لبنان ٢٤:
2025-02-23@15:34:42 GMT

روما... نحن الحق!

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

روما... نحن الحق!



بصوتها المشرقي وبعقلية الأخوين رحباني المشرقية صرخت يوماً فيروز بوجه روما قائلة "نحن الحق" وفي صرختها قالت بطريقة او أخرى انه في هذا الشرق هناك من لا يبحث عن العدد والقوة، وهناك أيضاً من يرغب فعلاً في ان يؤدي شهادة للعالم أجمع فيكون النموذج الطبيعي غير المصطنع وغير المفتعل للحياة المشتركة المُمكن ان تنجح، إن توافرت عناصر الارادة والعمل والعودة الى الجذور لاسيما المسيحية منها التي بنت مجدها على صخور الانفتاح والتلاقي والحوار.



واليوم، قد يكون من المجدي ان يرتفع الصوت من جديد، عله يصل الى روما فتدرك انه في هذا الشرق وفي قلب لبنان هناك فعلاً من يريد أن يشهد للحق على عكس التجارب الكثيرة الأخيرة الت خاضتها روما في لبنان والتي من الواضح انها دفعتها الى الانكفاء عن العمل والاكتفاء بالصلاة.
وفي هذا المجال، يبدو المشهد الدولي الحالي المتعلق بالرئاسة اللبنانية خير دليل على نوع من سياسة الصمت انتهجتها روما تجاه لبنان وتصر عليها أقله حتى الساعة.
لذلك لا بد من التساؤل عن دور الفاتيكان وعن رؤيته للواقع الحالي للبنان، الذي لطالما شكّل محط اهتمام وعناية من قبل الدوائر البابوية.

في هذا الاطار يؤكد مصدر مطلع ل"لبنان 24" ان "غياب الفاتيكان عن الأشكال المختلفة للتحركات الدولية من أجل لبنان لا يعني عدم اهتمامها بالشؤون اللبنانية الداخلية، وبشكل خاص بالملف الرئاسي اللبناني.
لكن روما وعلى عكس مجموعة كثيرة من الدول لا ترضى بلعب اي دور دون ضمان الوصول الى حلول جذرية ونهائية، وهذا على ما يبدو غير ممكن في المرحلة الآنية في لبنان، نظراً لتشابك الملف اللبناني مع أكثر من ملف إقليمي ودولي، ما يجعل امكانية وضع البلاد على السكة الصحيحة صعبة لكن غير مستحيلة".
ويضيف "ما يبدو لافتاً بالفعل هو الصمت الفاتيكاني حول كل ما يتعلق بلبنان، والتصريح الأخير للفاتيكان في هذا المجال، جاء بعد الزيارة الأخيرة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى روما حيث لم يلتق البابا فرنسيس فطُرحت مجموعة علامات استفهام حول الجدوى من الزيارة وحول أسباب غياب البابا عن استقبال البطريرك الماروني.
كما انه ما يبدو لافتاً الى حد كبير هو غياب السفير البابوي في لبنان باولو بورجيا عن المشهد اللبناني لدرجة انه يكاد لا يُسجل له أي تصريح مباشر متعلق بالأزمة اللبنانية بشكل عام وبالملف الرئاسي بشكل خاص".

ويرى المصدر" ان تواري الفاتيكان عن الظهور كلاعب أساسي في الداخل اللبناني لم يأت بصورة مفاجئة، انما تم التحضير له منذ ما قبل نهاية عهد الرئيس ميشال عون، الذي أعلن قدوم البابا الى لبنان، لتنفي الفاتيكان الخبر معلنة ان لبنان في قلب البابا لكنه لن يقدم على زيارته في المدى المنظور.
وعلى هذا الصعيد، يمكن القول ان زيارات البابا الرسولية المتعددة في الآونة الأخيرة نسفت الفرضية القائلة بأن تأجيل زيارة البابا الى لبنان يعود لأسباب صحية".

