خالد الجندي: لا تدعو بقول ربنا يخليك بل قل ربنا يحفظك
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حديثه عن بعض الدقائق اللغوية في القرآن الكريم، أن هناك فرقًا دقيقًا بين بعض الكلمات التي تبدو متشابهة في الشكل ولكن تختلف في المعنى والسياق.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، أن كلمة "خلوا" في قوله تعالى: "وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ" تعني انفردوا بهم، أي ذهبوا إليهم سرًا، أما في قوله تعالى: "فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ"، فالمقصود بها إطلاق سراحهم وتركهم يمضون في طريقهم.
وأشار الجندي إلى أن عبارة "ربنا يخليك" التي يستخدمها البعض للدعاء، قد تحمل معنى غير مقصود، إذ إن "يُخْلِي" تعني يترك، ولذلك من الأفضل أن يقول الشخص "ربنا يحفظك" بدلاً من "ربنا يخليك".
كما تطرق إلى الفرق بين "البرق" و"برق البصر"، موضحًا أن "البرق" في الآية "يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ" هو لمعان السحاب، بينما في قوله تعالى "فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ" (الملك: 7) تعني زوغان البصر واضطرابه عند الفزع.
دعاء للمتوفي في رمضان
دعاء للأب المتوفى في رمضان.. يستحب ترديده من الصائمين وقت الإفطار
وأضاف الشيخ الجندي أن هناك فرقًا بين "آذان" و"أذان"، حيث إن "آذان" جمع "أُذُن"، أي الجارحة التي نسمع بها، أما "أذان" فهو الإعلام بالشيء، مثل "أَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ"، وهو ما ينطبق على أذان الصلاة، إذ تعني الإعلان بدخول وقتها، وليس المقصود بها الأذن البشرية.
وأوضح الفرق بين "قاموا" في سورة البقرة و"قام" في قصة سليمان عليه السلام، حيث إن "قاموا" في البقرة تعني توقفوا بعد أن كانوا يمشون، بينما في قصة سليمان تعني وقف بعد أن كان جالسًا.
وأشار إلى أن القرآن الكريم مليء بالإعجاز اللغوي الذي يكشف عن دقة معانيه، مما يستوجب التدبر والتأمل في ألفاظه وعدم الاكتفاء بالقراءة السطحية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي الشيخ خالد الجندي ربنا المزيد
إقرأ أيضاً:
تطور تاريخي: ماذا تعني دعوة أوجلان حزبه لإلقاء السلاح بالنسبة لتركيا وسوريا؟
في خطوة تاريخية، دعا عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وحل الحزب، مما يمهد الطريق لعملية سلام جديدة في تركيا وإعادة تشكيل التحالفات في سوريا. تحمل هذه الدعوة فرصة لإنهاء صراع دامٍ استمر لعقود، لكن نجاحها يعتمد على تجاوب الأطراف المعنية.
في خطوة غير مسبوقة ومفصلية في تاريخ الصراع الكردي التركي، دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني والمعتقل منذ عام 1999 في سجن جزيرة إمرالي، حزبه إلى إلقاء السلاح وحلّ نفسه. وجاء ذلك في رسالة مؤثرة ومفاجئة قرأها أحمد ترك، القيادي في حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، 27 فبراير 2025.
وقال أوجلان في رسالته: "إعقدوا مؤتمركم واتخذوا قرارًا. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها، ويجب على حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه". لم يكتفِ الزعيم الكردي بذلك، بل تحمل المسؤولية التاريخية عن هذه الدعوة، مما يعكس تحولاً جذريًا في موقفه بعد عقود من الصراع المسلح ضد الدولة التركية.
تُعد هذه الدعوة بمثابة نقطة تحول تاريخية في الصراع المستمر منذ ثمانينيات القرن الماضي بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية، وهو الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وأدى إلى نزوح الملايين. ويُصنف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما جعله على مدار العقود هدفًا لعمليات عسكرية وملاحقات أمنية واسعة النطاق.
Relatedعبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا يدعو لحل التنظيم وإلقاء السلاح بعد مرور عامين على زلزال تركيا المدمر.. معاناة الناجين تتواصل بلا انقطاعتركيا: اعتقال 282 شخصًا بينهم صحفيون وسياسيون للاشتباه بارتباطهم بحزب العمال الكردستانيومع ذلك، فإن دعوة أوجلان لإلقاء السلاح تحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة، فهي تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية متسارعة، خاصة مع التطورات الجارية في سوريا والعراق، والتوترات المتصاعدة بين أنقرة وحلفائها الغربيين بشأن الملف الكردي.
