أنس عبدالرزاق

رحيلُ شهيد الإسلام والإنسانية ليس نهايةَ المسيرة، بل شعلةٌ تُضيء دربَ الأمانة الجديدة: أمانة البناء على أكتاف التضحيات. ليست المسؤوليةُ هتافاتٍ عابرةً، بل عهدًا مع الدماء لتحويل الألم إلى إرادَة صُلبة. فالأوجاع التي تُغرس في الصدور ليست دموعًا تُذرف، بل بذورٌ لِشَجَرةِ المقاومة التي تُروى بالوعي، وتُنمى بالثبات، وتُحصَّن بمواجهة المؤامرات بلا تردّد.

علينا أن نصنع من الفقدِ مدرسةً للجهاد المتواصل: في الفكر، والعمل، والسياسة، والحياة. كُـلّ خطوةٍ نحو العدل، وكلُّ كلمةٍ تدحض الظلم، وكلُّ موقفٍ يُجسِّد الحقَّ هو جزءٌ من “الملحمة” التي ستُخلِّدُ اسم الشهيد في سفر التاريخ. لن يكون الثباتُ شعارًا، بل منهجًا يوميًّا يُترجم محبتنا إلى فعلٍ يُزهرُ انتصارات.

هذه الأمانة ليست عبئًا، بل شرفٌ يقتضي أن نكون أهلًا لدماءٍ سُكبتْ دفاعًا عن القيم. فليكن رحيلُه شرارةَ يقظةٍ لا تنطفئ، ولتكن ذكراه وقودًا لِمعركةِ الحق التي لن تنتهي إلا بملحمةِ النصر أَو الشهادة.

ولنكن حروبًا صامتة تهز أركان الظلم.

فالمسؤولية الآن أن نحمل روح الشهيد في كُـلّ مسلك: في تربية جيل يقرأ التاريخ بعيون المستقبل، ويبني الحضارة بأدوات العلم والقيم. ليست مُجَـرّد واجب وطني أَو ديني، بل هي حربٌ وجودية تستنزف أعداء الإنسان في صمت، حَيثُ ينكشف عجزهم عن إطفاء نار الحق التي أشعلها الشهيد.

علينا أن نحول الفقد إلى وحي يسري في شرايين الأُمَّــة: مدارس تصنع رجالا ليسوا أرقاما، ومؤسّسات ترفض الانحناء، وسياسة ترفض أن تكون وسيلة لخدمة الأغراض. كُـلُّ ذلك بقوة من يعلم أنه وارثٌ لدم لم يجف، وراية لم تسقط.

فاليوم.. ليس وقتَ الرثاء، بل وقت نكتب فيه دستور المقاومة الجديد، دستور يجعل الألم سلاحًا، والفقد محورًا، والذكرى خطة عسكرية لكسر قيود التخلف. هكذا تبنى الملاحم.. ليست بالقصائد، بل بصمت العظماء وصخب الإنجازات.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

السغروشني يعد بكشف حصيلة تفعيل حق الحصول على المعلومة "قريبا" بعد تأخر دام ست سنوات

منذ دخول قانون الحق في الحصول على المعلومة حيز التنفيذ قبل أكثر من خمس سنوات، لم تصدر لجنة الحق في الحصول على المعلومة أي تقرير حول حصيلة عملها، بما يخالف القانون المنظم لعملها.

ونُشر القانون رقم 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومة في الجريدة الرسمية يوم 12 مارس 2018، ودخل كليًا حيز التنفيذ في 12 مارس 2020.

وتنص المادة 22 من القانون المذكور على أن لجنة الحق في الحصول على المعلومة تُحدث لدى رئيس الحكومة، وتناط بها عدة مهام، منها « إعداد تقرير سنوي حول حصيلة أنشطتها في مجال الحق في الحصول على المعلومة، يتضمن بصفة خاصة تقييمها لحصيلة عمل هذا المبدأ، ويتم نشره بكل الوسائل المتاحة ».

وكان يُفترض أن تصدر اللجنة ستة تقارير سنوية حتى الآن، لتقديم حصيلة تفعيل الحق الدستوري في الحصول على المعلومة، وهو ما تأخر دون تقديم اللجنة توضيحات بخصوص الموضوع.

رئيس اللجنة، عمر السغروشني، قال في تصريح لـ »اليوم 24″ إن اللجنة ستصدر قريبًا تقريرًا يغطي فترة ست سنوات من تفعيل القانون المذكور، دون تقديم توضيحات أكثر.

وتجنب السغروشني الجواب عن سؤال لـ »اليوم 24″ حول حيثيات مخالفة قانون الحق في الحصول على المعلومة، وعدم إصدار التقرير السنوي الذي تنص عليه المادة 22 منه، مكتفيًا بالتأكيد على أن اللجنة ستصدر قريبًا تقرير خمس سنوات مضت، يُضاف إليه تقرير السنة الأخيرة من تنفيذ القانون المذكور.

كلمات دلالية الحق في الحصول على المعلومة السغروشني

مقالات مشابهة

  • غرفة سوهاج: حماية المقدسات الدينية بالقدس مسؤولية دولية
  • واسط عن قرار يوم الشهيد الفيلي: فرصة لتخليد سيرة جزء أصيل من الشعب
  • السغروشني يعد بكشف حصيلة تفعيل حق الحصول على المعلومة "قريبا" بعد تأخر دام ست سنوات
  • برغم آلام الحرب وسيل الدماء نهنئكم بالعيد!
  • الصين تصنع حاسوبا كميا يعالج مشكلات تتطلب 6 مليارات سنة في ثوان
  • هل يجوز للزوج أخذ مال الزوجة؟ وماذا لو طلبت رده؟
  • «فومبي».. مرآة التاريخ التي تعكس وحشية الإنسان
  • شاهد..الفانتازيا تصنع جو إستثنائي أمام مقر النهار
  • صامدون على طريق القدس
  • حركةُ حماس تُحمِّلُ أمريكا والاحتلال الإسرائيلي مسؤولية إبادة الشعب الفلسطيني