وجه صحفي يمني انتقادات حادة لقيادة قوات الأمن الخاصة والسلطة المحلية في محافظة مأرب، على إثر عدم إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد مؤسس تلك القوات عبدالغني شعلان.

 

وقال الصحفي معاذ راجح في منشور على الفيسبوك مدعوم بفيديو مصور، إنه "انتهت حملة إحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد أبو محمد عبدالغني شعلان، حيث عبر الشعب ونشطاؤه من خلالها عن حبهم ووفائهم وإعجابهم بشخصية شعلان الذي ما زالت بصماته واضحة في الأمن والاستقرار الذي تعيشه مأرب".

 

وأضاف الصحفي أن المناسبة المهمة مرت دون أن تبادر قيادة تلك القوات أو السلطة المحلية، التي يُفترض بها الحفاظ على رمزية (شعلان) وحضوره في ذاكرة الأيام، إلى تجديد إحدى اللافتات المرفوعة قرب نقطة قوات الأمن الخاصة عند المدخل الجنوبي لمدينة مأرب.

 

وتساءل راجح هل "هو عجز؟ أو نكران؟ أم ظروف مالية؟ أو عدم اهتمام؟ أو كما قال أحد الجنود إن قيادتهم ترى أن حب أبو محمد مكانه في القلب فقط؟". وأشار إلى تساؤل بريء للمواطنين "هل ما زال الشهيد أبو محمد حاضرًا في قلوب وسلوك رجال الأمن... أو بعضهم على الأقل؟".

 

 

وفي وقت سابق هاجم الصحفي راجح الموجود في مأرب رجال الأمن مؤكداً أن أبو محمد مات "كنهج ومشروع وقدوة في قلوب وسلوك معظم رجال الأمن وحتى في بعض مقربيه ورفاقه"، مشيراً إلى إحياء ذكرى مقتله من جانب هؤلاء بـ"منشوراتهم وحالات الواتساب".

 

وأكد أن قائد قوات الأمن الخاصة السابق لا يزال "حياً وحاضراً في وجدان الشعب، واسمه (عبدالغني شعلان) يبث الرعب في قلوب أعداء الجمهورية والأمن والاستقرار".

 

وكان نشطاء ومدونون أحيوا في الساعات الماضية الذكرى الرابعة لمقتل أبو محمد، بحملة إلكترونية محدودة على مواقع التواصل الاجتماعي، دعت للمشاركة فيها وزارة الداخلية عبر خبر في موقع المركز الإعلامي.

 

وكان العميد شعلان الذي يعتبر مؤسس قوات الأمن الخاصة في مأرب، قد قُتل في مواجهات مع مليشيا الحوثي غربي محافظة مأرب في 26 فبراير 2021م.

 

الجدير بالذكر أن "أبو محمد" مثَّل خلال سنواته في قيادة قوات الأمن الخاصة بمأرب درعاً للمدينة المكتظة بملايين النازحين، وصخرة تحطمت على أعتابها محاولات الحوثيين لخلخلة الأمن بعد أن عجزوا عن السيطرة عليها من خلال جبهات القتال.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن مأرب عبدالغني شعلان حقوق قوات الأمن الخاصة أبو محمد

إقرأ أيضاً:

كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للصحفية نسرين مالك، قالت فيه إنّ: "عاصمة السودان أُفرغت من مضمونها وجُرّدت أجزاء منها، ودُهس شعبها تحت وطأة صراع لم ينتهِ بعد"، موضحة: "قبل عشرة أيام، وفي نقطة تحوّل رئيسية في حرب دامت قرابة عامين، استعاد الجيش السوداني العاصمة من جماعة "قوات الدعم السريع" التي استولت عليها عام 2023". 

وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "ما نعرفه حتى الآن يرسم صورة لمدينة مزّقتها فظائع لا تُصدق؛ حيث أدّت الحرب لانزلاق السودان نحو أكبر كارثة إنسانية في العالم، متسببة في إبادة جماعية في غرب البلاد، ومجاعة هناك وفي مناطق أخرى".