الأبعاد الداخلية في تركيا: هل هي بداية فصل جديد من السلام؟في الداخل التركي، من المتوقع أن تفتح دعوة أوجلان الباب أمام عملية سلام جديدة بين الحكومة التركية والأقلية الكردية التي تُقدّر بنحو 20% من سكان البلاد. قد تؤدي هذه الخطوة إلى:
- تقليل التوترات الداخلية، خاصة في المناطق الجنوبية الشرقية ذات الأغلبية الكردية، التي شهدت على مدار عقود مواجهات عنيفة بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني.
- تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما قد يسهم في دمج الأكراد بشكل أكبر في الحياة السياسية والاجتماعية التركية، وهو ما قد يعزز الوحدة الوطنية ويخفف من حدة الاستقطاب العرقي والسياسي.
- تحسين العلاقات الدولية، حيث يمكن لأنقرة الاستفادة من هذه الخطوة لتحسين علاقاتها مع واشنطن والاتحاد الأوروبي، الذين انتقدوا مرارًا سياساتها تجاه الأكراد.
ولكن على الرغم من ذلك، تبقى هناك أسئلة مهمة في هذا السياق، منها ما يدور حول استجابة الحكومة التركية لهذه الدعوة، فالرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم لطالما تبنوا موقفًا متشددًا تجاه حزب العمال الكردستاني، وقد يرون في هذه الدعوة فرصة لإنهاء التمرد المسلح بشروط الدولة.
من ناحية أخرى، يجب الانتظار قبل الاستنتاج بأن الأكراد سوف يستجيبون بدورهم تماماً لدعوة أوجلان، خصوصاً مع تعقد علاقاتهم، والتغيرات التي يشهدها الإقليم، والتي قد يرون فيها فرصاً لتحسين شروطهم.
الأبعاد الإقليمية في سوريا: إعادة تشكيل التحالفات والتوازناتتمتد تأثيرات دعوة أوجلان إلى الساحة السورية، حيث يُعتبر حزب العمال الكردستاني وحلفاؤه، مثل وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، من اللاعبين الرئيسيين في شمال البلاد. حيث تُسيطر هذه الفصائل على مناطق واسعة وتلعب دورًا محوريًا في الحرب ضد داعش بدعم من الولايات المتحدة.
وهناك، قد تؤدي دعوة أوجلان إلى إعادة تشكيل التحالفات والتوازنات، خاصة في ظل تعقيدات الصراع السوري وتداخل المصالح الإقليمية والدولية، بما في ذلك تركيا، الولايات المتحدة، روسيا، وإيران.
كما أنها قد تشجع الفصائل الكردية على الدخول في مفاوضات سواء معالحكومة السورية أو مع قوى إقليمية أخرى، بهدف تحقيق تسوية سياسية تضمن حقوق الأكراد وتساهم في استقرار المنطقة.
Relatedفيديو: اشتداد المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي العشائر في دير الزورقوات سوريا الديمقراطية تتوعد بالرد بعد مقتل 6 من عناصرها في قصف استهدف قاعدة أمريكيةقوات سوريا الديمقراطية ترفض تسليم إدارة السجون لحكام دمشق الجدد والسبب.. عناصر داعشإلى جانب ذلك، تبرز إمكانية تخفيف حدة التدخلات التركية في شمال سوريا، حيث لطالما بررت أنقرة عملياتها العسكرية بمحاربة مس تسميه "الإرهاب الكردي". وبالتالي فهي قد تضطر الآن إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الأمنية والسياسية.
وتأتي هذه الدعوة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط اضطرابات سياسية وأمنية غير مسبوقة، مما يجعل منها فرصة تاريخية نادرة لإنهاء صراع دامٍ امتد لعقود.
ولكن كما في تركيا، فإن استجابة الأكراد في سوريا لدعوة أوجلان ليست محسومةً تماماً. وعلى الصعيد الإقليمي، قد تعيد هذه الخطوة رسم خارطة التحالفات، خاصة إذا نجحت في تحقيق تقارب تركي-كردي يؤدي إلى خفض التصعيد في سوريا والعراق.
أمل وحذرإذاً، ورغم الأمل الكبير الذي تحمله دعوة أوجلان، إلا أن هناك العديد من التحديات التي قد تعرقل تحقيق السلام، منها الموقف داخل حزب العمال الكردستاني: حيث قد تواجه الدعوة رفضًا من الأجنحة المتشددة في الحزب، خاصة أولئك الذين يرون في الكفاح المسلح الخيار الوحيد لتحقيق الحقوق الكردية.
كما يجب انتظار التفاعل الحكومي التركي، إذ تعتمد فعالية هذه الدعوة على مدى استعداد أنقرة لتقديم تنازلات سياسية، مثل تعزيز الحقوق الثقافية والسياسية للأكراد.
ومع ذلك كله، تشكل دعوة عبد الله أوجلان لإلقاء السلاح وحل حزب العمال الكردستاني منعطفًا تاريخيًا يحمل في طياته فرصًا وتحديات في آن واحد.