طرحت زيارة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود قوات شرق ليبيا، إلى فرنسا بشكل مفاجيء وغير معلن بعض التساؤلات عن دلالة وأهداف تحركات حفتر الخارجية، وتأثير ذلك على علاقاته مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

وزار حفتر العاصمة الفرنسية باريس التقى خلالها الرئيس، إيمانويل ماكرون بشكل مفاجيء مؤكدا أنه ناقش معه تعزيز التعاون الثنائي.



"4 ملفات"
وذكرت بعض المصادر الفرنسية أن زيارة حفتر لباريس تناولت 3 ملفات أساسية، وهي: الوجود الروسي في ليبيا، والاتفاقيات التي وقعها حفتر مع بلاروسيا، والدور الرئيسي لحفتر في العملية السياسية، كما جرى التطرق إلى قضية قائد المعارضة النيجيرية، محمود صلاح الذي اعتقلته قوات حفتر في منطقة القطرون الليبية، وسط مطالبة فرنسا من حفتر الإفراج عنه، حيث تعارض تسليمه للمجلس العسكري الحاكم في النيجر"، وفق الإذاعة الفرنسية الرسمية.

وأوضحت الإذاعة الفرنسية الحكومية أن "هذا اللقاء المفاجئ يعد نهاية فترة من البرود بين باريس وشرق ليبيا، وأنه جاء بعد عودة الرئيس الفرنسي من الولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ما يحمل دلالات ورسائل.


وقبل لقاء ماكرون، زار حفتر دولة بلاروسيا صحبة أفراد من عائلته العسكريين التقى خلالها برئيس بيلاروسيا ووزير الدفاع وقاموا بتوقيع عدة اتفاقات لم يكشف عن تفاصيلها حتى الآن.
فماذا وراء زيارات وتحركات حفتر الدولية الآن، وهل يعارض الرفض الأمريكي لتوسيع علاقاته مع روسيا؟

"استغلال حفتر لتعزيز النفوذ في إفريقيا"
من جهتها قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، ربيعة بوراص إن "تحركات حفتر الخارجية، سواء إلى بيلاروسيا أو فرنسا، تعكس سعيه لتعزيز موقعه كلاعب أساسي في المشهد الليبي، لكنها أيضًا تعكس رغبة هذه الدول في استخدام ليبيا لتعزيز نفوذها في أفريقيا، خاصة مع تزايد التنافس الدولي على القارة".

وأكدت في تصريحات لـ"عربي21" أن "ليبيا الآن أصبحت ساحة مفتوحة لأي سيناريو، حيث تتشابك المصالح السياسية والعسكرية مع الطموحات الاقتصادية، خصوصًا بعد بروز المعادن الاستراتيجية كمحرك جديد للصراع، إلى جانب النفط".

وأشارت إلى أن "فرنسا، التي تسعى لحماية مصالحها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، قد ترى في حفتر شريكًا أمنيًا، لكن دعمها له لم يعد كما كان، خاصة مع ضغوط واشنطن التي تراقب أي تقارب بينه وبين روسيا، في المقابل، حفتر يستخدم هذه الزيارات لإظهار أنه لا يزال لاعبًا دوليًا، قادرًا على عقد تفاهمات مع قوى مختلفة، لكنه يواجه تحديًا حقيقيًا في موازنة هذا التنافس دون أن يصبح تابعًا لأي طرف"، وفق قولها.

وأضافت: "التحدي الأكبر، سواء لحفتر أو لأي قائد ليبي آخر، هو ليس فقط التعامل مع الحسابات الدولية، بل أيضًا تحديد مستقبل ليبيا في ظل صراع المعادن الذي بدأ يظهر إلى السطح، القوى الكبرى لا تتنافس فقط على النفوذ السياسي، بل على الموارد الاستراتيجية التي قد تجعل ليبيا بؤرة جديدة للتدخلات الاقتصادية والعسكرية".