وأضاف: "خاضت قوات الدعم السريع -التي تشكّلت رسميا ووُسّع نطاقها من بقايا الجنجويد- والجيش السوداني، الحليفان السابقان في السلطة، الحرب عندما انهارت شراكتهما. وكان الضحايا هم الشعب السوداني، الذي دُهست حياته تحت وطأة الحرب".

"إن مركزية الخرطوم في الحرب، سواء من حيث ازدهارها أو ما تمثله لقوات الدعم السريع كمقر للسلطة، قد جعلت المدينة عرضة لحملة انتقامية شديدة: فقد استولت قوات الدعم السريع عليها، ثم شرعت في نهبها وترويع سكانها لا حكم المدينة، بل جردت المدينة من ممتلكاتها" وفقا للمقال نفسه.

وأكّد: "يشعر أولئك الذين يغادرون منازلهم مترددين لاستقبال جنود القوات المسلحة السودانية بالجوع والعطش والمرض والخوف. يروون حصارا من السرقة والقتل، بينما أطلقت ميليشيا قوات الدعم السريع النار على من قاوموا مطالبهم. وخوفا من حمل قتلاهم إلى المقابر، دفن الناس قتلاهم في قبور ضحلة في شوارعهم وساحاتهم الخلفية. وفي أماكن أخرى، تُركت الجثث لتتحلل حيث سقطت". 

وأبرز: "وردت تقارير عن انتشار العنف الجنسي ضد السكان المدنيين منذ الأيام الأولى للحرب. ويُعد عدم وجود تقدير موثوق لعدد القتلى مؤشرا على الحصار الشامل الذي كانت الخرطوم تعاني منه".

واسترسل: "في مناطق المدينة التي شهدت أشدّ المعارك، فرّ المدنيون، تاركين وراءهم مدينة أشباح. المشاهد مُروّعة. إذ تحوّلت مباني الخرطوم ومعالمها البارزة لهياكل محترقة، واكتست شوارعها بالأعشاب والنباتات. في تجسيد صارخ لقطع شريان الحياة في البلاد، احترق المطار، الذي كان يعمل حتى الساعات الأولى من الحرب، وكانت الرحلات تستعد للإقلاع، حتى تحول إلى هيكل أسود. ولا تزال بقايا الطائرات التي أوقفتها الحرب على المدرج".


ووفقا للتقرير نفسه، فإنّ "الدمار السريع لمطار الخرطوم، يُظهر السمة الأبرز لهذه الحرب -كم كانت مُتسرّعة-. كيف انسلخت السودان من حالتها الطبيعية بسرعة وغرقت في حرب لم تتصاعد بمرور الوقت، بل انفجرت بين عشية وضحاها"، مردفا: "حمل الملايين كل ما استطاعوا من ممتلكاتهم وفرّوا مع تقدم قوات الدعم السريع. وتم نهب ما تركوه وراءهم سريعا".

وأضاف: "ما حدث في الخرطوم هو أكبر عملية نهب لمدينة أفريقية، إن لم تكن لأي عاصمة، في التاريخ الحديث. من التراث الثقافي للبلاد إلى ممتلكات شعبها، لم ينجُ شيء. أُفرغ المتحف الوطني السوداني، الذي يضم قطعا أثرية ثمينة من الحضارتين النوبية والفرعونية. دُمّر ما لم يكن بالإمكان نقله".

"نُهبت المنازل والمحلات التجارية، وسُرق كل شيء من الأثاث إلى المتعلقات الشخصية. حتى الأسلاك الكهربائية لم تسلم: نُبشت وجُرّدت لبيعها. وتُظهر صور من المدينة بقايا سيارات، جميعها بعد إزالة عجلاتها ومحركاتها" وفقا للتقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".

ومضى بالقول إنّ: "حجم السطو والدمار الذي يظهر جليا يُشير إلى نهاية حصار الخرطوم، كلحظة مُبهجة وحزينة في آن واحد. إن التحرّر من آلام الاحتلال الوحشي هو مدعاة للارتياح والاحتفال، لكن حجم الخسائر، وما يتطلبه إعادة البناء، هائل ويمتد لأسس القدرات المادية والإدارية للمدينة".