كما يشير المصدر الى انه "وبناء لكل ما تقدم لا بد من طرح علامات الاستفهام حول الصمت الفاتيكاني "المُريب"، ولا بد من التوقف بجدية عند شكل زيارة البطريرك الأخيرة الى روما، كما لا بد من التفكير بجدية في الأسباب التي حالت دون ان يكون للبابا زيارة الى لبنان.
وهنا، من المرجح ان تكون روما في حالة ترقب وانتظار.فروما التي تدرك ان الحلول تحتاج الى من يقدمها، تدرك ايضا ان التركيبة الحالية السياسية والروحية ليست هي الجهة المخولة انتاج اي خرق في جدار الأزمة اللبنانية العميقة جداً".
 
ويختم المصدر مؤكداً انه " في المدى المنظور من المُستبعد جداً ان يشهد لبنان اي مسعى فاتيكاني ناعم كان ام غير ناعم، لذلك من المستحسن ان يرفع اللبنانيون صوتهم من جديد مشيرين الى ان الحق ما زال قائماٍ في هذا البلد، علّ الصوت يصل الى آذان المعنين في الدوائر الفاتيكانية". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لا بد من فی هذا

إقرأ أيضاً:

خلال زيارته اللاجئين السوريين في لبنان.. الكاردينال تشيرني: البابا يبكي معكم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خصص الكاردينال مايكل تشيرني محطة من مهمته لزيارة مخيم اللاجئين في كفردلاقوس، في طرابلس. شريط من الأرض، بين الخيام والأكواخ التي تؤوي حتى سبعة أشخاص في الداخل، حيث تقوم كاريتاس بتوزيع المساعدات وتوفير عيادة متنقلة.

اختار الكاردينال مايكل تشيرني، عميد دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة، أن يدرج في مهمته إلى لبنان زيارة مخيم اللاجئين السوريين في قرية كفردلاقوس، قضاء زغرتا، في محافظة شمال لبنان، وهو واحد من بين خمسين مخيماً منتشراً في أنحاء البلاد. مكان لا يمكن وصفه إلا بكلمات البابا فرنسيس: "ضاحية وجوديّة". إنَّ المسألة معقدة، وتتداخل فيها مشكلة إغلاق الممرات الإنسانية من قبل الحكومات الأوروبية، بالإضافة إلى عدم كفاية المساعدات التي تقدمها من الأمم المتحدة: كل دولار يُستلم يتبخر أمام الديون التي تراكمها العائلات في المتاجر القريبة لشراء الطعام والاحتياجات الأساسية، ألف، ألف وخمسمائة، ألفا دولار "ديون، هذا كلُّ ما نملكه. لا شيء آخر"، تقول فطيم، ٥٠ عاماً، سورية من حماة، تعيش في لبنان منذ اندلاع الحرب في ٢٠١١. 

تتحدث خلال لحظة حوار مع الكاردينال تحت خيمة تتساقط منها قطرات المطر: "الماء لدينا في كل مكان، فوقنا وتحتنا، لكن ليس للاستحمام أطفالنا متسخون، لا يملكون ملابس نظيفة ولا يذهبون إلى المدرسة"، لذا، يتم إرسال الأطفال للعمل في الحقول أو لبيع علب المناديل الورقية في الشوارع.

الكبار يبكون، والصغار يبتسمون، يتعلمون أغنية وتحيات باللغة الإيطالية مع الأب ميشال عبود، رئيس كاريتاس لبنان.