وتابعت: "السؤال الحقيقي هو: هل سيتمكن القادة الليبيون من فرض سيادتهم على هذه الثروات وتوجيهها لصالح استقرار البلاد، أم ستتحول ليبيا إلى نقطة صراع جديد بين القوى الكبرى؟ هذا هو الرهان الأساسي الذي سيحدد شكل المرحلة القادمة"، حسب كلامها.


"تزاحم روسي غربي"
في حين رأى الكاتب السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير أنه "لا يمكن أن نجد مفتاحا لفهم زيارات حفتر لروسيا البيضاء وفرنسا إلا فى إطار التزاحم الروسي الغربى على التمركز الاستراتيجى في ليبيا، فبعد يوم واحد من لقاءات الرياض بين الروس وإدارة ترامب، وجهت بلاروسيا الدعوه لحفتر لزيارة مينسك بل أرسل رئيس هذه الدولة طائرته الرئاسية الخاصة لإحضار حفتر على عجل".

وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "زيارة بيلاروسيا حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، وركزت على القضايا الاستراتيجية والدفاعية دون غيرها وبشكل معلن لإرسال رسالة واضحة للإدارة الأمريكية بأن لروسيا حليف قوي في ليبيا".

وبخصوص زيارة فرنسا قال بويصير: "هذه الزيارة التي تمت عشية عودة ماكرون من واشنطن هي في نفس الإطار ولنفس الغرض ولكن في الاتجاه المعاكس أي في اتجاه ضمه للمعسكر الغربى وإخراجه من العباءة الروسية"، وفق تقديراته.

"ضمانات ومصالح"
وحول مصالح حفتر من الزيارات الخارجية وخاصة فرنسا، أوضح الكاتب الليبي أن "هذه المزاحمة تعطي حفتر فرصة سياسية حقيقية ليس فقط لأن يحتل موقعا مهما فى العملية السياسية فى ليبيا والتى يتم إنضاج آلياتها فى واشنطن الآن، بل يمكنه أن يضع هو مشروعه لهذا التصور السياسي مع فرصة جادة لأن يتبناه الغرب خاصة أن يمتلك ورقة تهم الغرب جدا وهي إبعاد روسيا عن بطن أوروبا الرخوة"، كما رأى.

وختم حديثه بالقول: "أراقب بدقة قدرة فريق حفتر السياسي على صياغة مشروعه السياسي، الذي لابد أن يحمل في ثناياه ثلاثة ضمانات :تحقيق الغرض الاستراتيجى الغربى بإبعاد الوجود الروسي المسلح مع إمكانية الإبقاء على العلاقات الاقتصادية، وتحقيق رغبة ترامب المعلنة في أن تستفيد بلاده من مخزون النفط الليبي، وثالثا: تحقيق قبول الليبيين بالمشروع باعتباره يخرجهم من سنوات الفوضى ويفتح أمامهم أبواب بناء دولة حديثة ويرفع من مستواهم الاقتصادي، وهذا عمل ليس سهلا"، كما صرح لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حفتر ليبيا ماكرون بلاروسيا ليبيا حفتر بلاروسيا ماكرون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

زوبعة ترامب تعصف بوزارة الخارجية .. ما الذي يجري؟

سرايا - في إطار حملته التي بدأها منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض بتقليص النفقات الحكومية والحد من صلاحيات بعض المؤسسات، يعتزم الرئيس دونالد ترامب تقليص حجم وزارة الخارجية بشكل جذري، مما يتركها بعدد أقل من الدبلوماسيين، وعدد أقل من السفارات.

ويبدو أن إدارة ترامب، التي يغذيها إيلون ماسك وأتباعه، عازمة على تركيز الوزارة على مجالات مثل اتفاقيات الحكومة المعاملاتية، وحماية أمن الولايات المتحدة، وتعزيز الاستثمار الأجنبي في أميركا.

تقليص أو إلغاء مكاتب
هذا يعني تقليص أو إلغاء المكاتب التي تروج لمبادرات القوة الناعمة التقليدية، مثل تلك التي تعزز الديمقراطية، أو تحمي حقوق الإنسان، أو تدعم البحث العلمي أو تعزز النوايا الحسنة في الخارج بشكل عام، وفق تقرير لموقع "بوليتكو".

