بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هو تلك الجرائم التي وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أي دليل يقود إلى الجاني.

سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات.

كيف تختفي لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة في الغموض رغم مرور العقود؟

في هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التي هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.

. وبلا إجابات!

الحلقة الأولى –أغسطس 2010 – وسط العاصمة القاهرة

في صبيحة يوم هادئ بمتحف محمد محمود خليل، لم يكن أحد يتخيل أن الساعات القادمة ستشهد واحدة من أغرب وأجرأ سرقات الفن في التاريخ. لوحة “زهرة الخشخاش”، أحد أبرز أعمال الفنان العالمي فان جوخ، والتي تقدر قيمتها بـ 55 مليون دولار، اختفت فجأة من جدران المتحف، وكأنها تبخرت في الهواء.
صُدمت الأوساط الفنية والعالمية بهذا الاختفاء الغامض، فاللوحة التي رسمها فان جوخ عام 1887، قبل وفاته بثلاثة أعوام فقط، لم تكن مجرد قطعة فنية نادرة، بل كانت شاهدًا على عبقرية فنان عانى من الاضطراب النفسي وانتهت حياته بشكل مأساوي عام 1890.

عملية سرقة وسط الفوضى – كيف اختفت اللوحة؟

بمجرد الإعلان عن السرقة، استنفرت السلطات المصرية جميع منافذ البلاد، من المطارات إلى الموانئ، بحثًا عن أي أثر للوحة المختفية. خضع السياح القادمون والمغادرون لفحص دقيق، وتم تفتيش أي شخص يحمل أعمالًا فنية، ولكن دون جدوى.

كانت هناك علامات استفهام كثيرة تحيط بالجريمة، فاللص أو اللصوص لم يقتحموا المتحف ليلاً، بل نفذوا العملية في وضح النهار، خلال ذروة العمل اليومي. الأغرب أن السرقة تمت بأبسط الأدوات: “موس صغير” استخدمه الجاني لقطع اللوحة من إطارها، دون أن ترصد الكاميرات أي شيء، إذ تبين لاحقًا أن كاميرات المراقبة كانت معطلة، وأجهزة الإنذار لم تعمل، وكأن كل شيء كان مهيئًا لتنفيذ السرقة بسهولة تامة.

لغز بلا حل – من الجاني؟ وأين اختفت اللوحة؟

مرت الأيام والأسابيع، ثم الشهور والسنوات، ولكن اللوحة لم تظهر أبدًا. لم يتقدم أحد بطلب فدية، ولم تُعرض اللوحة للبيع في السوق السوداء، فكيف يمكن لمجرم أن يسرق لوحة لا يمكن بيعها؟

مع تصاعد الغضب، وُجهت في يناير 2011 عشرات الاتهامات لمسؤولين في المتحف ووزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية، لكن رغم التحقيقات والاتهامات، بقيت الحقيقة غائبة.

اليوم، وبعد أكثر من 15 عاما، لا يزال لغز سرقة “زهرة الخشخاش” من أغرب وأعقد الجرائم في تاريخ الفن. هل كانت السرقة مدبرة من الداخل؟ هل تم تهريب اللوحة خارج البلاد بطريقة ما؟ أم أنها لا تزال مخبأة في مكان ما داخل مصر، تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر من جديد؟

 







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: ضد مجهول

إقرأ أيضاً:

إبداعات فنية وأدبية في أنشطة قصور الثقافة بمطروح

نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية بفرع ثقافة مطروح.

استهلت الفعاليات المنفذة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، بالاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حيث قدم قصر ثقافة مطروح محاضرة ألقاها الشيخ السعيد مصطفى حول مكانة المرأة في الإسلام، موضحا الحقوق التي كفلها لها، مثل الزواج والطلاق والميراث، إلى جانب حقها في التعليم والعمل، مؤكدا دورها المحوري في بناء المجتمع من خلال تربية الأجيال على القيم الأخلاقية.

وفي إطار الأنشطة الفنية، أقام القصر ورشة عمل بعنوان "الخطوط العربية ونشأتها" بإشراف فريزة إمبابي، بمركز تنمية الطفل بمطروح، كما أُقيمت ورشة فنية تحت عنوان "رمضانيات" بالتعاون مع المدرسة التجريبية للغات، حيث أشرفت الفنانة منى شاكر على تنفيذ أعمال فنية احتفالا بشهر رمضان باستخدام خامات متنوعة مثل الفوم والجوخ، وسط تفاعل وحماس من المشاركين.

وضمن أنشطة إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش، وفرع ثقافة مطروح، برئاسة محمد محمدي، أعد قصر ثقافة الطفل ورشة أدبية لنادي أدب الطفل للموهوبين، بإشراف محمد فزاع، بمدرسة الإعدادية بنات، تناولت قواعد اللغة العربية وأساسيات الأدب.

وفي سياق متصل، نظمت مكتبة سيدي عبد الرحمن ورشة فنية للأطفال الموهوبين، لتصميم فوانيس رمضان باستخدام الفوم الملون، بإشراف مصطفى شاكر، بالتعاون مع مدرسة تحيا مصر.

كما احتفل قصر ثقافة مطروح بذكرى الشاعر الكبير صلاح جاهين من خلال محاضرة بعنوان "صلاح جاهين والرباعيات"، وذلك بمدرسة العمدة أحمد طرام الإعدادية بنات، حيث قدم د. فارس عبد الشافي شرحا لمفهوم الرباعية الشعرية، موضحا كيف استخدمها جاهين في التعبير عن أفكاره الفلسفية، مشيرا إلى أن جميع رباعياته كتبت على البحر السريع، لتعكس مزيجا من الفرح والحزن في أسلوبه الشعري.

مقالات مشابهة

  • سرعة الجري المثالية لتفادي خطر “حلقة الإصابات”
  • ننشر اعترافات عصابة سرقة الهواتف المحمولة بالقاهرة
  • بدأ بفرقة نجيب الريحاني.. محطات فنية في مشوار الفنان محمد عوض
  • إبداعات فنية وأدبية في أنشطة قصور الثقافة بمطروح
  • بعد كشف ثوري ثمّة شواطئ رملية قديمة على سطح المريخ
  • احتيال بونزي من مادوف إلى العصر الرقمي.. كيف تطورت الجريمة وتصدت لها القوانين؟
  • لأول مرة.. مكتبة الإسكندرية تعرض لوحة نادرة للملك بطلميوس العاشر
  • لأول مرة منذ افتتاحها.. مكتبة الإسكندرية تعرض لوحة نادرة للملك بطلميوس العاشر
  • ترطب الجسم وتعزّز المناعة خلال الصيام.. ما هي ثمرة رمضان المثالية