موقع 24:
2025-04-22@23:06:51 GMT

"معاوية" والتجسيد!!

تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT

'معاوية' والتجسيد!!

قبل أن يبدأ عرض مسلسل "معاوية"، أستطيع أن أعلنها بكل ثقة أن الجدل الفقهى الذى بدأ منذ أن تناثر الحديث عن المسلسل سوف يسرق الكاميرا من كل الأعمال الدرامية، على الأقل فى الأيام الأولى من الشهر الكريم. سيدنا "معاوية" صار العنوان.




كثيرًا ما تُثار بين الحين والآخر تلك الأسئلة. الدراما المصرية ملتزمة قطعًا بوجهة نظر الأزهر الشريف فى عدم تجسيد الصحابة وآل البيت والخلفاء.


قبل عشر سنوات، شاركت فى وفد من النقابات الفنية وعدد من النجوم للقاء مع شيخ الأزهر، الذى تفضل مشكورًا بالترحيب بنا.
كان رأى شيخنا الجليل الدكتور أحمد الطيب أنه لا مجال للتجسيد التزامًا بما قررته هيئة كبار العلماء على مدى عشرات من السنين، ملحوظة هيئة كبار العلماء تجدد سنويًّا الرفض.
قلت له يا مولانا وشيخنا الأكبر: "الدراما الإيرانية جسدت سيدنا على والحسن والحسين، ومن حقنا أن نقدم وجهة نظر السنة".
قال لى الإمام الأكبر: "الشيعة لهم تفسيرهم الخاص فى التجسيد، ولنا وجهة نظر مغايرة قائمة على حفاظنا على الإسلام".
قلت له: ولكن مسلسل سيدنا عمر حصل على موافقة العديد من علماء السُّنّة، بتجسيد الخلفاء جميعًا؟.
كان من المستحيل أن نحصل على موافقة من الإمام الأكبر، خاصة أنه قال إن الدراما- يقصد بها الخيال- سوف تتدخل بإضافة تفاصيل فى الحياة حتى يتم ملء زمن المسلسل، وهو ما لا يمكن أن تعتبره هو بالضبط ما حدث، وهذا يعنى الإضافة والحذف، وهو ما يتعارض مع الإسلام، وقتها كان قد تردد أن هناك مسلسلًا مصريًّا يجرى إعداده عن حياة السيدة أسماء بنت أبى بكر، بينما الأزهر الشريف رفض السيناريو بسبب التجسيد.
ولو قلبنا فى صفحات الماضى، فسنكتشف أن رأى الأزهر الشريف بمنع التجسيد تم إقراره قبل نحو 100 عام عندما أشارت الجرائد المصرية إلى أن الفنان الكبير يوسف بك وهبى يستعد لتقديم حياة "سيدنا محمد عليه الصلاة السلام" فى فيلم من إخراج وداد عرفى، وكانت التجارب الأولى للسينما الناطقة قد بدأت فى العالم، أى أنه كان فيلمًا به حوار مسموع وموسيقى تصويرية.
نشرت الصحافة صورًا ليوسف وهبى، تؤكد حماسه للفيلم وتشير إلى أنه سوف يعرض فى كل أنحاء المعمورة لينشر من خلاله الدعوة الإسلامية الصحيحة، وتباينت ردود فعل بعض الصحفيين، فتح بعضهم النيران ضد يوسف وهبى وأعادوا نشر صورة له وهو يؤدى دور الراهب، وأيضًا العربيد الروسى راسبوتين، الذى كانت له قداسة فى روسيا القيصرية قبل قيام الثورة البلشفية التى أطاحت بالقياصرة.
ورغم ذلك ظل يوسف وهبى متمسكًا بأداء الفيلم حتى صدر بيان من الأزهر الشريف يحذر من ذلك لأنه ضد الإسلام، ولم يكتفِ رجال الأزهر بالتحذير فقط من تجسيد سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام، بل قرروا منع تجسيد كل الأنبياء والخلفاء والمبشرين وآل البيت والصحابة، وذلك لكى يصبح درعًا واقية لمواجهة شطط السينما.
كان هناك مَن يعتبر السينما الوليدة "رجسًا من عمل الشيطان"، ووجدوا فيها انحلالًا وهكذا كانت كل الاتجاهات ضد السينما فى المطلق، فما بالكم عندما يصبح الحديث عن تجسيد الأنبياء؟!.
كل ما يتعلق بالدين، ولا أقصد فقط الدين الإسلامى، كل الأديان نجد خط الدفاع الأول هو الرفض لأى شىء مستحدث، القهوة مثلًا كانت فى البداية استنادًا إلى رأى فقهاء الدين تُعد من المحرمات، اعتبروها مُغيِّبة للعقل، استخدام الصنبور "الحنفية" فى الوضوء بدلًا من (الكوز) كان رأى أغلب العلماء فى كل المذاهب فى البداية أنه حرام شرعًا، ما عدا المذهب "الحنفى"، وهكذا أطلقنا عليها فى مصر "حنفية"، وانتشر هذا التعريف من بعدها لكل الناطقين بالعربية.
سبق أن جسدنا الخلفاء وآل البيت والصحابة قبل نحو 13 عامًا فى مسلسل "عمر" إخراج حاتم على.
بينما الآن يتساءلون كيف يجسد إياد نصار دور سيدنا على، وكان قد سبق له أداء دور يشتبه أنه مثلى جنسيًّا فى فيلم "أصحاب ولا أعز" رغم أنه دراميًّا لم يكن مثليًّا؟!، فهل المُشاهد يقطع الخط الفاصل بين الفن والحياة، وتظل تلك الصفة ملتصقة بالممثل، فلماذا إذن تعاطفنا مع محمود المليجى فى فيلم "الأرض"، رغم أنه شرير السينما الأكبر؟!.
أنتظر رأى ورؤية أكثر هدوءًا فى تلك القضية، لسنا بصدد خلاف فكرى بين سُنة وشيعة، ولكن هذه المرة رؤيتان يمثلان السُّنّة، مع كل التقدير لأزهرنا الشريف، وشيخه الجليل، الإمام الأكبر!!.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية رمضان 2025 الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

