الاشتباكات تتواصل في السودان والدعم السريع يكشف سبب تعثر مفاوضات السعودية
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
السودان – تجددت الاشتباكات المسلحة لليوم الثالث على التوالي بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، في مواجهات يعتبرها المراقبون أنها الأعنف بين الطرفين منذ اندلاع النزاع.
ويرافق ذلك تحليق متواصل للطائرات التابعة للجيش مع أصوات المضادات الجوية التابعة لقوات الدعم السريع، كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في مناطق الاشتباك.
وأعلنت قوات الدعم السريع في بيان لها أنها سيطرت على أجزاء واسعة من معسكر سلاح المدرعات التابع للجيش بعد تقدمها في عدد من المحاور، واستولت على عتاد عسكري ومخازن للأسلحة والذخائر.
وأصدر الجيش السوداني بيانا على لسان ناطقه الرسمي أشار فيه إلى أن قواته المرابطة بمحيط منطقة سلاح المدرعات في منطقة الشجرة العسكرية، قد تصدت لهجوم جديد لقوات الدعم السريع.
ونشرت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي تابعة للإعلام العسكري للجيش أنهم يقومون بتمشيط محيط سلاح المدرعات ويطاردون قوات الدعم السريع حتى المناطق الجنوبية .
كما أوضح محمد المختار نور، المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع في السودان خلال تصريحات صحفية، أن قوات الدعم سيطرت على سلاح المدرعات التابع للجيش بعد حصار 4 أشهر “وماضون باتجاه حسم المعركة “، مضيفا أن لديهم أسلحة وذخيرة استولوا عليها من مقرات الجيش تكفيهم للقتال لمدة عام، وفقا لتعبيره.
وكشف المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع محمد المختار النور عن أن مطالب وفد الجيش السوداني بفك الحصار عن بعض مقاره الاستراتيجية المتمثلة في إخلاء قيادته العامة وسلاح المدرعات الاستراتيجي جنوبي الخرطوم وسلاح المهندسين غربي المدينة، هو ما تسبب بتعثر مفاوضات جدة السعودية، الأمر الذي رفضته قوات الدعم السريع.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش مقتل اللواء ركن ياسر فضل قائد الفرقة الــ16 مشاة في مدينة نيالا السودانية عاصمة جنوب دارفور، موضحا أن ما حدث “اغتيال نفذته يد الغدر والخيانة”، وهناك بعض المصادر تتحدث عن أن فردا من الفرقة التي يقودها كان وراء عملية اغتياله.
وتداول نشطاء فيديو ظهر فيه فضل قبل يومين من مقتله يحفر قبره بيده في نيالا، متعهدا بالقتال حتى الموت دفاعا عن السودان.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع سلاح المدرعات
إقرأ أيضاً:
الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
كشف مصدران يمنيان مطلعان أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية، محمد حمدان دقلو، زار اليمن بالتنسيق مع دولة الإمارات أثناء مشاركة قوات الجيش السوداني ضمن عمليات التحالف العربي الذي قادتها السعودية ضد الحوثيين منذ 2015.
وقال المصدران أحدهما عسكري لـ"عربي21" إن "حميدتي" وصل إلى منطقة الساحل الغربي اليمني القريب من مضيق باب المندب حيث ممر الملاحة الدولية عام 2017، في ذروة العمليات القتالية التي كانت تدور رحاها بين القوات اليمنية المدعومة من الإمارات والسعودية ومسلحي جماعة الحوثيين إلى الغرب من محافظة تعز، وفي المناطق الجنوبية من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.
وأشار المصدر العسكري إلى أن قائد قوات "الدعم السريع" السودانية الذي يقود تمردا على مجلس السيادة الانتقالي المعترف به دوليا في السودان، التقى باللواء، هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع اليمني الأسبق، أحد القيادات العسكرية الانفصالية المدعومة من أبوظبي والذي كان يقود لواءين في الساحل الغربي. في حين كانت "الدعم السريع" تشارك في العمليات القتالية ضد الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح وقتئذ، ضمن القوات التي تشرف عليها أبوظبي شريك الرياض في التحالف العسكري الذي بدء عملياته في مارس/ آذار 2015.
