"رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس"
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"رأفت الهجان".. حينما تحوّل الجاسوس إلى أسطورة رمضانية
المسلسلات كانت جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم وليست مجرد عروض تملأ الفراغ
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ.
من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية.
واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في زمن كانت الدراما المصرية تعكس وجدان المشاهد، جاء مسلسل "رأفت الهجان" ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخ التليفزيون، ليس فقط كعمل درامي، بل كملحمة وطنية زرعت الفخر في قلوب المصريين.
المسلسل كان مستوحى من القصة الحقيقية للجاسوس المصري رفعت الجمال، الذي زرعته المخابرات المصرية داخل إسرائيل تحت اسم رأفت الهجان، حيث استطاع اختراق المجتمع الإسرائيلي ونقل معلومات شديدة الخطورة لمصر على مدار سنوات.
جسّد العمل تفاصيل العمليات السرية، العلاقات المعقدة، والمخاطر التي خاضها الهجان في سبيل الوطن، وقدم حبكة مشوّقة تجمع بين الدراما والتاريخ.
عندما عُرض "رأفت الهجان" لأول مرة في رمضان 1988، تحوّل إلى ظاهرة فريدة، حيث اجتمعت الأسر أمام التليفزيون بشغف لمتابعة تفاصيل القصة. نجح المسلسل في تقديم شخصية وطنية أصبحت أيقونة، وارتبط المشاهدون بالبطل حتى شعروا أنه واحد منهم، وليس مجرد شخصية درامية.
حقق المسلسل نجاحًا ساحقًا، واستمر صداه حتى اليوم، حيث أصبح مرجعًا في دراما الجاسوسية، ورسّخ مكانة محمود عبد العزيز كنجم استثنائي.
في تلك الأيام، كان رمضان يحمل طابعًا مختلفًا، حيث لم تكن هناك عشرات القنوات أو منصات البث، بل كانت العائلة تجتمع أمام الشاشة، تتابع عملًا واحدًا بتركيز وشغف.
لم تكن المسلسلات مجرد تسلية، بل كانت تنقل رسائل وتترك أثرًا عميقًا في النفوس، وهو ما فعله "رأفت الهجان"، حينما جعل المشاهدين يشعرون أنهم جزء من معركة مخابراتية حقيقية.
واليوم، رغم تطور الدراما، يبقى "رأفت الهجان" خالدًا في الذاكرة، عملًا لا يُنسى، يعيدنا إلى زمن كانت فيه المسلسلات تصنع التاريخ، لا مجرد حلقات تُعرض ثم تُنسى.
والعمل كان تأليف صالح مرسي (المتخصص في أدب الجاسوسية والمخابرات). وإخراج يحيى العلمي، الذي قدّم العمل بإيقاع مشوّق وأسلوب سينمائي مميز. وبطولة الفنان الراحل محمود عبد العزيز (في دور رأفت الهجان)، يوسف شعبان، يسرا، نبيل الحلفاوي، محمد وفيق وغيرهم من كبار النجوم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رأفت الهجان ليالي الحلمية هند والدكتور نعمان رأفت الهجان بل کان
إقرأ أيضاً:
حكايات الفسيخ: كيف يستعد أهل المنيا لشم النسيم؟
يستقبل أهالي محافظة المنيا عيد شم النسيم وأعياد الربيع بفرحة كبيرة، حيث يحرصون على شراء الفسيخ الذي يُعتبر من الأكلات الشعبية المحبوبة لدى الكثيرين، مما يضيف بهجة خاصة للاحتفال.
إقبال سكان المنيا على الأسماك المملحةرصدت "الفجر" إقبال الأهالي على شراء أنواع مختلفة من الأسماك المملحة مثل الرنجة والفسيخ احتفالًا بعيد الربيع.
أشهر صناع الفسيخ في المنيايُعد "حندقة" واحدًا من أشهر صناع الفسيخ في مدينة المنيا، حيث يُعتبر اسمه الأكثر ترددًا بين أهالي المحافظة من جميع مراكزها، وخاصة محبي الأسماك المملحة مثل الرنجة والملوحة.
في حي الحبشي جنوب مدينة المنيا، يوجد محل صغير يعرفه الجميع، وهو محل فسيخ "حندقة"، ويشهد المحل إقبالًا كبيرًا من المواطنين على مدار العام، إلا أنه يزداد زحامًا قبل أعياد الربيع لشراء الرنجة والفسيخ، كعادة مصرية قديمة.
وفي تحديثهم مع "الفجر"، أشار إحدى العاملات بـ "حندقة" إلى استعدادها لاستقبال العيد من خلال تحضير مجموعة متنوعة من الأسماك المملحة لتلبية احتياجات زبائنها من مختلف القرى والمراكز.
وأكدت أن الفسيخ يحظى بشعبية كبيرة، مشيرة إلى أن فسيخ المنيا يُعتبر من أجود الأنواع في الصعيد بفضل جودته ومذاقه الفريد.
علامات جودة الفسيخأضافت أن هناك عدة علامات تدل على جودة الفسيخ وصلاحيته للأكل، مثل احمرار رأسه وتماسك قوامه ودسامته العالية، وأكدت أهمية أن يحرص الأهالي على شراء الأسماك المملحة من المحلات المعروفة بجودتها.
ويستمر المواطنون في محافظة المنيا بالتوافد على محلات الفسيخ لشراء كميات كبيرة احتفالًا بأعياد الربيع.