قاعدة روسية تأوي طائرات فرط صوتية.. صور قبل وبعد تقارير ضربة أوكرانية بعمق روسيا
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
(CNN)-- يبدو أن القوات الأوكرانية قد كثفت جهودها لإضعاف التفوق الجوي الروسي في الحرب من خلال مهاجمة القواعد التي تضم طائرات حربية فرط صوتية في عمق الأراضي الروسية.
وقالت كييف إنها نفذت ضربة بطائرة بدون طيار على قاعدة شايكوفكا الجوية العسكرية الروسية على بعد نحو 200 كيلومتر شمال شرق الحدود الأوكرانية، الاثنين، وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرة بدون طيار أوكرانية أخرى ضربت مطار سولتسي العسكري في منطقة نوفغورود، على بعد مئات الكيلومترات شمال أوكرانيا.
وتشغل قاعدة شايكوفكا الجوية العسكرية قاذفات بعيدة المدى من طراز Tupolev Tu-22M3 الأسرع من الصوت والتي استخدمتها روسيا لضرب أهداف في أوكرانيا منذ بدء غزوها واسع النطاق العام الماضي. وفي الأسبوع الماضي فقط، أفادت القوات الجوية الأوكرانية أن طائرات تحلق من شايكوفكا أطلقت أربعة صواريخ كروز من طراز Kh-22 باتجاه أوكرانيا.
وأظهر تحليل CNN لصور الأقمار الصناعية للقاعدة أن هذا المطار كان يستخدم أيضًا لإيواء قاذفات القنابل الأسرع من الصوت من طراز Tu-22M3.
وتظهر صورة تم التقاطها في 8 أغسطس/آب عددا من قاذفات القنابل من طراز توبوليف 22 متوقفة هناك. ثم يبدو أن الصورة الملتقطة في 21 أغسطس تظهر أرضًا متفحمة حيث كانت إحدى طائرات Tu-22M3 متوقفة، بينما يبدو أن بقية الطائرة قد تم نقلها.
كما تُظهر صورتان متداولتان على وسائل التواصل الاجتماعي تم تحديد موقعهما جغرافيًا من قبل CNN طائرة مماثلة تشتعل فيها النيران في نفس القاعدة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أقمار صناعية الأزمة الأوكرانية الجيش الأوكراني الجيش الروسي من طراز
إقرأ أيضاً:
رسالة بعد منتصف الليل
يعتقد كثيرون أن دور الأستاذ الجامعي ينتهي عند شرح المقررات وتصحيح الاختبارات، غير أن التجربة تثبت أن العلاقة بين الأستاذ وطلابه تتجاوز تلك الحدود، وتمسّ جوانب إنسانية عميقة قد لا تظهر في المحاضرات، لكنها تتجلّى في لحظات خاصة، وغير متوقعة.
ذات مساء، وبينما كنت أراجع عددًا من أوراق البحث، وصلني بريد إلكتروني من طالب في ساعـة متأخرة من الليل، ومن الطبيعي أن توقيت هذه الرسالة يثير فضولي، لكن ما شدّني أكثر هو محتواها. كانت كلماتها بسيطة، لكنها مثقلة بمشاعر الصمت الطويل، والإنهاك الذي لا يُقال.
كتب يقول: “أدرك أنني لم أكن موفقًا في تقديم العرض المطلوب، وأعتذر عن ذلك، وأنا لا أبحث عن عذر، لكني أمرّ بمرحلة صعبة نفسيًا، ولم أجد من أشاركه ما أمرّ به”.
جلست أمام الرسالة أتأمل، لا من باب الحكم، بل من باب المشاركة الإنسانية، فهذا الطالب من أكثر الطلاب نشاطًا وتفاعلاً، ولكنها بدت وكأنها تحمل في داخلها ما يفوق قدرته على الاحتمال.
وفي الحال بادرت بالرد، ولم أنتظر للصباح، وعبّرت له عن تقديري لصراحته، واقترحت عليه أن يتوجه إلى مركز الإرشاد الطلابي في الجامعة، وكنت وقتها أتوّلى إدارته مع نخبة من زملائي الأكاديميين والاختصاصيين والإداريين، وطمأنته أن ضعف الأداء لا ينتقص من قيمته، بل يدل على حاجة إنسانية لا يمكن تجاهلها.
وفي اليوم التالي، حضر المحاضرة كعادته لكنه جلس بهدوء، يلتفت نحوي بنظرة امتنان صامتة. لم نُعد الحديث، فقد قالت الرسالة كل شيء، وبعد أيام، علمت من الزملاء بالمركز أنهم تواصلوا معه، وبدأت رحلة تعافٍ بطيئة لكنها ثابتة.
وبعد قرابة الشهر، فوجئت به يقف أمام زملائه لتقديم عرض جديد، لكن هذه المرة كانت مختلفة، فحضوره أقوى، وحديثه أكثر تنظيمًا، ونبرته تحمل ثقة واضحة، كما رأيت في عينيه بداية جديدة، لا في الأداء فحسب، بل في الطريق الذي اختار أن يسلكه نحو التوازن النفسي.
ذلك الموقف جعلني أعيد التفكير في دوري كأستاذ، فنحن مسؤولون عن التعليم، لكننا أيضًا نؤدي دورًا في التوجيه والدعم، حتى وإن لم يكن ذلك مكتوبًا في الوصف الوظيفي، فقد تصلنا رسائل في أوقات غير معتادة، لكنها تحمل في طياتها نداء استغاثة، أو رجاء بأن يسمعهم أحد.
الأستاذ الناجح ليس فقط من يشرح المادة بإتقان، بل من يفتح نافذة أمل في وجه من يشعر أنه على وشك السقوط، وكم من رسالة صامتة كانت بداية تحوّل في حياة طالب أو طالبة، فالمهم أن نكون حاضرين، ولو بكلمة في منتصف الليل.