فيما قد ترقى هذه التغييرات إلى إعادة هيكلة تاريخية للوزارة العريقة التي توسع نطاق عملها على مدى عقود من الزمن لتشمل مجموعة متنوعة من الجهود لتعزيز النفوذ الأميركي في الخارج.

وتم إرسال بعض هذه الأفكار في أوامر عامة وتصريحات من ترامب وآخرين. ووصف شخص مطلع على مناقشات وزارة الخارجية الداخلية ومسؤول أميركي سابق له علاقات بفريق ترامب تفاصيل إضافية حول الاستراتيجية وما سيتم تخفيضه.

انقسام الآراء بين مؤيد ومنتقد
في المقابل زعم المؤيدون أن التغيير من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء وزارة خارجية أكثر تركيزاً ومرونة في نفس الوقت، وهو ما من شأنه أن يخدم مصالح الولايات المتحدة بشكل أفضل.

لكن المنتقدين يقولون إن الإصلاحات قد تلحق الضرر بالولايات المتحدة في الأمد البعيد، خاصة أنها تتنافس وجهاً لوجه مع الصين الطموحة، لاسيما أن الصين تجاوزت في السنوات الأخيرة الولايات المتحدة في عدد مرافقها الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى توسيع نفوذها الخارجي مع تضاؤل نفوذ واشنطن.

بدلاً من ذلك، فإن إدارة ترامب "ستقلص بشكل كبير نطاق الدبلوماسية الأميركية، وتقلص بشكل كبير الغرض من دبلوماسيتنا وممارستها وتعيدها، إن لم يكن إلى القرن التاسع عشر، على الأقل إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية"، وفق ما قال توم شانون، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية خدم في عهد رؤساء جمهوريين وديمقراطيين.

في موازاة ذلك تشير مواقف ترامب المناهضة للهجرة أيضاً إلى أن مكتب وزارة الخارجية الذي يركز على الهجرة واللاجئين قد يتعرض للإغلاق أو التقليص.

وبحسب شخص مطلع على المناقشات الداخلية، فمن المرجح أن يتم الاحتفاظ بمكتب الشؤون الاقتصادية، نظراً لوجهة نظر ترامب التي غالباً ما تكون معاملاتية تجاه العالم واهتمامه بتعزيز الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة.

تخفيض عدد الموظفين
كذلك كشف ذات المصدر المطلع أن قسم الشؤون القنصلية الذي يقوم بأعمال مثل التأشيرات وجوازات السفر ومساعدة الأميركيين العالقين في الخارج، سيظل ركيزة أساسية لوزارة الخارجية.

ومع ذلك، أوضح أن هذا القسم سيشهد بعض التخفيضات في عدد الموظفين.

بدوره برر جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، التغييرات التي طرأت على وزارة الخارجية بالإشارة إلى الوضع المالي الأوسع نطاقاً في أميركا، بأنها مدينة بمبلغ 36 تريليون دولار.

يذكر أن ترامب أصدر في هذا الشهر، أمراً تنفيذياً يدعو إلى "إصلاح معايير التوظيف والأداء والتقييم والاحتفاظ" بالخدمة الخارجية.

ومن المقرر أن تشمل التغييرات تجديد دليل الشؤون الخارجية وغيره من أسس الدبلوماسية الأميركية.