 يتبعون الكاردينال أثناء جولته في المكان، ينظرون بفضول إلى هذا الرجل الطويل، الذي يعتمر قلنسوة حمراء ويحمل صليبًا خشبيًّا، يصرخون ويلعبون طوال الوقت، بملابس متسخة وضيقة، بلا ألعاب، لكنهم يبتكرون وسيلة للهو بما يجدونه على الأرض بعض الأمهات صغيرات جدًّا في السن؛ وتشكّل النساء نصف السكان، وبسبب المعتقدات الدينية، لا يذهبن إلى المراكز الطبية إلا برفقة الأزواج أو الآباء لذلك، وفّرت كاريتاس عيادة متنقلة: على عربة، صيدلية يتمُّ فيها قياس ضغط الدم وتوزيع الأدوية للأمراض المزمنة، في إحدى "الغرف"، وهي ممر حجري ضيق ورطب، تم تجهيز ما يشبه العيادة حيث يعمل طبيبان، داليا وبيير، وقد وضعا سريراً طبياً وجهازاً محمولاً للتصوير بالموجات فوق الصوتية. "نعاين ما لا يقل عن خمسين شخصاً يومياً، من بينهم ١٠ إلى ١٥ حالة حمل"، يوضحان "ولكن لا، لا يحملن نتيجة اعتداءات جنسية"، تؤكد الطبيبة فوراً. تقدم كاريتاس المحلية الخدمة ذاتها عبر ١١ وحدة متنقلة أخرى، ليس فقط في جميع مخيمات اللاجئين، بل أيضاً للفقراء اللبنانيين في القرى الأكثر عوزاً، لا توجد أولويات أو تفضيلات، بل فقط حالات طوارئ.

في مخيم  كفردلاقوس، هناك حالة طوارئ مستمرة: تارةً بسبب العدوى، وتارةً بسبب انقطاع المياه والكهرباء، لكن غالبًا ما يكون السبب هو نقص الغذاء واستحالة العيش بسبعة أو ثمانية، وأحيانًا حتى عشرة أشخاص - كما حدث خلال الحرب - داخل مكعب حجري، بأرضية وجدران مغطاة بالسجاد، ومطبخ صغير خلف ستارة تُستخدم أيضًا كخزانة. الجميع يحلمون بالعودة إلى ديارهم: "الحمد لله، رحل نظام الأسد، نريد أن تعود الحياة كما كانت يقول الشاويش. لكن المشكلة أن "في سوريا لا يوجد شيء". لم يذهب أحد للتحقق من الوضع، والخوف يتسلل بينهم من أن "الوضع الجديد" قد يتحول إلى شيء أسوأ من الوضع الذي فرّوا منه، في هذه الأثناء، لم يعُد اللبنانيون، الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة، وانخفاض في الرواتب، وندرة في فرص العمل، قادرين على تحمّل عبء مليون ونصف مليون لاجئ على أراضيهم، دورة لا تنتهي، "إذا ضمن لنا أحد منزلاً في سوريا، يمكننا العودة"، يقولون.

"جئنا لكي نتعرف عليكم، ونُصغي إليكم، ونشارككم الرجاء في العودة إلى وطنكم، سوريا"، يؤكد الكاردينال تشيرني، إنَّ "البابا سعيد بوجودي بينكم، نحن نبكي على معاناتكم، البابا يبكي معكم، ويحبكم"، وفي طريق العودة إلى حريصا، علق الكاردينال تشيرني على زيارته قائلاً: "أنا عاجز عن الكلام أمام حياة تُعاش في أقصى درجات البؤس، إنَّ الظروف غير إنسانية، والناس يكافحون للبقاء على قيد الحياة، يريدون أن يعودوا إلى ديارهم، لكنهم يعلمون أن الأمر صعب في الواقع، لم يعُد لديهم بيوت في سوريا".

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني لـ وفد إيراني: بلدنا تعبت من حروب الآخرين على أرضه
  • تزامنا مع كلمة لنعيم قاسم.. غارات إسرائيلية تستهدف مناطق في الجنوب اللبناني
  • الرئيس اللبناني: انسحاب إسرائيل وإعادة الأسرى يحققان الاستقرار على الحدود  
  • الرئيس اللبناني: إسرائيل خرقت الاتفاق وعلى واشنطن التدخل
  • الرئيس اللبناني: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار باستمرار احتلالها عدة تلال
  • خلال زيارته اللاجئين السوريين في لبنان.. الكاردينال تشيرني: البابا يبكي معكم
  • تحولات حزب الله اللبناني مع نصرالله وبعده
  • وزير الدفاع اللبناني: نؤكد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا
  • الحرس السويسري يكشف حقيقة الاستعداد لجنازة بابا الفاتيكان
  • الفاتيكان ينشر بيانا بشأن صحة البابا فرنسيس