وتابع: "هناك مسألة بناء الأمة وإنهاء الحرب في جميع أنحاء البلاد. لقد تفكك السودان عسكريا، واحتشد الشعب خلف القوات المسلحة السودانية لاستعادة وحدة أراضي البلاد وتخليصها من قوات الدعم السريع. لكن مسألة إخراج جميع الهيئات العسكرية من الحكم، وهو مطلب أحبطته شراكة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بعد ثورة 2019 التي أطاحت بعمر البشير".

وأبرز: "أصبحت معلقة في هذه العملية، ما دفع السودان أكثر نحو الحكم العسكري وتوحيده تحت قيادة القوات المسلحة السودانية. وتمّ استقطاب الوكلاء والمرتزقة وموردي الأسلحة، وأبرزهم الإمارات، التي دعمت قوات الدعم السريع. لقد أطالت هذه الجهات الفاعلة عمر الحرب وغرقت في الكثير من التكاليف في الصراع لدرجة أن مشاركتها ستجعل على الأرجح الانتصارات الكبيرة للقوات المسلحة السودانية غير حاسمة على المدى القصير".

وأكّد: "لقد تخلى المجتمع الدولي عن السودان تقريبا لمصيره، مع مئات الملايين من الدولارات من المساعدات التي تعهدت بها والتي لم تتحقق أبدا وتفاعلا سياسيا بائسا"، مردفا: "انتقلت ميليشيا قوات الدعم السريع الآن لمعقل في غرب البلاد، حيث تسيطر على كل مدينة رئيسية تقريبا".


وختم التقرير بالقول: "بلغ حجم العنف هناك ضد الجماعات العرقية والقبائل غير المتحالفة مع قوات الدعم السريع حد التطهير العرقي والقتل الجماعي الذي يُعيد إلى الأذهان إبادة الألفية الثانية، وتتحمّل القوات المسلحة السودانية، بقصفها المميت، مسؤولية سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ولها نصيبها من الاتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

واستطرد: "ما انتهى في الخرطوم وشرق السودان لا يزال مستعرا، وبشدة أكبر، في أماكن أخرى. ربما تكون قوات الدعم السريع قد فقدت جوهرة تاجها، لكن الحرب لم تنتهِ بعد".

إلى ذلك، أكّد: "في غضون ذلك، فإن القدرة على إحصاء الخسائر، بدلا من معايشتها فعليا، هو أفضل ما يمكن أن نتمناه. وما هذه الخسائر، ليس فقط لسكانها، وليس للسودان فحسب، بل لعالم فقد مدينة جميلة وتاريخية وعريقة. لقد تمزقت الخرطوم وتناثرت أجزاؤها في جميع أنحاء السودان. ما تبقى منها يسكن في قلوب أهلها".

مقالات مشابهة

  • عودة الإسم القديم الجديد فی خطاب العيد !!
  • استشهاد صحفي وعائلته بقصف الاحتلال منزله في خان يونس
  • نتنياهو يواجه انتقادات حادة بعد تراجعه عن تعيين رئيس جديد لجهاز الشاباك
  • بالفيديو: استشهاد صحفي إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزله في خانيونس
  • استشهاد صحفي فلسطيني وزوجته وأطفالهما الثلاثة في قصف إسرائيلي همجي على خان يونس
  • استشهاد صحفي فلسطيني وأسرته في قصف إسرائيلي على خان يونس
  • كارثة إنسانية غير مسبوقة.. تقرير يرصد الدمار الذي خلفته الحرب في العاصمة السودانية
  • في الذكرى 84 لتأسيسها.. نقيب الصحفيين يوجه رسالة مؤثرة للجمعية العمومية
  • استشهاد 15 فلسطينيا في قصف طيران الاحتلال وسط قطاع غزة
  • محمد عبدالقادر يكتب: “ابن عمي” العميد أبوبكر عباس.. “أسد الهجانة”