فيما يبدو أن الأمر التنفيذي يهدف إلى إنشاء مجموعة أكثر مرونة من موظفي وزارة الخارجية الذين يسهل طردهم.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1093  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 28-02-2025 12:13 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
ظهور مخلوق بحري يشبه الكائنات الفضائية الهند .. مكالمة مجهولة تكشف جريمة قتل قبل لحظات من حرق الجثة حيلة خبيثة .. مصر تكشف كيف نهبت FBC أموال ضحاياها طيار يتجنب كارثة بعد أن تفاجأ عند هبوطه بطائرة قادمة باتجاهه .. فيديو نضال الحديد يقدّم استقالته من رئاسة نادي الفيصلي... الشواربة يقرر تعطيل موظفي أمانة عمان يوم الأحد المقبل الملك يفتتح مبنى مركز الحسين للسرطان في العقبة ..... دول تبدأ صيام أول أيام رمضان الأحد المقبل .. تعرف... العثور على الممثل جين هاكمان وزوجته ميتَين في منزلهما قسد: قررنا إجراء حوار خاص بنا ومبرر تركيا لضربنا انتهىالاحتلال يغتال مسؤول نقل السلاح بحزب اللهترامب: لا أصدق أني وصفت زيلينسكي بالدكتاتورمباحثات مكثفة بالقاهرة لتنفيذ المراحل التالية من...ترامب: نجري محادثات جيدة بشأن غزةواشنطن تبدأ بفرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك...دول تبدأ صيام أول أيام رمضان الأحد المقبل .. تعرف...غضب في المغرب .. حملات لمقاطعة مواد أساسية خلال رمضانالصحة العالمية تحذر من سماعات الأذن .. تهدد مليار... "بشار الأسد رجل شريف وقابلته منفردا" ..... أحمد السقا يتحدث عن حقيقة تقديم "الجزيرة 3" رانيا يوسف تكشف تعرضها للسحر لوسي توجه رسالة مؤثرة لدنيا وإيمي سمير غانم نهاية “القدر” تثير تفاعلاً واسعاً .. والجمهور بين... برشلونة يفتح أبوابه أمام عودة نيمار إلى صفوفه رونالدو يظفر بجائزة جديدة في دوري روشن الرمثا يفوز على شباب الأردن بهدف نظيف الهلال يفقد "الحاسم" في مواجهات أهلي جدة السومة والنصر .. علاقة 9 أعوام و11 هدفاً ظهور مخلوق بحري يشبه الكائنات الفضائية الهند .. مكالمة مجهولة تكشف جريمة قتل قبل لحظات من حرق الجثة حيلة خبيثة .. مصر تكشف كيف نهبت FBC أموال ضحاياها طيار يتجنب كارثة بعد أن تفاجأ عند هبوطه بطائرة قادمة باتجاهه .. فيديو مصرع 39 شخصا ودمار واسع بفيضانات في أفغانستان مشادة تنتهي بكارثة .. طبيب يتعرض للدهس بعد خلاف مع زوجته - فيديو ساويرس يطلق عاصفة .. لا داعي لإضافة العربية لجمهورية مصر واشنطن تتهم بيونغ يانغ بسرقة عملات مشفرة بقيمة 1.5 مليار دولار بالذكاء الاصطناعي .. صيني يخسر 28 ألف دولار بسبب حبيبة وهمية كم مرة ينبغي غسل المناشف اليومية؟

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • وزير العمل الليبي يشدد على أهمية تفعيل التأشيرات العمالية لضبط دخول العمالة المصرية إلى ليبيا
  • عميد بلدية الأصابعة يتحدّث لـ«عين ليبيا» عن آخر تطورات الحرائق حتّى اللحظة
  • روسيا وبيلاروسيا توسّعان نفوذهما في ليبيا.. اتفاقات عسكرية مع حفتر
  • أستاذ علاقات دولية: مصر تسعى لإنهاء الجمود السياسي في الداخل الليبي
  • الشامخ يهنئ المشير حفتر والشعب الليبي بحلول شهر رمضان
  • حزب صوت الشعب يستنكر بشدة تواصل الحملة العدائية والتصعيدية التي تخوضها فرنسا ضد الجزائر
  • الفريق صدام حفتر يشرف على تخريج كتيبة 36 صاعقة بعد تدريبها في بيلاروسيا
  • مسيحيو سوريا.. حق فرنسا الذي تريد به باطل
  • زوبعة ترامب تعصف بوزارة الخارجية .. ما الذي يجري؟