الرسوم الأمريكية تربك اقتصاد المنطقة العربية.. من الخاسر الأكبر؟

أطلقت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، تحذيرات من التداعيات السلبية للرسوم الجمركية الجديدة، التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكدت أن السياسات قد تهدد صادرات غير نفطية عربية تقدر بنحو 22 مليار دولار سنويا، الأمر الذي يُنذر بتحديات اقتصادية متزايدة لعدد من الدول في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن العلاقات التجارية بين الدول العربية والولايات المتحدة شهدت تحولات جوهرية خلال العقد الأخير، حيث انخفضت الصادرات العربية إلى السوق الأمريكية من 91 مليار دولار في عام 2013 إلى 48 مليار دولار فقط في 2024.

ويعزى هذا التراجع أساساً إلى انخفاض واردات الولايات المتحدة من النفط الخام والمنتجات البترولية، ومع ذلك، فإن الصادرات غير النفطية شهدت تحسناً نسبياً، إذ ارتفعت من 14 مليار دولار إلى 22 مليار دولار خلال الفترة نفسها، ما يعكس توجهاً نحو التنويع الاقتصادي في بعض الدول العربية.


وبات الاتجاه مهدداً اليوم، حيث أن الرسوم الجديدة، التي استهدفت قطاعات حيوية مثل الألمنيوم والكيماويات والمنسوجات، تهدد صادرات دول مثل الأردن، البحرين، مصر، المغرب، لبنان وتونس.

الخاسر الأكبر
ويعد الأردن من أكثر الدول تأثراً، حيث تشكل صادراته إلى الولايات المتحدة ربع إجمالي صادراته العالمية، أما البحرين فتعتمد بدرجة كبيرة على السوق الأمريكية، خصوصًا في صادرات الألمنيوم، ما يجعلها عرضة لاهتزازات اقتصادية عنيفة.

سلّط التقرير الضوء على المخاطر التي تواجهها دولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما في قطاع إعادة التصدير الذي تبلغ قيمته نحو 10 مليارات دولار، ويعود ذلك إلى خضوع السلع المعاد تصديرها لرسوم مرتفعة إذا كانت من مصادر شملتها التعريفات الأميركية الجديدة.

وتتزامن التحديات مع ضغوط اقتصادية إضافية تعاني منها دول مجلس التعاون الخليجي، نتيجة الهبوط الحاد في أسعار النفط، أما الدول العربية متوسطة الدخل مثل مصر والمغرب وتونس، فهي معرضة أيضاً لأعباء مالية إضافية بسبب ارتفاع عائدات السندات السيادية.

وقدرت الإسكوا أن هذه الدول ستتحمل فوائد إضافية تصل إلى 114 مليون دولار في عام 2025، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الإنفاق التنموي والاجتماعي فيها.


وأشار تقرير الإسكوا إلى بعض الفرص الممكنة، أبرزها إمكانية استفادة دول عربية مثل مصر والمغرب من إعادة توجيه سلاسل الإمداد العالمية، خاصة مع تعرض منافسين آسيويين مثل الصين والهند لرسوم أمريكية مرتفعة، لكن تعليق واشنطن لتطبيق بعض الرسوم لمدة 90 يوماً على معظم الدول – باستثناء الصين – قد يقلل من هذه الفرص.

واختتمت الإسكوا تقريرها بتوصيات تدعو إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، عبر الإسراع في تنفيذ اتفاقيات مثل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والاتحاد الجمركي الخليجي، واتفاقية أغادير. كما شددت على أهمية تطوير البنية التحتية اللوجستية وتعزيز مرونة سوق العمل، لضمان اندماج أفضل في سلاسل القيمة العالمية.


وقالت الأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، إن العالم العربي "يقف عند مفترق طرق اقتصادي حاسم"، مؤكدة أن الأزمة الحالية قد تشكل فرصة لإعادة هيكلة الاقتصادات العربية بشكل أكثر تنوعاً ومرونة.

مقالات مشابهة

  •  قرارات المركزي تترك ثقلها الأكبر على كاهل المواطن الليبي
  • الأزهر الشريف يشارك بوفد رفيع المستوى في مراسم جنازة البابا فرنسيس
  • عاجل:- الأزهر الشريف يشارك في جنازة البابا فرنسيس.. وشيخ الأزهر ينعيه بـ 4 لغات
  • عبدالرحيم علي يكتب: باقة حب لفضيلة الإمام الأكبر
  • د. رهام سلامة تكتب: الإمام الأكبر شيخ الأزهر قائد حكيم ومسيرة عطاء لا تتوقف
  • شاهد.. الفنانة إيمان الشريف تنشر مقطع فيديو لها وهي تغني بالذكاء الإصطناعي وتسخر من نفسها: (الوش قدر الطالوش)
  • الرسوم الأمريكية تربك اقتصاد المنطقة العربية.. من الخاسر الأكبر؟
  • السودان والتحدى الأكبر
  • مساجد الجمهورية تصدح بالصلاة على سيدنا النبي احتفاءً وتجديدًا للمحبة والولاء
  • عبدالقيوم الشريف (غيمة): رثاء الشهيدة هنادي بت فاشر السلطان