؟ الحقيقة هي أن هدفي الحرب الآخرين يمكن أن يتحققا بسهولة تامة عندما يتم تحرير الجيش الإسرائيلي. حينها سيكون الجيش الإسرائيلي قادراً على التصرف بالضبط كما يعرف: الكثير من القوة، والكثير من النيران، وكل القدرات. من لا يصدق هذا، فلينظر إلى شمال لبنان ويرى أن هذا ممكن جداً"، كما يزعم التقرير. المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة مصدر ميداني: معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع حول القصر الرئاسي بالخرطوم (الجزيرة)
Lebanon 24 مصدر ميداني: معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع حول القصر الرئاسي بالخرطوم (الجزيرة) 23/04/2025 23:50:37 23/04/2025 23:50:37 Lebanon 24 Lebanon 24 "حرب" بين فينيسيوس ومبابي.. ما القصة؟ Lebanon 24 "حرب" بين فينيسيوس ومبابي.. ما القصة؟ 23/04/2025 23:50:37 23/04/2025 23:50:37 Lebanon 24 Lebanon 24 حرب السودان.. ارتباك ميداني وحرائق في الخرطوم "المدمرة" Lebanon 24 حرب السودان.. ارتباك ميداني وحرائق في الخرطوم "المدمرة" 23/04/2025 23:50:37 23/04/2025 23:50:37 Lebanon 24 Lebanon 24 "التيار" ومعركة "الوجود" في الاستحقاق البلدي تفاديا لهزائم لاحقة Lebanon 24 "التيار" ومعركة "الوجود" في الاستحقاق البلدي تفاديا لهزائم لاحقة 23/04/2025 23:50:37 23/04/2025 23:50:37 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص صحافة أجنبية قد يعجبك أيضاً بُشرى عن قطاع الكهرباء في لبنان.. إليكم التفاصيل Lebanon 24 بُشرى عن قطاع الكهرباء في لبنان.. إليكم التفاصيل 16:37 | 2025-04-23 23/04/2025 04:37:17 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدمات نشرات الاخبار المسائية Lebanon 24 مقدمات نشرات الاخبار المسائية 16:35 | 2025-04-23 23/04/2025 04:35:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كلام مهم لحاكم مصرف لبنان.. هذا ما أعلنه Lebanon 24 كلام مهم لحاكم مصرف لبنان.. هذا ما أعلنه 16:28 | 2025-04-23 23/04/2025 04:28:51 Lebanon 24 Lebanon 24 فوق علما الشعب والضهيرة.. ماذا فعل جيش العدو؟ Lebanon 24 فوق علما الشعب والضهيرة.. ماذا فعل جيش العدو؟ 16:06 | 2025-04-23 23/04/2025 04:06:31 Lebanon 24 Lebanon 24 فيديو رائع من داخل المطار.. شاهدوه Lebanon 24 فيديو رائع من داخل المطار.. شاهدوه 16:06 | 2025-04-23 23/04/2025 04:06:01 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة أصبحت نسخة عنها.. ابنة هيفا وهبي تستمتع بوقتها على البحر بإطلالة صيفية (صورة) Lebanon 24 أصبحت نسخة عنها.. ابنة هيفا وهبي تستمتع بوقتها على البحر بإطلالة صيفية (صورة) 00:35 | 2025-04-23 23/04/2025 12:35:15 Lebanon 24 Lebanon 24 مرّة جديدة... قوى الأمن تختم منتجعاً سياحيّاً بالشمع الأحمر Lebanon 24 مرّة جديدة... قوى الأمن تختم منتجعاً سياحيّاً بالشمع الأحمر 06:06 | 2025-04-23 23/04/2025 06:06:27 Lebanon 24 Lebanon 24 3 خطوط جديدة.. التنقل من بيروت وإليها أصبح أسهل وأرخص! Lebanon 24 3 خطوط جديدة.. التنقل من بيروت وإليها أصبح أسهل وأرخص! 09:30 | 2025-04-23 23/04/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد غياب 7 سنوات.. فنانة لبنانية تعود إلى الساحة الفنية (صور) Lebanon 24 بعد غياب 7 سنوات.. فنانة لبنانية تعود إلى الساحة الفنية (صور) 04:56 | 2025-04-23 23/04/2025 04:56:19 Lebanon 24 Lebanon 24 رحيله أحزن الجميع... هذا هو سبب وفاة الإعلاميّ صبحي عطري Lebanon 24 رحيله أحزن الجميع... هذا هو سبب وفاة الإعلاميّ صبحي عطري 08:47 | 2025-04-23 23/04/2025 08:47:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ترجمة "لبنان 24" أيضاً في لبنان 16:37 | 2025-04-23 بُشرى عن قطاع الكهرباء في لبنان.. إليكم التفاصيل 16:35 | 2025-04-23 مقدمات نشرات الاخبار المسائية 16:28 | 2025-04-23 كلام مهم لحاكم مصرف لبنان.. هذا ما أعلنه 16:06 | 2025-04-23 فوق علما الشعب والضهيرة.. ماذا فعل جيش العدو؟ 16:06 | 2025-04-23 فيديو رائع من داخل المطار.. شاهدوه 15:56 | 2025-04-23 خلال توقيف سوريين في وادي خالد.. هذا ما تم العثور عليه فيديو بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 23/04/2025 23:50:37 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 23/04/2025 23:50:37 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 23/04/2025 23:50:37 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات
2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24