المشادات بين ترامب وزيلينسكي تثير تفاعل اليمنيين.. هل يجرؤ المجلس الرئاسي أن يقف هكذا في وجه السفير السعودي ال جابر؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
أثارت المشادات الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، داخل البيت الأبيض تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين الذين تشهد بلادهم صرعا منذ عشر سنوات.
والجمعة، شهد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، مواجهة وصفت بـ"التاريخية"، بين الرئيس ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي، انتهت بمغادرة الأخير بشكل مبكر بعد تصاعد التوتر بين الطرفين.
وبدأت المواجهة عندما كان الرئيسان يتحدثان أمام وسائل الإعلام، قبل أن تتصاعد لهجتهما بشكل ملحوظ. وكان ترامب ونائبه جيه دي فانس يتبادلان الحديث مع زيلينسكي، قبل أن يتهم فانس الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات دعائية. وردّ زيلينسكي بدعوة فانس لزيارة أوكرانيا، الأمر الذي لم يلقَ ترحيبا من الأخير.
بدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة.. إما أن تبرم اتفاقا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".
وحظيت المشادات بين ترامب وزيلينسكي تفاعلا بين اليمنيين الذين أسقطوا تلك الحادثة على مجلس القيادة الرئاسي، واعتبروا موقف الرئيس الأوكراني بالشجاع رغم تبعيته لواشنطن، مقابل خنوع قيادات الدولة في اليمن للسعودية والإمارات اللتان تقودان الحرب في اليمن منذ عشر سنوات، وانتهاكاتهما للسيادة اليمنية.
وفي الشأن ذاته سخرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قائلة: "أيها البطل علم حقنا السفلة شوية كرامة".
وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان كتب "معركة في البيت الأبيض لا سابقة لها في التاريخ، تعظيم سلام للرئيس الأوكراني".
وأضاف "تعلّموا يا حكام العرب من المقاتل زيلينسكي، الذي حاور وناور أمام ترامب ونائبه ورفض التوقيع على اتفاقية المعادن بدون ضمانات أمنية لبلاده".
الإعلامي بشير الحارثي غرد بالقول "الغاء اتفاقية المعادن بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وألغي المؤتمر الصحفي المشترك، تبعه مغادرة الرئيس الأوكراني بعد خلاف حاد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأضاف "رغم حاجة أوكرانيا الماسّة لحليفها الاستراتيجي، فإن الرئيس الأوكراني رفض الضغوط والإهانات التي مارسها ترامب، متمسكًا بكرامة بلاده وسيادتها".
وتابع الحارثي بالقول "هكذا هم القادة الحقيقيون، يحترمون أنفسهم وشعوبهم".
الشاعر فؤاد الحميري، علق يالقول "حين تجلس كرئيس، وتتحدث كرئيس، وتلوح بيدك كرئيس، فأنت بالتأكيد رئيس".
وفي إشارة إلى خنوع مجلس القيادة الرئاسي في اليمن قال: فمتى يفهم (المتاعيس)؟!
في حين قال الناشط أسامة المحويتي، أقسم أن رشاد العليمي لا يستطيع الصمود أمام محمد العرب (مراسل قناة العربية).
وأضاف "تحية للمهرج زيلينسكي".
الكاتب الصحفي سيف الحاضري، قال إن "الرئيس الأوكراني زيلينسكي وقف بصلابة وإصرار في وجه الرئيس الأمريكي، يتفاوض بندية، لا يخشى الضغوط، ولا يساوم على سيادة بلاده. في الميدان، يقاتل كجندي قبل أن يكون قائداً، ويواجه أطماع بوتين في استعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي".
وأضاف الحاضري في مقال تحت عنوان (بين زيلينسكي وقياداتنا.. الفرق بين من يصنع النصر ومن يوقع على الهزيمة) أن الانتصار لا يُمنح، بل يُصنع، ولأن العظمة تولد من المواجهة، لا من الخضوع، استطاع زيلينسكي أن يجعل من أوكرانيا دولة تُحسب لها ألف حساب.
وتابع "أما عندنا في اليمن.. لدينا ثمانية أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي، وتاسعهم رئيس البرلمان، وعاشرهم رئيس الحكومة، وفي الاحتياط رئيس مجلس الشورى. كل هؤلاء، حين يقابلون السفير السعودي، وليس الملك أو ولي العهد، لن تجد فيهم رجلاً واحدًا يقف بصلابة ليجادل السفير حول مصالح اليمن".
وأردف "ذات المشهد تكرر في مفاوضات جنيف، وقبل توقيع اتفاق استوكهولم الكارثي، حينها، جرى نقاش حاد بين وفد الحكومة الشرعية والسفير السعودي:
قال وفد الحكومة: "التوقيع على اتفاق استوكهولم خطأ استراتيجي، كارثي على الشرعية، نحن على أعتاب انتصار كبير في الحديدة، لا يمكن القبول به."
ردّ السفير غاضبًا: "ستوقعون! هذه توجيهات سيدي ومولاي ولي العهد، وقد وعد الأمريكيين والأوروبيين بوقف الحرب."
