استغلال دور الضحية لتوريط المظلومين في اتهامات زائفة بالظلم
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
يقوم الأفراد أو حتى المؤسسات بتحويل الأدوار وتبني موقف الضحية
يشكل الظلم والعدالة مفهومين أساسيين في تفاعلات المجتمعات، حيث يسعى الجميع لضمان حقوقهم والتصدي لأي نوع من أنواع الظلم. ومع ذلك، يبدو أن هناك استغلالاً متزايداً لمفهوم الضحية والمظلوم من قبل البعض لتحقيق أهدافهم الخاصة على حساب الأبرياء. ومن أشد أنواع هذا الظلم، هو عندما يلعب الظالم دور الضحية ويتهم المظلوم بأنه ظالم.
اقرأ أيضاً : حمزة نمرة يتصدر التواصل الاجتماعي بأغنية مثيرة
وفي التفاصيل، فإنه في العديد من الحالات، يقوم الأفراد أو حتى المؤسسات بتحويل الأدوار وتبني موقف الضحية رغم أنهم هم الذين يمارسون الظلم. يستخدمون هذه الطريقة لكسب تعاطف الآخرين والحصول على دعمهم، مما يجعل من الصعب على المظلومين الدفاع عن أنفسهم.
الأمثلة الواقعيةتحويل الزوج العنيف دور الضحية من خلال ادعائه بأنه يتعرض للاستهداف من قبل شريك حياته، في حين أنه هو من يمارس العنف.
استخدام بعض الشركات الكبيرة لمفهوم الضحية لإلقاء اللوم على المنافسين أو السلطات عندما تكون هي التي تمارس السلوكيات غير الأخلاقية.
تداعيات:يؤدي هذا النوع من الظلم إلى تقوية موقف الظالم وتضعيف موقف المظلوم. يمكن أن يتسبب في فقدان الثقة في العدالة والنظام، ويجعل من الصعب تحقيق العدالة الحقيقية للمتضررين.
في نهاية الأمر، يجب أن يكون هناك توعية ووعي دائم بأنه ليس كل من يدعي الضحية هو فعلاً ضحية، وأن هناك أشخاصًا يستغلون هذا المفهوم لتحقيق مصالحهم الشخصية. ينبغي دعم الأنظمة القانونية والاجتماعية التي تسعى للكشف عن هذه الحالات وتقديم العدالة الحقيقية للمتضررين.
المصدر: رؤيا الأخباري
إقرأ أيضاً:
الإعلام بين التنوير والتضليل
مع بداية كل عام جديد، تتنافس بعض البرامج الفضائية على جذب المشاهدين عبر استضافة المنجمين والفلكيين الذين يقدمون توقعاتهم لما سيحدث فى العام المقبل، وعلى الرغم من أن هذا النوع من المحتوى يحقق نسب مشاهدة مرتفعة، إلا أنه يثير جدلاً واسعًا فى الأوساط الدينية والثقافية، خاصة مع الهجوم الواضح الذى يشنه علماء الأزهر على مثل هذه الممارسات التى تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامى.
لقد أكد علماء الأزهر مرارًا أن التنجيم ليس علمًا، بل خرافة مبنية على استغلال عقول الناس واهتمامهم بمعرفة المستقبل، وهو أمر محرم شرعًا ، والعبارة الشهيرة «كذب المنجمون ولو صدقوا» أصبحت شعارًا يتردد فى كل مرة يظهر فيها هؤلاء على الشاشات، حيث يشدد الأزهر على أن علم الغيب هو من اختصاص الله وحده، ولا يمكن لأى إنسان، مهما كانت ادعاءاته، أن يعرف ما سيحدث فى المستقبل.
ما يثير الاستغراب هو إصرار بعض الإعلاميين على تقديم هذا النوع من المحتوى، رغم أن الرسالة الإعلامية يجب أن تكون مسئولة وتهدف إلى تثقيف وتنوير المشاهدين، وليس تضليلهم.. هذه البرامج بدلًا من التركيز على تقديم محتوى هادف يُثرى العقول ويشجع على التفكير العلمي، أصبحت وسيلة لإثارة الفضول وزيادة نسب المشاهدة على حساب وعى الجمهور.
إن استضافة المنجمين والفلكيين لا تقتصر على تقديم توقعات شخصية أو عامة فحسب، بل تتعداها أحيانًا إلى استغلال الأزمات الاجتماعية والسياسية لزيادة تأثيرهم، فهم يقدمون وعودًا براقة أو تحذيرات مخيفة، مما قد يؤثر على نفسية الجمهور، خاصة فى أوقات الأزمات.
الإعلام باعتباره أحد أهم أدوات تشكيل الرأى العام، يجب أن يتحمل مسئوليته تجاه المجتمع فبدلاً من استضافة المنجمين، يمكن توجيه الجهود إلى استضافة خبراء حقيقيين فى مجالات العلوم والاجتماع والاقتصاد لمناقشة التحديات الحقيقية التى تواجه الناس وكيفية الاستعداد لها بطرق علمية وعملية.
ومما لا شك فيه يجب أن تكون هناك ضوابط واضحة تمنع استغلال الشاشات لنشر الخرافات، خاصة تلك التى تتعارض مع القيم الدينية والثقافية للمجتمع، كما يجب تعزيز وعى المشاهدين بخطورة الانسياق وراء هذه الادعاءات التى تفتقر إلى أى دليل علمي.
وفى النهاية.. الإعلام ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو شريك فى بناء وعى المجتمع ،وإذا اختار الإعلاميون التركيز على التفاهات والخرافات بدلاً من تقديم الحقائق، فإنهم يسهمون فى تجهيل الجمهور بدلاً من تثقيفه.
ولذلك دائما ما اؤكد ان المستقبل لا يُعرف بالتنجيم، بل بالعمل والعلم والإيمان تحية لقرار الأستاذ أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وقراره المحترم بمنع استضافة العرافين والمنجمين.