وتابع المصدر ذاته والذي كان حاضرا خلال زيارة "حميدتي" أن قائد قوات "الدعم السريع" مكث في الساحل الغربي اليمني أيام، قبل أن يغادر على متن طائرة خاصة إلى دولة الإمارات".
وحسب المصدرين فإن أبوظبي أنشأت معسكرات حشد وتجنيد السودانيين ضمن قوات "الدعم السريع" في الأراضي الإماراتية وفي جزيرة عصب الإرتيرية، حيث كانت تقوم بذلك تحت لافتة القوات السودانية المشاركة ضمن الائتلاف العسكري الذي تقوده الرياض لدعم السلطة الشرعية اليمنية وإنهاء انقلاب جماعة الحوثيين.
وأكدا أن "حميدتي" ضمن قيادات عسكرية سودانية أجروا زيارات إلى اليمن، بعد أن استقدمتهم دولة الإمارات تحت غطاء " إيفاد القوات إلى اليمن وفي إطار نظام الرئيس السابق، عمر البشير"، فيما كانت عمليات التحشيد والتجنيد للسودانيين ضمن قوات الدعم السريع لغايات أخرى، اتضحت مؤخرا في السودان.
وأوضح المصدران أن الضباط الإماراتيين ومخابرات الدولة الخليجية كانت تنشط بكثافة بين السودانيين الذين يتم استقدامهم إلى الساحل الغربي وكانت تقوم بتشكيلهم في وحدات عسكرية وتقوم بتعيين قيادات لتلك الوحدات ضمنت ولاءها.
كما أن الإماراتيين حولوا اليمن إلى منطقة تأطير لقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي لتنفيذ أجنداتها في السودان، ونظمت خطوط التواصل وضباط الارتباط بينهما، والأدوار والمهام المنوطة بكل قيادي عسكري قبل أن يعودوا إلى معسكرات التجنيد الداخلية التي أنشأتها في البلد العربي الأفريقي، مستغلة علاقتها الجيدة مع عمر البشير قبل أعوام من الإطاحة به عام 2019.
وأفاد أحد المصدرين المطلعين أن حكومة أبوظبي كانت تقوم بحشد وطلب القوات المسماة بـ"الدعم السريع" وتقوم بتدريبها وتحمل تكاليف إعدادها وتسلحيها، ومن بوابة "اليمن" كانت تعد لمعركة السودان الحالية، مؤكدا أن الدولة الخليجية دخلت إلى الواقع السوداني عبر اليمن إذا قامت باستقدام قوات "الدعم السريع" كوحدات تابعة للجيش السوداني وبالتنسيق مع النظام الرسمي في الخرطوم قبل أن تعود هذه القوات كجيش موازي يقود حربا على الدولة السودانية".
فيما قال مصدر عسكري ثالث لـ"عربي21" إن مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن كانت فاعلة بالنظر إلى الغزارة العددية التي ضمت "الألاف من السودانيين" والخبرة القتالية والحوافز الأخرى المادية والعقدية ووفرة أسلحة المشاة وتنوعها. فيما ذكر أحد المصدرين أن حجم التنسيق والعمل كان أكبر من المشاركة في حرب اليمن بل الإعداد لمعركة السودان الجارية منذ عامين تقريبا.
وتابع المصدر العسكري الثالث أن مشاركة السودان في عمليات التحالف القتالية بقيادة السعودية تمثلت في صنفين من القوات الأول بقوات ما تسمى "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي ولعبت دور قتالي في الساحل الغربي.
أما الصنف الآخر، فكان عبارة عن "بعثات تدريبية من الجيش السوداني لتعزيز التدريب في صفوف القوات الموالية للحكومة الشرعية، حيث لعبت دورا كبيرا في تدريب قوات "العمالقة" (ألوية سلفية مدعومة من الإمارات والسعودية) وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله قبل تشكيله أوساط 2017.
ولفت المصدر إلى أن هذه البعثات تابعة لوزارة الدفاع السودانية ولازال جزءا من هذه البعثات موجودة وبالتنسيق بين الحكومة اليمنية والسودانية، مؤكدا أن هناك قوات سودانية من الجيش النظامي موجودة أيضا، في الحدود الجنوبية من المملكة مع اليمن وتشرف عليها الرياض، ومن أبرزها وحدات مدفعية.