موقع النيلين:
2025-04-22@08:48:57 GMT

الوالغون في صحن المليشيا من بوابة حنك النمل

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

في جامعة الخرطوم (قبل الخراب) لدي صديق يجالس فتاة مثقفة جدا مهتمة بالفكر النسوي، ذات أفق واسع وعقل مفتوح، تناقشت معها كثيرا أثناء لقاءاتنا المشتركة في جذور مفهوم التحرر و (الإنطلاقة) التي تعيشها، كانت تميل لي أكثر من صديقي، لكني – وبكل أسف- أستهدفت عقلها ولا شئ غيره، لذلك مَلّت الحديث معي، أما صديقي فلا زال مستمرا في الحفاظ على علاقته بها، رغم عداءها الغير مبرر للمجتمع المحافظ الذي ينتمي له كلانا أنا وصديقي .

.

قابلتها بعد فترة ، أقتربت منها، وجدتها قاطعت صديقي، وصارت ترافق كل يوم شخصا مختلفا وتأتي بسيارة مختلفة، كل علاقاتها فوضوية وغير (ملتزمة) ، ذات مساء قابلتها في كافيه بصحبة (شوقر دادي مريب)، فسألتها سؤالا صريحاً، هل أنتِ مثقفة متحررة أم (ش*شة) ؟؟ فردت وهي غارقة في اللامبالاة : إن الطريق نحو ال## يبدأ من العقل ..

هذه الفتاة تشبه إلى حد بعيد الزميلين خالد نور وعبد الحفيظ مريود ، كلا الشخصين كوز سابق ومهمش، خالد كان ناشطا بقطاع طلاب الحركة الإسلامية لكن التنظيم همشه، فهو شخص سطحي محدود القدرات وضعيف الإمكانات التحليلية والتبريرية، كما همش مريود كذلك وهو المثقف والكاتب والسيناريست المتميز، كما أن شخصيته تجمع بين التصوف والتشيع والفلسفة والوجودية، مع سيطرة كبيرة لأفكار الهامش والمركز على طرائق كتابته ..

كلا الشخصين مختلف عن الآخر في إمكاناته وقدراته ، وكلاهما كان غارقاً في المسغبة للدرجة التي لا تتحمل فيها ظروفه الإقامة في فندق أو قطع تذكرة طيران لحضور منشط وطني أو غير وطني خارج السودان ، لكن ما يربط نور ومريود هو نهاية الطريق الذي وصلا إليه ..
حنك النمل هو أفضل طريق يمكن أن يسلكه الناشط المثقف للوصول لحالة الجنجويد الكامل ، فالجنجدة تبدأ من العقل كما أثبتت لنا المفكرة النسوية أعلى المقال، فالمثقف الغارق من المسغبة يعيش نظرية التطور الداروينية، يبدأ فيها مشككا ضعيفا ثم مخذلا صغيرا، ثم متهما أحد الأطراف (تلاويحا وتلاميح) ثم داعية سلام ومحايداً ثم يتحول لجنجويد كامل بكدمول ولغة جنجويدية متماهية مع خطاب القوني وجزلانه ..

هذه العملية لا يسلكها الأرزقية العاديين، فشخص مثل صلاح سندالة أو أحمد كسلا أو منعم الربيع، لن يجتهد كثيرا في تغيير موقفه، فيمكن أن يغير موقفه في اليوم مرتين ولا أحد يشعر بالصدمة حيال هذا التغيير، أو يستنكر عليه الفعل، لأن هؤلاء وطنوا متابعيهم على حقيقتهم وهي أنهم (أرزقية) محترفون ، لا يخجلون ولا يشعرون بالحرج من أحد وليست على وجوههم مزعة لحم يخشون عليها ..

لكن المعضلة أن مريود مثلا قدم نفسه مفكرا ومثقفا منحازاً لكثير من القيم الإيجابية والدينية، وكذلك لديه تجربة وتاريخ وسبق في تنظيم الحركة الإسلامية، فهو يورد القصة والإستشهاد في مقاله كالآتي : (مرة كنا مع الشيخ علي عثمان ومعنا المرحوم فلان والمرحوم فلان وشخصي الضعيف) فقد كان أقرب من غيره ل على عثمان ونافع وكرتي وأسامة عبد الله من كثير من حاملي السلاح ضد الجنجويد اليوم، والذين يدعي وهو وشلته الجديدة أنهم مليشيا كرتي وأسامة عبد الله ..

أنا لا أعرف خالد نور جيدا، لكني كنت أحترم مريود جدا، وأثق في رأيه، لكنه أصبح لا يستحي، وكلما زاد عدد الأشياء التي يستحي منها الإنسان كلما كان أقرب للكمال، والإنتماء للجنجويد هو أمر جدير بالخجل منه والتبرؤ، لكن المكتولة ما بتسمع الصايحة ..
يوسف عمارة أبوسن.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عدن تحت الحصار: "نقطة تفتيش" تتحول إلى "بوابة المجهول" للمسافرين الشماليين

مدينة عدن (وكالات)

في تطور يثير الغموض والقلق، أفادت مصادر محلية بتصاعد وتيرة منع المسافرين القادمين من المحافظات الشمالية من عبور محافظة أبين نحو عدن.

فبعد أيام قليلة من حوادث مماثلة في لحج، نصبت مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتياً حواجز جديدة على طريق مودية، لتتحول رحلة العودة أو الوصول إلى العاصمة المؤقتة إلى كابوس عالق بين "نقطة تفتيش" و"بوابة مجهولة" المصير.

اقرأ أيضاً هاتفك يتجسس عليك من خلال "حساس الضوء".. والصدمة: لا يحتاج إذنك 21 أبريل، 2025 أخطر تكتيك عسكري: غارات أمريكية على صنعاء مموهة بطائرات ركاب 21 أبريل، 2025

شهادات لمسافرين تقطعت بهم السبل تكشف عن احتجاز العشرات، القادمين من السعودية ومختلف المحافظات اليمنية، دون أي تبرير واضح أو سند قانوني.

وبينما تتصاعد أصوات الاستنكار لهذا "الإجراء التعسفي" الذي يمس بحرية التنقل ويغذي الانقسام، يبقى مصير العالقين معلقًا في ظل صمت مطبق من الجهات الرسمية، لتتحول عدن تدريجيًا إلى مدينة "محاصرة" أمام أبناء الوطن الواحد.

فهل تنجح هذه "البوابات" في عزل النسيج الاجتماعي اليمني، أم أنها ستكون الشرارة التي تشعل فتيل أزمة أعمق؟.

مقالات مشابهة

  • عدن تحت الحصار: "نقطة تفتيش" تتحول إلى "بوابة المجهول" للمسافرين الشماليين
  • الحكومة: تواصل العمل ليكون الأردن بوابة الدخول لإعمار سوريا
  • الاحتلال يُفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة عبر بوابة "كيسوفيم"
  • والي الخرطوم يطالب المنظمات الدولية بتمليك الرأي العام جرائم المليشيا ضد المواطنين
  • المليشيا تقطع الطريق بحق كل من حاول الخروج من الفاشر ، وتعرض بعض المواطنين للضرب
  • إستدراجٌ إلهي قاد المليشيا وقادتها وكوادرها إلى حتفهم
  • "جمعية الذكاء الاصطناعي العُمانية".. بوابة للإبداع والابتكار
  • 1000 خدمة حكومية موجودة في بوابة أور
  • الطريقة التي سارت بها الحرب في السودان كانت خادعة لحلفاء المليشيا وداعميها
  • مع تقدم الجيش في كردفان ووضع نيالا تحت التهديد ستبدأ المليشيا في فقدان أعصابها