الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد (مدينة تقع الآن في تركستان) وكان من الصالحين الزاهدين العابدين، ويذكر العلماء موقفًا أنه كان لصاً وقاطع طريق، وتاب، واتَّجه نحو الانشغال بالعبادة والزهد وملازمة البيت الحرام، إذ أنه كان شاطراً (يعني من أهل النهب واللصوصية) يقطع الطريق بين أبيورد، وسَرَخْس، وكان سبب توبته أنه عشق جاريةً، فبينما هو يرتقي الجدران إليها سمع تاليًا يتلو: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ﴾ [الحديد: 16]، فقال: «يا رب، قد آن»، فرجع فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: «نرتحل»، وقال قوم: «حتى نصبح، فإن فضيلًا على الطريق يقطع علينا»، قال: ففكرت وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين هاهنا يخافونني وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.

. فتاب الفضيل رضي الله عنه وأمَّنَهم وجاور الحرم حتى مات» رضي الله عنه.
وللفضيل أقوالٌ ووصايا انتفع بها المسلمون، منها: «إذا أحب الله عبدًا أكثر غمَّه، وإذا أبغض عبدًا وسَّع عليه دنياه». وقال «لا ينبغي لحامل القرآن أن يكون له إلى خَلْقٍ حاجة، لا إلى الخلفاء فمن دونهم، فينبغي أن تكون حوائج الخلق كلهم إليه»، وقال «لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيامٍ ولا صلاةٍ، وإنما أدرك بسخاءِ الأنفس، وسلامة الصدر، والنصح للأمة».. وقال «جعل الشر كله في بيت وجعل مفتاحه الرغبة في الدنيا، وجعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا».
ومن أقواله المأثورة أيضاً: «من خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد»، و«بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله»، و«عليك بطرق الهدى ولا يضرك قلَّة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين».
وقد شهد له العديد من العلماء والصالحين وأثنوا عليه ثناءً جميلًا، يدلُّ على قَدْرِه وقيمته، ومن ذلك ما ذكره ابن حبان من أنه نشأ بالكوفة وبها كتب الحديث ثم انتقل إلى مكة وأقام بها مجاورًا للبيت الحرام مع الجهد الشديد، والورع الدائم، والخوف الوافر، والبكاء الكثير، والتخلي بالوحدة، ورفض الناس وما عليه أسباب الدنيا إلى أن مات بها.
وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري: «ما رأيت أحداً كان أخوفَ على نفسه، ولا أرجى للناس من الفضيل، وكان صحيح الحديث، صدوق اللسان، شديد الهيبة للحديث إذا حدَّث».
 وقد مات رضي الله عنه بمكة في المحرم سنة 187ه.

أخبار ذات صلة «التحبير» تواصل استقبال المشــاركات مدفع شرطة دبي «الرحال» في مسجد السطوة الكبير

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: رمضان

إقرأ أيضاً:

أحمد حسن: جوزيه مدرب عنيد.. وكان المحرك الرئيسي للقرارات داخل الأهلي

أكد أحمد حسن، نجم منتخب مصر الأسبق، أنه في عام 2010، وصل بعدد مشاركته الدولية مع منتخب مصر الى ١٧٠ لقاء، ليتخطي رقم حسام حسن الذي كان ١٦٩ لقاء، وكان ذلك في لقاء الكاميرون، ببطولة أفريقيا.

أحمد حسن: عمل التوأم في قيادة منتخب مصر يتحتم عليهم قبول النقدأزمة جديدة في الزمالك يكشف عنها أحمد حسن

وقال أحمد حسن، خلال لقاء له ببرنامج "سابع سما"، عبر فضائية "النهار"، إن مانويل جوزيه مدرب الأهلي الأسبق، مدرب عنيد، وفي بعض الأحيان مدرب ديكتاتور، وأعتقد أن كلمته، كانت المحرك الرئيسي للقرارات داخل النادي الأهلي.

الجميع كان يرغب في استمراري

وتابع نجم منتخب مصر الأسبق، أن الجميع كان يرغب في استمراري داخل النادي الأهلي، وفي اللقاء الأخير لي مع فريق الأهلي، الجمهور قام بالهتاف لي من أجل عدم الرحيل من النادي.
 

مقالات مشابهة

  • بينار دينير وكان يلدريم يرزقان بمولودهما الأوّل
  • هل عليه قضاؤها؟.. حكم صلاة المأموم منفردا خلف الصف
  • شخصيات حقيقية .. أشرف عبد الباقي يكشف سبب نجاح قلبي ومفاحته
  • لطيفة تنعي إيناس النجار «اخر مره شوفتك امبارح وكان عندي أمل»
  • منظمة إسلامية: مصرع أكثر من 700 مصل أثناء صلاة الجمعة إثر انهيار مساجد بسبب زلزال ميانمار
  • ماذا يحدث بعد صلاة العيد؟.. الملائكة تبشر المصلين بـ3 أرزاق في الدنيا
  • أحمد حسن: جوزيه مدرب عنيد.. وكان المحرك الرئيسي للقرارات داخل الأهلي
  • على مدار مواسم رمضان.. شخصيات متميزة قدمها أحمد عبد الحميد
  • ثالث تغيير في ديالى خلال 2025.. التميمي يتولى منصبًا أمنيًا مهمًا - عاجل
  • أبدا أزلا.. لماذا استعان السيسي بتعبيرات توراتية وإنجيلية في مناسبة إسلامية؟