يضيف الحاضري "بعد ساعات، اتصالات مكثفة من الأمين العام للأمم المتحدة، وولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي، حتى جاءت التوجيهات المباشرة من الرئيس هادي بالتوقيع على الاتفاق.
واسترسل "هكذا، في منتصف الليل، وُقِّعت وثيقة الاستسلام السياسي، وبيعت الحديدة بثمن بخس، وسط خنوع القيادة التي لم تجرؤ حتى على رفض الإملاءات".
يقول "اليوم، لا نطلب المعجزات.. فقط موقف صلب أمام سفير، لا نطلب من قيادتنا أن تكون بحجم زيلينسكي، ولا ننتظر منهم مواجهة واشنطن أو الرياض، بل كل ما نرجوه وقفة صلبة أمام سفير، مجرد سفير".
وتساءل: هل هذا كثير؟ هل أصبح الوقوف للحفاظ على مصالح اليمن وتصحيح مسار المعركة أمرًا يفوق قدرة "أصحاب الفخامة والمعالي"؟
وزاد أن أضعف الإيمان أن تُكرِّر القيادة مشهد زيلينسكي وهو يجادل الرئيس الأمريكي، لكن ليس مع واشنطن، بل فقط أمام سفيرها في اليمن! مردفا "الكرامة لا تُوهب.. بل تُنتزع".
وختم الكاتب الحاضري تدوينته بالقول: التاريخ لن يرحم من باعوا سيادة وطنهم، ولم يدافعوا حتى بكلمة، فإذا كان أوكرانيٌ يقف أمام أقوى دولة في العالم بشجاعة، فهل يعجز يمنيون عن الوقوف أمام سفير؟
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا أوكرانيا المجلس الرئاسي السعودية الرئیس الأوکرانی الرئیس الأمریکی أمام سفیر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
انقسامات داخل الأوساط الأمريكية على إثر المشادات الكلامية بين ترامب وزيلينسكي
شهدت الأوساط السياسية الأمريكية انقسامًا وصل إلى صفوف الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه ترامب، وذلك على إثر المشادات الكلامية الحادة التي حدثت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث أدت هذه الخلافات إلى احتمالية تقليل فرص موافقة الكونغرس على إرسال مساعدات إضافية إلى كييف في حربها مع روسيا.
اقرأ ايضاًوفي السياق ذاته، قالت السيناتور الجمهورية ليزا موركاوسكي، أمس السبت، إن هناك "همسات من البيت الأبيض بأنهم قد يحاولون وقف كل الدعم الأمريكي لأوكرانيا. أشعر بالاشمئزاز لأن الإدارة تبدو وكأنها تبتعد عن حلفائنا وتتقارب مع بوتين الذي يشكل تهديدًا للديمقراطية والقيم الأمريكية في جميع أنحاء العالم". من جهة أخرى، هاجم بعض الجمهوريين زيلينسكي واتهموه بـ"عدم الاحترام" بسبب انتقاده ترامب ونائبه جيه دي فانس أمام وسائل الإعلام.
بدوره، طلب السيناتور ليندسي غراهام، وهو حليف مقرب من ترامب، من زيلينسكي تغيير أسلوبه أو الاستقالة، وذلك بعد ساعات فقط من حضوره اجتماعًا ودِّيًا بين زيلينسكي وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ. وقال غراهام للصحافيين بعد المشادة: "ما رأيته في المكتب البيضاوي ينم عن عدم احترام، ولا أعرف ما إذا كان بإمكاننا التعامل مع زيلينسكي مرة أخرى". وأضاف: "إما أن يستقيل ويرسل شخصًا يمكننا التعامل معه، أو أن يغير أسلوبه".
إلى ذلك، كتب السيناتور بيل هاجرتي، عن ولاية تينيسي، على منصة إكس: "لن تُعامل الولايات المتحدة الأمريكية باستهانة بعد الآن"، ورغم تضامن معظم الجمهوريين مع ترامب وفانس، إلا أن البعض انضم إلى الديمقراطيين في الدفاع عن أوكرانيا، وفي منشور على منصة إكس، وصف النائب عن نيويورك مايك لولر اجتماع المكتب البيضاوي بأنه "فرصة ضائعة لكل من الولايات المتحدة وأوكرانيا، إذ كان يمكن التوصل إلى اتفاق يعزز التعاون الاقتصادي والأمني".
اقرأ ايضاًكذلك عبّر النائب الجمهوري دون بيكون عن دعمه لكييف، وقال في بيان: "إنه يوم سيئ للسياسة الخارجية الأمريكية. أوكرانيا تريد الاستقلال والأسواق الحرة وسيادة القانون. إنها تريد أن تكون جزءًا من الغرب. روسيا تكرهنا وتكره قيمنا الغربية. ويتعين علينا أن نؤكد أننا ندافع عن الحرية"، ولم ينتقد أي من المشرعين الجمهوريين ترامب أو فانس.
كلمات دالة:ترامبزيلنسكيأميركاأوكرانيا© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن